ومع هذا الهدي الواضح والسمت الحسن والآداب الرفيع إلا أن هناك مما هو مؤسف ومحزن أن وجد ممن يتمسح بهؤلاء العمالقة الفضلاء الجهابذة وينسب نفسه إليهم وجلس بين أيديهم ولربما ظفر على بعض التزكية له منهم فجعلها ضمان وسيف مسلط وبطاقة نجاة من الأخطاء التي يقع فيها وعليها متمادي وللغواية ينادي وللسقوط يحاذي ولأهل الحق يجافي.
نعم إذا نبه عن خطأه الواقع فيه تكابر وتمادى في باطله ولم يرجع إلى الحق وقبوله بالتي هي أحسن، والطامة الكبرى، والفاجعة العظمى مع ماهو فيه من التمادي في الباطل يزيد الأمر سوءا أنه يزدري ويطعن ويقيم الدنيا ويقعدها ويشن الحرب المليئة بالكذب والسخرية والاستهزاء والتنقيص والتشغيب وقلب الحقائق على من أحسن إليه بالنصيحة والتوجيه الحسن والمريد له الخير والصلاح في الدنيا والأخرة ، وكان الأولى به أن يشكر الجميل ويحمد الله عز وجل على أن قيض له من ينبهه على أخطائه لئلا تكون له فيها تبعية ويحمل يوم القيامة وزر من اتبعه فيها،
فلفضاعة الأمر وفحشه وشؤم مرتكبه ورذالة أصحابه وسفالة أخلاقهم أنبه وأذكر إخواننا السلفيين الذين هم معنا وفي صفنا وعلى الجادة يذكرون ببعض الأمثلة والوقائع التي حدثت لأناس عهدهم بالسنة كان قريب، وكانوا إذا ذكروا في المجالس يثنى عليهم بالجادة والاستقامة وسلامة المنهج ، فما إن عرف واشتهر علمهم وذكرهم نوعا ما في الأمة وبين الشباب السلفي ابتلوا بالكبر والعجب وبطر الحق وغمط الخلق والاستقلالية عن العلماء والركوب للغواية والضلالة والتمادي فيما أحدثوه من الأصول الفاسدة المفسدة لأصول السنة، فمن أولئك على سبيل المثال، لا الحصر، و إلا فهم كثر، عفانا الله منهم ومن أخلاقهم وضلالهم.
المثال الأول :
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في (منهج الإمام مسلم في ترتيب كتابه الصحيح ودحض شبهات حوله (رد على المليباري) (ص: 73):
(( قد صرحت بتراجعي عن هذا الفهم، وكل ما يهمني أن أكون صادقاً في هذا التراجع مخلصاً فيه لله، ولي سلف صالح في الرجوع عن الخطأ إلى الحق من صحابة رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - - وغيرهم من أئمة الإسلام، فهل المليباري مستعد أن يعلن أخطاءه ويتراجع عنها ؟ وهل يدرك شرف هذه المنزلة ؟)) انتهى
المثال الثاني :
وقال حفظه الله ورعاه في ( جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات حوار مع عبدالرحمن عبدالخالق ص: 126):
قال عبدالرحمن في الشريط المذكور ـ شريط المدرسة السلفية ـ : ((إن طائفة العلماء في السعودية في عماية تامة وجهل عن المشكلات الجديدة وأن سلفيتهم لا تساوي شيئاً )) .
قال الشيخ ابن باز عند سماعه هذا الكلام : "وهذا قول باطل فإن العلماء في السعودية يعرفون مشاكل العصر ، وقد كتبوا فيها كثيراً وأنا منهم بحمد اللَّه وقد كتبت في ذلك ما لا يحصى وهم بحمد اللَّه من أعلم الناس بمذهب أهل السنة والجماعة ويسيرون على ماسار عليه السلف الصالح في باب توحيد اللَّه وفي باب الأسماء والصفات وفي باب التحذير من البدع وفي جميع الأبواب.
فاقرأ إن كنت جاهلا بهم مجموعة ابن قاسم الدرر السنية وفتاوى شيخنا محمد بن إبراهيم ـ رحمه اللَّه ـ واقرأ ما كتبنا في ذلك في فتاوانا وكتبنا المنشورة بين الناس ، ولا شك أن ما قلته في علماء السعودية غير صحيح وخطأ منكر فالواجب عليك الرجوع عن ذلك في الصحف المحلية وفي الكويت والسعودية نسأل اللَّه لنا ولك الهداية والرجوع إلى الحق والثبات عليه إنه خير مسؤول " .
وقد أعلن عبدالرحمن تراجعه وندمه بسبب ضغط الشيخ ابن باز وضغط الواقع من حوله وإدراكه أن تصميمه على رأيه في هذه المسألة وغيرها سيدمره لأن تصرفاته ومناوشاته وهجماته على السلفيين في المملكة والشام واليمن لم تبق له صديقاً من السلفيين وذلك سيفقده مكانته عند عامة أهل هذا المنهج ، وإلا فقد وجهت له نصائح كثيرة من عدد من الناصحين الذي يحبون له الخير فلم يعبأ بها ولا بالناصحين ، ففي تراجعه هذا نظر
والدليل على ذلك أنه لم ينفذ شيئاً مما وعد به من التراجع لم يكتب تراجعاً ونقضاً لما في كتبه وأشرطته من الطعن والسب للعلماء السلفيين لم يكتب ولا حرفاً واحداً ولم يتكلم ولا في شريط واحد غير الوعود التي يخادع بها .
وإن شئت الأدلة الجديدة إضافة إلى ما سبق فاستمع إلى جوابه عن هذه المسألة في شريطه كشف الشبهات الذي قاله في عام 1415هـ .
1 ـ (( أذكر أنه عندما قرر علينا دراسة بعض المذاهب المعاصرة في السنة الثالثة من الجامعة الإسلامية لم يكن هناك في ظني عالم قط يسطيع تدريس هذه المادة على الأقل في الجامعة حتى إن الشيخ الذي فرضت عليه المادة . . .)) الخ.
2 ـ ثم قال فيه : (( أقول طبعاً معلوم هذا الواقع الذي كان موجوداً قبل ثلاثين سنة تغير بعد ذلك تغيراً جذرياً . . . الخ )) .
3 ـ (( وأقول : ما ذكرناه في ذلك الوقت قد كان حقاً وهو أمر ظاهر لا يكابر فيه إلا مكابر ومن أراد مثلاً أن يعرف الحق فليفتش الآن مثلا عن أي كتاب واحد ألف في الرد على المذاهب الإلحادية المعاصرة لرجل من أتباع المدرسة السلفية في هذه الحقبة التي ألقينا فيها هذه المحاضرة)) .
ألا تراه لا يزال مصراً على رأيه فيما قاله على حسب قوله منذ تسعة وعشرين عاماً)أ.هـ
المثال الثالث
وقال الشيخ في مقدمة كتابه(انتقاد عقدي ومنهجي لكتاب السراج الوهاج لأبي الحسن ) يبين فيه تلاعب المأربي بالتزكية العلماء له
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبع هداه.……
أما بعد :
فقد استمعت إلى أشرطة أبي الحسن المصري نزيل مأرب وأدركت ما تنطوي عليه من أمور لا يقرها شرعنا العظيم وقد علم الناس بعض ذلك وخفيت عليهم أشياء نسأل الله أن يهيأ لها من يظهرها لهم نصحاً له ولرسوله ولكتابه وللمسلمين وخاصةً السلفيين ومن جملة المآخذ عليه كثرة الإشادة بكتابه "السراج الوهاج"، والادعاء المنكر أن العلماء قد أقروه ودعا السلفيين إلى تأليف مثله أو إلى تأليف كتاب يبرزون فيه عقائدهم أو كما قال، ودعاهم إلى انتقاده وكأنه يشعر بأنهم لا يستطيعون ذلك لجلالة هذا الكتاب وخلوه من الأخطاء.
وعلى غلاف هذا الكتاب ما يأتي:
راجعه وقدم له جماعة من هيئة كبار العلماء وغيرهم
وكل هذا أو ذاك دعاية وترويج لكتاب قد يضر بالقراء، لأن كتاباً هذا حاله قد يجعلهم يتصورون أنه قد جاوز القنطرة فلا يعلى عليه.
والناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-وبحكم أني قرأت الكتاب وعرفت حقيقة حاله وعرفت حقيقة موقف العلماء منه، تعين عليّ بيان حال هذا الكتاب، وحقيقة موقف العلماء منه وهل قدموا لكتابه ؟وحقيقة هذا التقديم.
أولاً- لقد أرسل أبو الحسن كتابه " السراج الوهاج " إلى سماحة العلامة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
فأحاله إلى معالي نائبه آنذاك ومفتي المملكة الحالي الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ حفظه الله نظراً لضيق وقته كما نص على ذلك في خطابه لأبي الحسن فقام معالي الشيخ / عبد العزيز آنذاك بقراءة الكتاب ثم وجه خطاباً إلى الشيخ ابن باز تضمن بيان ما حواه الكتاب من العقائد من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
ثم قال:
1- " وإن كان يدخل في كتابه " السراج الوهاج بعض المسائل الخلافية التي هي من الفروع.
2- والكتاب في مجمله جيد موافق لمذهب أهل السنة والجماعة في أغلب ما ذكره إلا أنه يوجد عليه بعض الملاحظات البسيطة الخ.
قال أبو الحسن ( ثم ذكرها حفظه الله وقد راعيت ذلك في صلب الكتاب كل شيء في موضعه ـ على ما سيأتي إن شاء الله تعالى )، ثم قال: هذا ما تبين لي بعد قراءة الكتاب، والكتاب بعد تعديل الملحوظات السابقة جيد ويستفاد منه لذلك فإني أعيد لسماحتكم كامل المعاملة ويرفقها الكتاب المذكور ليرى سماحتكم الرأي الأمثل إن شاء الله وسدد رأيكم وأمدكم بعونه وتوفيقه..الخ .
وذكر التاريخ أي:( 11/ 8/ 1419هـ) الخطاب الموجه إلى الشيخ ابن باز الذي بين فيه حال الكتاب.
والناظر في هذا الكتاب يدرك أن هذا ليس تقديماً للكتاب، ويدرك أن فيه ملاحظات على الكتاب: منها إدخاله لمسائل فرعية في كتاب عقيدة.
وفي الخطاب " والكتاب في مجمله جيد موافق لمذهب أهل السنة والجماعة في أغلب ما ذكره، ثم تلطف فقال إلا أنه يوجد عليه بعض الملاحظات البسيطة؛ وفيه وصف الكتاب بأنه جيد يستفاد منه بعد تعديل الملحوظات ولا ندري ما هي هذه الملحوظات ولا كيف تم تعديلها، وأخشى أن تكون لقيت ما لقيته ملاحظاتي، وعلى كل حال فابن باز -رحمه الله- رئيس هيئة كبار العلماء لم يقرأ الكتاب وقد بين عذره الذي حال بينه وبين القراءة، والنائب لم يقدم للكتاب وإنما وجه خطاباً إلى سماحة الشيخ ابن باز يخبره بنتائج قراءته وليس هذا بتقديم كما يدعي أبو الحسن.
ثانياً- قال أبو الحسن موقف فضيلة الوالد الشيخ / محمد بن صالح العثيمين ـ حفظه الله ـ من الكتاب.
" لقد أرسلت بالكتاب لفضيلته فاطلع عليه، ثم طلبت من فضيلته أن أسجل ذلك عنه في الكتاب، فطلب الكتاب مرة أخرى، لإعادة النظر فيه فأرسلته لفضيلته ثم أرسل فضيلته رسالة بتاريخ 4/5/ 1420هـ
قال فيها: تصفحت الكتاب فأعجبني، ثم ذكر فضيلته بعض التوجيهات التي نفعني الله عز وجل بها فأسأل الله عز وجل أن يجزيه خير الجزاء وأن يبارك له في وقته ".
فأين هو تقديم العلامة ابن العثيمين رحمه الله عضو هيئة كبار العلماء الذي كان دقيقاً في عبارته: " تصفحت الكتاب فأعجبني "، وفرق كبير بين القراءة والتصفح.
وهذان الفاضلان من هيئة كبار العلماء وواقعهما ما ذكر.
فهل يصح قول أبي الحسن راجعه وقدم له جماعة من هيئة كبار العلماء وغيرهم؟!.
ثالثاً- أما الشيخ /مقبل رحمه الله، فقد أفاد أنه اطلع على بعض رسالة "السراج الوهاج" وراجع ما كتبه رحمه الله.
رابعاً- وممن قدم للكتاب الشيخ ابن جبرين، والأخ علي حسن عبد الحميد، والأخ أسامة القوصي، فليس لهم أي ملاحظات على الكتاب، بل قد بالغوا في مدحه، إلا قول أسامة القوصي: " والحمد لله لم أجد شيئاً في رسالته ما يستحق التعقيب أو الإصلاح إلا في شيء من الصياغة ودقة العبارة"
ولا أدري ما هو السر في هذا المديح من هؤلاء الإخوة ( 1) دون ذكر لأي تعقيب جوهري أو ملاحظات عقدية أو منهجية، فهذا التقديم لا يفرح به عاقل ناصح للإسلام والمسلمين، لكن أبا الحسن يفرح بهذا المدح المبالغ فيه ويظهره ويتباهى به، ويخفي انتقاد العلماء العقدي والمنهجي الذي يدفع عن المسلمين شر ما في هذا الكتاب ويدفعهم إلى الحذر والنفور منه على كل حال.
خامساً- أرسل إليّ بنسخة من كتابه ففحصتها نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين، وقدمت له ملاحظات كثيرة وهامة جداً لا يصلح كتابه إلا بها، ولا يجوز نسبته إلى منهج السلف إلا إذا أخذ بها، وأرسلتها إليه سراً عن طريق الفاكس لم أخبر بها أحداً، فاتصل بي هاتفياً ودار بيني وبينه حوار حول هذه الملاحظات شعرت من خلاله أنه لم تعجبه هذه الملاحظات، ثم أجبر على القول بأنه سيستفيد منها واستفاد منها فعلاً، وتحايد عن أشياء مهمة، بل منها ما هو ضروري الأخذ به، وعدم أخذه به يسقطه، كتلك القضية التي خالف فيها السلف وكفر شيخ الإسلام ابن تيمية من شك في كفر قائلها، ألا وهي قضية تكفير الصحابة أو معظمهم أو تفسيقهم، فإن من يقع منه ذلك كفر ومن شك في كفرهم فتكفيره متعين، فأبى أبو الحسن أن يقبل هذه الملاحظة وطبع كتابه على علاته.
ولما ظهر الكتاب دون أخذه بهذه الملاحظة نبهته شفوياً وأظن أنَّ ذلك كان مرتين أو ثلاثاً، فلم يرفع بذلك رأساً، واستمر في طبع الكتاب على عجرِه وبجره ثلاث طبعات، لم أعلم عن الأخيرتين إلا من كلامه في أحد أشرطته لعام 1423هـ، ولقد أشرت سلفاً إلى تباهي أبي الحسن بكتابه ومن هذه الإشادة قوله في الشريط (6) من القول الأمين الوجه(2):" وقد أخبرت أن بعض الجهلة يقول أن هذا السراج يسمى بالظلمة، سبحان الله طيب، إذا كان ظلمة كلام ابن عثيمين وكلام المفتي وكلام الشيخ مقبلاً وكلام ابن جبرين وكلام هؤلاء المشايخ وكلام الشيخ ربيع نفسه كلام الشيخ ربيع نفسه الذي قرأ الكتاب وذكر لي بعض الملاحظات، فمنها ما أخذت بقوله فيها ومنها ما تركته من أجل ألا يكون خلاف بيني وبينه وإلا أنا لست مقتنع بقوله آنذاك، ومن ذلك هذا الكلام الذي نقلته قبل قليل عن شيخ الإسلام ابن تيمية وأنه اتفاق أهل السنة، أن المسلم يحب ويبغض على حسب ما فيه من خير وشر، فكان الشيخ يقول هذه ذريعة لأهل الموازنة، فقلت ليس فيها ذريعة لأهل الموازنة، وممكن أن أقيد الكلام، قال أحسن أن تتركه، فتركتها فقط إجلالاً له أما أنا مقتنع بهذا الأصل فإنه أصل أهل السنة والجماعة..".
أقول: بناء على كلامه هذا فهناك أشياء من ملاحظاتي لم يقتنع بها ولعله لم يقتنع بكل ملاحظاتي وفي نظري أنها حق وقيمة بذلت غاية وسعي في بيانها نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين فدفعني هذا الموقف المريب من أبي الحسن إلى إبراز ملاحظاتي إعانة له على التواضع ومعرفة قدر نفسه.
وأخيراً فإني أحذر من كتاب" السراج الوهاج" لأبي الحسن المصري المأربي في طبعاته الثلاث التي انتشرت في الناس مع الأسف انتشاراً واسعاً لما فيها من المخالفات الضارة وأحذر من طبعه مرة أخرى.
إلا بشروط:
الأول: أن يقوم بالتعديل الكامل.
الثاني: أن يحذف من الغلاف قوله:" راجعه وقدم له جماعة من هيئة كبار العلماء وغيرهم".
الثالث: أن يصرح بأنه كانت عنده أخطاء كثيرة بينها له الشيخان: الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله المفتي الحالي للملكة العربية، وأن يبرز هذه الملاحظات ويوضحها ويبين أنه كان لها أثر في تصحيح منهجه، وأنَّ للشيخ ربيع ملاحظات هامة استفاد منها وكان لها أثرها في منهجه، وأن يشكر لهم ما قاموا به من جهد في نقد كتابه وتقويمه.
الرابع: أن يحذف المقدمات التي لم يتعقبه أصحابها وخاصة مقدمات من مدحوا الكتاب.
الخامس: أن يتواضع لله رب العالمين ولا يتباهى بهذا الكتاب على أحد
من المسلمين فضلاً عن السلفيين، وأن يعتذر عما سلف منه من الإشادة بهذا الكتاب والتباهي به.)) انتهى
المثال الرابع :
وقال الشيخ في بيان مراحل فتنة أبي الحسن
(( وقع المغراوي في أخطاء كثيرة في أصول المنهج السلفي ووقع في مخالفات منها لهجه بالتكفير فنصح كثيراً بالتراجع عن أخطائه، فكان يعد بهذا التراجع ويتلاعب ويرمي هو وأنصاره من انتقده بالزندقة وبالخيانة والبتر وأشاع الطعون والفتنة في المغرب وفي المملكة والإمارات واليمن وغيرها من البلدان، وكنت أنا أنهى السلفيين وغيرهم عن الخوض فيها وأحاول إطفاء هذه الفتنة قرابة سنتين أُسأَلُ من بلدان كثيرة عن فتنة المغراوي فأسكتهم وأقول للسائلين أتركوا الخوض في هذه الفتنة ثم صرت أمنيهم برجوع المغراوي فكان السلفيون يسكتون حسب علمي وأصحاب المغراوي يؤججون الفتنة ولا سيما في الحرم المكي فإنهم كانوا يبثونها أمام السلفيين الوافدين من البلدان بطريقة إعلامية حزبية عجيبة.
فلما بلغ السيل الزبا تصدى بعض السلفيين لعرض أخطاء المغراوي على عدد من العلماء فقالوا فيها كلمة الحق فشرع المغراوي في الطعن فيهم وفي إسقاطهم على طريقة صديقه عدنان عرعور .)) انتهى
المثال الخامس :
قال الشيخ حفظه الله في مناقشة فالح في قضية التقليد
(( إن الشيخ فالحاً قد نصب نفسه مفتياً في قضايا خطيرة جدا داخل المملكة وخارجها فأضر بأناس كثير حيث بدعهم وطعن فيهم وشوه سمعتهم في داخل المملكة وخارجها، فأضر بالدعوة السلفية وأهلها وشوهها هو وأتباعه.
وكان علماء المنهج السلفي قد أدركوا خطورة هذا الاسترسال في البطش بالسلفيين وإسقاطهم فناصحوه مراراً وتكرارا ولفتوا نظره إلى خطورة هذا الاتجاه وإلى العواقب الوخيمة التي ستترتب على هذا المسلك الخطير.
لكنه أبى إلا التمادي والطعن في الناس بدون حجج ولا براهين، ووجد الجهلاء والمتربصون بالمنهج السلفي طَلِبتهم في فالح فالتفوا حوله يؤزونه أزا بالمدائح شعراً ونثراً تلك المدائح التي لا تقال إلا في الخلفاء حتى بلغ بهم الأمر إلى إطلاق الألفاظ التي لا تقال إلا في الأنبياء ومنها " الشيخ فالح هو أحد رعاة الأغنام وهذا بداية عمره وهذا هي بداية ميراث النبوة .. فصار طالب علم كغيره .. أرادها منزلة لنفسه , عرف قدر نفسه فتواضع لله الحي القيوم "، " الشيخ الجهبذ والعلامة المنقذ "، "شاهداً على عصرٍ بين محنة السراء والضراء فلا يضره شأن المحب أو شأن خبئ"،" وإذا تكلم أنصت له الطير، وكل الشباب حوله يتهيّب"، " هنيئاً له من عالمٍ أجاد الفنون , وأطاب السنون , وأشار إلى أهل المعرفة بسواء البساط فارتضوه هادياً مهديا على سواء الصراط".
هذا مع رمي من يخالف منهج فالح من علماء المنهج السلفي وطلابه بقوله:" والذي نقصه حقه وخاصمه أحزاب بني التميع الذين إذا خاصموا فجروا والذين يرتعون عند كل أحد إلا الفالح الحربي لأنه واضح وهم أخفياء , فيريدون منه استنقاصاً كما نقصهم بحق في أنفسهم وفي الله عزوجل".
وأيدت فئته التي تؤزه هذا الغلو والإطراء على شبكة من شبكات الانترنت التي أنشئت للفتن والشغب على المنهج السلفي وأهله ألا وهي شبكة الأثري.
ولما تصدى بعض السلفيين لنقد هذا الغلو أهانوه أشد الإهانة وأطلقوا ألسنتهم بالسب والشتائم والاتهامات الخطيرة لهذا الناقد ولمن على شاكلته من خيار الشباب السلفي وقلبوا الأمور فجعلوا صاحب الحق ظالماً وجعلوا الباطل حقاً وأهله مظلومين على طريقة أهل الأهواء وغلاة الحزبية .
ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بحركة استنفار عجيبة على تلكم الشبكة المشار إليها وبالاتصالات التلفونية كأنهم في حالة حرب ضروس .
واستنكر بعض علماء المدينة أساليب هذه الفئة فأصدروا بياناً وطلبوا من الشبكة المذكورة بيان أسماء هذه الفئة التي تفتك بالسلفية وأهلها من وراء جدر وفي الظلام , وهذا يدل على سوء مقاصدهم وتبيتهم للشر .
وطلب من الشيخ فالح إعلان موقفه منهم فوقع فالح على هذا البيان ولكنه لم ينفذ ما وقع عليه واستمر على ولائه وتستره على هذه الفئة .
ولما تأزمت الأمور وفي أثناء هذا التأزم الذي أدى إلى التفرق جاءتني بعض الأوراق من كتاب فرغ من أشرطته سمي بالمصارعة فقرأت تلك الأوراق فوقفت فيها على ما يهيل من السب والتجهيل والأحكام المهلكة والتأصيل الفاسد فناقشت بعض ما في هذه الأوراق بغاية من اللطف والتلطف وطلبت منه الرجوع إلى الحق لعل الله ينفع به فيستريح الشباب السلفي من أسباب التفرق والتمزق وأرسلت النصيحة الأولى إليه سراً فلم يستجب لهذا الطلب المتلطف الهادف إلى إطفاء الفتنة ولم شمل الشباب السلفي ثم بعد قرابة شهر ونصف أرسلت له ولبعض أصدقائه النصيحة الثانية سراً ولم أنشرها وتسربت من عند بعضهم فاشتاط غضباً لأنه لا يريد أن ينصح لا سراً ولا جهراً مع أنه ومن يؤزه كانوا يعيرون من يصبر وينصح ويعتبرون ذلك تهاوناً وتمييعاً .
ودخل هو وفرقته الكامنة في سراديب الظلام يتأولون ويميعون ويدافعون بالكذب والتمويه والطعن بالتلويح والتصريح لكل من يقول كلمة الحق بل امتد طعن بعضهم إلى الاستهانة بأئمة الجرح والتعديل وبأصولهم .
ولابد الآن من بيان بعض ما ناقشته فيه في النصيحتين مما كنت قد غضضت الطرف عنه سابقاً تلطفاً به .)) انتهى
المثال السادس :فتنة على الحلبي وجماعته ولا يخفى عليكم يا معشر أهل السنة والجماعة تلاعبهم وتماديهم في الباطل وزخرفة القول والتلبيس على الضعفاء والتشغيب في أصول السنة كفانا الله شرهم .
فإذا كان الأمر بهذه الأهمية والناجي من نجاه وعصمه الله عز وجل من الخطأ والزلل والتمادي في الباطل ، وأن قلوب عباد الله بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
فأولا : نسأل الله تعالى الثبات على دينه إلى أن نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين
ثانيا : علينا أن نتواصى فيما بيننا معشر أهل السنة والجماعة على الحق ونصبر ونصابر ونرابط على هذا ونذكر وننبه بعضنا البعض فيما وقعنا فيه من الأخطاء بالتي أحسن للتي هي أقوم، ولا داعي أن نتكبر ونتعاظم ونفتخر على بعضنا البعض ونزدري وننتقص ونطعن فيمن ينصحنا وينبهنا على أخطائنا ، لا هذا عيب عيب ؟!وما هو من منهج أهل الحديث كما بينا ووضحنا ونقلنا عن أئمة السنة والجماعة؟!
وبالمناسبة ألقي على مسامع بعض الناس الذين نشروا نصيحة ـ وهي في الحقيقة فضيحة ـ علنا لولاة الأمور (أي : رؤساء الدوائر) على منابر الانترنت مشهرين في فعلهم هذا مساوئ حكام المسلمين في الملأ ، فلما نصحوا ونبهوا على شناعة فعلهم وفظاعة أسلوبهم، شنوا حربا على الناصح مع ما ألقوه من الشبه في الملأ لتبرير فضيحتهم، فلما يئسوا من أن يقرعوا الحجة بالحجة غيروا ألفاظ الفضيحة نوعا ما ـ وإن كان باقي في هذه الفضيحة شيء من الفساد العقدي في مسألة السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف وأن النصيحة تكون لهم سرا ـ وتكابروا عن الرجوع وتمادوا فيما هم فيه من سوء الأخلاق وجلف الطباع.
ومع هذا نقول لهذا عيب عيب أن يصدر هذا الفعل من عاقل فضلا أن يكون من طلبة العلم، ففي الحقيقة هذه فضيحة أشد من الفضيحة الأولى، هذا لايصدر من طالب العلم السني، وإنا لنأسف أسفا شديدا ونتألم ممن كنا نحسن به خيرا أن يقع منه هذا .
ولهذا فليراجع نفسه ويتوب إلى ربه وينوب إليه وليتذكر وقوفه بين يدي ربه يوم القيامة وهو سائله عن هذا الفعل ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قد يقول قائل: ما هو السبب الدافع لهؤلاء على هذا الفعل ؟! وما الذي حملهم لفعل هذه الفضيحة ؟!
فالجواب يكون في التعليقات التابعة لهذا الموضوع إن شاء الله فترقبوا ذلك والحمد لله رب العالمين .
(1) : سبحان الله على نظرة الوالد العلامة ربيع حفظه الله للقوم فأمرهم كان يحير لما هم فيه من عدم الصراحة لكن من فضل الله الكريم لم تدوم خيانتهم لأهل السنة فقد إفتضح أمرهم جليا عيانا لكل سني كفانا الله شر القوم