درر جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّينالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعه، أما بعد:
فهذه بعض درر جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين بجيلها السَّلفيِّ المتميِّز؛ من أمثال الشيخ ابن باديس والشيخ الإبراهيمي والشيخ العقبي والشيخ التّبسي والشيخ مبارك الميلي -رحمهم الله- وغيرهم ممن كانوا معهم ، أنقلها لكم من موقع الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله تعالى ، و كنت قد جمعتها من قسم في رحاب الأدب فنسأل الله تبارك و تعالى أن ينفع بها و الحمد لله رب العالمين و صل الهم على نبينا محمد صلى الله و على آله و صحبه أجمعين.
درر الإمام ابن باديس :
سبب الجهل بعقائد الإسلام :
قال رحمه الله : '' أدلّة العقائد مبسوطةٌ كلّها في القرآن العظيم بغاية البيان ونهاية التّيسير، ... فحقٌّ على أهل العلم أن يقوموا بتعليم العامّة لعقائدها الدّينيّة، وأدلّةِ تلك العقائد من القرآن العظيم، إذ يجب على كلّ مكلّفٍ أن يكون في كلّ عقيدة من عقائده الدّينيّة على علم، ولن يجد العامّيّ الأدلّة لعقائده سهلةً قريبةً إلاّ في كتاب الله، فهو الذي يجب على أهل العلم أن يرجعوا إليه في تعليم العقائد للمسلمين، أمّا الإعراض عن أدلّة القرآن والذّهاب مع أدلّة المتكلّمين الصعبة ذات العبارة الاصطلاحيّة؛ فإنّه من الهجر لكتاب الله، وتصعيب طريقة العلم على عباده وهم في أشدّ الحاجة إليه، وقد كان من نتيجته ما نراه اليوم في عامّة المسلمين من الجهل بعقائد الإسلام وحقائقه''([1])
و من كلامه رحمه الله :
'' ولا يقف بالجميع عند حدٍّ واحد إلاّ دليلٌ واحد، وهو التزام الصحيح الصريح مما كان عليه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان عليه أصحابه، فكلّ قول يراد به إثبات معنى ديني لم نجده في كلام أهل ذلك العصر نكون في سعة من رده وطرحه وإماتته وإعدامه، كما وسعهم عدمه، ولا وسَّع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وكذلك كلّ عقيدة، فلا نقول في ديننا إلاّ ما قالوا، ولا نعتقد فيه إلاّ ما اعتقدوا ولا نعمل فيه إلاّ ما عملوا، ونسكت عمّا سكتوا فيه... ونرى كلّ فتنة كانت بين الفرق الإسلامية ناشئةً عن مخالفة هذا الأصل'' ([2])
و من كلامه كذلك :
'' وينبغي إذا دارت المباحثة بين الكتّاب أن تكون في دائرة الموضوع، وفي حدودِ الأدب، وبروح الإنصاف، وخيرٌ أن تقيم الدليلَ على ضلالِ خصمك، أو على غلطه، أو على جهله، من أن تقول له: يا ضال، أو يا جاهل، أو يا غالط، فبالأول تحجّه فيعترف لك، أو يكفيك اعتراف قرائك، وبالثاني تهيِّجه فيعاند، ويضيعُ ما قد يكون معك من حقٍ بما فاتك معه من أدبٍ''([3])
من نصائح الشيخ ابن باديس :
و قال رحمه الله: '' وَاحْذَرْ كُلّ "مُتَرَيْبِطٍ" يُرِيدُ أَنْ يَقِفَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَبِّكَ، وَيُسَيْطِرُ عَلَى عَقْلِكَ وَقَلْبِكَ وَجِسْمِكَ وَمَالِكَ بِقُوَّةٍ يَزْعُمُ التَّصَرُّفَ بها في الكَوْنِ، فَرَبُّكَ يَقُولُ لَكَ إِذَا سَأَلْتَ عَنْهُ: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ الآية. وَيَقُولُ لَكَ: ﴿أَلاَ لَهُ الخلْقُ وَالأَمْرُ﴾. وَأَنَّ أَوْلِيَاءَ الله الصَّالِحِينَ بَعِيدُونَ عَنْ كُلِّ تَظَاهُرٍ وَدَعْوَى، مُتَحَلَّوْنَ بِالزُّهْدِ وَالتَّوَاضُعِ وَالتَّقْوَى، يَعْرِفُهُم المؤْمِنُ بِنُورِ الإيمانِ، وَبِهَذَا الميزَانِ، وَاحْذَرْ كُلَّ دَجَالٍ يُتَاجِرُ بِالرُّقَى وَالطَّلاَسِمِ، وَيَتَّخِذُ آيَاتِ القٌرْآنِ وَأَسْمَاءَ الرَّحْمَن هُزُؤًا، يَسْتَعْمِلُونَهَا في التَّمْوِيهِ وَالتَّضْلِيلِ، وَ"القِيَادَةِ" وَ"التَفْرِيقِ" وَيُرْفِقُونَهَا بِعَقَاقِيرَ سميَّةٍ فَيَهْلِكُونَ العُقُولَ وَالأَبْدَانَ''([4])
و مما قاله :
'' يا قوم!! إنّ الحق فوق الأشخاص، وإنّ السنة لا تسمى باسم من أحياها، وإنّ الوهابيين قوم مسلمون يشاركونكم في الانتساب إلى الإسلام ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده، ويفوقون جميع المسلمين في هذا العصر بواحدة وهي أنهم لا يقرون البدعة، وما ذنبهم إذا أنكروا ما أنكره كتاب الله وسنة رسوله وتيسر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر؟
القائد الحقيقي :
و قال : ''فإنَّ ممَّا نعلمُه، ولا يخفَى على غيرِنا أنَّ القَائدَ الَّذي يقول للأمَّة: إنَّكِ مظلومَةٌ في حقوقِكِ، وإنَّني أريدُ إيصالَكِ إليها، يجدُ منها ما لا يجدُ مَنْ يقول لها: إنّكِ ضالَّةٌ عن أصولِ دينِك، وإنَّني أريدُ هِدايَتَك، فذلك تُلبِّيه كلُّها، وهذا يقاومُه مُعظمُها أو شطرُها''([5])
الفرقان بين دعاة الحقِّ ودعاة الشيطان :
قال رحمه الله : '' فمن دعا إلى ما دعا إليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فهو من دعاة الله، يدعو إلى الحقِّ والهدى، ومن دعا إلى ما لم يدعُ إليه محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم فهو من دعاة الشيطان يدعو إلى الباطل والضلال''.([6])
حقيقة الابتداع وخطره :
و قال : '' مِن أبين المخالفة عن أمره وأقبحها، الزيادةُ في العبادة التي تعبَّد لله بها على ما مضى من سنَّته فيها، وإحداثُ محدثاتٍ على وجه العبادة في مواطنَ مرَّت عليه ولم يتعبَّد بمثل ذلك المحدَث فيها، وكلا هذين زيادةٌ وإحداثٌ وابتداعٌ مذمومٌ، يكون مرتكبُه كمن يرى أنه اهتدى إلى طاعةٍ لم يهتدِ إليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وسبقَ إلى فضيلةٍ قَصُر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عنها، وكفى بهذا وحده فتنةً وبلاءً، دع ما يجرُّ إليه من بلايا أُخرى'' ([7])
المخرج من الفتنة :
قال رحمه الله : '' لا نجاةَ لنا من هذا التّيه الذي نحن فيه، والعذاب المنوَّع الذي نذوقه ونقاسيه، إلاَّ بالرّجوع إلى القرآن: إلى علمه وهديه، وبناء العقائد والأحكام والآداب عليه، والتّفقُّه فيه، وفي السُّنَّة النّبويّة شرحُه وبيانُه، والاستعانة على ذلك بإخلاص القصد وصحَّة الفهم والاعتضاد بأنظار العلماء الرّاسخين والاهتداء بهديهم في الفهم عن ربّ العالمين''([8])
ذم علم الكلام :
قال رحمه الله : '' نحن معشر المسلمين قد كان مِنَّا للقرآن العظيم هجرٌ كثيرٌ في الزّمان الطّويل، وإن كنَّا به مؤمنين، بَسَط القرآن عقائد الإيمان كلّها بأدلّتها العقليّة القريبة القاطعة، فهجرْناها وقلنا تلك أدلَّةٌ سمعيّةٌ لا تحصِّل اليقين، فأخذْنا في الطّرائق الكلاميّة المعقَّدة، وإشكالاتها المتعدِّدة، واصطلاحاتها المحدثة، مِمَّا يصعب أمْرَها على الطلبة فضلاً عن العامّة''([9] )
ألا بذكر الله تطمئن القلوب :
و قال رحمه الله : '' قلوبنا معرَّضةٌ لخطرات الوسواس، بل للأوهام والشّكوك، فالذي يثبِّتها ويدفع عنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم، ولقد ذهب قومٌ مع تشكيكات الفلاسفة وفروضهم، ومُماحكات المتكلِّمين ومناقضاتهم، فما ازدادوا إلاَّ شكًّا، وما ازدادت قلوبهم إلاَّ مرضًا، حتَّى رجع كثيرٌ منهم في أواخر أيَّامهم إلى عقائد القرآن وأدلَّة القرآن، فشُفُوا بعدما كادوا، كإمام الحرمين والفخر الرّازيّ''([10])
أثر التقليد العام على الأمة الإسلامية :
قال رحمه الله : '' كما أُدخِلَت على مذهب أهل العلم بدعة التّقليد العامِّ الجامد التي أماتت الأفكار، وحالت بين طلاّب العلم وبين السُّنَّة والكتاب، وصيَّرتها في زعم قوم غير محتاج إليهما من نهاية القرن الرابع إلى قيام الساعة، لا في فقه ولا استنباط ولا تشريع، استغناءً عنهما زعموا بكتب الفروع من المتون والمختصرات، فأعرض الطلاَّب عن التّفقُّه في الكتاب والسُّنَّة وكتب الأئمَّة، وصارت معانيها الظّاهرة، بَلْهَ الخفية مجهولةً حتَّى عند كبار المتصدِّرين''([11])
نصيحة نافعة ووصية جامعة :
و قال رحمه الله : '' اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع، وجنبكم ذلة الابتداع، أنّ الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنّما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأنّ كلّ ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول- قولا كان أو عملا أو عقدا أو احتمالا فإنّه باطل من أصله -مردود على صاحبه كائنا من كان في كلّ زمان ومكان- فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد تضافرت عليها الأدلة -من الكتاب والسنة-، وأقوال أساطين الملة -من علماء الأمصار- وأئمة الأقطار -وشيوخ الزهد الأخيار- وهي لعمر الحق لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان- ولا يردها إلاّ أهل الزيغ والبهتان''([12])
التعليم السني السلفي :
و قال : '' وقال الإمام ابن حزم في كتاب الإحكام -وهو يتحدث عن السلف الصالح كيف كانوا يتعلمون الدين-: «كان أهل هذه القرون الفاضلة المحمودة -يعني القرون الثلاثة- يطلبون حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في القرآن، ويرحلون في ذلك إلى البلاد، فإن وجدوا حديثا عنه عليه السلام عملوا به واعتقدوه»، ومن راجع كتاب العلم من صحيح البخاري ووقف على كتاب جامع العلم للإمام ابن عبد البر -عصري ابن حزم وبلديه وصديقه- عرف من الشواهد على سيرتهم تلك شيئا كثيرا.
هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟''([13])
أساس الإصلاح :
و قال : '' لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم، فإنّما العلماء من الأمّة بمثابة القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كلّه، وصلاح المسلمين إنّما هو بفقههم الإسلام وعملهم به، وإنّما يصل إليهم هذا على يد علمائهم، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون، فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم.
ولن يصلح العلماء إلاّ إذا صلح تعليمهم، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته وما يستقبل من علمه لنفسه وغيره فإذا أردنا أن نصلح العلماء فلنصلح التعليم، ونعني بالتعليم التعليم الذي يكون به المسلم عالما من علماء الإسلام يأخذ عنه الناس دينهم ويقتدون به فيه.
ولن يصلح هذا التعليم إلاّ إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته فيما كان يعلم صلى الله عليه وآله وسلم وفي صورة تعليمه''([14])
التزام السلفية منجاةٌ من الفُرقة :
و قال : '' ولا يقف بالجميع عند حدٍّ واحد إلاّ دليلٌ واحد، وهو التزام الصحيح الصريح مما كان عليه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان عليه أصحابه، فكلّ قول يراد به إثبات معنى ديني لم نجده في كلام أهل ذلك العصر نكون في سعة من رده وطرحه وإماتته وإعدامه، كما وسعهم عدمه، ولا وسَّع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وكذلك كلّ عقيدة، فلا نقول في ديننا إلاّ ما قالوا، ولا نعتقد فيه إلاّ ما اعتقدوا ولا نعمل فيه إلاّ ما عملوا، ونسكت عمّا سكتوا فيه... ونرى كلّ فتنة كانت بين الفرق الإسلامية ناشئةً عن مخالفة هذا الأصل''([15])
تضييع الحق بفوت الأدب :
و قال : '' وينبغي إذا دارت المباحثة بين الكتّاب أن تكون في دائرة الموضوع، وفي حدودِ الأدب، وبروح الإنصاف، وخيرٌ أن تقيم الدليلَ على ضلالِ خصمك، أو على غلطه، أو على جهله، من أن تقول له: يا ضال، أو يا جاهل، أو يا غالط، فبالأول تحجّه فيعترف لك، أو يكفيك اعتراف قرائك، وبالثاني تهيِّجه فيعاند، ويضيعُ ما قد يكون معك من حقٍ بما فاتك معه من أدبٍ''([16])
درر الإمام الإبراهيمي :
تصحيح العقائد والأعمال رأس المال في الدين :
'' أمَّا رأس المال في الدين فهو تصحيح العقائد، وتصحيح العبادات، وتصحيح الأخلاق الصالحة، واتِّباع سنَّة نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم في كلِّ ما فعل وترك، والمحافظة عليها والانتصار لها، ونبذ البدع المخالفة لها، ثمَّ صرفُ الوقت الزائد على ذلك في الأعمال النافعة في الدنيا، فإنَّ الله لا يرضى لعبده المؤمن أن يكون ذليلاً حقيرًا، وإنما يرضى له بعد الإيمان الصحيح أن يكون عزيزًا شريفًا عاملاً لدينه ودنياه، معينًا لإخوانه على الخير، ناصحًا لهم، آخذًا بيد ضعيفهم، محسنًا لهم بيده ولسانه وبجاهه وماله. فصحِّحوا عقائدكم في الله، واعلموا أنه واحدٌ أحدٌ، فردٌ صمدٌ، لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، هو المتفرد بالخلق والرزق والإعطاء والمنع والضرِّ والنفع. فأخلِصوا له الدعاء والعبادة، ولا تدعوا معه أحدًا ولا من دونه أحدًا، وطهِّروا أنفسكم وعقولكم من هذه العقائد الباطلة الرائجة بين المسلمين اليوم، فإنها أهلكتهم وأضلَّتهم عن سواء السبيل، وإيَّاكم والبِدعَ في الدين فإنها مُفسدةٌ له، وكلُّ ما خالف السنَّةَ الثابتة عن نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم فهو بدعةٌ. وصحِّحوا عباداتِكم بمعرفة أحكامها وشروطها ومعرفة ما هو مشروعٌ وما هو غير مشروعٍ، فإنَّ الله تعالى لا يقبل منكم إلاَّ ما شرعه لكم على لسان نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم ''([17])
إعمال المعاول والمقاول لهدم أضرحة الباطل :
قال رحمه الله :'' يا قوم!! إنّ الحق فوق الأشخاص، وإنّ السنة لا تسمى باسم من أحياها، وإنّ الوهابيين قوم مسلمون يشاركونكم في الانتساب إلى الإسلام ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده، ويفوقون جميع المسلمين في هذا العصر بواحدة وهي أنهم لا يقرون البدعة، وما ذنبهم إذا أنكروا ما أنكره كتاب الله وسنة رسوله وتيسر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر؟
أإذا وافقنا طائفة من المسلمين في شيء معلوم من الدين بالضرورة، وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندكم - والمنكر لا يختلف حكمه بحكم الأوطان- تنسبوننا إليهم تحقيرًا لنا ولهم وازدراءً بنا وبهم، وإن فرّقت بيننا وبينهم الاعتبارات فنحن مالكيون برغم أنوفكم، وهم حنبليون برغم أنوفكم، ونحن في الجزائر وهم في الجزيرة، ونحن نُعمِل في طريق الإصلاح الأقلامَ، وهم يُعمِلون فيها الأقدامَ، وهم يُعْمِلُونَ في الأضرحة المعاول ونحن نُعْمِلُ في بانيها المقاول''([18])
الحذر من الحزبيين الصادين عن العلم :
قال الإبراهيمي رحمه الله '' العلمَ العلمَ أيّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب، ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب، في المجامع صخّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتنّنكم عنه مُنزوٍ في خنقه، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم ''([19])
من أساليب محاربة دعوة الحق :
و قال رحمه الله : '' يقولون عنا أننا وهابيون، كلمة كثر تردادها في هذه الأيام الأخيرة حتى أَنْسَت ما قبلها من كلمات: عبداويين وإباضيين وخوارج، فنحن - بحمد الله - ثابتون في مكان واحد وهو مستقر الحقّ، لكن القوم يصبغوننا في كل يوم بصبغة ويَسِمُونَنَا في كل لحظة بِسِمَةٍ، وهم يتخذون من هذه الأسماء المختلفة أدوات لتنفير العامة منا وإبعادها عنا وأسلحة يقاتلوننا بها، وكلما كلَّت أداة جاءوا بأداة، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغناء، وقد كان آخر طراز من هذه الأسلحة المغلولة التي عرضوها في هذه الأيام كلمة «وهابي» ولعلهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها، ولعلهم كافأوا مبتدعها بلقب (مبدع كبير)''([20])
خطر البدع والضلالات:
و قال :'' إن شيوع ضلالات العقائد، وبدع العبادات، والخلاف في الدين هو الذي جرّ على المسلمين هذا التحلل من الدين، وهذا البعد من أصليه الأصليين، وهو الذي جرّدهم من مزاياه وأخلاقه حتى وصلوا إلى ما نراه، وتلك الخلال من إقرار البدع والضلالات هي التي مهدت السبيل لدخول الإلحاد على النفوس، وهيأت النفوس لقبول الإلحاد، ومحال أن ينفذ الإلحاد إلى النفوس المؤمنة، فإن الإيمان حصن حصين للنفوس التي تحمله، ولكن الضلالات والبدع ترمي الجد بالهويْنا، وترمي الحصانة بالوهن، وترمي الحقيقة بالوهم، فإذا هذه النفوس كالثغور المفتوحة لكل مهاجم.''([21])
جهل المسلمين من أسباب العدوان عليهم :
و قال :'' وإن أخوف ما يخافه المشفقون على الإسلام، جهل المسلمين لحقائقه وانصرافهم عن هدايته، فإن هذا هو الذي يطمع الأعداء فيه وفيهم، وما يطمع الجار الحاسد في الاستيلاء على كرائم جاره الميّت إلا الوارث السفيه.''([22])
سبب تفرق الأمة :
و قال : '' إننا علمنا حق العلم، بعد التروي والتثبت، ودراسة أحوال الأمة ومناشئ أمراضها، أن هذه الطرق المبتدعة في الإسلام هي سبب تفرق المسلمين، لا يستطيع عاقل سلم منها ولم يبتل بأهوائها أن يكابر في هذا أو يدفعه، وعلمنا أنها هي السبب الأكبر في ضلالهم في الدين والدنيا، ونعلم أن آثارها تختلف في القوة والضعف اختلافا يسيرا باختلاف الأقطار، ونعلم أنها أظهر آثارا وأعراضا وأشنع صورا ومظاهرا في هذا القطر الجزائري، والأقطار المرتبطة به ارتباط الجوار القريب منها في غيره، لأنها في هذه الأقطار فروع بعضها من بعض، ونعلم أننا حين نقاومها نقاوم كلّ شر، وأننا حين نقضي عليها -إن شاء الله- نقضي على كلّ باطل ومنكر وضلال، ونعلم زيادة على ذلك أنه لا يتم في الأمة الجزائرية إصلاح في أي فرع من فروع الحياة مع وجود هذه الطرقية المشؤومة، ومع ما لها من سلطان على الأرواح والأبدان، ومع ما فيها من إفساد للعقول وقتل للمواهب''([23])
فضل السلف على الخلف:
و قال :'' أقام سلفنا الصالح دين الله كما يجب أن يقام، واستقاموا على طريقته أتم استقامة، وكانوا يقفون عند نصوصه من الكتاب والسنة، ولا يتعدونها ولا يتناولونها بالتأويل، وكانت أدواتهم لفهم القرآن، روح القرآن، وبيان السنة، ودلالة اللغة والاعتبارات الدينية العامة، ومن وراء ذلك فطرة سليمة وذوق متمكن ونظر سديد وإخلاص غير مدخول واستبراء للدين، قد بلغ من نفوسهم غايته، وعزوف عن فتنة الرأي وفتنة التأويل، أدبهم قوله تعالى: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى: 13] وقوله تعالى ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: 59] فكانوا أحرص الناس على وفاق، وكانوا كلما طاف بهم طائف الخلاف في مسألة دينية بادروه بالرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله فانحسم الداء وانجابت الحيرة''([24])
بين الصدق والادعاء في محبة النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم :
و قال رحمه الله : '' الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليـل منها فلا تَجدُه ''([25])
مهمة العالم الديني وموقفه :
و قال رحمه الله : '' وَاجِبُ العَالِمِ الدِّيني أَنْ يَنْشطَ إِلى الهدَايَةِ كُلَّمَا نَشطَ الضَّلاَلُ، وَأَنْ يُسَارِعَ إِلى نُصْرَةِ الحقِّ كُلَّمَا رَأَى البَاطِلَ يُصَارِعُهُ، وَأَنْ يُحَارِبَ البِدْعَةَ وَالشَّرَّ وَالفَسَادَ قَبْلَ أَن تَمدَّ مَدَّهَا، وَتَبْلغَ أَشُدَّهَا، وَقَبْلَ أَن يَتَعَوَّدَهَا النَّاسُ ، فَتَرْسَخَ جُذُورُهَا في النُّفُوسِ، وَيَعْسُر اقتِلاعُهَا، وَوَاجِبُهُ: أَنْ يَنْغَمِسَ في الصُّفُوفِ مُجَاهِدًا، وَلا يَكُونَ مَعَ الخوَالِفِ وَالقَعَدَةِ، وَأَنْ يَفْعَلَ مَا يَفْعَلُه الأَطِبَاءُ النَّاصِحُونَ مِنْ غَشَيَانِ مَوَاطِنِ المرَضِ لإنْقَاذِ النَّاسِ مِنْهُ، وَأَنْ يَغْشَى مَجَامِعَ الشُّرُورِ لاَ لِيَرْكَبَهَا مَعَ الرَّاكِبِينَ، بَلْ لِيُفَرِّقَ اجْتِمَاعَهُمْ عَلَيْهَا''.([26])
الشيخ الطيب العقبي رحمه الله :
الدين قبل كل شيء :
قال رحمه الله :'' إننا نعتقد ولم نزل نعتقد في إيمان وإخلاص بأن الدين وحده هو الذي ينهض بهذه الأمة حديثا، كما نهض بها قديما، بالدين فقط نصل إلى حيث نأمل ونبلغ كلّ ما نرجوه ونتمنّاه، والدين هو رأس مالنا الذي لا خسارة معه، ولا ندامة تلحق العاملين به والمعتصمين بحبله المتين، وإذن فالدين قبل كل شيء.''([27])
درر الشيخ مبارك الميلي رحمه الله :
شمول الدعوة إلى الكتاب والسنَّة للدعوة إلى سائر الكتب والعلوم :
قال رحمه الله :'' ومن اعتقد في إحياء الكتاب والسنَّة والأنس بهما موتًا لتصانيف المتقدِّمين وهجرانًا لها؛ فقد اعتقد أنها منافيةٌ لهما، وأنَّ بينها وبينهما ما بين الضرَّتين (رضى هذي يحرِّك سُخْط هذي)، ثمَّ آثرها -وهي الفرع- عليهما -وهما الأصل-، وتلك غباوةٌ مغبَّتها شقاوةٌ. ونحن لا نرى منافاةً بين تفهُّم الكتاب والسنَّة ودراسة مؤلَّفات العلماء، وليست الدعوة إليهما تزهيدًا في تراثنا من أسلافنا، بل هي حثٌّ على الانتفاع بذلك التراث القيِّم، لأنَّ الناظر فيهما يحتاج إلى النظر فيما كُتب عليهما وما استُنبط منهما وما هو وسيلةٌ إليهما، وقد يتعرَّف بذلك إلى علومٍ كونيةٍ مجملةٍ فيهما، هذا إلى تحصيل مَلَكة البيان من أسلوبهما، وإحياء طريقتهما في الهداية، فتكون الدعوة إليهما دعوةً إلى الأصل والفرع معًا، أمَّا الدعوة إلى كتب الفقه مثلاً خاصَّةً كما يريد المعارِضون؛ فهي دعوةٌ إلى الفرع وإهمالٌ للأصل، والنهِم الذي لا يشبع من طلب العلم لا يتَّسع لنهمه غير الكتاب والسنَّة، والقهِم غير الشهوان لا يجمل به أن يقيِّد قدرةَ غيره بعجزه، ولا يزيِّنه أن يتَّخذ من ضعفه مقياسًا لقوَّة القويِّ''.([28])
من أوليات الداعية الصادق التحذير من الشرك:
قال رحمه الله : ''لعلك لا تجد في عيوب النفس ونقائص الإِنسان ما يضاهي الشرك في اقتضاء طبع المتدين له، وخفاء مساربه إلى نفسه، ودفاع المتأولين عنه؛ فكان لزاماً على من يهتم لسعادته في الدار الباقية أن يعترف بحاجته الشديدة إلى معرفة الشرك ومظاهره، وأن يعتني كل الاعتناء بالبحث عن كل ذريعة إلى هذا الداء؛ ليتقيه أيما اتقاء، فلا يسري إلى جنانه، ولا يعلق بلسانه، ولا يظهر على شيء من أركانه، وكان من آيات المرشد النصوح وأخص مظاهر نصحه أن يجعل أولى ما يتقدم به إلى العامة وأول ما يقرع به أسماعهم التحذير من الشرك ومظاهره، وبيان مدلوله وأنواعه، ثم الصبر على ما يلحقه لذلك من أذى جاهل متحمس، ومغرض متعصب، وضال متأول''([29] )
تشنيع الشانئين على دعوة المصلحين :
قال رحمه الله : '' إذا كان الاحتياج إلى معرفة الشرك شديدًا كان تعريف الناس به أمرًا لازمًا أكيدًا، وإذا كان الباعث على هذا التعريف إقامة العقيدة فهو من النصيحة المفيدة الحميدة، وليس الإرشاد إلى الخير النافع بأَوْلى من التنبيه على الباطل الضارِّ، بل كلاهما غرضٌ حسنٌ وسَننٌ، لا يُعدل عنه الساعون في خير سُننٍ، وهذا ما حمل المصلحين المجدِّدين على الاهتمام بدعوة المسلمين إلى إقامة التوحيد وتخليصه من خيالات المشركين. وما رفَعْنا صوتنا بتلك الدعوة حتى ثارت علينا زوابعُ ممَّن سلكوا للشرك كلَّ الذرائع، وشوَّهوا للعامَّة غرضنا الحميد بما يجدون الجزاء عنه يوم الوعيد، ومِن أقوى ما لبَّسوا به على العموم ومدُّوا به صخب الخصوم: رميُهم لنا بأنَّا نحكم على المسلمين بحكم المشركين، ثمَّ ينتصبون للدفاع محافظةً على غفلة الأتباع الذين ينتفعون منهم بكلِّ وجوه الانتفاع، ولكنَّ قذف الله بالحقِّ على الباطل بعيدُ الأثر، وسنَّتَه في ظهور المصلحين على المعاندين قديمةٌ في البشر''([30]).
دخول الأشعرية المغربَ :
قال رحمه الله :'' وكان أهل المغرب سلفيِّين حتَّى رحل ابن تومرت إلى الشرق وعزم على إحداث انقلابٍ بالمغرب سياسيٍّ علميٍّ دينيٍّ، فأخذ بطريقة الأشعري ونصرها، وسمَّى المرابطين السلفيِّين مجسِّمين، ثمَّ انقلابه على يد عبد المؤمن، فتمَّ انتصار الأشاعرة بالمغرب، واحتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة، فلم ينصرْها بعدهم إلاَّ أفرادٌ قليلون من أهل العلم في أزمنةٍ مختلفةٍ''.([31])
درر الشيخ العربي التبسي رحمه الله :
شرف الانتساب إلى السلفية :
قال رحمه الله : ''وهذه الطائفة السلفية التي تعد نفسها سعيدة بالنسبة إلى السلف، وأرجو أن تكون ممن عناهم حديث مسلم '' لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين يوم القيامة ''([32] )الحديث، قد وفقوا إلى تقليد السلف في إنكار الزيادة في الدين، وإنكار ما أحدثه المحدثون وما اخترعه المبطلون ويَروْن أنه لا أسوة إلاَّ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أو من أمرنا بالائتساء به فلمّا شاركوا السلف وتابعوهم في هذه المزية الإسلامية نَسبُوا أنفسهم إليهم، ولم يَدَعِّ أحدٌ منهم أنه يدانيهم فيما خصّهم الله به من الهداية التي لا مطمع فيها لسواهم''([33])
الصبر على الأذى في سبيل الإصلاح :
و قال رحمه الله : '' وإن تعجب فعجب أمر هؤلاء الذين يريدون من علماء الدين أن يذعنوا لأباطيلهم ويطأطئوا رؤوسهم أمام عظمة أهوائهم، وما ضمتها من عفونات ما يلقيه الشيطان عليهم رغم تعاليم الدين الذي يلعن من يكتم من الدين المنزّل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم شيئا وكأنّ هؤلاء لم يعلموا أننا لم نكتب ما كتبنا وما كتبه إخواننا من أهل الدين والبصيرة النافذة لقضاء شهوة من الشهوات أو طلب دخل من الدخول أو لنيل حظ من الحظوظ، وأن الله يعلم والمسلمين يعلمون أنه لولا أن الله تعالى أمرنا بأن نبلغ هذا الدين كما أخذناه لا ننقص ولا نزيد ولولا أننا نزحزح أنفسنا عن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى ما رضينا لأنفسنا أن نخاطب هذه الهلثاء التي لا فقه لها ولكننا سوف نثبت حيث أمرنا الله مستميتين في الدفاع عن الدين ولو قطعنا إربا أو رمى بنا في أتون وإن نحن لقينا ما لقينا فحسبنا:
ما أنت إلا أصبع دميت *** وفي سبيل الله ما لقيت''([34])
الشيخ أبو يعلى الزواوي :
إلباس الحق بالباطل:
قال رحمه الله :'' تأسس الإسلام، وتأسس معه التمرد الذي هو عبارة عن عدم الاستسلام، وهو الكفر والجحود بعينه والعياذ بالله وجاء الإسلام بالإصلاح العام لما أحدثه الأنام فقام المعارضون ضد المصلحين الحقيقيين الذين هم المرسلون وقالوا لنوح عليه السلام: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ [الأعراف:60] ، وقالوا لهود عليه السلام: ﴿أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ﴾[الأعراف:70] ، وقالوا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿ سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص:4، 5].
وهذا الذي وقع لنا معشر المصلحين المخلصين في هذا العصر كلما نوهنا أو نبهنا إلى خطإ أو فساد في العقائد والعوائد أو عارضنا المفاسد والمعابد بالباطل أو ذكرنا الملل والنحل التي تفرعت في الإسلام الذي جاء بالتوحيد قام في وجوهنا فريق من البله الجامدين المغفلين وخرجوا إلينا بطرا ورئاء الناس أنهم يدافعون عن الأولياء والصاحين فيلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون''([35])
الطعن في الوهَّابية طعن في المالكية:
و قال رحمه الله : '' ولهذا قلت وما زلت ولن أزال أقول: إنَّ المالكي الذي يطعن في الوهَّابيِّين يطعن في مالكٍ ومذهبِه من حيث يشعر أو لا يشعر، أو لأنه جاهلٌ أو متجاهلٌ'' ([36])
السعيد الزاهري رحمه الله :
حقيقة دعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
قال رحمه الله : ''بقي شيء واحد وهو قول الوزير: (إنّ مؤسس هذا المذهب هو شيخ الإسلام ابن تيمية، واشتهر به ابن عبد الوهاب). والواقع أنَّ مؤسس هذا المذهب ليس هو ابن تيمية ولا ابن عبد الوهاب، ولا الإمام أحمد ولا غيره من الأئمة والعلماء، وإنما مؤسسه هو خاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على أنه في الحقيقة ليس مذهبًا، بل هو دعوة إلى الرجوع إلى السنة النبوية الشريفة، وإلى التمسك بالقرآن الكريم، وليس هنا شيء آخر غير هذا.''([37])
[1] : آثار ابْنِ بَادِيسَ عبد الحميد ابن باديس (1/272)
[2] : عبد الحميد بن باديس مجلة الشهاب (5/ 570).
[3] : عبد الحميد بن باديس مجلة الشهاب ( 4/ 244)
[4] : عبد الحميد بن باديس الشهاب (2/ 240-241).
[5] : عبد الحميد بن باديس الصِّراط السَّوي :العدد 15، 08 رمضان 1352هـ/ 25-12-1933م
[6] : ابن باديس آثار ابن باديس (1/182).
[7] : آثار ابن باديس (1/375)
[8] : مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير ابن باديس (252)
[9] : مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير ابن باديس (250)
[10] : مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير ابن باديس (257)
[11] : آثار عبد الحميد ابن باديس ابن باديس (5/ 38)
[12] : آثار الإمام ابن باديس (3/ 222)
[13] :آثار ابن باديس ( (4/ 78
[14] :آثار ابن باديس (4/ 78)
[15] : ابن باديس مجلة الشهاب (5/ 570).
[16] :الشهاب ( 4/ 244)
[17] : آثار البشير الإبراهيمي (1/406).
[18] : آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي (1/ 123-124)
[19] : عيون البصائر (350-351).
[20] : آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي (1/ 123-124)
[21] : آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي ( (4/ 201
[22] : محمد البشير الإبراهيمي جريدة البصائر:العدد 13، 26 ذي الحجة 1366هـ/ 10-11-1947م.
[23] : آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي (1/190)
[24] : آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي ((1/ 164
[25] : آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي (2/ 132)
[26] : آثار الإمام محمَّد البشير الإبراهيمي (4/ 117)
[27] : الطيب العقبي جريدة الإصلاح: العدد 46، 18 جمادى الأولى 1366هـ/ 01-04-1947م
[28] : مبارك الميلي رسالة الشرك ومظاهره (79)
[29] : المبارك الميلي الشرك ومظاهره (44)
[30] : المبارك الميلي الشرك ومظاهره (51)
[31] : تاريخ الجزائر في القديم والحديث لمبارك الميلي (711)
[32] :أخرجه أبوداود ( 7/ 162) ، و أحمد (4/429).
[33] : العربي التبسي مجلة الشهاب (4/ 149).
[34] : العربي التبسي الشهاب (3/ 297)
[35] : أبو يعلى الزواوي الشهاب ( (3/ 351
[36] : أبو يعلى الزواوي، العدد السابع من جريدة الصراط السويُّ (7).
[37] : السعيد الزاهري (عضو إداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين) مجلة الصراط السوي: (5/5)


رد مع اقتباس