مشاركة هذا الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي
-
الرد على من يستدل بالآية "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا" على خلق القرآن
بسم الله الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من تبع هداه و بعد:
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في موسوعة الألباني في العقيدة جزء ٧ صـ ٨٧٥:
باب الرد على من استدل على خلق القرآن بقوله تعالى: {إنا جعلناه قرآنا عربيا} فقال: المجعول لا يكون إلا مخلوقا.
[ذكر الذهبي في "العلو" أن أهل الضلال قالوا أن القرآن كلام الله وتنزيله وأنه مخلوق", وذكروا في دليلهم [إنا جعلناه قرآنا عربيا] وقالوا: والمجعول لا يكون إلا مخلوقا].
[فعلق الإمام على ذلك قائلا]:
هذا القول باطل ظاهر البطلان، وكأنه لذلك لم يتعرض المصنف لرده، لكن لا بد لنا في هذا التعليق من الإشارة إلى بعض الآيات التي استدل بها أهل الحديث على بطلانه، فقد قالوا ما ملخصه: إن لفظة "جعل" لا تأتي بمعنى "خلق" كلما ذكرت، وفي أي مكان وقعت، كقوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب}، فليست هنا بمنى الخلق قطعا، بل إن الله تعالى قد أضاف هذه اللفظة إلى بعض المخلوقين فقال في يوسف عليه السلام: «جعل السقاية في رحل أخيه» بل قال في المشركين: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} فهل المعنى أن المشركين خلقوا الملائكة ... ؟! تعالى الله عن تفسير المبتدعة لكلامه علوا كبيرا.
فإذا تبين هذا كان لا بد من تفسير اللفظة المذكورة بالنظر إلى الموضع الذي وردت فيه، فإذا كان قوله تعالى: {جعلنا قرآنا عربيا} إنما هو القرآن قطعا، وكان القرآن من كلامه تعالى قطعا، وكان كلامه صفة من صفاته، وصفاته تعالى كلها أزلية غير مخلوقة كذاته، لم يجز حينئذ أن تفسر هذه اللفظة بما ينافي هذه الأمور المقطوع بها، قالوا: فالمعنى: إن الله تعالى لما كان يعلم الألسنة كلها وهو قادر على أن يتكلم بما شاء منها متى شاء، فإن شاء تكلم بالعربية، وإن شاء تكلم بالعبرية، قال {جعلناه قرآنا عربيا} أي جعله عربيا من كلامه، كما جعل التوراة والإنجيل عبريا من كلامه، ذلك لأنه أرسل كل رسول بلسان قومه ليبين لهم، كما قال تعالى في كتابه, فمعنى قوله "جعلناه": صرفناه من لغة إلى أخرى، وليس خلقناه."انظر الرد على المريسي" (ص 123 - 124).
"مختصر العلو" (ص175).
و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم.
قال أبو الدرداء -رضي الله عنه - : إني لآمركم بالأمر و ما أفعله ، ولكن لعلّ الله يأجرني فيه .
سير أعلام النبلاء4/19.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 30-Apr-2022, 08:58 PM
-
بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي في المنتدى الـردود على مناهج الـرافـضة الحوثيين الأنـجـاس
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 04-Sep-2019, 12:04 AM
-
بواسطة عبدالله بن العيد عدونة في المنتدى منبر العلوم الشرعية
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 01-Jun-2015, 08:02 PM
-
بواسطة أبو صهيب وليد بن سعد في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 15-Nov-2013, 12:44 AM
-
بواسطة أبو هنيدة ياسين الطارفي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 07-Apr-2013, 05:03 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى