مشاركة هذا الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي
-
الكلام على خبر قطع رجل عروة بن الزبير وهو يصلي
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت لكم هذا البحث القيم للأخ حمود الكثيري ـ أحد المشرفين في شبكة الورقات السلفية ـ
أسأل الله أن ينفعني وإياكم بما نقرأ إنه ولي ذلك والقادر عليه
المقال من هنا
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين أما بعد:
فقد انتشر بين الوعاظ والخطباء خبر عن عروة بن الزبير التابعي الجليل رحمه الله ورضي عنه أن داء الآكلة(=الغرغرينا في العرف المعاصر) أصاب رجله وأنها قٌطعت وصبر على ذلك،والأخبر له أصل صحيح ستعرفه بالروايات أدناه،لكن تتابع كل من سمعته يذكر الخبر وهم:
الشيخ رسلان في خطبة جمعة
والحويني ونبيل العوضي وقبلهما كشك
على ذكر زيادات ليس لها أصل مسند بل بعضها ليس لها أصلاً إلا في مخيلة قائلها كما زعم كشك أن ما أصاب عروة هو السرطان وأن الملائكة نزلت على عروة بالسكينة !!
و تتباعوا -دون الشيخ رسلان -على ذكر أمر -وهو مشهور بين الناس- وزعم الحويني أن إسناده صحيح! وهو أن عروة لما أرادوا قطع رجله عرضوا عليه شرب المرقد"كالمخدر في زماننا"فأبى وقال لهم لكن انظروني إذا صليت فاقطعوها فإني إذا صليت فلا أشعر بشيء!
وخبر الصلاة هذا لايثبت مسنداً ذكره ابن كثير في تاريخه ممرضاً إياه فقال(9/102):
" وَرُوِيَ أَنَّهُمْ قَطَعُوهَا وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَشْعُرْ لِشُغْلِهِ بِالصَّلَاةِ فاللَّه أَعْلَمُ"
أما الشيخ رسلان-غفر الله له- فذكر أشياءًا عجيبة وسياقات طويلة تطلبت لها أصلاً فلم أجدها،فمن ذلك على سبيل المثال:
1-تسميته الطبيب النصراني بأبي الحكم.
2-ذكر الوصف الخلقي للطبيب وذكر الأوصاف الخلقية لمرافقيه وبأنهم مفتولي العضلات كالغربان.
3-أن في المجلس الذي قطعت فيه رجله كان عمر بن عبد العزيز موجوداً.
4-قول عروة للطبيب قبحك الله من شيخ سوء لما عرض عليه الخمر لكيلا يحس بالألم.
5-ذكر الطبيب النصراني لفوائد المرقد"المخدر"
6-قول عروة أنه لا يحب أن يفقد شيئاً منه إلا وهو حامدا لله شاكراً له مصلياً على نبيه حتى يتحصل على تمام الأجر.
7-الوصف الدقيق للمنشار الذي قطع الطبيب به رجل عروة!
8-أنه أثناء القطع كان يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله
9-تقبيل عروة لقدمه بعد قطعها!
وغيرها من الزيادات التي عجزت عن إيجاد مصدر لها فالله أعلم بالحال.
وإن قلت:إن هذا الباب يُتسهل فيه فلماذا شددت عليهم!
أقول:نعم لا يتشدد في الأسانيد في هذا الباب أما ذكر أمور لا أساس لها أصلاً أو الحكم على ما لا إسناد له بأن إسناده صحيح فلا.
ولأذكر ما وقفت للخبر من روايات مسندة أتبعتها بالحكم عليها والله الموفق:
قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات(135):
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، لَمَّا وَقَعَتِ الْأُكْلَةُ فِي رِجْلِهِ فَقِيلَ لَهُ: أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا قَالَ: " إِنْ شِئْتُمْ فَجَاءَ الطَّبِيبُ فَقَالَ: أَسْقِيكَ شَرَابًا يَزُولُ فِيهِ عَقْلُكَ فَقَالَ: امْضِ لِشَأْنِكَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ خَلْقًا شَرِبَ شَرَابًا يَزُولُ فِيهِ عَقْلُهُ حَتَّى لَا يَعْرَفَ رَبَّهُ قَالَ فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَنَحْنُ حَوْلَهُ فَمَا سَمِعْنَا حِسًّا فَلَمَّا قَطَعَهَا جَعَلَ يَقُولُ " لَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ وَلَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ قَالَ: وَمَا تَرَكَ جُزْأَهُ بِالْقُرْآنِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ "
قلت:إسناده صحيح شيخ ابن أبي الدنيا ثقة روى له الستة حاشا النسائي والترمذي ومن فوقه سلسلة معروفة.
