ثانيًا: أثنى على الموِّقعين عليها من أدعياء العلم وغلاة أهل البدع –وهم ما بين رافضي ونصيري وصوفي وإباضي وحزبي-، وهم يبلغون المئات مع الأسف، فقال مادحًا لهم: "أقرها عدد من العلماء الثقات"، ومن الموّقعين عليها: الخامنئي الرافضي، ومحمود حمدي نجاد الرافضي –رئيس دولة إيران الرافضية لا الإسلامية-، وآية الله تسخيري، وخاتمي في عشرين من رموز التطرف الرافضي في إيران، وسيد طنطاوي الأشعري الصوفي الهالك، وعلي جمعة الصوفي القبوري ...إلخ.
فكان الواجب عليه أن يبين أن أغلب –بل جل- من وقّع على هذه الرسالة هم من رءوس أهل البدع من روافض وغلاة صوفية وإباضية وإخوان وسرورية ...إلخ، لكنه على النقيض أثنى ثناء مطلقًا على مَن وقَّع على الرسالة بقوله: "علماء ثقات".
ثالثًا: قام أحد أتباعه –تبعًا له- بشرح الرسالة وغالى في إطرائها، ونشر هذا في منتدياته التي يشرف عليها، وهي المعروفة بمنتديات كل السلفيين، فأقر هذا، ولم ينكره، بل بارك عمله، وأيَّده.
وهذا الشرح هو لعمر بن عبدالحميد البطوش، والذي دافع عنها وعن ثناء علي حسن عليها في مقال له بعنوان: "رسالة عمّان.. حجّة وبرهان . ونقضٌ لِبُهتان"، قال في أوله: "بما أنّني مهتمٌّ برسالة عمّان المباركة، وقد قمتُ بشرحها وبيان ما تشتمل عليه من محاور بديعة وذلك في كتاب أسميته ( إعانة اللّهفان بشرح رسالة عمّان ) و كذا شرحتها في سلسلة من البرامج التلفزيونية على قناة ( الصناعية الدّولية) في أكثر من (60) حلقة.
ج- انطلقت رسالة عمّان الرّائدة من عمّان الخير لتبصير المسلمين جميعًا بحقيقة دينهم العظيم ومبادئه الجليلة، انطلقت رسالة عمّان الماتعة من قلب بلاد الشّام ترشيداً لمسيرة البشرية كلّها، وإنقاذاً لها من ظلمات الجور والبهتان، وتحقيقاً للأمن والأمان والإيمان والسّلام على وجه هذه المعمورة، انطلقت هذه الرّسالة المباركة من عمّان المحروسة للنّهوض بالبشرية كلّها إلى مراقي الخير والفلاح والسّعادة والرّقيّ ، والحقّ والحقّ أقول: لقد كانت هذه الرّسالة الرّائدة على قدر عظيم من الحكمة والاعتدال والدقّة والمنهجية ممّا جعلها بحقّ وصدق: رسالة نور وهداية وسلام وسماحة في زمان اضطربت فيها العقول وضلّت فيه الأفهام و كثرت فيه الفتن والحروب والظّلم فكانت دعوة راشدة متعقّلة ....
د- رسالة عمّان المباركة قد تلقّاها العلماء و الفضلاء والمفكّرون - ومن كافّة البلاد والبقاع- بالقبول و الرّضا وبيان ذلك بالبراهين السّاطعة أنّ هذه الرّسالة الماتعة عُرضت على عدد كبير من القادة و العلماء و رجال الفكر بلغ عددهم أكثر من ( 550 ) عالماً و قائداً سياسياً من 84 دولة كلّهم وقّع على موافقة هذه الرّسالة للشّرع المطهّر و أنهّا من أروع و أبدع ما كتب حول حقيقة الإسلام الحنيف ...".اهـ
قلت: فأين سلفية علي الحلبي وشيعته الذين يبالغون في تمجيد هذه الرسالة وتمجيد مَن وقَّع عليها ومَن أيَّدها من روافض وصوفية ونصيرية وإباضية وعلمانيين، ويتبجحون بهذا الإطراء في موقعهم الذي يسمونه زورًا: "كل السلفيين" ؟!!
فانظر إلى كمِّ عبارات الإطراء الصادرة من علي حسن وشيعته لتدرك مدى الغلو الذي بلغوه، فقالوا في هذه الرسالة:
- إنها تمثل رسالة الإسلام، بل هل هي السبّاقة فِي شَرْحِ رِسالَةِ الإِسْلام الحَقّ الوسطيّة !
- هي الرسالة التي تُبَيِّنُ شمائلَ الإسلام، ومحاسِنَه، وشمائله، وخصاله العظام !
- هي حجة وبرهان ونقضٌ لِبُهتان!!
- هي الرسالة الرّائدة لتبصير المسلمين جميعًا بحقيقة دينهم العظيم ومبادئه الجليلة.
- هي الرسالة التي انطلقت ترشيدًا لمسيرة البشرية كلّها، وإنقاذاً لها من ظلمات الجور والبهتان، وتحقيقاً للأمن والأمان والإيمان والسّلام على وجه هذه المعمورة.
- هي الرسالة التي انطلقت للنّهوض بالبشرية كلّها إلى مراقي الخير والفلاح والسّعادة والرّقيّ.
- هي الرّسالة الرّائدة التي على قدر عظيم من الحكمة والاعتدال والدقّة والمنهجية ممّا جعلها بحقّ وصدق: رسالة نور وهداية وسلام وسماحة!!
- هي الرسالة المباركة !!
فهل تستحق هذه الرسالة الباطلة هذه الجهود الجبارة من علي حسن وشيعته في منتديات "كل السلفيين"، وغيرها في الدفاع عنها هذا الدفاع المستميت، والغلو في تلميعها بصورة تخيل للمتابع لهم أنها جدّدت ما اندرس من معالم الدين، وأنها ستكون بداية فتح للإسلام والمسلمين؟!!
وللبطوش مقال آخر بعنوان: "رسالة عمّان المباركة رسالة نـــــــور وسماحـــــة رغم أنــــــوف الحاقديــــــــن"، قال في أوله: "فقد خرج علينا غمر جديد يدعى (حمود الكثيري)- لا كثَّر الله من أمثاله وأشكاله- بمقالة مبتورة يؤكد فيها ما ادعاه ذاك المتعالم من الطعن برسالة عمان المباركة والزعم بالباطل والجهل المركب مخالفتها لعقيدة الإسلام، وقد ملأ مقالته تلك بالكذب والبهتان والتحريف لمقالات العلماء وتنزيلها على غير مواردها وتحميلها ما لا تحتمل أضف إلى ذلك سوء الأدب والسب والشتم وسوء الظن والاستهزاء بالعلماء والفضلاء وولاة الأمر ممن وقَّع على رسالة عمان المباركة وتلقاها بالقبول ...إلخ".
قلت: انظر إليه يعتبر نقد هذه الرسالة والذبّ عن الإسلام من الجهل المركب والتعالم وسوء الأدب ..إلخ، فهل لا يقال له ولأمثاله: رمتني بدائها وانسلت ؟!!
فهو يجري مجرى علي حسن في الثناء المطلق على الرسالة، وأنها لا تخالف عقيدة الإسلام، وجرى مجراه في الثناء على الموّقعين عليها ووصفهم بـ"الفضلاء"، والاعتداد بإجماعهم –على ما فيهم من بدع كبرى- على قبول الرسالة، وأن إجماعهم هذا حجة يجب الخضوع لها.
وذاك آخر يسمى بعمرو عبدالقادر كتب مقالاً في منتديات "كل السلفيين" قال فيه مهدّدًا من يطعن في رسالة عمان: "وهذا الزعم الباطل والفهم العاطل والقلب الحاقد الذي يرُد رسالة عمّان ويطعن فيها إنما هو ممن يثير الفتن والضغائن على أولياء الأمور ...وهذه الدسائس المبطّنة التي يستخدمها هؤلاء النفر غدت مكشوفة؛ فحمى الله أُردننا وسائر بلاد المسلمين من هؤلاء الخوارج المارقين والتكفيريين المُتسترين خلف شاشات النت بلا علم ولا خُلق وبالتمسح بالعلماء والتعلق بأذيالهم ... وما جريمة شيخنا علي الحلبي إن أقر رسالة عمّان؟ وقد سبقه لذلك من سبقه".اهـ
قلت: انظر أيها القارئ الفطن كيف يصف الذَّابين عن حياض الإسلام ضد دعاة وحدة ومساواة وأخوة الأديان بأنهم خوارج مارقون وتكفيريون متسترون!! ولكن هكذا يصنع الغلو بأهله، ولذا حذَّر ربنا سبحانه منه من سبقنا من الأمم من الغلو، فقال عز وجل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ}، وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
فأقول ناصحًا أمينًا لعلي حسن وشيعته: اتقوا الله ولا تغلوا في دينكم غير الحق، ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل من اليهود والنصارى والروافض والنصيرية والإباضية وغلاة الصوفية والخوارج والإخوان، فهم الذين أيَّدوا وفرحوا برسالة عمَّان، وكفى بهذا دليلاً أوضح من الشمس على بطلانها وخبثها.
والله المستعان وعليه التكلان.يتبع إن شاء الله ....




رد مع اقتباس
