بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد فلا يخفى عليكم فضيلة الشيخ أبي بكر لعويسي أن الشبه خطافة و اذا لم تلقى ردود من أهل العلم و سدا لبابها فهي تروج بين الشباب حتى السلفي منهم خصوصا في ظل غياب اهل العلم عنهم فهناك شبهة في تزكية من الشيخ عبد العزيز ال الشيخ حفظه الله لسيد قطب اثارت عند بعض الشباب الحيرة
و أنقل لكم بعد اذنكم شيخنا كلام كتبه احل المنتسبين الى " كل السلفيين " فيه هذه الشبهة أرج أن تفيدونا كيف يرد على هذه الشبهة؟
و هذا كلام لأبو عبيد بن عبيد في منتديات كل سلفيين:
ليس الثناء المجرد على سيد قطب من علامات أهل البدع
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أما بعد
فلا شك أن القول في سيد قطب هو ما قاله العلامة الألباني - رحمه الله - أنه جاهل بأصول الدين و فروعه . وليس غرضي هنا مناقشة أخطاء وضلالات سيد قطب - رحمه الله - لكن ما ينتقده بعض طلاب العلم السلفيين على بعض الدعاة في النقل عن سيد قطب أو الثناء عليه وجعل ذلك من علامات أهل البدع .
وهذا الكلام لاشك أنه باطل ولا يصح ، لأن العلم بإخطاء سيد قطب التفصيلية ليس منتشر بين أهل العلم وكبارهم وطلابه وليست مسألة قطعية ، فهي بحسب حال اهتمام الداعية ، فليس كل الدعاة قرأ ما كتبه الشيخ ربيع - وفقه الله - أو ما قرأه الشيح الدويش - رحمه الله - أو ما جمعه بعض طلاب العلم من فتاوى أهل العلم في كلام سيد قطب بل علم هذه المسألة يختلف من شيخ إلى آخر ، وعندما رد الشيخ بكر أبو زيد على الشيخ ربيع في مسألة سيد قطب ذكر الشيخ بكرا - رحمه الله - أن كتب سيد كانت مركونة على الرف عنده ولم يقرأ فيها ، ولا نقول أن الحجة قامت عليه بردود الشيخ ربيع ، فهو ليس بملزم بفهم الشيخ ربيع في أقوال سيد قطب . والشيخ ربيع نفسه وفقه الله كان من الذين أثنوا على سيد قطب قديما حيث قال في "منهج الأنبياء " 138 -139 ( رحم الله سيد قطب لقد نفذ من دراسته إلى عين الحق والصواب، ويجب على الحركات الإسلامية أن تستفيد من هذا التقرير الواعي الذي انتهى إليه سيد قطب عند آخر لحظة من حياته بعد دراسة طويلة واعية لقد وصل في تقريره هذا إلى عين منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)ثم حذف هذا في الطبعات اللاحقة ، فهنا الشيخ ربيع كان يثني على سيد قطب ، و كانت معرفته بسيد قطب جيدة ، ومع ذلك لم يكتشف اخطائه الكبيرة و طامته إلا بعد أن قام بدراسة خاصة عن سيد قطب ، فهل يقول قائلا أن الشيخ ربيعا – سلمه الله – في فترة ثناءه على سيد قطب كان مبتدعا !!؟؟ أو كان ضالا بل غاية ما يقال أنه أخطأ ولا يتابع على خطأه ذلك ، وقد يُقال هنا أن أخطاء سيد قطب لم تكن معروفة للجميع في ذلك الوقت بخلاف هذا الوقت وهذا لا يصح من وجهين : الأول : أن الكلام عن الشيخ ربيع نفسه لا عن غيره وله معرفة بأقوال سيد أكثر من غيره حتى في تلك الفترة فإذا كان هذا حال الشيخ ربيع في تلك الفترة فكيف بغير الشيخ ربيع في هذه الفترة .