وقال ابن أبي الدنيا(136):
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: كَانَ بِرِجْلِ عُرْوَةَ الْأُكْلَةُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ بِطَبِيبٍ فَقَالَ مَا أَرَى إِلَّا أَنْ يَقْطَعَهَا وَإِلَّا رَقِيَتْ إِلَى جَسَدِكَ فَقَالَ عُرْوَةُ: أَتَظْفَرُ، فَقَالَ: مَا أَرَى إِلَّا قَطْعَهَا فَقَالَ عُرْوَةُ: دُونَكَ فَجَاءَ بِثَلَاثِ مَنَاشِيرَ صِغَارٍ فَنَشَرَ الْعَظْمَ بِالْأَوَّلِ ثُمَّ نَشَرَ بِالثَّانِي ثُمَّ بِالثَّالِثِ فَقَطَعَهَا وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ سِنِينَ وَكَانَ مِنْ أَصْبِرِ النَّاسِ
أقول: فيه ابن لهيعة وأبو إسحاق شيخ الحافظ صدوق إن كان أحمد بن اسحاق البزار وإلا فلم أعرفه.
وقال(137):
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: قُطِعَتْ رِجْلُ عُرْوَةَ أَخَذَهَا بِيَدِهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَنْقُلْهَا إِلَى مَعْصِيَةٍ لَكَ قَطُّ
أقول:الأوزاعي لم يسمع من عروة
وقال(138):
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فَعَزَّاهُ فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُعَزِّينِي أَبِرِجْلِي قَالَ: لَا وَلَكِنْ بِابْنِكَ قَطَعَتْهُ الدَّوَابُّ بِأَرْجُلِهَا فَقَالَ عُرْوَةُ: «وَايْمُكَ لَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ وَلَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ»
قلت:إسناده صحيح. وسفيان هو ابن عيينة
وقال(139):
حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى وَجَدَ فِي رِجْلِهِ شَيْئًا فَظَهَرَتْ بِهِ قَرْحَةٌ وَكَانُوا عَلَى رَوَاحِلَ فَأَرَادُوهُ عَلَى أَنْ يَرْكَبَ مَحْمَلًا [ص:116] فَأَبَى عَلَيْهِمْ ثُمَّ غَلَبُوهُ فَرَحَلُوا نَاقَةً لَهُ بِمَحْمَلٍ فَرَكِبَهَا وَلَمْ يَرْكَبْ مَحْمَلًا قَبْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَصْبَحَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [فاطر: 2] حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا فَقَالَ لَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي هَذِهِ الْمَحَامِلِ بِنِعْمَةٍ لَا يُؤَدُّونَ شُكْرَهَا وَتَرَقَّى فِي رِجْلِهِ الْوَجَعُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى الْوَلِيدِ فَلَمَّا رَآهُ الْوَلِيدُ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اقْطَعْهَا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَالَغَ فَوْقَ ذَلِكَ قَالَ: فَدُونَكَ قَالَ: فَدَعَا لَهُ الطَّبِيبَ فَقَالَ لَهُ: اشْرَبِ الْمُرْقِدَ قَالَ لَا أَشْرَبُ مُرْقِدًا أَبَدًا، قَالَ: فَعَذَرَهَا الطَّبِيبُ وَاحْتَاطَ بِشَيْءٍ مِنَ اللَّحْمِ الْحَيِّ مَخَافَةَ أَنْ يَبْقَى مِنْهَا شَيْءٌ ضُرَّ فَيَرْقَى فَأَخَذَ مِنْشَارًا فَأَمَسَّهُ بِالنَّارِ وَاتَّكَأَ لَهُ عُرْوَةُ فَقَطَعَهَا مِنْ نِصْفِ السَّاقِ فَمَا زَادَ عَلَى أَنْ يَقُولَ: حَسْ حَسْ فَقَالَ الْوَلِيدُ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا قَطُّ أَصْبَرَ مِنْ هَذَا، وَأُصِيبَ عُرْوَةُ بِابْنٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ فِي ذَلِكَ السَّفَرِ وَدَخَلَ اصْطَبْلَ دَوَابٍّ مِنَ اللَّيْلِ لِيَبُولَ فَرَكَضَتْهُ بَغْلَةٌ فَقَتَلَتْهُ وَكَانَ مِنْ أَحَبِّ وَلَدِهِ إِلَيْهِ، وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ فِي ذَلِكَ كَلِمَةٌ حَتَّى رَجَعَ فَلَمَّا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ: {لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62] اللَّهُمَّ كَانَ لِي بَنُونَ سَبْعَةٌ فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِدًا وأَبْقَيْتَ سِتَّةً، وَكَانَتْ لِي أَطْرَافٌ أَرْبَعَةٌ فَأَخَذْتَ مِنِّي طَرَفًا وَأَبْقَيْتَ لِي ثَلَاثًا وَايْمُكَ لَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ، وَلَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ عَطَاءُ بْنُ ذُوَيْبٍ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَحْتَاجُ أَنْ نُسَابِقَ بِكَ وَلَا أَنْ نُصَارِعَ بِكَ وَلَكِنَّا كُنَّا نَحْتَاجُ إِلَى رَأْيِكَ وَالْأُنْسِ بِكَ فَأَمَّا مَا أُصِبْتَ بِهِ فَهُوَ أَمْرٌ ذَخَرَهُ اللَّهُ لَكَ، وَأَمَّا مَا كُنَّا نُحِبُّ أَنْ يَبْقَى لَنَا مِنْكَ فَقَدْ بَقِيَ
قلت:فيه عامر بن صالح الزبيري وهو متروك الحديث
وقال(140):
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ رَزِينٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ذُوَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَخَرَجَ بِرِجْلِهِ الْقَرْحَةُ الْآكِلَةُ فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ الْأَطِبَّاءَ فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى إِنْ لَمْ نَنْشُرْهَا قَتَلَتْهُ، فَقَالَ: شَأْنُكُمْ بِهَا فَقَالُوا: نَسْقِيكَ شَيْئًا لَا تُحِسُّ بِمَا نَصْنَعُ قَالَ: لَا شَأْنُكُمُ بِهَا قَالَ: فَنَشَرُوهَا بِالْمِنْشَارِ فَمَا حَرَّكَ عُضْوًا عَنْ عُضْو، وَصَبَرَ فَلَمَّا رَأَى الْقَدَمَ بِأَيْدِيهِمْ دَعَا بِهَا فَقَلَبَهَا فِي يَدِهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَالَّذِي حَمَلَنِي عَلَيْكِ إِنَّهُ لِيَعْلَمُ أَنِّي مَا مَشَيْتُ بِهَا إِلَى حَرَامٍ أَوْ قَالَ مَعْصِيَةٍ قَالَ الْوَلِيدُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ذُوَيْبٍ أَوْ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَضَرَ عُرْوَةَ حِينَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَغُسِّلَتْ وَطُيِّبَتْ وَلُفَّتْ فِي قُبْطِيَّةٍ ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ
قلت:شيخ الحافظ لم أجد له توثيقا ولا تجريحاً ذكر أبو حاتم أن ذُكر له عن رجل أنه سأل أحمد بن حنبل عن الزهد فأحال على ما يرويه محمد بن الحسين بلغني عن إبراهيم بن إسحاق الحربي، أنه سئل عن محمد بن الحسين البرجلاني، فقال: ما علمت إلا خيرا.
(تاريخ مدينة السلام3/5)
وقال الذهبي في الميزان(3/522): أرجو أن يكون لا بأس به ما رأيت فيه توثيقا ولا تجريحا، لكن سئل عنه إبراهيم الحربى، فقال: ما علمت إلا خيرا.
قلت:خبر الحربي بلاغ.
وشيخه محمد بن الحكم بن رزين لم أهتد على ترجمة له، وعبد الله بن نافع وأبيه مجاهيل.
