شبكة الأمين السلفية - Powered by vBulletin
لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمْدُ، وَهُو عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ  |  لا حول ولا قوة إلا بالله  |  أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ وأتوب إليه
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل إذا أخطأ عالم من العلماء الكبار ، يجوز أو يسع لأحد من الشباب أن يرد عليه خطأه ... ـ للشيخ العلامة عبيد الجابري ـحفظه الله ـ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    134

    افتراضي هل إذا أخطأ عالم من العلماء الكبار ، يجوز أو يسع لأحد من الشباب أن يرد عليه خطأه ... ـ للشيخ العلامة عبيد الجابري ـحفظه الله ـ

    السؤال :

    فضيلة الشيخ : هل إذا أخطأ عالم من العلماء الكبار ، يجوز أو يسع لأحد من الشباب أن يردَّ عليه خطأه ، أم يرد عليه عالم مثله ؟
    حيث إن بعض الشباب يتجرأ على رد فتوى بعض العلماء ، التي تكون الفتوى أحيانا محظورة شرعا،وأفتى بها العالم نظرًا لضرورة ، أو حكمة يراها هو ـ بارك الله فيكم ـ أفتونا مأجورين .
    الجواب :
    فإن ما سألتم عنه يُنظر إليه من وجهين ، كما يُنظر إلى من صدرت عنه تلك المقولة الخاطئة من جهتين أيضا ، وهكذا أهل السنة ينظرون إلى المخالفة ، وإلى المخالف .
    فالمخالفة لا تخلو من حالين :
    الحالة الأولى : إما أن تكون مخالفة في أمرلا يسوغ فيه الإجتهاد ، سواء أكان في أصول الدين ، أو في فروعه ؛ لأنها تضافرت عليها النصوص من القرآن و السنة ، أو أجمع عليها الأئمة , أو كانت في حكم الإجماع , وكان المخالف ليس عنده من النصوص ما يقوي مذهبه .
    الحالة الثانية :وإما أن تكون المخالفة حدثت في أمر يسوغ فيه الإجتهاد , أو أمر النصوص فيه محتملة .

    فالصنف الأول : وهو الذي لا يسوغ فيه الإجتهاد :

    فإن الخلاف فيه غير سائغ , غير سائغ أبدًا ، ويُردُّ الخطأ على قائله , كائنا من كان .

    ثم هذا المخالف لا يخلو أن يكون أحد رجلين :
    *إما أن يكون صاحب سنة , عرف الناس منه الإستقامة عليها , والذَّبَّ عنها وعن أهلها , كما عرفوا منه النصح للأمة ؛ فهذا لايتابع على زلته , وتحفظ كرامته , وإن كنا رددنا مخالفته ؛ فإنَّا نتأدب معه , ونحفظ كرامته , ولا نشنع عليه كما نشنع على المبتدعة الضلال ؛ وذلك رعايةً لما منَّ الله به عليه من السابقة في الفضل , والجلالة في القدر , والإمامة في الدين , فنحن نرعى هذا كله .
    وإذا نظرت في كثير من الأئمة الذين هم على السنة , يشهد لهم الناس في محياهم وبعد مماتهم ؛ حدثت منهم أخطاء , زلت بهم القدم , فردَّ عليهم المعاصرون لهم واللاحقون مع حفظ كرامتهم , وصيانة أعراضهم , وعدم التطاول عليهم بنابيات العبارات .
    *وإما أن يكون هذا المخالف : خالف في أمر لا يسوغ فيه الإجتهاد ؛ وكانت مخالفته عنادًا, واستكبارًا, وترفعًا عن الحق, وانسياقًا وراء الهوى ؛ فهذا لا كرامة له عند أهل السنة ؛ يردون عليه قوله , ويشنعون عليه , ويصفونه بالبدعة والضلالة , ويحذرون منه , ويغلظون فيه القول , إلا إذا ترتبت مفسدة أكبر من المصلحة المرجوة ؛ فإنهم يكتفون برد خطئه , ويحذرونه في أنفسهم .
    وهذا: إذا كان ذلكم المبتدع الضال له في البلد وأهله الصولة , والجولة , والكفة الراجحة , والشوكة القوية ؛ كأن يكون مفتي البلد , أو وزيرًا من الوزراء ؛ مثل وزير الأوقاف , أو وزير العدل , أو من المقربين من الدولة , أو من العلماء الموثوق فيهم عند الدولة , ونحن مستضعفون , فإنَّا لا نصفه بشيء من هذا , نقول : هذا خطأ , أخطأ الشيخ فلان في كذا , ولا نقبله منه ؛ العبرة في الدليل ,الدليل عندنا على خلافه .

    ويجب أن يكون الرد علميًّا ؛ يستند على الكتاب والسنة , وفق فهم السلف الصالح , بعيدًا عن المهاترات , والعبارات النابيات , التي تجعل السامعين يتقززون منها , وينفرون منها , ويزهدون في الحق الذي عندنا ؛ لما يسمعونه من عبارات في غير محلها لا تليق بطلاب العلم .

    فإن الرد الذي يستند على الكتاب والسنة , وفهم السلف الصالح , ويُجلَّى فيه الحق , ويُفنَّد فيه الباطل : فإن المنصفين يقبلونه , ولا ينازعون فيه , وإن كانوا يحبون ذلك المخالف , وهذا مجرَّب ـ بارك الله فيكم ـ فتفطنوا إليه .
    النوع الثاني من المخالفات : في أمر يسوغ فيه الإجتهاد .
    فأنت تبين قولك حسب ما ترجح عندك , ولا تشنع على الطرف الأخر , ولا تحذر منه , ولا تصفه بالمبتدع الضال ولا الزائغ , ولكن تقول : الصواب عندنا كذا .
    على سبيل المثال : الترتيب في الوضوء ؛ فالجمهور على وجوبه , ومن ذلكم الإمام أحمد وأصحابه ـ رحم الله الجميع ـ , والأحناف ومن وافقهم ـ رحمهم الله ـ على أنه لا يجب , فنحن نرد على الأحناف من غير تثريب , ومن غير إغلاظ في القول , نقول الراجح عندنا , أو أرجح القولين : الوجوب .

    ومثالٌ آخر : تارك الصلاة متهاونا ؛ فالجمهور على أنه فاسق , يستتاب فإن تاب وإلا قُتل حدًّا؛ حكمه حكم غيره من الفساق ؛ يغسَّل , ويكفَّن , ويصلى عليه , ويدعى له , ويدفن في مقابر المسلمين , ويرثه المسلمون من أهله , ومن الجمهور: الزُّهري , ومالك , والشافعي , وهو إحدى الروايتين عن أحمد .

    والرواية الثانية عن الإمام أحمد , وعليها محققون أئمة , ومنهم : الشيخ عبد العزيز الإمام الأثري المجتهد ـ رحمه الله ـ , والشيخ محمد بن عثيمين الإمام الفقيه , المحقق المدقق المجتهد ـ رحمه الله ـ ؛ على أنه كافر يستتاب ؛ فإن تاب وإلا قتل ردة ؛ وعليه : فإنه لايغسل , ولا يكفن , ولا يصلى عليه , ولا يدعى له , ولا يرثه المسلمون من أهله ؛ فماله فيء ؛ يصرفه الحاكم في المصارف العامة للمسلمين .

    فإذا نظرت في حال هاتين الطائفتين من الأئمة ـ رحمة الله عليهم ـ : لم تجد أنَّ المفسقين يصفون المكفرين بأنهم خوارج , كذلك لم تجد أن المكفرين يصفون المفسقين بأنهم مرجئة .
    لماذا ؟
    لأن الكل عنده أدلة قوية , يرجع إليها في هذا الأصل الذي ذهب إليه .
    بقي أن أقول : هذا العالم الجليل الذي أخطأ في أمرٍ ترونه راجحًا , أرى أن يناصح , وأن يُبيَّن له خطئه , فإن لم يقبل منكم : فارفعوا الأمر إلى علماء أكبر منكم ومنه ؛ فإنهم يناصحونه , ويبينون له , وسوف ترده السنة ـ إن شاء الله تعالى ـ .

    فهذا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ يرى أن وجه المرأة ليس بعورة ؛ يجوز لها كشفه , والشيخ عبد العزيز ـ رحمه الله ـ والشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ والشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ يرون خلاف ذلك

    ؛ لكن لم يُشنِّعوا عليه .
    وأهل العلم يردون على الشيخ ناصر ـ رحمه الله ـ من غير تشنيع عليه , ولا تثريب , ولا شطط .
    كذلك يرى ـ رحمه الله ـ تحريم الذهب المحلَّق , ويستدل له , ومن ذكرتُ من علمائنا وغيرهم لا يثرِّبون عليه ؛ يقولون : أخطأ الشيخ ناصر الألباني في هذا, والصواب كذا , وهكذا ـ بارك الله فيك ـ أهل العلم يوقر بعضهم بعضًا .
    وقد بينت لكم من قبل الميزان الذي عرفته من كلام أئمتنا , وعلمائنا في المخالفة , والمخالف .
    فتفطنوا إلى ذلك ؛ فليس الأمر على حد سواء .
    " مجموعة الرسائل الجابرية (169 - 173) "

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    الدولة
    مستغانم - الجزائر
    المشاركات
    101

    افتراضي رد: هل إذا أخطأ عالم من العلماء الكبار ، يجوز أو يسع لأحد من الشباب أن يرد عليه خطأه ... ـ للشيخ العلامة عبيد الجابري ـحفظه الله ـ

    جزاك الله خيرا
    وحفظ شيخنا عبيد الجابري

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مقولة (نحن مع العلماء الكبار) عند بعض الشباب وأحوال القائلين لها للعلامة عبيد الجابري حفظه الله
    بواسطة عزالدين بن سالم أبوزخار في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-Oct-2019, 08:56 AM
  2. [صوتية وتفريغها] يا أمة الإسلام عامة، ويا معشر الشباب من الرجال والنساء خاصة .. نصيحة من العلامة عبيد الجابري حفظه الله
    بواسطة أبوبكر بن يوسف الشريف في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-Oct-2017, 01:57 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-Aug-2016, 02:40 PM
  4. هل يجوز لأحد أن يسأل في المسألة الواحدة أكثر من عالم ؟ العلامة عبيد الجابري حفظه الله.
    بواسطة أبوبكر بن يوسف الشريف في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-May-2014, 08:38 AM
  5. و صية عاجلة الى الشباب للشيخ عبيد الجابري -صوتي-
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى مكتبة الأمين العلمية الــشـاملة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-Mar-2010, 03:35 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •