بسم الله الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من تبع هداه وبعد:

216 - حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة، أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يعذبان، وما يعذبان في كبير» ثم قال: «بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة». ثم دعا بجريدة، فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا» أو: «إلى أن ييبسا».
صحيح البخاري رحمه الله.

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى هذه من خصوصيات الرسول صلى الله عليه و ءاله و سلم و لقد و قت الرسول هذه الشفاعة ما دامت الجريدة رطبة و لكن بعدما تجف الجريدة يرجع عليهم العذاب و قال رحمه الله جاء في السنن بلفظ ءاخر ( إن الله قبل شفاعتي فيهما )، فهي تعد شفاعة خاصة بالنبي عليه السلام.اهـ

أقول فالذي يضع الجريدة على قبر الميت في هذا الزمان فيه عدة محاذير:
أولاً: فيه إدعاء لعلم الغيب بأن صاحب هذا القبر معذبٌ و هذا لا يعلمه إلا الله تبارك و تعالى.

ثانيا: فيه سوءُ ظنٍ بالميت و ابتداع في الدين و كذلك من يفعل ذلك فهو ينزل نفسه منزلة النبي صلى الله عليه و ءاله و سلم الذي اختص بتلك الشفاعة و البعض يستدل بالآية الكريمة وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴿الإسراء: 44﴾.
فيقولون عندما تسبح الجريدة يُخفف عنه العذاب و هذا أيضا استدلال باطل من عدة وجوه.
أولاً: الجريدة تسبح لله تبارك و تعالى سواء كانت رطبة أم يابسة، و العبرة بشفاعة النبي صلى الله عليه و ءاله و سلم لا بتسبيح الجريدة و لكن الرطوبة الموجودة في الجريدة كانت توقيتاً لمدة الشفاعة.
ثانيا: الله تبارك و تعالى يقول في بقية الآية الكريمة وَلَٰكِن لّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ فمن أين لمن يفعل ذلك أن يقول التسبيح هو عبارة عن استغفار للميت و طلب تخفيف العذاب عنه.

و صلى الله على محمد و على ءاله و التابعين

كتبه أبو العرباض عطية أبو زهو
13-رمضان-1433هـ.