والوجه الثاني : ان الكلام انتشر على سيد قطب في الفترة الأخيرة لكنه ضمن دائرة محدودة و هو من علم الخاصة ليس من علم عامة أهل العلم . وأضرب لك مثلا في ذلك فالمملكة العربية السعودية دولة سلفية ، وعاصمتها الرياض المحروسة . ولو بحثت في جميع مكتبات الرياض على كثرتها لم تجد كتب الشيخ ربيع في الرد على سيد قطب إلا في مكتبتين فقط مكتبة عبدالعزيز الريس ومكتبة منهاج السنة ، وممكن مكتبة أخرى غير مشهور ، بل لو بحثت في تسجيلات الرياض عن أشرطة صوتية للشيخ ربيع لم تجد إلا في التي ذكرت لك ، بل في مكة دار الشيخ ربيع لا تجد ذلك ، بل ولا في وسائل الأعلام لا تلفاز ولا إذاعة ، فإن قيل أن كلام الشيخ ربيع مشهور في النت فهذا الوجه لا يصح أيضا لأن أكثر المنشور في النت هو الرد على الشيخ ربيع أما موقع سحاب فلا يدخله إلا طائفة الشيخ ربيع يعرفون بعضهم البعض به والآن كل منهم فتح له منتدى ينشر فيها ما يريد . فليس عامة طلاب العلم على معرفة بما يكتب في سحاب او غيرها
عودة إلى المقصود
هو أن العلم بأخطاء سيد قطب التفصيلية ليس معروفا عند عامة أهل العلم بل هو عند خاصة الخاصة ، و إنما المشهور أخطاء سيد قطب المجملة وهذا لا ينازع في أخطاء سيد المجملة إلا الغلاة في سيد قطب . فيتلخص الآتي
-أن من أثنى على سيد قطب ثناء مجملا لا يمكن أن يعد من أهل البدع بهذا الثناء المجمل
-من نقل عن سيد قطب كلاما لا يخالف الشرع لا يمكن أن يعد من أهل البدع بهذا النقل
-من دافع عن بعض أخطاء سيد قطب التفصيلية كرده أن هذا سب للأنبياء ، و يقول سيد لا يقصد سب نبي الله موسى ، إنما حصل الزلل من قلمه لأنه أديب وليس صاحب علم شرعي ، فلا يمكن أن يبدع لأجل دفاعه عن الأخطاء التفصيلية هذه ، بل حتى من قال أن سيد سب الأنبياء لم نر منه تكفيرا لسيد قطب ، مع أن سب الأنبياء ردة عن الإسلام بالإجماع – نسأل الله العافية .
-من نقل عن سيد نقلا خاطئا بدعيا فهذا الذي يرد عليه وينظر في منهجه
-من جعل سيد قطب كابن تيمية أو ابن عبدالوهاب في المنزلة ، فهذا الذي يرد عليه وينظر في منهجه .
والحاصل أنه لا يمكن أن يكون سيد قطب في هذا العصر كبشر المريسي في الشهرة في البدعة أو كالجهم بن صفوان ، بل هو كعامة أهل البدع الذين قد يعرفوا في موضع ولا يعرف في موضع آخر ببدعته ، فالهجر والتبديع فرع عن العلم بأخطاء سيد قطب التفصيلية . ولا ينكر هذا إلا مكابر .
وهذا التأصيل لما حصل فيه خلل تناقض البعض فبدعوا الشيخ محمد حسان مطلقا لثناءه على سيد قطب وغيره من دعاة السنة ، و سكتوا عن الشيخ المفتي عبدالعزيز ال الشيخ مع أنه يلزمهم أن الأحق بالتبديع هو الشيخ المفتي لأنه أكثر علما من محمد حسان ، ولأنه في العاصمة السلفية الرياض .وهي مدينة العلم الشرعي في هذا الوقت . ويعلم الله ليس دفاعي عن سيد قطب وإن كان يجب معه مسلك العدل ولا يجوز لنا أن نظلمه ، ولكن أردت تقرير لماذا مشايخنا الألباني وابن باز وابن عثيمين لم يسلكوا هذا المسلك الغالي في التبديع بمجرد ثناء الداعية على سيد قطب
وجزاكم الله خيرا جميعا