بسم الله الرحمان الرحيم

بارك الله فيكم شيخنا سمعت كلاما للخارجي المدعو أبو قتادة الفلسطيني يتهم فيه الإمام الألباني – رحمه الله- في مقولته: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقوم لكم على أرضكم. أن فيها الإرجاء نرجو من فضيلتكم توضيح هذه الشبهة و شكرا.
==================
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
أولا : كلام الخوارج وأهل البدع والأهواء لا يلتفت إليه ، ولا يشتغل به إلا لمن كانت له أهلية من العلماء وطلاب العلم ليبين ما فيه من ضلال وانحراف وشبه خطافة .
ثالثا : أن هذه الجملة قالها حسن البنا الإخواني الحصافي الذي تغذى هذا التكفيري من لبانه ، فإنه من مدرسة القطبية التي انقسمت عن مدرسة الإخوان ظاهرا واتفقت معها على تكفير المسلمين باطنا كم اتفقت معها على العمل المسلح في الخفاء فإذا كان فيها إرجاء فهو يسري في عروقه سريان اللبن الذي تغذاه عن شيخهم القبوري الصوفي الأشعري التكفيري الذي جمع من كل أنواع الشر إلا نصرة السنة ومنهج السلف ..
ثالثا : لم نقرأ ولم نسمع عن أحد من العلماء المعروفين والمعتبرين أن هذه الجملة فيها إرجاء ، ووجه الإرجاء فيها ، والشيخ رحمه الله لما قال ذلك لا يعني أنه يدعو إلى تأخير العمل أو تركه بالكلية عن الإيمان كما تقوله المرجئة ،ولا يدعو إلى ترك شيء من العمل بشريعة الله ، كما لا يعني أنه يدعو إلى ترك الدعوة إلى تحكيم الشريعة فقد كان يشيد بالمملكة العربية السعودية دولة التوحيد ويقر أنه ليس هناك دولة في العالم تطبق الشريعة إلا هذه الدولة وكانت أمنيته -رحمه الله – أن تقوم الخلافة الراشدة ، في بعض الدول الإسلامية على أسس وقواعد صحيحة كما كانت عليه في عهد النبوة وأقواله وكتاباته مسجلة ومحفوظة في هذا المجال ...
بل إن هذه المقولة مما يحث فيها الشيخ على العمل بشريعة الله في النفس من باب قوله تعالى :{{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }}
والشيخ – رحمه الله - يرد على مثل ذلك التكفيري بقوله كيف : تدعون إلى تطبيق شريعة الله ، وأنتم أول من ينقض حكم الله في أنفسكم ، كيف تحكم شريعة الله على أناس غارقون في الضلالة ، والشهوات والشبهات إلا من -رحم الله - وقد أطبق عليهم الجهل بحقيقة الإسلام الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم - وطالبكم الله تعالى بأن تحكموه في أنفسكم وفي مجتمعاتكم ، هذا ما قصد الشيخ ، فأين الإرجاء في هذا القول ؟؟
والشيخ – رحمه الله - كان حكيما عالما بما عند هذه الجماعات يتكلم بالسنة ، والحكمة ولا ينظر إلى ما بين قديمه فقط بل كان نظره بعيدا ، لأنه كان يرى أكثر المسلمين غارقون في الشهوات والشبهات من الخرافة والشرك والبدعة ، وتشويه للإسلام الذي أراده الله أن يكون عليه المسلمون ، فهو يدعوهم لتحقيق حكم الله في أنفسهم أولا مع تصفية إسلامهم مما علق به مما ليس منه وتربية أنفسهم على ذلكم الإسلام الصحيح فإذا كان ذلك كذلك على مراد الله ومراد رسوله وانتشر فيهم بدأ بالنفس وبأخف الأحكام عليها إلى أعظمها وغلب ذلك علي أكثرهم كان لهم ما يريدون من إقامة شريعة الله سبحانه في دولهم ، فكان الشيخ يشير إلى الرد على الدعوات التي تنادي بتحقيق الشريعة في هذا الزخم من الفساد والتحريف للدين كما يرد على من يريدون إقامة شريعة الله بالقوة بخروجهم عن حكام المسلمين وهم غير مستعدين لا ماديا ولا معنويا وليست لهم القدرة على ذلك بل مجرد إحداث الفتن من سفك للدماء وهتك للأعراض وإتلاف للجهود والأموال كما حصل ويحصل مما شاهده الشيخ وعايشه ونصح لأصحابه ..
وهذا يعني أنهم لم يطبقوا هذه الأحكام من الاستعداد والعدة ، والتربية وتكوين قاعدة صحيحة قوية تقوم على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح والأخذ بالأسباب التي تمكن لهم الدين كما مكن الله للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
أسأل الله تعالى أن يقصم ظهر كل خارجي تكفيري ظاهر ومتستر وأن يكفي المسلمين شرهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .