سُئِلَت اللَّجنة الدَّائمة للبُحوث العلميَّة والإفتاء: نُفيدكم أنَّهُ يعيش كثيرٌ مِنْ إخواننا المُسلمين أهل السُّنَّة على ساحل فارس، ويريدون أداء فريضة الحجّ، ولكنَّهم لا يستطيعون السَّفر مع أهل إيران؛ لكونهم مِنَ الشِّيعة تحسبًا لما ينجم مِنْ مشاكل معهم في الطَّريق، وكذلكَ لا تسمح لهم حكومات الدُّول العربيَّة المتاخمة لهم بالسَّفر مِنْ منافذها، فهل يجوز لهم أنْ يُرسلوا نفقات حجِّهم إلى أقاربٍ لهم بدولةٍ أخرى ليحجُّوا عنهم، أفتونا مأجورين مع التَّوضيح الكامل في الإجابة؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
فأجابت اللَّجنةُ: الواجب عليهم: أنْ يحجُّوا ولو مع الشِّيعة إذا كانوا مستطيعين للحجّ، وعليهم معَ ذلكَ الحذر مِنْ شُبهات الشِّيعة ومذهبهم الباطل، وإنْ تمكَّنوا أنْ ينصحوهم ويدعـوهـم إلى اِعْتناق مذهب أهل السُّنَّة وجبَ عليهم ذلك؛ لقولِ اللهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ ﴿النَّحل: 125﴾، وغيرهـا مِنَ الآيات الـدَّالَّة علـى وجـوب الدَّعوة إلى اللهِ سُبْحَانَهُ، والأمر بالمعروف، والنَّهي عَنِ المنكر. أصلحَ اللهُ حالِ الجميع. وباللهِ التَّوفيق. وصَلَّى اللهُ عَلَى نَبيِّنا مُحمَّدٍ، وآلِهِ وصَحْبهِ وسَلَّمَ.
اللَّجنة الدَّائمة للبُحوث العلميَّة والإفتاء
عضو | عضو | نائب رئيس اللَّجنة | الرَّئيس
عبد الله بن قعود | عبد الله بن غديان | عبد الرَّزَّاق عفيفي | عبد العزيز بن عبد الله بن باز
([«فتاوى اللَّجنة الدَّائمة» (11/ 18، 19) الفتوىٰ رقم: (8308)])