بسم الله الرحمن الرحيم
(تنبيه): عملي في التفريغ تصحيح بعض المواضع فقط.
الألباني مجدّد
[وإمام كبير في السلفية]
للعلامة المجاهد الربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
السائل: السؤال يا شيخ، وصلنا كتاب بعنوان "رفع اللائمة على اللجنة الدائمة" للشيخ محمّد ابن سالم الدوسَري، تقديم مشايخ كبار مثل الشيخ الفوزان، والشيخ الراجحي، والشيخ سعد الحميد حفظهم الله ؛ فما حال هذا الكتاب يا شيخ؟
الشيخ الربيع: والله عليه انتقادات للإخوان من الشباب السلفي، أنا ما قرأته لكن بعض الشباب يقول عليه انتقادات.
السائل: هل تنصح بقراءة الكتاب يا شيخ ؟
الشيخ الربيع: كيف أنصح بالكتاب وأنا ما قرأته وعليه انتقادات.
أنا أقول لكم بهذه المناسبة إنّ الشيخ الألباني رحمه الله إماماً كبيراً في السلفيةِ والسنّةِ ومحاربةِ البدعِ، وقدّم جهودًا عظيمة لهذه الأمّة تعجِز أن تقوم بها الدول وقد أنشئت دُوَل مشروعات لخدمة السنّة وعجزت أن تلحق بهذا الرجل الذي هَيَّئَهُ الله لتجديد الدِّين في هذا العصر وكان مع الشيوخ السلفية وعلى رأسهم الشيخ ابن باز على غايةٍ من المحبّة والتوادّ والتواصل ولم يطعن بعضهم في بعض، ويزكّي بعضهم بعضًا ويؤيّد بعضهم بعضًا، وكانت الأحزاب تتمسّح به لتكسب من ورائه جماعات وجماعات وأشياء أُخر، ولـمّا مات قام هؤلاء ينسبون الشيخ الألباني إلى الإرجاء، والشيخ الألباني معروف بمحاربة البدع من كبيرها إلى صغيرها ومن أَلِفِهَا إلى يائها، ويؤلّف الكُتب في الصلاة ويتعرّض لبدع الصلاة، وفي الحجّ ويتعرّض لبدع الحجّ، وفي الجنائز ويتعرّض لبدع الجنائز، ويفنِّدُ هذه البدع ويحاربها أشدّ الحرب وحارب الفِرَقَ وانحرافاتها من الجهميّة والمعتزلة والخوارج والمرجئة وحارب الإرجاء بالأخصّ محاربةًَ لا هَوادَة(1) فيها ولم يجامل فيها لا طحاوي ولا ابن أبي العزّ السلفي رحمه الله، وهذه كتبه وأشرطته تنضح بمحاربة هذا المذهب الفاسد كما حارب البدع الأخرى، ولـمّا مات الألباني وَثَبَ القطبيّون الذين جنّدوا أنفسهم لمحاربة المنهج السلفي ومن يرفع رايته.
القطبيّون أتباع سيد قطب الذي يقول بالحلول وبوِحدة الوجود ورفع راية الرفض وراية الخروج والفتن والدماء التي الآن في العالم الإسلامي والمشاكل كلّها تنبثق من منهج هذا الرجل قام هؤلاء انتصارًا له يطعنون في إمام من أئمّة السنّة ويرمونه بالإرجاء، على أن سيد قطب عنده كل هذه البدع وما هو أسوأ، منه كالقول بالحلول ووحدة الوجود والجبر الذي هو أخبث من الإرجاء بمراحل ومراحل ولم ينتقدوه ويستميتون في الذب عنه ولا يقبلوا من أحد أن ينتقده، أرأيتم لو كان هؤلاء يحبون الحق وينتصرون له، أيدافعون عن سيد قطب ويحاربون من أجله؟ ثم يذهبون إلى إمام من أئمة السنة يرمونه بالإرجاء ؟! هؤلاء أهل الأهواء، أثاروا الفتن.
المشايخ في الرياض : الفوزان والمفتي من أئمة السلفية وهم إخوان الألباني والجميع يتفقون في محاربة الإرجاء وكلهم يقولون الإيمان : قول وعمل واعتقاد، وأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وليسوا كالمرجئة، والمرجئة الآن يملِون الأرض، لماذا ما حاربهم هؤلاء؟
المرجئة الذين يخرجون العمل من الإيمان ويقولون إنه لا يزيد ولا ينقص ويقولون إن إيمان أفسق الناس وأفجرهم مثل إيمان جبريل، وهذا كله ممّا يحاربه الألباني وتلاميذه، وذهبوا يقولون : المرجئة، الإرجاء، المرجئة. . كل هذا دجل وكذب والهدف منه تفريق السلفيين وضرب بعضهم ببعض ونصرة منهج سيد قطب الذي يُعتبر -يعني- من أخطر المناهج، منهج ضمّ كل أصول الفساد وأصول الضلال فقد رفع راية الخروج وأصولها وراية الجبر وراية التصوف وراية المعتزلة وراية الروافض وما ترك أصلاً من أصول السنة إلا ودمّره وأقام على أنقاضه هذه الأصول الفاسدة ومع ذلك هو مقدس ومنهجه مقدس عندهم وكتبهم مقدسة، فإياكم ثم إياكم إن كنتم تريدون الله والدار الآخرة ونصرة الإسلام أن تنطلي عليكم ألاعيب هؤلاء وخدعهم، والله ما ينصرون الحق، والله لقد وضعوا المناهج لمحاربة أهل السنة: كمنهج الموازنات والمشاكل الأخرى، والقواعد الفاسدة التي تأيد الباطل وتحمي أهله وتأيد البدع وتحميها وأهلها وتناهض منهج أهل السنة والجماعة ولقد اخترعوا من البدع والأصول الفاسدة ما لم يخطر ببال أشد الفرق بُعْداً عن الإسلام وعتوّا في الضلال، فانتبهوا لهؤلاء، والله ما يركضون لنصرت الإسلام ولو ركضوا لنصرت الإسلام ما فعلوا هذه الأفاعيل، بارك الله فيكم.
فالألباني ليس بمرجئ وإخوانه في الرياض وفي غيرها من السلفيين في العالم كلهم منهجهم واحد ضد البدع كلها بما فيها الإرجاء وقد بينت لكم أن الألباني مع أهل السنة والجماعة في أن الإيمان: قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية إلى آخر ما يتصل بهذا الأصل الذي قلتُ لكم وما ينافيه فكيف يُعدُّ مرجئاً، كيف يُعدُّ مرجئاً؟!! ما هو إلا الافتراء والكذب والانتصار للباطل وأهله، فحذار، حذار أن تنخدعوا بهؤلاء.
السائل: ما هي الطريقة المثلي في معاملة الشخص الذي يصدر منه بعض المخالفات المنهجية؟مثلا كتقسيم الشيخ الألباني في تعريف الإيمان ؟. . . !!
الشيخ الربيع: الألباني عرّف الإيمان بما عرّف به أهل السنة والجماعة.
لا تُدِّخِل الألباني في القضايا هذه، يا أخي اسمع . . اسمع بارك الله فيك، والله هؤلاء الذين يطعنون في الألباني مثل الفئران تريد أن تقتلع جبلاً فلا تسمعوا لهؤلاء، هؤلاء من المفسدين في الأرض.
الألباني ليس بمعصوم لكن هو ليس بالمبتدع ولا مرجئ، بارك الله فيكم، لا تسمعوا لهم، والله ما يريدون إلا محاربة المنهج السلفي في شخص الألباني وأمثاله، نعم ؛ لماذا يسكتون عن سيد قطب وعن البنّا والمودودي وأهل البدع والضلال ويحاربون الألباني؟ الكذّابين.
افهموا مكائد هؤلاء، نعم الألباني مجدّد ونشر السنّة والمنهج السلفي في العالم، بارك الله فيكم، لا تسمعوا لهؤلاء).
مفرغ من شريط" الألباني إمام في السنة"ـــــــ
(1) الهَوادَة : اللِّينُ وما يُرْجى به الصَّلاحُ. "مختار القاموس" (ص641).