بسم الله الرحمن الرحيم
أن الله سبحانه من حكمته لم
يبعث نبياً بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء كما قال تعالى : (
وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول
غروراً ) [الأنعام:112] وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما
قال تعالى : ( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من
العلم ) الآية [غافر:83] .
فإذا عرفت ذلك، وعرفت :أن الطريق إلى الله، لا بد
له من أعداء قاعدين عليه، أهل فصاحة، وعلم، وحجج، كما قال تعالى : ( ولا تقعدوا بكل صراطٍ توعدون وتصدون عن سبيل الله ) الآية
[الأعراف:86] .
فالواجب
عليك : أن تعلم من دين الله، ما يصير لك سلاحاً، تقابل به هؤلاء الشياطين، الذين
قال إمامهم، ومقدمهم، لربك عز وجل : ( لأقعدن لهم صراطك
المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد
أكثرهم شاكرين ) الآية [الأعراف:16-17] .
ولكن : إذا أقبلت على الله، وأصغيت إلى حجج الله
وبيناته، فلا تخف، ولا تحزن، إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ؛ والعامي من الموحدين : يغلب ألفاً من علماء هؤلاء المشركين،
كما قال تعالى : (وإن جندنا لهم الغالبون ) الآية
[الصافات:173] فجند الله : هم الغالبون بالحجة، واللسان ؛ كما أنهم الغالبون بالسيف
والسنان ؛ وإنما الخوف على الموحد، الذي يسلك الطريق، وليس معه سلاح
.
وقد منّ الله علينا
بكتابه، الذي جعله : ( تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى
للمسلمين ) الآية [النحل:89] فلا يأتي صاحب باطل بحجة، إلا وفي القرآن ما
ينقصها، ويبين بطلانها، كما قال تعالي : ( ولا يأتونك بمثل إلا
جئناك بالحق وأحسن تفسيراً ) [الفرقان:33] قال بعض المفسرين : هذه الآية
عامة في كل حجة، يأتي بها أهل الباطل، إلى يوم القيامة .
المصدر:
(الجزء1)العقائد
الدرر
السنية


رد مع اقتباس