بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن ولاه .
أما بعد :
فإن الاشتغال بالعلم النافع المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والعمل بهذا العلم هو سبيل الفلاح وسبب السعادة في الدنيا والآخرة لأن هذا العلم هو ميراث النبوة الذي من أخذ به أخذ بحظ وافر ، ولأن العمل بهذا العلم مبني على جادة قويمة وصراط مستقيم ، والعلم نور والعمل به سير إلى الله على هدى ومحجة واضحة .
ومن أهم الوسائل لتحصيل العلم النافع : شغل الوقت بالتعلم والتعليم ودوام المذاكرة في العلم وكثرة القراءة في الكتب النافعة وتدوين الفوائد منها لاسيما عند قراءة الكتب المطولة التي قد لا يتيسر للمرء أن يقرأها مرة أخرى .([1] )
وقد أحسن من قال :
العلم صيد والكتابة قيده ... قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ... وتتركها بين الخلائق طالقة
وقيل : " إن ما حفظ فر وما كتب قر "
وعليه فبينما أنا أتقلب وأسرح في بساتين آثار الإمام عبدالحميد بن باديس ـ رحمة الله عليه ـ ، استنشق من روائح أزهارها العطرة واقتطف من ثمارها الطيبة ، فما إن أوشكت على الخروج منها ، إذ بي قد ملأت كراستي من تلك الأزهار الجميلة والثمار الطيبة ما ينفعني وينفع أمته وأولاده من بعده ـ رحمه الله ـ ، فلا أبخل على إخواني الكرام بها في هذه الصفحات ، نفع الله بها أهل الإسلام .
1 ـ فائدة في مسألة الدعاء
قال ـ رحمه الله ـ في " الشهاب " ( رجب 1351 هـ / نوفمبر 1932 م )
تحذير وإرشاد:
ما أكثر ما تسمع في دعاء الناس "يا ربي والشيخ"، "يا ربي وناس ربي"، "يا ربي والناس الملاح". وهذا من دعاء غير الله، فإياك أيها المسلم وإياه، وادع الله ربك وخالقك وحده وحده وحده، وأنف الشرك راغم.([2] )
([1]) انظر إلى مقدمة كتاب " الفوائد المنتقاة من فتح الباري " للعلامة المحدث عبدالمحسن العباد حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية
([2]) " آثار ابن باديس " ( ج 1 / ص 472 )