وقال(141):
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ: وَفَدَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَعَهُ خَمْسَةٌ مِنْ بَنِيهِ وَقَدْ كَانَ الْحَجَّاجُ بَعَثَ إِلَى الْوَلِيدِ بِبَغْلَةٍ فَحَمَلَ الْوَلِيدُ عَلَيْهَا عُرْوَةَ فَضَرَبَتِ الْبَغْلَةُ أَكْبَرَ بَنِيهِ وَهُوَ مُحَمَّدٌ فَمَاتَ وَوَقَعَتْ فِي أُصْبُعٍ مِنْ أَصَابِعِ رِجْلِ عُرْوَةَ الْأُكْلَةُ فَقِيلَ لَهُ اقْطَعْ إِصْبَعَ فَأَبَى فَصَارَتْ فِي الْقَدَمِ فَقِيلَ لَهُ اقْطَعِ الْقَدَمَ فَأَبَى فَصَارَتْ بِالسَّاقِ فَقِيلَ لَهُ إِنْ لَمْ تَقْطَعِ السَّاقَ صَارَتْ إِلَى الْفَخِذِ لَمْ يَكُنْ يُمْكِنُ قَطْعُ الْفَخِذِ قَالَ: اقْطَعُوهَا قَالُوا: نَسْقِيكَ مَا يُذْهِبُ عَقْلَكَ حَتَّى لَا تَجِدَ أَلَمَ الْقَطْعِ قَالَ: لَا دَعُوا لِي مَا أَسْجُدُ عَلَيْهِ فَتَرَكُوا لَهُ الْعَظْمَ الَّذِي أَسْفَلَ مِنَ الرُّكْبَةِ وَنَشَرُوهَا بِمِنْشَارٍ ثُمَّ حَسَمُوهَا فَمَا تَكَلَّمَ وَلَا تَأَوَّهَ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ تَلَقَّاهُ أَهْلُ بَيْتِهِ وَأَصْدِقَائِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62] ثُمَّ يَقُولُ: لَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ، وَلَئِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ، أَخَذْتَ وَاحِدًا وَتَرَكْتَ أَرْبَعَةً يَعْنِي بَنِيهِ وَأَخَذْتَ وَاحِدًا وَتَرَكْتَ ثَلَاثَةً يَعْنِي جَوَارِحَهُ
أقول:جهدت في طلب ترجمة لشيخ ابن أبي الدنيا وكذا لشيخ شيخه فلم أجد.
وقال(142):
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُرْوَةَ الزُّهْرِيُّ، مِنْ وَلَدِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بِالشَّامِ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَحَمَلَهُ عَلَى بَغْلَةٍ كَانَ الْحَجَّاجُ أَهْدَاهَا إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ فَضَرَبَتْهُ الْبَغْلَةُ فَمَاتَ فَأُسْقِطَ فِي يَدِ غِلْمَانَهُ وَلَمْ يُخْبِرْ أَحَدٌ بِخَبَرِهِ فَقَالُوا: مَنْ يُخْبِرُهُ فَأَتَوُا الْمَاجِشُونَ فَسَأَلُوهُ أَنْ يُخْبِرَهُ فَأَتَاهُ فَجَعَلَ يَعِظُهُ وَيُعَزِّيهِ وَيُحَدِّثُهُ فَقَالَ: مَالَكَ تَنْعِي إِلَيَّ أَحَدَ هَؤُلَاءِ بَنِيَّ، وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِي مُحَمَّدٌ آنِفًا قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبَضَ مُحَمَّدًا فَمَا رُوِيَ أَصْبَرَ مِنْهُ، وَلَمَّا قَطَعُوا رِجْلَهُ قَالُوا لَهُ: نَسْقِي شَيْئًا قَالُوا: فَتَمَسَّكَ قَالَ: لَا وَبَسَطَهَا عَلَى مِرْفَقِهِ حَتَّى نُشِرَتْ وَحُسِمَتْ فَمَا تَكَلَّمَ وَلَا تَأَوَّهُ
أقول:سليمان بن منصور قد سبق الكلام على عدم وجود ترجمة له بحسب بحثي،وكذا أبو عروة الزهري لم أتوصل لترجمة له وإن كان ابن يحيى فهو محمد ولكن جعل نسبه بأنه زهري مشكل
وقال(143):
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُرْوَةَ، قَالَ: نَشَرُوا رِجْلَ عُرْوَةَ فَلَمَّا صَارُوا إِلَى الْقَصَبَةِ وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى الْوِسَادَةِ سَاعَةً ثُمَّ أَفَاقَ وَالْعَرَقُ يَنْحَدِرُ عَلَى وَجْهِهِ وَهُوَ يَقُولُ لَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ، وَلَئِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ
أقول:عمر بن بكير لم أجد له ترجمة والثابت من الأخبار أنه كان بوعيه عندما قطعوا رجله أما هنا فظاهر أنه نام أو أغمي عليه لقوله"ثم أفاق"
قال أبو نعيم في الحلية(2/178):
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا الحسن بن المتوكل، قال: ثنا أبو الحسن المدائني، عن مسلمة بن محارب، قال: قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمد بن عروة فدخل محمد بن عروة دار الدواب فضربته دابة فخر فحمل ميتا ووقعت في رجل عروة الأكلة ولم يدع تلك الليلة ورده فقال له الوليد: اقطعها قال: «لا»، فنزقت إلى ساقه فقال له الوليد: اقطعها وإلا أفسدت عليك جسدك فقطعت بالمنشار وهو شيخ كبير فلم يمسكه أحد وقال: «لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا»
أقول:مسلمة بن محارب الزيادي لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وأبو حاتم في الثقات
وقال أيضاً:
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، قال: ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، سمعت عبد الله بن محمد بن عبيد، يقول: لم يترك عروة بن الزبير ورده إلا في الليلة التي قطعت فيها رجله قال: وتمثل بأبيات معن بن أوس:
«لعمرك ما أهويت كفي لريبة ... ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
واعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي»
أقول:
شيخ أبو نعيم لم أجد له ترجمة وشيخ هو أبو العباس السراج وشيخه أبن أبي الدنيا
وقال أيضاً:
حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا أبو العباس السراج، قال: ثنا يحيى بن طلحة، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن عبد الواحد مولى عروة قال: «شهدت عروة بن الزبير قطع رجله من المفصل وهو صائم»
أقول:شيخ أبو نعيم لا ترجمة له، ويحيى لين الحديث وعبد الواحد بن ميمون متروك الحديث.
تبين بعد هذا العرض أن ما صح في خبر قطع رجله رحمه الله روايتان:
الأولى:
قال أبو بكر بن أبي الدنيا:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، لَمَّا وَقَعَتِ الْأُكْلَةُ فِي رِجْلِهِ فَقِيلَ لَهُ: أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا قَالَ: " إِنْ شِئْتُمْ فَجَاءَ الطَّبِيبُ فَقَالَ: أَسْقِيكَ شَرَابًا يَزُولُ فِيهِ عَقْلُكَ فَقَالَ: امْضِ لِشَأْنِكَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ خَلْقًا شَرِبَ شَرَابًا يَزُولُ فِيهِ عَقْلُهُ حَتَّى لَا يَعْرَفَ رَبَّهُ قَالَ فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَنَحْنُ حَوْلَهُ فَمَا سَمِعْنَا حِسًّا فَلَمَّا قَطَعَهَا جَعَلَ يَقُولُ " لَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ وَلَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ قَالَ: وَمَا تَرَكَ جُزْأَهُ بِالْقُرْآنِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ "
والثانية:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فَعَزَّاهُ فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُعَزِّينِي أَبِرِجْلِي قَالَ: لَا وَلَكِنْ بِابْنِكَ قَطَعَتْهُ الدَّوَابُّ بِأَرْجُلِهَا فَقَالَ عُرْوَةُ: «وَايْمُكَ لَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ وَلَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ»
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة أبو همام أحمد إيهاب في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 01-Sep-2014, 02:00 PM
-
بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 17-Dec-2013, 12:11 AM
-
بواسطة أبو عبد الله هيثم فايد في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 05-May-2011, 09:00 PM
-
بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 15-Apr-2011, 03:23 PM
-
بواسطة أبو الفداء السلفي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 07-Nov-2010, 05:32 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى