فيقول الله تعالى: [وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ ].
ويقول تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ].
وقال صلى الله ليه وسلم: (وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ ). متفق عليه.
أخي الفاضل أبا عبد الرحمن محمد بن عبد الحميد التلمساني حفظك الله.
السلام عليكم ورحمة الله
انت قلت: 2ـ الشيخ لعويسي ليس مجهول إلا عندي يا شيخ إنما هو مجهول عند كثيرمن الإخوة السلفيين هنا في بلدنا مع استثناء متتبعي الأنترنت .
وقلت: في الفقرة (3): ...... واسنادا لقوانين المنتدى فإنه يرفض الرجل من نقل صوتياته .
وحذفك لصوتيات الشيخ لعويسي وذكر زيارته للمدينتين؛ كان بسبب ان الناقل ما أتى بتزكيات له من مشايخ بلده.
ولكنك لم سألت عنه المستحقين للسؤال في المنتدى كي تحذف او لا .
أعني أنك لم سألت مدير المنتدى ولا استنرت برأينا ايضا بل حذفت ثم أبلغت المدير .
وأنا لا أظن أنك تجهل أنه كان معنا في غرفة الزاد النبوي عندما كان النقاش قائم مع أبي المنذر وسام فقد أعطيت الشيخ لعويسي مجالا للمشاركة ورحبته به ، على الأقل أنك سمعت بذلك الحدث.
على هذا لا أجد لك عذا في حذف تلك المواضيع قبل أن تستعلم من الأقربين في هذا المنتدى ، ثم إذا لم تجد جوابا تستطيع ان تنتقل للأباعد فإن لم تجد فعند ذلك تحذف ، لا سيما أنني متأكد ولو بنسبة ضعيفة أنه لا يخفى عليك اسمه ولا خبره في الجزائر للأسباب التالية التي سنذكرها عن الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي.
وقولك سألت واحد وإثنان وثلاثة وقالوا لا يعرفونه؛ هل هذا دين تدين الله به مع أن الرجل معروف حتى في خارج الجزائر ؟؟
فأقول وقبل كل شيء: من هو المجهول؟ وكيف ترفع نه الجهالة ؟
قال الخطيب في " الكفاية " ( ص 88 ) : " المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به ومن لم يعرف حديثه إلا من جهة راو واحد " .
والجواب يأتي من الخطيب نسفه رحمه الله فيقول في نفس المصدر (54): وقال الخطيب : " و أقل ما يرتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان من المشهورين بالعلم إلا أنه لا يثبت له حكم العدالة بروايتهما له ".
وقال العلامة ربيع حفظه الله: "جهالة العين تُرفع برواية اثنين من العدول عنه ,وجهالة الحال ترفع بالتزكية ".
وقال الحافظ ابن الصلاح في "مقدمته": " ومن روى عنه عدلان و عيناه فقد ارتفعت عنه هذه الجهالة ".
وسُئِلَ ابنُ معينٍ عن الرجلِ لا يروي عنه؛ إلا راوٍ واحدٌ يُقْبَلُ حديثُه؟
فقالَ: إذا كانَ الراوي عنه مثلَ: ابنِ سيرينَ، والشعبيِّ فيُقبلُ حديثُه.
وقالَ: كلُّ رجلٍ يروي عنه الشعبيُّ فهو ثقةٌ.
ولا اريد أن أطيل في مسألة رفع الجهالة، ولكن اوردتها كمقدمة كي يعرف القاري الكريم كيف نقبل الرجل الذي ينشر علمه بين الناس، وكيف نرده.
بعد هذه المقدمة أنقل لكم من يعرف الرجل الذي نحن بصدد الدفاع عنه بالحق وهو الشيخ ابو بكر يوسف لعويسي، ولست اروي سيرته ومسيرته العلمية ولكني اذكر من يعرفه حسب ما وقفت عليه عن قرب؛ حتى نحكم أهو مجهول كما ذكر الأخ أبو عبد الرحمن التلمساني أم هو معروف ، والتقصير يكون عند ذلك من أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الحميد التلمساني:
فالرجل وجدته معروفا عندنا في السعودية بلد التوحيد بأنه من اهل السنة السلفيين فقد كان في مجلس الشيخ ربيع في حج عام 1431هـ وألقى كلمة بيدي الشيخ العلامة ربيع وكان بحضرة جمع من المشايخ الفضلاء وطلبة العلم، فإليكم هذا المقال الذي كتبه أخي الشيخ الفاضل ناصر زكري أحد كبار تلاميذ علامة الجنوب أحمد النجمي والشيخ الهمام زيد المدخلي فيقول تحت عنوان:
مشايخ الدعوة السلفية يجتمعون ببيت الشيخ العلامة ربيع المدخلي
"من الله علي بأداء مناسك حج هذا العام بفضل الله وحده
وقدمت إلى مكة في ظهيرة يوم السبت قبل أسبوع
وصليت العشاء يوم السبت ليلة الأحد الموافق 7/12/1431هـ وقلت سأذهب لزيارة الشيخ ربيع المدخلي وكان برفقتي الشخ عيسى الكاملي والشيخ فواز المدخلي واستقبلنا عند باب الشيخ ربيع الشيخ ( عبد الرحمن العنزي) حفظه الله الجميع
ودخلت بيت الشيخ ربيع
وكنت أسمع صوت مكبر الصوت من خارج المجلس
فلما دخلت المجلس وجدت أن المتحدث هو الشيخ الفاضل د / فلاح إسماعيل حفظه الله
وكان الشيخ ربيع يستمع له وعلى يمين الشيخ ربيع الشيخ محمد بن هادي المدخلي
ولما انتهى الشيخ فلاح من كلمته علق عليها الشيخ ربيع ثم تكلم الشيخ محمد بن هادي وعلق على كلمته الشيخ ربيع
وهكذا كانت كلمات تقوي طالب العلم في التمسك بالسنة وخاصة في الفتن المدلهمة التي لا يفطن لها الا من خلص نفسه من تبعات الهوى والشبهة ( وأكل أموال الجمعيات !!!؟؟؟)
وكان الحديث جداً ممتعاً
بل من الشيئ الجميل أن هذه الجلسة ضمت مشايخ أفاضل لهم باع طويل وقديم في نشر السنة كالشيخ الفاضل الوقور ( صلاح الامين ) السوداني حفظه الله
وكان كذلك من الحضور من الجزائر الشيخ أبوبكر يوسف لعويسي أحد المشايخ بالجزائر وكذلك ممن يكتب في سحاب وقد ألقى كلمة يوضح بعض الفتن في الجزائر ويحمد الله على النجاة منها
وكان الجمع كثير فكان من الحضور الشيخ أحمد الزهراني والشيخ عبد الواحد مدخلي وغير هم وغيرهم ممن يظهر على محياهم حب السنة وحب علمائها وغيرهم ممن لا أعرفهم أو أعرفهم ولكن نسيت أسمائهم وغيرهم من طلاب العلم ممن حضر الجسلة
وكان الجميع يسمعون توجيهات مشايخ الدعوة الذين خبروا الدعوة وفتن الدين والدنيا
فكانت نصائح في مكانها وتوجيهات سديدة ورشيدة
فحفظ الله علماء السنة وعليها ثبتهم وبالخير أيدهم ومن أهل الزيغ والباطل حماهم
ورزقنا وإياهم حسن الختام
ملخص بسيط لزيارة بسيطة
وختمها الشيخ الكريم المفضال المعطاء العلامة ربيع بعشاء لكل الحاضرين ".
فهاهو الشيخ لعويسي معروف خارج بلده الجزائر؛ فكيف لا يعرفه أهل بلده ؟؟؟!!!!
تعجبت كثيرا من جهالة الأخ التلمساني بالشيخ لعويسي، فقلت لعله يكون كذلك، فيمكن ان الشيخ لعويسي منطوي على نفسه ولا يخرج للناس أو ليس له باع ولا جهد في الدعوة في بلده، فاتصلت بالشيخ الفاضل زيدان بريكة وسألته عن الشيخ ابو بكر يوسف لعويسي فقال: اسمع عنه خيرا والتقيت به وعرفته عندما جاء الشيخ ماهر القحطاني لزيارتنا؛ فما رأيت منه إلا كل خي وهو على خير .
ثم اتصلت بالشيخ الفاضل نجيب جلواح وهو من المقربين جدا جدا من الشيخ فركوس، فسألته عنه، فقال هو أخ سلفي ولا نخرجه من السلفية.
وبما أن الشيخ جلواح المشرف على موقع الشيخ فركوس كما علمت وبما أنه يعرفه، فلا أعتقد أن الشيخ فركوس يجهل لعويسي.
واتصلت بالشيخ ماهر القحطاني؛ فذكره بخير.
مع تحفظه لأنه برر أنه لم يقرأ شي من بحوثه.
كانت هذه الاتصالات الثلاثة صباح يوم الإثنين 13/2/1432هـ. عبر الهاتف مني.
كما أنني اتصلت بأخي وصديقي الشيخ أحمد بن يحيى الزهراني وهو من المقربين جدا من الشيخ ربيع عن الشيخ لعويسي؛ فأثنى عليه خيرا وذكر لي انه كان في مجلس الشيخ ربيع والقى كلمة وقتها امام الشيخ بحضور الشيخ مندكا والشيخ محمد بن هادي، وأحالني على مقال الشيخ ناصر زكري أعلاه.
فبعد هذا يُقال عن الرجل مجهول ... هكذا بالجملة والتعميم ؟؟؟؟!!!
سبحانك هذا بهتان عظيم .
وهنا أذكرك أخي التلمساني بعبارتي التي قلت لك فيها : "أخشى أن يعود عليك بالإثم" ولماذا قلتها لك.
فمثل هذا الرجل قد اشتهر بين المشايخ وطلبة العلم السلفيين بصلاح معتقده ومنهجه وطريقته؛ لا يطالب بتزكية أو إجازة حتى نقبله، فقد يكون لم يتيسر له ذلك لأي سبب من الأسباب والأسباب كثيرة.
وفي الختام اسأل الله تعالى أن يجمع القلوب فلسنا بحاجة لزيادة الفرقة بين السلفيين.
كما أرجو من أخي الفاضل التلمساني أن يعتذر بعد هذا العرض الموجز ؛ بأنه اخطأ في التعجل في الحكم على الرجل بالجهالة وحذف المواضيع، وليس في ذلك منقصة له ولا مذمة، بل تُعد من المناقب في الدنيا وفي الآخرة يرفعه الله بهذه التوبة والاستغفار، وايضا يزول لو كان دخل في قلب الشيخ لعويسي شيء من الكدر والضيق من كلام الأخ الفاضل التلمساني بعد أن يرى اعتذاره ، وبذلك تصفو النفوس ويندحر الشيطان.
وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء في الحديث:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ، و في يده قدح يعدل به
القوم ، فمر بسواد بن غزية - حليف بني عدي بن النجار - و هو مستنتل من الصف ،
فطعن في بطنه بالقدح ، و قال : " استو يا سواد " ، فقال : يا رسول الله !
أوجعتني و قد بعثك الله بالحق و العدل ، فأقدني . قال : فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه ، و قال : " استقد " ، قال : فاعتنقه فقبل بطنه ، فقال: " ما حملك على هذا يا سواد ؟ " قال : يا رسول الله ! حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك : أن يمس جلدي جلدك ! فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمين،،
كتبه أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
بعد عِشاء يوم الإثنين ليلة الثلاثاء 13ـــــ14/ صفر/1432هـ