وقال تعالى: ((وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً).
قال العلامة ابن كثير -رحمه الله-: (وقوله (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به) إنكارٌ على من يبادر إلى الأمور قبل تحقُّقِها، فيخبر بها ويفشيها وينشرها، وقد لا يكون لها صحة).
وقال العلامة السعدي في تفسير هذه الآية: (وفي هذا دليلٌ لقاعدة أدبية؛ وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور؛ ينبغي أن يولّى من هو أهلٌ لذلك، ويجعلَ إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ، وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل فبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا فيحجم عنه).