شبكة الأمين السلفية - Powered by vBulletin
لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمْدُ، وَهُو عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ  |  لا حول ولا قوة إلا بالله  |  أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ وأتوب إليه
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: تنبيه أهل النباهة على عظم خطر ألسنة أهل الفكاهة ومجالسهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    362

    تنبيه أهل النباهة على عظم خطر ألسنة أهل الفكاهة ومجالسهم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الموضوع : (تنبيه أهل النباهة على عظم خطر ألسنة أهل الفكاهة ومجالسهم)
    أصل الموضوع منقول من منتديات أهل الحديث السلفية كاتبه الأخ الفاضل أبو الهيثم أمير المعسكري وفقه الله لكل خير ، ولأهميته علقت عليه بزيادة الفوائد للشيخين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله


    قال الأخ أبو الهيثم : في النهي عن إشاعة عورات المسلمين لغير ضرورة والتحذير من تغييرهم بهاقال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ :
    (قال الفضيل بن عياض : المؤمن يستر وينصح والفاجريهتك ويُعيّر )
    فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح والتعيير ، وهوأنّ النصح يقترن به الستر ، والتعيير يقترن به الإعلان .
    وكان يقال : ( من أمر أخاه على رؤوس الخلائق فقد عيّره ) . أو بهذا المعنى .
    وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه ، ويحبّون أن يكون سراَ فيما بين الآمر والمأمور ، فإنّ هذا من علامات النصح .
    فإنّ الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له ، وإنما غرضُهُ إ زالة المفسدة التي وقع فيها .
    وأما الإشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرّمه الله ورسوله .
    قال تعالى { إنّ الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة } النور : 19 ل]
    والأحاديث في فضل الستر كثيرة جداَ .
    ولهذا كانت إشاعة الفاحشة مقترة بالتعيير ، وهُما من خصال الفجّار ، لأن الفاجر لاغرض له في زوال المفاسد ، ولا في اجتناب الؤمن للنقائص والمعايب ، إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أي مؤمن ، وهتك عرضه ، فهو يعيد ذلك ويبديه ، ومقصودُه تنقُص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساويه للناس ،ليُدخل عليه الضرر في الدنيا .
    وأما النّاصح فغرضه بذلك إزالة عيب أخيه المؤمن واجتنابه له ،وبذلك وصف الله تعالى رسوله ـ صلى الله عليه آله وسلم ـ فقال :{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنبن رءوُف رحيم } [ التوبة 128 ] .
    ووصف بذلك أصحابه فقال ـ تعالى ـ : { محمّدٌ رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركّعاَ سجّداَ يبتغون فضلاََ من الله ورضواناَ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراَ عظيماَ } [ الفتح 29] .
    ووصف ـ سبحانه ـ المؤمن بالصبر والتواصي بالمرحمة .
    وأما الحامل للفاجر على إشاعة السوء وهتكه فهوالقوة والغلظة ، ومحبته إيذاء أخيه المؤمن ، وإدخال الضرر عليه ، وهذه صفة الشيطان الذي يزين لبني آدم الكفر والفسوق والعصيان ، ليصيروا بذلك من أهل النيران ، كما قال ـ تعالى ـ { إن الشيطان لكم عدوفاتحذوه عدواَ إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } [ فاطر: 6 ] .
    وقال ـ سبحانه ـ بعد أن قصّ علينا قصة الشيطان مع نبيّه آدم ـ عليه السلام ـ ومكرهُ به ، حتى توصّل إلى إخراجه من الجنة : { يابني ءادم لا يفتننّكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنّا جعلنا الشياطين أوليآء للذين لايؤمنون } [ الأعراف : 27 ] .
    فشتّان بين من قصده النصيحة ، ومن قصده الفضيحة ، ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من ليس من ذوي العقول الصحيحة .
    وعقوبة من أشاع السوءعلى أخيه المؤمن، وتتبع عيوبه وكشف عورته ، أن يتبع الله عورته ، ويفضحه ولو في جوف بيته ، كما رُوي ذلك عن النبيّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ من غير وجه .
    وقال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : ( كان يقال : من عيّر أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به ) .
    ورُوي عن جماعة من السلف : ( البلاء موكل بالمنطق ، فلو أن رجلاََ عيّر رجلاَ برضاع كلبة لرضعها ) .
    ولمّا ركب ابن سيرين الدّين وحبس به ، قال : ( إني أعرف الذنب الذي أصابني يهذا ، عيّرتُ رجلاَ منذُ أربعين سنة ، فقلت له : يا مفلس ) اه .
    وما أحسن ما قال الناظم :
    لاتلتمس من مساوي الناس ما ستروا
    فيكشف الله ستراَ من مسا ويكما
    واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا
    ولا تعب أحداَ منهم بما فيكا
    وا ستغن بالله عن كل فإن به
    غنى لكل ،وثق بالله يكفيكا
    [ كتاب الستر على أهل المعاصي عوارضه وضوابطه ـ 83 ـ 87 ]
    فكم نحن محتاجون اليه اليوم ترى بعض الاشخاص اليوم أذا أخطا أخوه يذكر أخطاءه في المجالس ويشرق ويغرب بيها ويظن ان هذا من النصح أنظر أخي تلبيس الشيطان لهم . فصدق الفضيل بن عياض رحمه الله حين قال فشتّان بين من قصده النصيحة ، ومن قصده الفضيحة ، ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من ليس من ذوي العقول الصحيحة .
    وعقوبة من أشاع السوءعلى أخيه المؤمن، وتتبع عيوبه وكشف عورته ، أن يتبع الله عورته ، ويفضحه ولو في جوف بيته ، كما رُوي ذلك عن النبيّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
    1عن ابن عمر قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فنادى بصوت رفيع فقال : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لاتؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله حسن أخرجه الترمذي وابن حبان
    2ــ حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا محمد بن عثمان الجمحي حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته * ( صحيح ) _ التعليق الرغيب 176/3 ، الصحيحة 2341 .
    عن أبي برزة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته * ( حسن صحيح ) _ المشكاة 5044 التحقيق الثاني ، التعليق الرغيب 177/3 .
    والسنة كما لايخفى على كل مسلم عاقل هي الستر على المسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة * ( صحيح ) _ الصحيحة 2341 : وأخرجه مسلم وهو طرف من الحديث المتقدم 225 .
    وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته * ( صحيح ) _ التعليق الرغيب 176/3 ، الصحيحة 2341 .والاحاديث نذكر بعضها وهي . واستمع مثل هذا الكلام من الشيخ الوصابي على هذا الربط

    http://www.salafishare.com/arabic/27...FAB/PLGEQ7A.rm
    قال الفقير إلى الله أبو أنس
    ولعمري أن المتأمل في حال أمة الإسلام وبخاصة الشباب حملة الشريعة ، الذين تحملوا الأمانة وهي ثقيلة، واستحقوا الإرث ـ علم الكتاب والسنة البيضاء الغراء ـ وهو ذو تبعات، وينتظر منهم ما ينتظره المدلج في الظلام من تباشير الصبح؛ فإن الأمة ترجو أن يبنى بهم جيل قوي الأسر، شديد العزائم، سديد الآراء، متين العلم، متماسك الأجزاء........
    ولكن القلب يرثي لأمرهم ويبكي لحالهم لما هم فيه من التمزق والفرقة والتقاطع ونصب المكائد بعضهم للبعض وإطلاق ألسنتهم في هتك أعراضهم بحجة النصيحة والديانة والله المستعان، كم للشيطان من الحيل والمكائد نصبها في طريق عباد الله ليصطادهم بها
    ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام نفيس في هذا الباب يكتب بماء العين ويحلى بالذهب ويعض عليه بالنواجذ ذكره الشيخ العلامة الفقيه محمد الإمام حفظه الله في كتابه النفيس الدرالإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة
    قال في ص 210 ـ 211 ط دار الإمام مالك ((ونختم هذا الباب بكلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية في الغيبة كي نعرف الغيبة جليا قال في مجموع الفتاوى 28 / 236 ـ 238 (فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهمومنهم من يخرج الغيبة فى قوالب شتى تارة فى قالب ديانة وصلاح فيقول ليس لى عادة أن أذكر أحدا الا بخير ولا أحب الغيبة ولا الكذب وإنما أخبركم بأحواله ويقول والله إنه مسكين أو رجل جيد ولكن فيه كيت وكيت وربما يقول دعونا منه الله يغفر لنا وله وإنما قصده استنقاصه وهضما لجنابه ويخرجون الغيبة فى قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه
    ومنهم من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه فيقول لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان لما بلغنى عنه كيت وكيت ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده او يقول فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه واثبات معرفته وانه أفضل منه
    ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين الغيبة والحسد واذا اثنى على شخص ازال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه فى قالب دين وصلاح أو فى قالب حسد وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه
    ومنهم من يخرج الغيبة فى قالب تمسخر ولعب ليضحك غيرهباستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به
    ومنهم من يخرج الغيبة فى قالب التعجب فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت وكيف فعل كيت وكيت فيخرج اسمه فى معرض تعجبه
    ومنهم من يخرج الاغتمام فيقول مسكين فلان غمنى ما جرى له وما تم له فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفى به ولو قدر لزاد على ما به وربما يذكره عند اعدائه ليشتفوا به وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه
    ومنهم من يظهر الغيبة فى قالب غضب وإنكار منكر فيظهر فى هذا الباب اشياء من زخارف القول وقصده غير ما أظهر والله المستعان)
    قلت ( محمد الإمام ) :لقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في إيضاحه لمجال المغتابين فما على المنصف إلا أن يضع الأمور في مواضعها ويترك التخبط )) أنتهى
    والله ياإخوان أمر صعب وشاق وجهد ثقيل يحتاج إلى المكابدة والمصابرة والمرابطة منا والتواصي عليه ومع هذا نقول من يسلم من الذي ذكره شيخ الإسلام رحمه الله وبينه وخاصة ما هو كائن وحادث بين طلبة العلم من الغمز والهمز واللمز لعدة أغراض الله الخبير العليم مطلع عليها، عالم بها ولهذا قال من قال من السلف رحمهم الله (( الإخلاص أمره عزيز )) أو نحو هذه الكلمة
    أقول أن لم يتغمدنا الله الغفور الرحيم التواب برحمته ولطفه فنهيتنا الهلك والدمار
    والله المستعان
    فالأمر ليس بهين يا أحباب، والنفوس ضعيفة والدنيا إن لم تنفع ضرت ومن أراد معرفة حقيقتها ووقوف على أسرارها وكشف زخرافها الفتانة فعليه بقرأة وتفهم كتاب (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ) للإمام الجهبذ العلم شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله ومما ذكره في هذا الكتاب العظيم مما نحن بصدده قوله في ص 72 ـ73 ط مكتبة دار البيان
    ((الباب الرابع عشر في بيان أشق الصبر على النفوس
    مشقة الصبر بحسب قوة الداعى إلى الفعل وسهولته على العبد فإذا اجتمع في الفعل هذان الأمرن كان الصبر عنه أشق شىء على الصابر وان فقدا معا سهل الصبر عنه وان وجد احدهما وفقد الآخر سهل الصبر من وجه صعب من وجه فمن لاداعى له إلى القتل والسرقة وشرب المسكر وأنواع الفواحش ولا هو سهل عليه فصبره عنه من أيسر شيء عليه وأسهله ومن اشتد داعيه إلى ذلك وسهل عليه فعله فصبره عنه أشق شيء عليه ولهذا كان صبر السلطان عن الظلم وصبر الشباب عن الفاحشة وحبد الغنى عن تناول اللذات والشهوات عند الله بمكان وفي المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم(( عجب ربك من شاب ليست له صبوة ))ولذلك استحق السبعة المذكورين في الحديث الذين يظلهم الله في ظل عرشه لكمال صبرهم ومشقته فإن صبر الإمام المتسلط على العدل في قسمه وحكمه ورضاه وغضبه وصبر الشاب على عبادة الله ومخالفة هواه وصبر الرجل على ملازمة المسجد وصبر المتصدق على إخفاء الصدقة حتى عن بعضه وصبر المدعو إلى الفاحشة مع كمال جمال الداعى ومنصبه وصبر المتحابين في الله على ذلك في حال اجتماعهما وافتراقهما وصبر الباكى من خشية الله على كتمان ذلك وعدم اظهاره للناس من أشق الصبر ولهذا كانت عقوبة الشيخ الزانى والملك الكذاب والفقير المختال أشد العقوبة لسهولة الصبر عن هذه الأشياء المحرمات عليهم لضعف دواعيها في حقهم فكان تركهم الصبر عنها مع سهولته عليهم دليلا على تمردهم على الله وعتوهم عليه
    ولهذا كان الصبر عن معاصى اللسان والفرج من اصعب أنواع الصبر لشدة الداعى اليهما وسهولتهما فإن معاصى اللسان فاكهة الإنسان كالنميمة والغيبة والكذب والمراء والثناء على النفس تعريضا وتصريحا وحكاية كلام الناس والطعن على من يبغضه ومدح من يحبه ونحو ذلك فتتفق قوة الداعى وتيسر حركة اللسان فيضعف الصبر ولهذا قال لمعاذ ((امسك عليك لسانك ،فقال وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال وهل يكب الناس في النار على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم )) ولا سيما اذا صارت المعاصى اللسانية معتادة للعبد فإنه يعز عليه الصبر عنها ولهذا تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة ويطلق لسانه في الغيبة والنميمة والمفكه ! في أعراض الخلق وربما رخص أهل الصلاح والعلم بالله والدين والقول على الله ما لا يعلم وكثير ممن تجده يتورع عن الدقائق من الحرام والقطرة من الخمر ومثل رأس الإبرة من النجاسة ولا يبالى بارتكاب الفرج الحرام كما يحكى (أن رجلا خلا بامرأة أجنبية فلما اراد مواقعتها قال يا هذه غطى وجهك فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام ) وقد سأل رجل عبدالله بن عمر رضي الله عنهماعن دم البعوض فقال( انظروا إلى هؤلاء يسألونى عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله) واتفق لى قريب من هذه الحكاية كنت في حال الإحرام فأتانى قوم من الأعراب المعروفين بقتل النفوس والإغارة على الأموال يسألوني عن قتل المحرم القمل فقلت يا عجبا لقوم لا يتورعون عن قتل النفس التى حرم الله قتلها ويسألون عن قتل القملة في الاحرام
    والمقصود أن اختلاف شدة الصبر في أنواع المعاصى وآحادها يكون باختلاف داعيه إلى تلك المعصية في قوتها وضعفها ويذكر عن على رضى الله عنه أنه قال( الصبر ثلاثة فصبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ومن صبر على الطاعة حتى يؤديها كما أمر الله كتب الله له ستمائة درجة ومن صبر عن المعصية خوفا من الله ورجاء ما عنده كتب الله له تسعمائة درجة )
    وقال ميمون بن مهران رحمه الله( الصبر صبران فالصبر على المصيبة حسن وأفضل منه الصبر عن المعصية )
    وقال الفضيل رحمه الله في قوله تعالى ((سلام عليكم بما صبرتم)) الرعد 24 ثم قال :صبروا على ما أمروا به وصبروا عما نهوا عنه وكأنه جعل الصبر على المصيبة داخلا في قسم المأمور به والله أعلم )) انتهى
    وفي الأخير أسأل الله أن يوفقنا لما فيه خير وصلاح لنا في الدنيا والأخرة أمين
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوأنس بن سلة بشير ; 16-Jan-2011 الساعة 12:01 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. [مقتطف] قال ابن بطة العكبري(رحمه الله) في أهل الأهواء والبدع مقدمة كتابهِ (الإبانة ) (وهو يعني أهل زمانه)
    بواسطة أبو مهند سيف نصر الشيباني في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-Feb-2015, 10:19 AM
  2. صيانة كتاب " الإبانة " من مماحكات وتعسفات يوسف بن العيد الجزائري الهجينة
    بواسطة أبو أنس بشير بن سلة الأثري في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-Dec-2014, 09:13 PM
  3. الإبانة لما عليه حدادية الأفاق من الكذب والبتر لكلام الإمام آمان الجامي ، والخيانة
    بواسطة أبو أنس بشير بن سلة الأثري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-Jun-2014, 11:11 AM
  4. جديد موقع ميراث الأنبياء ... متجدد شرح الإبانة الصغرى لإبن بطة الشيخ محمد بن هادي المدخلي
    بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي في المنتدى مكتبة الأمين العلمية الــشـاملة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Jun-2012, 06:31 AM
  5. الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام
    بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-Jul-2010, 06:57 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •