سائل يسأل عن حديث: ( فلا جمعة له ) ..

[أبو عبد المصور مصطفى الجزائري]

سائل يسأل عن حديث: ( فلا جمعة له )الشيخ أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي-حفظه الله-

---

سائل يسأل عن حديث: ( فلا جمعة له )

سألني سائل من دولة العراق فقال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله ...
لو عندك فائدة تفيدنا بها عن مسألة الجمعة زيادة"لا جمعة له" وهذا الإشكال الشيخ الحذيفي وفقه الله قال: من مس الجهاز وانشغل به تبطل صلاته.


فأقول أنا العبد الفقير إلى الله تعالى القليل البضاعة مستعينا بالله تعالى:
الجواب على سؤال السائل أعلاه، وهو يدور حول حديث يوم الجمعة والإمام يخطب:(وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا).أخرجه: أحمد،مسلم،وأهل السن الأربعة إلا النسائي.
والمعنى: قال الأوزاعي: من تكلم عمداً صارت جمعته ظهراً.
قال ابن رجب: وزعم بعضهم أن قولُ الأوزاعي هذا يخالف الإجماع، وليس كذلك، ولم يرد الأوزاعي أنه يصلي ظهراً، إنما أراد أن ثواب جمعته يفوته، ويبقى له فضل صلاة الظهر، وتبرأ ذمته منها.
قَالَ اِبْنُ وَهْبٌ: أَجْزَأَتْ عَنْهُ الصَّلَاةُ وَحُرِمَ فَضِيلَةَ الْجُمْعَةِ.
قال ابن باز في نور على الدرب: "والمعنى: البعد عن الاشتغال أو مس اشياء أخرى في المجلس في المسجد من هدب الفرش أو أوراق عنده أو ما أشبهه؛ أشبه ذلك مس الحصى. فالمقصود أن ينصت للخطيب ويوجه قلبه إلى ذلك.
ومعنى(فقد لغا):أي؛لغت الجمعة،أي:لا يكون له ثواب الجمعة،يكون له ثواب الظهر،وليست صلاة الجمعة".انتهى.
وقال العثيمين: "أي من مسه حال خطبة الإمام يوم الجمعة عبثا فقد لغا وذلك لأنه تلهى عن استماع الخطبة خطبة الإمام (ومن لغا فلا جمعة له) أي أنه يحرم من ثواب الجمعة لأن من أهم مقاصد الشرع في صلاة الجمعة الخطبة والاستماع إليها فإذا تشاغل الإنسان بمس الحصى فإنه يكون قد حرم هذه الحكمة العظيمة فيحرم من ثواب الجمعة وهذا يدل أنه يجب على الإنسان حال خطبة الجمعة أن يكون منصتا مستمعا لما يقوله الخطيب". انتهى.
وأما لفظ:(ومن لغا فلا جمعة له) فهي بين مضعف ومصحح لها، وهي في سياق من قال (صه) أو (انصت) وليست في سياق حديث:(من مس الحصى).
فلفظ أحمد:(وَمَنْ قَالَ صَهٍ فَقَدْ تَكَلَّمَ وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلاَ جُمُعَةَ لَهُ).
ولفظ أبي داود :( وَمَنْ قَالَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِصَاحِبِهِ صَهْ.فَقَدْ لَغَا وَمَنْ لَغَا فَلَيْسَ لَهُ فِى جُمُعَتِهِ تِلْكَ شَىْءٌ).ضعفهما؛ الألباني في "ضعيف أبي داود"، "ضعيف الترغيب".
وأما ابن حجر فنقله واستدلاله بهما؛ إقرارٌ لرفعهما، حيث قال عقب قول من قال: المعنى: "صَارَتْ جُمُعَتك ظُهْرًا":
قُلْتُ : أَقْوَال أَهْل اللُّغَة مُتَقَارِبَة الْمَعْنَى ، وَيَشْهَد لِلْقَوْلِ الْأَخِير ـ "صَارَتْ جُمُعَتك ظُهْرًا" ـ مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْن خُزَيْمَةَ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر مَرْفُوعًا " وَمَنْ لَغَا وَتَخَطَّى رِقَاب النَّاس كَانَتْ لَهُ ظُهْرًا " قَالَ اِبْن وَهْب أَحَد رُوَاته : مَعْنَاهُ أَجْزَأَتْ عَنْهُ الصَّلَاة وَحُرِمَ فَضِيلَة الْجُمُعَة . وَلِأَحْمَد مِنْ حَدِيث عَلِيّ مَرْفُوعًا " مَنْ قَالَ صَهٍ فَقَدْ تَكَلَّمَ ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلَا جُمُعَة لَهُ " وَلِأَبِي دَاوُدَ نَحْوه ، وَلِأَحْمَد وَالْبَزَّار مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا " مَنْ تَكَلَّمَ يَوْم الْجُمُعَة وَالْإِمَام يَخْطُب فَهُوَ كَالْحِمَارِ يَحْمِل أَسْفَارًا ، وَاَلَّذِي يَقُول لَهُ أَنْصِتْ لَيْسَتْ لَهُ جُمُعَة " وَلَهُ شَاهِد قَوِيّ فِي جَامِع حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ اِبْنِ عُمَر مَوْقُوفًا ، قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ لَا جُمُعَة لَهُ كَامِلَة لِلْإِجْمَاعِ عَلَى إِسْقَاط فَرْض الْوَقْت عَنْهُ". انتهى من "الفتح".
والله أعلم.



كتبه باختصار
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الجمعة 28/ ربيع الآخر / 1435هـ.

المصدر: منتديات نور اليقين

[أبو الوليد خالد الصبحي]

جزاك الله خيرا