مجازفات الحداد ومخالفته لمنهج السلف
الدكتور ربيع بن هادي المدخلي
منهج الحداد المخالف لمنهج السلف مع ادعائه وادعاء أتباعه أنهم على منهج السلف
أولا: للحداد قاعدة في التبديع خالف فيها السلف لا سيما الإمام احمد رحمه الله . قال في شريط " ماذا حدث" وفي الورقات المفرغة من (ص12-13) . " والقاعدة في التبديع واحده , وخطر المبتدعين كلهم واحد , وكله شديد على أهل السنة وعدم الكلام في واحد منهم يجعلنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما اهلك من كان قبلكم إنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه, و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد "، ويجعل لأهل البدع علينا حجه أ.هـ . وبهذه القاعدة الجائز شغب على منهج السلف وعلى أهل السنة القدامى والمعاصرين , ثم هل يستطيع احد ان يطبق هذه القاعدة ويتكلم على جميع أهل البدع فردا فردا وهل أوجب الله ذلك ؟ وهل يكلف الله الناس بما لا يطيقون ؟ ثانيا : انطلاقا من هذه القاعدة التي اخترعها الحداد أو اخترعت له لمآرب , خالف الإمام احمد بل خالف السلف رحمهم الله . قال الإمام ابو داود رحمه الله " في مسائل الإمام احمد " ( ص276): 1-" قلت لأحمد : لنا أقارب بخراسان يرون الإرجاء فنكتب الى خراسان نقرئهم السلام ؟ فقال : سبحان الله لم لا تقرؤهم السلام ؟ قال : قلت لأحمد : نكلمهم ؟ قال : نعم الا ان يكون داعيا ويخاصم فيه ". وقال ابن مفلح في " الآداب الشرعية " (1/229). 2- قال احمد في رواية الفضل وقيل له الا يكلم أحدا ؟ قال : نعم إذا عرفت من أحدا نفاقا فلا تكلمه لان النبي صلى الله عليه وسلم خاف على الثلاثة الذين خلفوا فأمر الناس ان لا يكلموهم , قلت : يا أبا عبد الله كيف يصنع بأهل الأهواء ؟ قال : أما الجهمية والرافضة فلا , قيل له : فالمرجئة ؟ قال : هؤلاء أسهل الا المخاصم منهم فلا تكلمه . ونقل الميموني نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن كلام الثلاثة الذين خلفوا بالمدينة حين خاف عليهم النفاق وهكذا كل من خفنا عليه . وقال في رواية القاسم بن محمد : انه اتهمهم بالنفاق وكذا من اتهم بالكفر لا باس ان يترك كلامه ". 3- قال اسحق بن إبراهيم بن هانئ " في مسائل احمد " ( 1/61): سألته يعني الإمام احمد عمن قال : الإيمان قول , يصلى خلفه ؟ قال : إذا كان داعيه اليه لا يصلى خلفه, وإذا كان لا علم لديه أرجو الا يكون به باس ". 4- قال عبد الله : وسالت ابي عن عمرو بن عبيد فقلت له : ليس بشيء لا يكتب حديثه ؟ فأومأ برأسه , أي نعم ! فقلت : قوم يرمون بالقدر الا أنهم لا يدعون اليه ولا يأتون في حديثهم بشيء منكر , مثل قتادة , وهشام الدستوائي , وسعيد ابي عروبه , وأبي هلال , وعبد الوارث , وسلام ابن مسكين ؟ فقال : هؤلاء ثقات " تاريخ بغداد" (12/184) . 5- وقال نعيم بن حماد : قيل لابن المبارك : لم رويت عن سعيد , وهشام الدستوائي, وتركت حديث عمرو بن عبيد , ورأيهم واحد ؟ قال : كان عمرو يدعو الى رأيه ويظهر الدعوة , وكانا ساكتين " ميزان الاعتدال "(3/275). ومعلوم عن أئمة السلف الرواية وأخذ العلم عمن وعقوا في بدع من القدر والإرجاء والتشيع إذا لم يكونوا من الدعاة إلى البدع ولا من المخاصمين لأجلها بل إن بعضهم ليروي عن الدعاة منهم. فهل تجويز الإمام أحمد إقراء السلام على المرجئة تهوين من شأن بدعة الإرجاء؟ وهل تجويز الإمام أحمد تكليم المرجئة غير الدعاة وتجويز الصلاة خلفهم تهوين من شأن بدعة الإرجاء؟ وهل رواية أئمة السلف عمن وقع في بدعة الإرجاء أو القدر أو التشيع أو الخروج تهوين من شأن هذه البدع ؟ فما هو رأي محمود الحداد ؟ وما موقفه من مذهب السلف في التفريق بين الداعية وغير الداعية ؟ الجواب: إن الحداد ليخالفهم في هذا التفريق ويظهر بمذهب جديد يخالف به منهج السلف الصالح ويشغب به على أهل السنة المعاصرين. لقد نقل الحداد قول أبي داود للإمام أحمد نكلمهم ؟ قال: نعم إلا أن يكون داعياً، ونقل جواب الإمام أحمد على سؤال ابن هانئ بجواز الصلاة خلف المرجئ إذا كان غير داعية ثم اعترض عليه بقوله: " وتفريقه رحمه الله بين الداعي وغيره فيها نظر وأدلة ذلك كله قد فصلتها في كتابي الكبير (( إزالة النكرة )) ". انظر قوله في: (( المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد )) ص68 رقم 41. وسترى لاحقاً إن شاء الله كيف أن الحداد يرمي ابن تيمية بأنه يهون من شأن الإرجاء فهل تستبعد من الحداد أن يرمي السلف بالتهاون في شأن البدع بسبب تفريقهم بين الداعية وغير الداعية في الصلاة وأخذ العلم والحديث عنهم وتكليمهم ؟ فما حكم صلاتهم وروايتهم ومواقفهم من غير الدعاة من أهل البدع في نظر الحداد ؟ وما هي الأدلة التي عرفها وجهلوها وتمسك بها وأهملوها ؟ ثالثاً: واجه السلف أهل البدع ولاسيما الغلاة الدعاة منهم، لكنهم مع ذلك – ما كانوا يرون وجوب التصريح بلفظ مبتدع، قدرياً كان هذا المبتدع أو شيعياً أو مرجئاً، بل ترى أشدهم على أهل البدع كأحمد والبخاري وابن أبي حاتم يترجمون لأهل البدع، فأحياناً يذكرون أهل البدع بلفظ مرجئ قدري .... الخ، وأحياناً لا يذكرون ذلك إطلاقاً فضلاً عن التصريح بلفظ مبتدع، وهذه كتبهم بين أيدينا، وقد كتبت مذكرة للحداد وأصحابه الذين استخفهم، تبين لهم أسلوب أئمة السلف في التفريق بين الغلاة الدعاة وغير الغلاة الدعاة، وأنهم لا يلتزمون التصريح في التبديع بلفظ مبتدع بل يلتزمون بوصف المبتدع ببدعته في كثير من الأحيان إن لم يكن الأكثر فضلاً عن أن يعتقدوا وجوب التصريح بذلك. لكن الحداد وشيعته غلوا غلواً شديداً لا يعرف له نظير في تاريخ أهل السنة – وما ذلك إلا تصنع كاذب – فافتعلوا إيجاب التصريح بلفظ مبتدع وركزوا كثيراً على ابن حجر والنووي وامتحنوا بهما أشد الناس تمسكاً بالسنة وبغضاً للبدع، فصاروا لا يكتفون ممن يمتحنونه أن يقول بأن النووي اشعري أو يتأول الصفات على طريقة الأشعرية، وبنوا على ذلك الولاء والبراء، والهجران، والمقاطعة، والعداوة، والبغضاء، بل والإشاعات، والافتراء على من لا ينقاد لأوامرهم الصارمة وفكرهم الجاهل الأعوج، فكانت محنتهم وبلاؤهم أشد محنة وبلا لقيها أهل السنة وأشاعوا عن المذكرة السالفة الذكر بأنها تطعن في أهل الحديث وتثني على أهل البدع. بل قال الحداد عنها: " وقد تكرر ذلك منه في مذكرته في الثناء على أهل البدع " انظر مذكرته ص89. هكذا يقول الحداد ويفتري: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِباً . رابعاً: ومما شغب به الحداد ومن استخفهم فأطاعوه – فتنة الترحم على ابن حجر والنووي – وكانوا يشغبون بها ويمارون، يوالون عليها ويعادون، ويهجرون ويقاطعون من أجلها ولا يزالون على ذلك. وشرق وغربت وأتهمت وأنجدت هذه الفتنة، وطار بها الركبان وبأخواتها إلى الشام واليمن ونزلت على أهل السنة بها وبأخواتها المحن فتراهم يشددون فيها ويوالون فيها ويعادون ويطعنون في السلفيين بسببها أشد الطعن. فإذا واجهتهم وسألتهم أتحرمون الترحم على ابن حجر والنووي؟ قالوا: لا، لا نحرم لكن السلف كانوا يمنعون من التحرم ثم تراهم يفخمون أمرها ويحسدونه حتى ليبدوا الترحم على من ذكر وكأنه من أكبر الكبائر وأشد البدع. فإن جادلتهم فيه يستمرون معك ساعات في جدال بيزنطي ومراوغات ثعلبية ثم ينتهون معك بأنه يجوز التحرم. ثم يخرجون بعد ذلك الاتفاق يحملون أشد أنواع العداوة والبغض ويشيعون فيك من الطعون ما لا يصدر ممن شم رائحة الإسلام فضلاً عمن يدعي السلفية. ولقد قدمت لبعض أعيانهم كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية نقل فيه أن الإمام أحمد كان يستغفر لبعض أهل البدع (1)، فقال أحدهم: أخطأ ابن تيمية في هذا النقل عن الإمام أحمد وبعد عتاب وتعنيف قال: أين مصدر ابن تيمية ومن أين نقله ؟ فكان اتهاماً أشد لهذا الإمام من الاتهام الأول. وهذه أمور أساسية عظيمة خالف فيها الحداد السلف الصالح ومنهجهم العظيم الحكيم المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فظهرت عليه ثمارها المخزية التي ستراها في الصحائف الآتية في هذا البحث الذي لم يتضمن إلا بعض مخازيه وقد جعلت ذلك في فصول. الفصل الأول: أكاذيب محيرة
فمن أكاذيبه الواضحة التي لا يجرؤ عليها من عنده مسكه من دين أو حياء: 1-انه نسب إليَ كتاب " التحقيق والكشف و الإيراد " تأليف الأخ الفاضل صالح بن عبد العزيز السندي المتخرج من كلية الشريعة بالجامعة الاسلامية رد فيه على الحداد أخطاءه في كتاب عقيدة ابي حاتم وأبي زرعه . قال الحداد في مذكرة له ( ص35) الباب الثالث تحقيق التحقيق في النقض على التحقيق والكشف للشيخ ربيع !" هكذا يقطع بان الكتاب للشيخ ربيع فانظر هذه الجرأة , فان كان الرجل متيقنا فمن أين جاءه هذا اليقين وأين أدلته ؟ وان كان ظانا فهذا ظن كاذب وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال :" إياكم والظن فان الظن اكذب الحديث...." رواه مسلم في كتاب البر (2563), ثم قال :" الفصل الثالث افتتاح الكتاب بالكذب . 1-ففي الغلاف بقلم ( صالح السندي) وفي أول ورقاته بعد ذلك قوله فقد اطلعت على كتاب العقيدة فرايته قد حمل كثيرا من الأخطاء والمجازفات فرأيت ان أتتبعها و أبين ما فيها وهذا نفسه قاله المعيد المدخلي في شريطه :" بعض إخواننا من طلبة العلم تتبع الكتاب" وهذا كله كذب ؛الشهود عليه موجودون . أ-فالكتاب والتتبع والكلام إنما هو من قلم "الشيخ ربيع" , وهاتوا نسخته من :كتاب العقيدة " النسخة التي أهديته إياها فلم يذكر حرفا في ذم الكتاب (1). [ أقول : إنني قد رددت على أناس قد يتترد الكثير في الرد عليهم والتصريح بأسمائهم لما لهم من الأتباع و الأنصار , وصرحت في هذه الردود باسمي ولم يساورني الخوف من احد الا من الله قياما بواجب النصيحة فكيف أخاف من الحداد ومن أصحابه وهم اضعف الناس لا حول ولا لهم و لا طول]. 2-قال الحداد في مذكرته (ص74)....4-" ميزان العدل " كذا قلتم فأين منهج النقد الذي صنفه خصيصا " يعني ربيعا " للرد على السرورية ونقضه مصنفه للرد علينا بمذكرة بدع فيها شعبه و الأغمش وطعن في سفيان الثوري, واثبت فيها الثناء على أهل البدع وقال لأحد إخواننا : سوف تضطروني ان ارجع الى منهج الموازنات. أقول: أولا: إنني الفت هذا المنهج نصحا للناس وبيانا للحق لما رأيت بعض الناس قد غلو في الموازنات بين الحسنات والسيئات وركزوا على هذا الأمر كثيرا فكتبت ما كتبت بيانا للحق وإحقاقا له وإرشاد للمخدوعين بهذا المنهج وكان حين كتابتي قد صدر كتاب لأحد الدعاة الى منهج الموازنات فاستشرت الشيخ بكر أبا زيد هل أرد على هذا الرجل ؟ فقال لا ترد عليه فاضطررت بعد ذلك لمناقشة بعض رده وهي النصوص التي زعم انا أدله للموازنات . ثانيا: قوله فأين منهج النقض الذي وضعه؟ أقول : متى تركته ؟ والعياذ بالله من الحور بعد الكور. ثالثا: قوله :" ونقضه مصنفه بالرد علينا بمذكرة بدع فيها شعبة والأعمش وطعن في سفيان الثوري , واثبت فيها الثناء على أهل البدع ". أقول: لم انقض هذا المنهج فلست انا واضعه إنما هو منهج دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وسار عليه السلف الصالح بل اجمع عليه العلماء وقامت عليه كتب الجرح والتعديل , ودان به علماء الأمة وفقهاؤها . وقصة هذه المذكرة ان فتنة الحداد لما اشتدت وانخدع بها بعض الناس وتحمسوا لها ونال السلفيين شررها . والرجل يزعم لهؤلاء المخدوعين أنهم على منهج السلف أردت ان أبين لهم لم يفهموا منهج السلف في موقفهم من أهل البدع نصحا و إرشادا لهم , لعلهم يعقلون الحق فيسيرون على طريق السلف في التعامل مع أهل البدع الغلاة الدعاة ومع من وقع في بدعة ولا يدعو إليها ولا يخاصم من اجلها , فكتبت لهم تراجم لرواة وقعوا في بدع منها الإرجاء ومنها التشيع ومنها القدر وبينت لهم ان السلف لم يأخذوا العلم عن الدعاة الغلاة بل هجروهم وقاطعوهم بل أفتوا بقتل بعضهم. واخذوا العلم عمن ذكرناهم وأمثالهم ورجوت بهذا العمل ان يعودوا الى جادة الحق والاعتدال بعد فقههم لمنهج السلف , لكن الحداد وبعض رؤوس أصحابه أبوا ان يرجعوا الى الحق والى منهج السلف وخافوا ان يطبقوا منهجهم الغالي المتعنت على من ذكرناهم فاخترعوا فريه مفضوحة لا تزيدهم الا سقوطا عند الله وعند أهل العلم والإنصاف . فهذه المذكرة موجودة لم اطعن في سفيان الثوري والعياذ بالله وهو ولله الحمد من أعظم الأئمة عندي ويعلم الله حبي له وإكرامي له غير ان غلو هؤلاء جعلني انقل ما قاله الشافعي وغيره في موقف سفيان من جابر الجعفي . وأما الآخرون فنقلت شهادات الأئمة العدول بأنهم وقعوا في بدع منها القدر ومنها التشييع ومنها الرجاء , وتداولها الأئمة العدول في دواوين الجرح والتعديل وقد ذكرت في ترجمة كل واحد منهم من نسبه الى البدعة وذكرت المصادر أو المصدر في كل ترجمه , فكلامي موثق لا يستطيعون ان يثبتوا علي كلمة رميت فيها بريئا , فان كان الحداد ومن تابعه في التشنيع علي يعتقدون صدق وعدالة من نسب المذكورين الى البدع فليصدقوهم وليسيروا في طريق أهل الحديث الذين صدقوهم وتناقلوا شهادتهم الى يومنا هذا وتلقوها بالتسليم ولم ينكروا عليهم و لا شغبوا عليهم كما شغب الحداد ومن سار على نهجه , وان كانوا كاذبين مفترين على هؤلاء الرجال فليكن الحداد و أصحابه على غاية من الشجاعة و الجرأة وليهجروا بتكذيبهم والطعن فيهم ليروا مصيرهم المشؤوم وما يؤول اليه منهجهم الذي لا يقره عقل ولا شرع و لا سلف ولا خلف . وان لوازم منهجهم لكثيرة و فظيعة لا اريد الاستطراد بذكرها رفقا بهم ولعلهم يثوبون الى رشدهم . و أما قوله واثبت فيها الثناء على أهل البدع فهذا من فواقر الحداد وبعض من اغتر به و المذكرة موجودة ويزعمون إنني مدحت فيها عمرو بن عبيد سبحان الله كيف يزين لهم الشيطان ان الناس سيصدقون ان ربيعا يبدع أهل الحديث ويطعن في سفيان واحمد وفلان و فلان من أئمة السنة ويمدح عمرو بن عبيد و أمثاله من أهل البدع و الضلال وعلى كل فمنهجي معروف وكتبي منشوره والمذكرة موجودة وكلها والحمد لله تشهد ببطلان ما يفتريه الحداد على الشيخ ربيع والناس والسلفيون في كل مكان سيكذبون الحداد ومن يردد كلامه بغباء وبدون مبالات , ثم إني تكلمت في دعاة أهل البدع وخصصت عمرو بن عبيد بالجرح والطعن فاعتبره الحداد ثناء فأعتبروا يا أولي الأبصار. الفصل الثاني أكاذيب أخرى مخزيه
3- كذبات كثيرة افتعلها الحداد ففضحه الله بها وهي في الحقيقة لا تصدر من إنسان يحترم نفسه وأنها لتدل على أن الرجل قد وصل الى درجه سحيقة من السقوط , وإلا فكيف يقدم على كذبات على كتاب مطبوع نشر بين الناس , يكذب عليه في بحث ينشر بين الناس أيضا قال في ( ص40) من مذكرته :"في منهج الدعوة ( ص133-134) تخريج حديثه صلى الله عليه وسلم " تفترق أمتي " في أكثر من ثلث صحيفة وكله من الصحيحة والسنة لابن ابي عاصم, فما فائدة ذلك إلا تكبير حجم الكتاب وزيادة سعره وحقوق التأليف فيه والكتاب المنهج ليس كتاب تخريج وذلك التطويل نفسه قرابة ثلث صحيفة في (ص 20-21-23-26-85-103-104-124-141-142-144-148-161-166-168-170-171-174-175-) (و ص34)- حديث في صحيفة وهو حديث مشهور لا يخرج بطول , و (ص35) حديث من مسلم . الجواب: 1- أما ما يتعلق بكتابي العلامة الألباني فيشرفني الرجوع الى كتبه الخادمة للسنة النبوية , وبخصوص هذا البحث الذي أشار إليه فقد رجعت الى السنة لابن ابي عاصم وذكرت ذلك في هذا التخريج ثلاث مرات مقرونة بأحكام الألباني على كل حديث , وأما الصحيحة فيظهر من التخريج أنني لم أرجع إليها ولا أذكر ذلك وقد عدت إليها حديثا فوجدت فروقا في التخريج وفي المصادر تدل على عدم رجوعي إليها ولو كنت رجعت إليها وأخذت منها لشرفني ذكرها فما الذي يمنعني وأنا أذكر مصادر أقل شأنًا منها . فذكر الحداد للكتابين وبالأخص الصحيحة التي لا ذكر لها في البحث , فيه من الإقدام والجرأة ما يتنزه عنه الشرفاء . وأما قوله فما فائدة ذلك إلا تكبير حجم الكتاب وزيادة سعره وحقوق التأليف فيه فأقول : "رمتني بدائها وانسلت " فهذه حرفته هو وليسأل الناس الصادقون دور النشر التي طبع كتبي عن الحقوق التي أتقاضها منها وإن كان لي حق في ذلك وانظروا إلى كتب الحداد واسألوا عنه دور النشر ماذا يتقاضى منها ؟ وتتبعوا كتبه لتروا قضية المتاجرة بالعلم فيها واضحة . فانظر كتاب فوائد أبي علي الصواف كيف توسع الحداد في تخريج أحاديثه القليلة ليخرجها في كتاب وذلك أن الكتاب يقدر بورقتين أو ثلاث ورقات خطيه من القطع الصغير فأوصل صفحاته الى (96 صحيفة ) وذلك بتوسيعه في التخريج [ وما أسهل التخريج خصوصا لمن تفرغ له وساعده الكمبيوتر على تخزين جهود غيره ] ولأضرب لك أمثله من هذا الكتاب : أولا : حديث " هذان سيدا كهول أهل الجنة " " يعني أبا بكر وعمر" خرجه فيما يقرب من ست صفحات انظر ( ص35-41 ) من الكتاب المذكور . ثانيا : حديث ," لا نكاح إلا بولي " من ثلاث طرق خرجه فيما يقرب من ست صفحات من ( ص29-34) يتخللها فراغات لا ادري ما سرها ؟ ثالثا: حديث جابر رضي الله عنه في النهي عن بيع الثمار السنتين والثلاث من (ص42-48). رابعا: حديث :" يا علي في العرش مكتوب انا الله محمد رسولي " من ( ص75-79) وباقي الأحاديث فيها ما تخريجه معقول مقبول وفيها ما يصل الى صفحتين وبعضها يصل الى ما يقارب أربع صحائف كحديث علي "... فمن لم يأكل اللحم أربعين صباحا ساء خلقه " انظر ( ص 58-61). ومن كتاب " جزء رياضه الأبدان " وهو ورقتان فقط وقد صرح الحداد بذلك في (ص4 , س4) و أرفقهما بالكتاب وتضمان ثلاثة وعشرين حديثا وصرح هو بأنها اثنان وعشرون فما أدري ما سر هذا الإختلاف ؟. بلغت صفحات هذا الكتاب خمساً وسبعين صحيفة بالفهارس , وقد ذكر في المقدمة أن أم عبد الله قد ساعدته في ترتيب الفهارس ونسخ الأصل والمقابلة ثم يقول في المقدمة " ومع ضيق وقت وصدر خرج هذا الجزء كما تراه وفيه نقص في مواضع وبسط في أخرى " . فكيف لو اتسع له الوقت واتسع صدره الضيق فماذا كان سيصنع هل سيخرج بمجلد كبير أو مجلدات ؟. ويكفيك أنه خرج حديثاً واحداً في اثنتي عشرة صحيفة من ( ص25-37) وبعض الأحاديث يختصر في تخريجها فبعضها لا يزيد عن سطرين كما في صحيفة 22 و بعضها لا يزيد عن خمسة أسطر كما في صحيفة 61 وبعضها يتراوح ما بين ستة أسطر أو سبعة كما في صحيفة (18,19) ومعظم الأحاديث ما بين ضعيف وباطل وقليل منها الذي يثبت قد لا يتجاوز ثلاثة أحاديث . وهو مولع بمثل هذه الأجزاء المليئة بالأحاديث الضعيفة وبكتب الزهد والتصوف التي تشتمل على الإسرائيليات والأقاويل والحكايات الباطلة التي تضر بالشباب ولا تنفعهم (وسيأتي بيان ذلك ان شاء الله ). ومن الأمثلة الواضحة على أن الحداد [ يعمل لأغراض ماديه ] أنه هجم على كتاب دلائل النبوة " للحافظ قوام السنة إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني فأخرجه في حدود ست وثلاثين ومائتي صحيفة (236) ولم يخرج حديثا واحدا من أحاديثه البالغة اثنين وأربعين حديثا وثلاثمائة حديث (342) ولا يعلم إلا الله كيف ضبط النصوص ثم قال في غلاف الكتاب " إعداد أبي عبدالله محمود بن محمد الحداد " , فالرجل لا يدري ما هو الإعداد , وقد إعتذر في مقدمة الكتاب فقال:" هذا ولم أنشط الى الاستخراج على هذا الكتاب مؤخرا ذلك إلى كتاب جامع لي إن شاء الله بعد فراغي من هذه السلسلة ". وهو عذر أقبح من فعل, ثم أنه فهرس لهذا الكتاب الذي ليس فيها إلا مجرد النسخ وترقيم الأحاديث , ولا أدري أهو الناسخ و الراقم أم غيره ؟ فهرس له في كتاب آخر . تبلغ صفحات هذا الفهرس اثنتي عشرة صحيفة ومائه صحيفة فمن يباري هذا الرجل؟ ثم ما أكثر وعود هذا الرجل بمشاريع ضخمه يعجز العظماء عن إنجازها ولا يقدم على الوعود بها إلا مثل الحداد الذي لا يهمه الكذب ولا يهمه الوفاء بالوعود . كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ** وما مواعيدها إلا الأباطيل ثم انظر إلى مثل هذا الوعد في (1/10) من تخاريج الإحياء " ولم أشأ ان أتعقب القوم في تخاريجهم لا بزيادة فيها ولا بنقد لها مع وجود الحاجة الى ذلك في عامة المواطن وما فعلت ذلك إلا لضيق في وقتي وهم في نفسي وشغل , مع علمي أن التعقب يستغرق الجهد والوقت , وقد أرجأه الى حين ميسرة وعسى ان يكون قريبا ". أقول: لعله يوم القيامة . فمن يعمل للأغراض التي رمى بها الحداد غيره . يقابل هذا النشاط الغريب ركود مريب وإهمال شديد في تخاريج كتاب الإحياء في ستة مجلدات تضم هذه المجلدات من الأحاديث ما لا يعلمه إلا الله , يكفيك أن الأحاديث الرئيسية يبلغ عددها ( 4251) حديثاً , ولا يدري كم عدد المتابعات والشواهد التي ساقها الزبيدي في التخريج إلا الله , فلم يحل فيما رأيت وفي حدود علمي إلى أي مصدر من مصادر تلك الأحاديث يشير الى مواضع الأحاديث من تلك المصادر . نقلت لك هذا لأن الرجل هول علىَ بما يأتي فقال :" في منهج الأنبياء ( ص49) نقل عن ابن حبان في " الثقات " دون رقم وفيها طامة من طالب فكيف من شيخ في الحديث من أربعين سنه ". فانظر إليه كيف هَوًلَ هذه القضية وضخمها وقارن بينها وبين ما فعله في تخاريج أحاديث الإحياء (1) لتعرف صدق ذلك . ثم إني لا أعلم عن نفسي ولا يعلم الناس عني إنني شيخ إلا منذ خمس عشرة سنه أو أقل فرسالتي العالمية الدكتوراه ما نوقشت الا عام 1400 هـ فمن أين له الزيادة خمس وعشرين سنه من عمر مشيختي في الحديث ؟! ألا انه كذب ! وعليه مؤاخذات في تخاريج الإحياء وغيرها , لها دلالاتها الخطيرة تحتاج إلى وقت طويل وفراغ . أما الصفحات التي ذكر أني أطلت التخريج فيه بأكثر من ثلث صفحه وأشار إليها بأرقامها فإن القارئ الشريف الذي يحترم الصدق والصادقين ويحتقر ويبغض الكذب والكذابين سيصدم ويندهش لو راجع تلك الصفحات واصطدم بواقع لا يخطر بباله وهو أن الرجل كذوب وأن الأمر بخلاف ما افتراه هذا الحداد البائس , وذلك أن إحالته يتبادر إلى الذهن أنها إلى الطبعة الثانية , ويؤكد هذا أن الإحاله في صدر هذه الفقرة كانت (ص133-134) فأحضرت الطبعة الثانية فوجدت الحديث وتخريجه فيها فلما تابعة الإحالات في الطبعة الثانية برقم : 1-(ص20). 2-(ص22). 3-ص(23) فلم أجد فيها أي تخريج فتعجبت ثم واصلت التتبع في : 4-(ص26) فلم أجد أي تخريج فوصلت التتبع . 5-(ص85) فوجدت حاشية فيها شرح لقوله صلى الله عليه وسلم في كتابه إلى قيصر :" فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين " وفيها تخريج لحديث في سطرين بل أقل . 6-ووجدت في (ص 103) تخريج حديث وبيان درجة رجلين من رواته في حدود أربعة أسطر , وكلمة واحده , وليس كما يفتري الحداد " في أكثر من ثلث صحيفة ". 7-أما صحيفة (104) فليس فيها أي تخريج . 8-وكذلك (ص124). 9- وكذلك (ص141). 10- وكذلك (ص142) . 11- وكذلك (ص 144), إلا أن في حاشيتها أقل من نصف سطر أشرت فيه إلى موضع كلام نقلته من " الأسس الأخلاقية " للمودودي , وليس فيها تخريج . 12-وكذلك (ص148) ليس فيها تخريج , وإنما نصف سطر أو اقل إحالة الى " المنهاج " لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله . 13-(ص161) ليس فيها تخريج , وإنما فيها إحالة على " تجديد الدين " للمودودي في أقل من نصف سطر . 14-( ص166) ليس فيها أي تخريج . 15-(ص168) ليس فيها أي تخريج . 16-(ص170) ليس فيها أي تخريج . 17-(ص171) ليس فيها أي تخريج . 18-(ص174) ليس فيها أي تخريج . 19-( ص175) ليس فيه أي تخريج . هذا هو واقع هذه الإحالات كلها في الطبعة الثانية التي يظهر أن الحداد اعتمدها في الدراسة والإحالات . فمن باب الإحتياط والتوثق والعدل أيضا رجعت الى الطبعة الأولى بدءً من (ص20) فوجدت فيها تخريج حديث الفطرة في حدود ثمانية أو تسعة أسطر , أي دون ما ذكره الحداد فتأكدت أن الإحالة على الطبعة الثانية بدليل أن إحالته على حديث الفطرة كانت إلى (ص34) وهذه لا توجد إلا في الطبعة الثانية أما الطبعة الأولى فلا يوجد في (ص34) منها أي تخريج ولم أجد في الطبعة الأولى شيئا يطابق إحالاته . وأخيراً توج هذه الكذبات التي فضحه الله بها وكشف عن حقيقته بقوله : (ص34 حديث الفطرة في صحيفة ) فارجعوا إلى هذه الصحيفة لتروا هذه الفرية على حقيقته , وهذه تسع عشرة كذبه (2) في حملته الظالمة في فقرة واحده ويضاف إليها كذبات أخرى , فأركسه الله وأرداه وجعله عبرة للمعتبرين , وما يدريكم ان الله أملى له كثيرا ليستر عليه فَغَرَهُ ذلك كثيرا فظن البائس ان هذا الستر سيلازمه دائما فأتاه الله من حيث لم يحتسب. ---------------- 1) وكذا دلائل النبوة للأصبهاني وعلامات النبوة للبوصيري . 2) بل عشرون كذبة الفصل السابع: غمزه لشيخ الإسلام ابن تيمية الفصل السابع غمزه لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – قال الحداد: "وعامة المسلمين من زمن على الإرجاء وعامة أهل الرأي عليه لأنه مذهب أئمتهم وما أدري كيف وقع بعض أهل السنة في هذين الخطأين. 1- قال ابن تيمية في كتابه ((الإيمان)): إن الإرجاء بدعة لفظية يعني أنَها ليست بدعة في المعنى وهذا تـهوين من شأنها, وليس بصواب بل هي بدعة حقيقة لفظاً ومعنى , ألا ترى أبا حاتم وأبا زرعة قد نقلا إجماع العلماء على إن المرجئة مبتدعة ضلال , ولذلك اشتد نكير أهل السنة منذ ظهرت حتَى قال سعيد بن جبير التابعي الإمام صاحب ابن عباس – رضي الله عنهما – لأيوب : (( ألم أرك تمشي مع طلق – وكان طلق مرجئاً ـ لئن رأيتك معه لا أكلمك أبداً )). ومن ذلك من يقول ( مرجئة أهل السنة فاحذر الافتراء). أتدري ماذا ارتكب الحداد في هذا الكلام القليل من الطعنات في شيخ الإسلام ابن تيمية وكل ذي ريبة يسلك هذه الطرق الملتوية. لقد طعنه ثلاث طعنات نجلاء. 1-طعن فيه بأن قوله هذا تهوين من شأن الإرجاء. وما أدراك ما نظرة القطبيين والتكفيريين إلى الإرجاء. إنها أخطر البدع عندهم وعلى رأسهم محمد قطب الذي يهذي به كثيراً لينال من أهل السنة ويرى أنه لا يقل عن العلمانية إن لم يكن شراً منها. وما رأيت أحداً يزيد على محمد قطب في الهذيان بالإرجاء إلا الحداد الماكر وكم مرة ذكره في هذا الكتاب وكم مرة ذكره في غيره , ليطعن به الأبرياء منه وقد وصم عامة الناس بالأرجاء الغالي في أول كتاب (عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة )) فوصفهم بأنهم ظنوا أن الإسلام يجب ويهدم كل شرك أو بدعة تخالطه فما يضر المسلم مع الإسلام معصية ولو كانت الشرك أو الضلال أو الفسوق وهذا الإرجاء الذي فشا فيهم... )). فالإرجاء أنواع شرها هذا الذي ذكره بل غلاة المرجئة يقولون لا ينفع مع الكفر طاعة ويحمل الحداد حملات شعواء على مرجئة الفقهاء موهماً أنهم قد ارتكبوا شر أنواع الإرجاء. وبعد هذا التهويل بالإرجاء يأتي إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فيطعن فيه بأنه يهون من الإرجاء أي هذا الإرجاء الذي يحذر وينذر من خطره الحداد الناصح الأمين , فأين ابن تيمية المهون من هذه الجريمة الكبيرة التي يرى المنغمسون فيها أنه لا يضر مع الإسلام ذنب ولو كان الشرك أو الفسوق , من الحداد الناصح الأمين والنذير العريان. فإن قال الحداد وأولياؤه: إن الحداد المسكين لا يقصد ما ذكرت. قلت : بلى لا يقصد إلا هذا وترداده للإرجاء وتَهويله به في هذا الكتاب وفي غيره لأوضح دليل أنه لا يقصد إلا هذا وما أورد ابن تيمية بعد كل هذا إلا ليطعن فيه، والله أن ابن تيمية ليرى الإرجاء بدعة ولكنه لعدله أراد التفريق بين الغلاة وغيرهم وما ألف كتابه " الإيمان " إلا لدحض الإرجاء. 2- الطعنة الثانية : هي طعنه في ابن تيمية بمخالفة إجماع العلماء فما يريد بقوله : (( ألا ترى أبا حاتم وأبا زرعة قد نقلا إجماع العلماء على أن المرجئة مبتدعة ضلال إلا ليطعن في ابن تيمية بأنه خالف إجماع العلماء وهو يردد هذا بين جلسائه ويزيد بأنه يخالف الأصول , وقد سمعنا هذا في بيتي أنا وغيري من أحد كبار أتباعه أي نسبته ابن تيمية إلى مخالفة الإجماع ومخالفته الأصول.كيف يكون ابن تيمية قد خالف الإجماع ؟ فمن انتقد البدع كلها بما فيها الإرجاء مثل ابن تيمية. والإرجاء أنواع بينها ابن تيمية وغيره من المؤلفين في الفرق كأبي الحسن الأشعري والبغدادي والشهرستاني. ولكن لا تجد نقداً مثل نقد ابن تيمية. فهل الحداد يجيد نقد أهل البدع نقداً علمياً أو عمله مجرد الشغب على ابن تيمية والسلفيين. والمتتبع لسيرة أهل الحديث وموقفهم يرى التفريق بين دعاة أهل البدع وبين غير الدعاة فيهجرون الدعاة ويقاطعونَهم ويهينونَهم ويفتون بقتلهم ويعاملون غير الدعاة بغير هذه المعاملة. من أخذ العلم منهم ورواية سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ولا سيما المرجئة منهم فهل هم بعملهم هذا يهونون من شأن البدع عند الإمام الحداد الغيور ؟. فهذا الإمام أحمد موقفه من المرجئة غير الدعاة يشبه ما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية. قال ابن مفلح في " الآداب الشرعية " : (1/ 229) : (( قال أحمد في رواية الفضل: وقيل له: ينبغي لأحد أنه لا يكلم أحداً ؟ فقال: نعم إذا عرفت من أحد نفاقاً فلا تكلمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاف على الثلاثة الذين خلفوا فأمر الناس أن لا يكلموهم قلت: يا أبا عبد الله كيف يصنع بأهل الأهواء ؟ قال : أما الجهمية والرافضة فلا, قيل له فالمرجئة ؟ قال : هؤلاء أسهل إلا المخاصم منهم فلا تكلمه ونقل الميموني نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن كلام الثلاثة الذين تخلفوا بالمدينة حين خاف عليهم النفاق وهكذا كل من خفنا عليه , وقال في رواية القاسم بن محمد : إنه اتَهمهم بالنفاق وكذا من اتَهم بالكفر لا بأس أن يترك كلامه )). وقال أبو داود (ص276) من مسائل أحمد : (( فلت لأحمد لنا أقارب بخراسان يرون الإرجاء فنكتب إلى خراسان نقرؤهم السلام ؟ قال: سبحان الله لم لا نقرؤهم )) ؟!. وقال : (( قلت لأحمد : نكلمهم ؟ قال نعم إلا أن يكون داعياً ويخاصم فيه )). وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانيء (1/61) من مسائل أحمد : ((سألته (يعني الإمام أحمد ) عمن قال : الإيمان قول يصلى خلفه قال : إذا كان داعية إليه لا يصلى خلفه , وإذا كان لا علم لديه أرجو أن لا يكون به بأس )). فهل رواية السلف عن المبتدعة غير الدعاة تَهوين من شأن البدع. وهل تجويز أحمد إقراء السلام على المرجئة تهوين من شأن بدعة الإرجاء ؟ وهل تكليم المرجئة غير الدعاة وتجويز الصلاة خلف المرجئة غير الدعاة تهوين من الإمام أحمد لشأن هذه البدعة ؟ فما هو رأي العلامة محمود الحداد ؟ إن رأيه خلاف رأي السلف وخلاف رأي الإمام أحمد فقد اعترض على الإمام أحمد في تفريقه بين الداعية وغير الداعية وهذا مذهب السلف. فقال في حاشية رقم (41) (ص68)من جزء من المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد " : ((وتفرقته - رحمه الله – بين الداعي وغيره فيها نظر , وأدلة ذلك كله قد فصلتها في كتابي الكبير (( إزالة النكرة )) )). فهل الإمام أحمد والسلف وابن تيمية وأتباعهم خالفوا الأدلة التي لا يعلمها إلا الحداد أليس في هذا تضليل للسلف وتجهيل لهم بمخالفتهم للأدلة التي عرفها وجهلوها وأتبعها وخالفوها ؟ فماذا نصنع الآن بصلاة السلف خلف المرجئة وغيرهم من أهل البدع غير الدعاة وماذا نصنع بمن روى عن أهل البدع غير الدعاة من القدرية والشيعة والمرجئة بل الخوارج بل بعض السلف كان يروي عن المبتدعة الدعاة. وماذا نصنع برواياتهم في الصحيحين وسائر الأمهات والمسانيد والجوامع إذا أخذنا بِهذا المذهب الحداد ي الذي فات الأمة وهدى الله إليه الحداد وشيعته العظماء. وللعلامة الحداد قاعدة عظيمة جهلها سلف الأمة وعلمها الحداد وعمل بِها الحداد وشيعته وطبقوها – لشدة تمسكهم – على أهل السنة قبل غيرهم فطعنوا فيهم وبدعوهم وقاطعوهم وهاجروهم وشنوا عليهم من الدعايات الكاذبة بما لم يفعله ولم يسبقهم إليه ألد خصوم أهل السنة. هذه القاعدة هي كما قال الحداد في شريط (( ماذا حدث )) وفي ( ص 12- 13)من الصفحات التي فرغ فيها الشريط : ((وقال لي الشيخ دع ابن حجر والنووي والشوكاني ورشيد رضا ولنتكلم كلنا في قطب )). قلت له : (( يا شيخ نتكلم عنهم جميعاً وعن كل مبتدع , والقاعدة في التبديع واحدة , وخطر المبتدعين كلهم واحد وكله شديد على أهل السنة وعدم الكلام في واحد منهم يجعلنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد )) ويجعل لأهل البدع علينا حجة )). وبهذه القاعدة التي اخترعها الحداد شغب شغباً شديداً على أهل السنة وخالف السلف كما رأيت وطعن في ابن تيمية كما قرأت وما يدرينا ما موقفه من السلف فالرجل كاذب ماكر لايبدي كل ما في نفسه ولا يستطيع كل مريب أن يجهر بما ينطوي عليه ويكنه من البلايا. 3- والطعنة الثالثة : الفاجرة الخبيثة وهي قوله : (( ومن ذلك من يقول مرجئة أهل السنة فاحذروا الافتراء )). فمن يقصد الحداد بِهذا الكلام الظالم الجريء , إنه يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية بالقصد الأول ثم علماء أهل السنة الذين يقولون بهذا القول من السابقين والمعاصرين )). قد يساورك شك في أنه يقصد الإمام ابن تيمية لكن إذا تذكرت أن الحداد نقل كلام ابن تيمية هذا من كتاب الإيمان وإذا علمت أن ابن تيمية عدَّ مرجئة الفقهاء من أهل السنة في الموضوع نفسه الذي قال : إن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين أهل السنة لفظي زال عنك الشك فاستمع إلى ابن تيمية ماذا يقول في كتاب (( الإيمان )) ( ص 281-282 ) الموضوع الذي أخفاه الحداد مكراً !. ((ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي , و إلا فالقائلون بأن الإيمان قول , من الفقهاء كحماد بن أبي سليمان – وهو أول من قال ذلك , ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم متفقون مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد , وإن قالوا : إن إيمانهم كامل كإيمان جبريل فهم يقولون : الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب , كما تقوله الجماعة , ويقولون أيضاً بأن من أهل الكبائر من يدخل النار كما تقوله الجماعة )).([1]) فهل زال الآن الشك عنك في قصد الحداد ثم انظر إلى ابن تيمية كيف وضع وجهة نظره في كون الخلاف لفظياً , ومن أي جهة تناول هذه القضية وهي جهة اتفاق مرجئة الفقهاء مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد واتفاقهم مع أهل السنة بأن الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب. ومع هذا فقد ناقش المرجئة بما فيهم مرجئة الفقهاء نقاشاً علمياً مبيناً بطلان ما ذهبوا إليه من أن الإيمان لايزيد ولاينقص ومبيناً بطلان حصر الإيمان في التصديق وغير ذلك ومع كل ذلك يتطاول عليه هذا الجاهل الظالم العاجز.عن مناقشة المرجئة من الفقهاء فضلاً عن غيرهم من غلاة المرجئة وسائر أهل البدع. 4- وطعنه رابعة في كتابه (( يوم لاظل إلا ظله )) (ص70) حيث يقول : ((وأما المرجئة فالمسلمون عندهم كلهم مؤمنون كإيمان جبريل وزيادة الإيمان ونقصه عندهم كفر, والأعمال ليست من الإيمان , وبعد هذا كله يقول قائل : (بدعة لفظية ) لا حقيقية. فإن سلمنا قال صلى الله عليه وسلم : (( ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد أنفسهم )). فض الله فاه يقصد شيخ الإسلام، ثم قال : وبعد هذا يقول : مرجئة أهل السنة , فهل يقال (( جهمية أهل السنة)) !؟ المرجئة فرقة ([2] ) غير أهل السنة فكيف يكونون منهم , ولهذا بسط يطول)). فأنت تراه يلاحق شيخ الإسلام ويلح عليه كل ما وجد فرصة إلى طعنه أو غمزه بِهذا الأسلوب الماكر وهل المرجئة الذين. قال إن الخلاف بينهم وبين أهل السنة لفظي هم الذين يموه بهم الحداد على القراء ؟. لقد بين شيخ الإسلام من يقصد كما نقلناه عنه آنفاً. ثم انظر إلى مكره كيف ساق الحديث للطعن في شيخ الإسلام وأن قوله مما يكب الناس في النار على وجوههم. ثم انظر إلى إلزامه الفاسد فهل يقال : جهمية أهل السنة. فيقال له فهل الإرجاء مثل التجهم وهل إرجاء الفقهاء الذي عناه ابن تيمية مثل الإرجاء الغالي أو مثل التجهم ثم هل تنكر تسامح أحمد وغيره من السلف رحمهم الله مع مرجئة الفقهاء وغير الدعاة. 5-وطعنة خامسة في كتابه ((يوم لا ظل إلا ظله )) (ص 56- 57) قال الحداد في الموضوع المذكور متحدثاً عن المحبة في الله : (( أعني محبة الناس وكذلك محبة الأشياء الأخرى كالمساجد إلى أن قال فمن تقدم في قلبه محبة السوق على المسجد أو بلده على بلد الله الحرام أو بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو البلاد التي هي خير من بلده فذلك منكوس القلب : ثم قال : معرضاً بالإمام ابن القيم : ((ومن هذا الباب قول بعضهم حين يريد بيان زلة متصدر ( فلان حبيب إلى قلوبنا , ولكن الحق أحب إلينا منه)). فهل هو حبيب في الله لاتباعه السنة ودفاعه عنها وعن أهلها , وهذا الكلام مشهور عن ابن القيم قاله في أبي إسماعيل الهروي صاحب (( منازل السائرين )) ومع زلل الهروي فله دفاع مجيد عن السنة وعن أهلها فله في ذلك ذم الكلام والفاروق وكانت بينه وبين الأشعرية معارك عنيفة من أجلها قال ابن القيم تلك العبارة. ثم قال الحداد : (( ومن ذلك ( أي من انتكاس القلوب ) فرقة جمعت بين الإرجاء والخوارج قال أئمتها نحب بقدر (( يعنون بذلك أن كل شخص نحبه لما فيه من حسنات ونبغضه بقدر ما فيه من سيئات وهذا ضلال مبين فعلى هذا هم يحبون إبليس بقدر إيمانه بأن الله رب العالمين.... والخمر يحبونها لما فيها من المنافع والتداوي المحرم )). فأضاف إلى انتكاس القلوب الجمع بين الإرجاء ورأي الخوارج وأضاف إلى الكل الضلال المبين. قد يقال إنه يقصد الإخوان والقطبيين الذين يدندنون حول الموازنات بين الحسنات والسيئات فنقول قد يقصدهم , ولكنهم يحتجون بكلام ابن تيمية الذي يقول إن الحب والبغض قد يجتعان في شخص واحد لأنه قد يجتمع فيه الخير والشر والحداد يعرف هذا ويقصد ابن تيمية بالدرجة الأولى كما عرفنا ذلك عنه وكما شاع الحط منه ومن عصابته في ابن تيمية. وقد ظلم الطرفان ابن تيمية فالحزبيون يستغلون كلامه في الدفاع عن دعاة البدع غلواً منهم فيهم والحداد يغلو ويتظاهر بالغلو في محاربة أهل البدع فيرى أن المبتدع تضره حسانته([3]). وابن تيمية لا يريد هذا ولا ذاك وكتبه مليئة بالهجوم على أهل البدع والتحذير منهم بدون موازنات وإنما يقصد بكلامه في اجتماع الحسنات والسيئات الرد على الخوارج. الذين يكفرون بالذنوب وينكرون الشفاعة ويسقطون إيمان وأعمال العصاة بالكبائر إذا ماتوا مصرين عليها وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب و السنة ويرد أيضاً على أناس تشددوا عل مثل الباقلاني و أبي ذر الهروي فكفروهم وهذه أبواب غير أبواب الجرح والتعديل والتحذير من البدع وباب النصيحة وغيرها مما أجمع عليه السلف من جواز بل وجوب ذكر القدح والجرح بدون ذكر الحسنات كما في كتب الجرح الخالصة للجرح وكما في كتب الجرح والتعديل الشاملة للنوعين. وكما في كتب السنة وكتب العقائد وهو منهج سديد عادل منصف دل عليه الكتاب والسنة وقام عليه الإجماع وممن حكى الإجماع عليه شيخ الإسلام نفسه والنووي وقد برهنت على ذلك في كتاب (( منهج أهل السنة في النقد )) وسقت فيه أقوال علماء الإسلام وأئمته. وهو منهج لا يتم صون الإسلام وحمايته إلا به ولا يتم حماية أهل السنة من غوائل البدع والشرور إلا به. وليس من الظلم أن تذكر الإنسان بما فيه من بدعة أو كذب أو غش نصحاً للمسلمين وتحذيراً لهم من البدع والشرور. إنما الظلم أن تطعن في إنسان بما ليس فيه ولوكان كافراً، وهذا الفعل لايفعله إلاظالم جهول وكم يحصل هذا من أهل الأهواء والبدع يظلمون أهل السنة فيرمونهم ويطعنون فيهم بما هم منه برآء وقد فعله الحداد الظلوم الجهول. ___________________ ([1]) وهو- رحمه الله – مع كلام هذا يرى إن الإرجاء بدعة وادرس " كتاب الإيمان " له. ([2] ) بل المرجئة فرق متفاوتة تفاوتا كبيراً ولكن الرجل يجعلها فرقة واحدة ليتمكن من الطعن في أهل السنة وفي شيخ الإسلام ابن تيمية بصفة خاصة. ([3]) انظر : " يوم لا ظل إلا ظله ( ص57). * * * * الفصل الثامن: غمزه لشارح الطحاوية ورمية للطحاوي بالتجهم الفصل الثامن غمزه لشارح الطحاوية ورمية للطحاوي بالتجهم قال الحداد ( ص70 ) : (( الطحاوية أحذر منها منذ سبعة عشر عاماً ولم يحدث يوماً أن أوصيت بها ([1]). وفي الأصل بلايا غير الإرجاء وغير مقدمتها وفيها تعالى الله عن الأعضاء والجهات. وهذه جهمية تنفي اليد والوجه والساق بزعم أنها أعضاء وتنفي العلو بزعم أنه محال عليه تعالى الجهة وفيها غير ذلك كثير. والشرح فيه لين ([2]) في مواطن كثيرة وفيه أشيا على طريقة أهل الكلام. وقد قال أحمد في رسالة عبدوس – رحمه الله تعالى – (( صاحب الكلام وإن نصر بكلامه السنة لا يكون من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم ))([3]). أقول : لا نعرف الطحاوية في العقيدة إلا مع شروح أهل السنة مثل شرح ابن أبي العز وقد حققه عالمان من أهل السنة. الأول : أحمد شاكر العالم السلفي الشهير , والثاني : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. ثم شرحه شرحاً موجزاً كل من : الشيخ محمد بن مانع ثم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله باز ثم الشيخ الألباني , فلا يخشي على القراء الضرر منها. وكل علماء أهل السنة والحديث يحترمون شرح ابن أبي العز للطحاوية ويعتزون به ويحترمون الشارح ولم نعرف الطعن في هذا الكتاب إلا من أهل البدع والضلال خصوم المنهج السلفي. ثم وجدنا أشدهم طعناً فيه هذا الجاهل المتعالم المتظاهر بالسلفية مع حربه لأهلها وشغبه عليهم محمود الحداد ([4]). ثم إن على الحداد في هذا الكلام مآخذ : أولاً : رميه للطحاوي بالجهمية , وحمل كلامه على نفي الوجه واليد والساق بزعم أنها أعضاء ونفي العلو : فهذه جرأة من هذا الإنسان لم يسبق إليها. قال الشيخ ابن باز حفظه الله مبيناً مقصد المؤلف الطحاوي بهذا الكلام : (( هذا الكلام فيه إجمال قد يستغله أهل التأويل والإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته , وليس لهم بذلك حجة ؛ لأن مراده رحمه الله تنـزيه الباري سبحانه عن مشابهة المخلوقات لكنه أتى بعبارة مجملة فمراده بالحدود يعني التي يعلمها البشر فهو سبحانه لا يعلم حدوده إلا هو لأن الخلق لا يحيطون به علماً.. وأما الغايات والأركان والأعضاء والأدوات , فمراده رحمه الله تنـزيهه عن مشابهة المخلوقات في حكمته وصفاته الذاتية من الوجه واليد والقدم... وأهل البدع يطلقون مثل هذه الألفاظ لينفوا بها الصفات بغير الألفاظ التي تكلم الله بها وأثبتها لنفسه حتى لا يفتضحوا وحتى لا يشنع عليهم أهل الحق. وقال الشيخ الألباني : (( مراد المؤلف بهذا الفقرة الرد على طائفتين : الأولى : المجسمة والمشبهة الذين يصفون الله بأن له جسماً وجثة وأعضاء وغير ذلك تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. والأخرى : المعطلة الذين ينفون علوه تعالى على خلقه.... )). ونقل عن الشيخ محمد بن مانع ما يؤيد كلامه. وأنه قال : ما كان أغنى الإمام المصنف عن مثل هذه الكلمات المجملة الموهمة المخترعة. ولو قيل : إنها مدسوسة عليه وليست من كلامه لم يكن ذلك عندي ببعيد إحساناً للظن بهذا الإمام.... )) ثم أثنى على الطحاوي خيراً واعتبره من أكابر العلماء وأعاظم الرجال )). راجع شرح الشيخ ابن باز ( ص10-11 ). وشرح الألباني(ص28-29). وأما ابن أبي العز شارح الطحاوية فقد أسهب في شرح هذه الألفاظ وتوجيهها بما يتمشى مع المنهج السلفي ووضع القواعد النافعة خلال ذلك ولا يخرج في مجموعه عما قرره العلماء السالف ذكرهم. راجعه من (1/ 260-270 ). أما الحداد فليس لديه إلا الشغب على أهل السنة وإثارة الفتن وما أبعده عن النصحية واحترام أهل السنة. 2-وأما رمي الحداد للطحاوي بنفي العلو عن الله تعالى فهذا من ظلمه وظلمة قلبه وعقله. فالرجل على طريقة أهل السنة المثبتين لصفات الله ومنها العلو. قال : في هذه العقيدة : (( والعرش والكرسي حق : هو مستـغن عن العرش وما دونه , محيط بكل شيء وفوقه , وقد أعجز عن الإحاطة خلقه ))([5]) . انظرها مع شرح الألباني ( ص37 ). ومع شرح الشيخ ابن باز ( ص15 ). 3- قال الحداد : (( والشرح فيه لين في مواطن كثيرة )). أقول : الرفق واللين أمر مطلوب شرعاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش )) هذا لما ردت على يهودي حينما قال السام عليكم فقالت عائشة : (( عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم )). البخاري (( الأدب )) (حديث6030). ثم إن الرجل يطلق الكلام على عواهنه ويجازف في كثير من كلامه. فأين هي المواطن الكثيرة التي يدعي أن ابن أبي العز شارح الطحاوية قد لان فيها وهل هو لين في بيان الحق أو هو لين يضيع الحق ؟. هذا وقد قال الحداد في (( عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة )) ( ص90 ) : (( درج كثير من أهل السنة المعاصرين على الوصية بكتاب العقيدة الطحاوية وشرحه مع أن الأصل والشرح كلاهما فيه بلايا عظيمة من الإرجاء وغيره )). وقد طولب هو وأشياعه ببيان هذه البلايا فعجزوا وعجز شيخهم وهذا العجز أكبر دليل على كذب الحداد وأن كلامه هذا من ضمن برنامجه الخطير في محاربة أهل السنة وكتبهم. 4- قول الحداد : والشرح فيه لين في مواطن وفيه أشياء كثيرة على طريقة أهل الكلام. فهذا الكلام تلقاه عن أهل البدع والضلال فمنذ قُرِّرَ هذا الكتاب في الجامعة الإسلامية في حدود 1381هـ وهم يرجفون بهذا الكلام لإبعاد هذا الكتاب الذي يربي أبناء العالم الإسلامي على عقيدة أهل السنة والتوحيد ولا يوجد كتاب يسد مسده. فشرقوا به ويثيرون عليه مثل هذه الضجة المغرضة فالحداد يردد كذباً. ما يقوله أعداء السنة في هذا الكتاب القائم على أدلة الكتاب والسنة في إثبات العقيدة والرد على أهل البدع بأصنافهم من مشبهه وجهمية معطلة ومرجئة وخوارج فلذلك ضاق أهل البدع به ذرعاً. وقول الحداد : وفيه أشياء كثيرة على طريقة أهل الكلام. يريد أن يطعن به في الشارح وأن يبدعه بل يريد فيما يبدو تبديع من اعتمد عليهم في الشرح مثل ابن تيمية وابن القيم فإن ابن أبي العز قد اعتمد على كلامهما لعله في جل كتابه وهذا أمر معروف عند أهل السنة ولعل الحداد يعرف ذلك. ولتحقيق هذا الهدف قال : (( وقد قال أحمد في رسالة عبدوس رحمه الله (( صاحب الكلام وإن نصر بكلامه السنة لا يكون من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم )). بهذا الأسلوب الماكر يريد أن يبدع ابن أبي العز السلفي الصادق، ويريد أن يبدع من ترسم خطاهم ونقل كلامهم من مجاهدي أهل السنة وأئمتها كابن تيمية وابن القيم. ثم نسأله هل ابن أبي العز من أصحاب الكلام حتى تنـزل عليه وعلى أئمته كلام الإمام أحمد رحمه الله. إن الإمام أحمد يقصد بأهل الكلام خصوم السنة والمنهج الحق من المعتزلة والجهمية الذين أفسدوا عقائدهم وعقائد من تابعه تابعهم. فيرى أحمد أن هؤلاء حتى وإن نصروا السنة في ردودهم على الفلاسفة والنصارى و الملاحدة. فهم مع ذلك أهل بدع لأن عقائدهم وأصولهم قائمة على الفلسفة اليونانية المسماة بعلم الكلام فهؤلاء هم الذين عناهم احمد رحمه الله. ولا ينطبق كلامه والعياذ بالله على أئمة الإسلام المجاهدين المناضلين عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأدلة الكتاب والسنة وبرا هبنهما. ثم إن ابن أبي العز وابن تيمية وابن القيم أشد الناس عداوة لعلم الكلام و أشد الناس تحذيراً منه. إن كلام الحداد في ابن أبي العز ثم عجزه عن سوق الأمثلة للبلايا الكثيرة التي ادعى أنها في الكتاب لمن البراهين الواضحة على افترائه لتشويه هذا الكتاب السلفي. وإذا شئت أن تعلم براءة ابن أبي العز من علم الكلام وبغضه له ولأهله فاقرأ الكتاب لترى كيف حارب علم الكلام في هذا الكتاب من بدايته. فقال رحمه الله في مقدمته ( 1/ 17 ) : (( فعن أبي يوسف – رحمه الله – أنه قال لبشر المريسي : (( العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم وإذا صار الرجل رأساً في الكلام قيل : زنديق أو رمي بالزندقة... وعنه أيضاً – من طلب العلم بالكلام تزندق...)). وقال : وقال الإمام الشافعي- رحمه الله - : (( حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة و أقبل على علم الكلام)). قال: (( وذكر الأصحاب في الفتاوى أنه لو أوصى لعلماء بلده لا يدخل المتكلمون)). وطعنه كثير في الكلام والمتكلمين في ثنايا الكتاب. فكيف يرميه هذا الجاهل بأن في كتابه أشياء عل طريقة المتكلمين وينـزل عليه كلام أحمد. إن مواقفه الكثيرة من أهل السنة السابقين والموجودين لتدل على أن في قلبه غلاً وحقداً عليهم فبعداً وسحقاً لهذا الصنف الرديء من البشر وقطع الله دا برهم. _____________ ([1]) انظر إلى هذه اللهجة كأنه شيخ الإسلام، وكأن الناس طوع بنانه مفتوحي الأعين و الآذان لنصائحه الغراء. ([2]) عبارة الحداد في عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة ( ص90) :" درج كثير من أهل السنة المعاصرين على التوصية بكتاب العقيدة الطحاوية وشرحه مع أن الأصل و الشرح كلاهما فيه بلايا عظيمة في الإرجاء وغيره ". فلماذا يقول الآن و الشرح فيه لين ؟ لقد طلبنا منه ومن أتباعه بيان هذه البلايا في الشرح فعجز وعجزوا مما اضطر الحدادإلى القول : " والشرح فيه لين ". وجاء بسوءة جديدة و هي قوله :وفيه أشياء على طريقة أهل الكلام. ولكذبه عجز وسيعجزوا عن بيانها. ([3]) ما رأيت من يجادل بالباطل و الكذب مثل الحداد. ([4]) بل هو يحذر من شرحها العظيم تحت ستار الغيرة وهو لا يخدم بذلك إلا أهل الباطل و البدع. ([5]) وقال الطحاوي - رحمه الله – في إثبات صفتي الغضب و الرضى " والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى "الطحاوية مع شرح الشيخ الألباني (ص 57). فأين هو التجهم الذي رماه به الحداد والظالم المفتري. * * * *ما قاله في شريط (( ماذا حدث )) وفي الصحفية العاشرة من تفريغه (( ومع ذلك كان بيني وبين الشيخ يعني ربيعاً )) خلافات وذكر منها خلاف في أبي حنيفة رحمه الله. ثم قال : (( في شريط العلم )) (( الشعب العراقي مظلوم )) فلما كلمته في ذلك و أن هذا القول مخالف للشرع , فإن الله تعالى يقول (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً ) ويقول (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ). وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي الدعاء للعراق , لأنها أرض فتن. قال : كلا بل هم مظلومون وظلمهم صدام. وهذا الكلام في ذلك الوقت وفي كل وقت خطير )). وذكر الحداد أن في هذا الشعب فرقاً ضالة منهم الشيعة والصوفية واليزيدية وغير ها من فرق الضلال. أقول : إني لا أذكر أنه جرى بيني وبينه خلاف في هذه المسألة بل لا أذكر إلا أن الرجل لا يستطيع أن يتكلم عندي جبناً منه لا أدبا. وهب أنه حصل هذا الخلاف بيني وبينه. فهل قولي مخالف للشرع أو قوله ؟ إني لا أشك في أن في الشعب العراقي فرقاً ضالة من شيعة وصوفية وغيرها. ومع ذلك فهل هناك مسلم يعتقد أن صداماً إمام عادل , وأن ما يفعله بالشعب العراقي من إذلال واضطهاد وقتل وتشريد عدل منبثق من شريعة الإسلام ؟ وهل أحد من المسلمين الصادقين أو العلماء الفاقهين يقول : إن من قال صدام ظالم ظلم الشعب العراقي بل والشعب الكويتي بل والألوف من المصريين الذين قتلهم والآلاف من البشر الذين قتلهم وشردهم أيام أزمة الخليج. وأن الآلاف من الأكراد من رجال ونساء وأطفال الذين قتلهم وشردهم مظلومون ؟. فهل يقول مسلم أو عالم أن هذا القول مخالف للشرع ؟. وإن فعل صدام كل هذه الأفاعيل موافق ومنبثق من شريعة الإسلام ؟ وهل إذا مَلَّكَ الله الحداد رقاب شعب كالشعب العراقي سيفعل مثل صدام ويعتبر هذا ومن شريعة الإسلام ؟ أما أنا فأعتقد أن صداماً ظالم طاغية جبار عدو لله ولرسوله وللإسلام وما يفعله ظلم شنيع في نظر الإسلام والمسلمين. بل حتى في نظر غير المسلمين. وأنه لا يجوز قتل النساء والأطفال ولو كانوا كفاراً واضحين. وإن الطريقة التي يقتل بها صدام رجال ونساء الشعب العراقي يبرأ منها الإسلام. فقتل الكافر لا يجوز إلا بطرق وشروط معينة بينها وشرطها الإسلام. وأخذ الأموال في الإسلام لا يجوز إذا كان غنيمة أو فيئاً في جهاد إسلامي لإعلاء كلمة الله ولا من كفار أهل ذمة إلا بشروط يشرعها ويجيزها الإسلام لا بطريق صدام الفوضوي البعثي. والآن نسأل ما سر إثارة الحداد لهذا المسألة وتردادها وإذا أعتها في الشريط وفي المذكرة التي أشاعها أصحابه ؟ هل الرجل من أولئك الذين أيدوا صداماً وشهدوا له بأنه بطل إسلامي في أزمة الخليج وأن جهاده إسلامي لما كان يستهدف ديار الإسلام والسنة و التوحيد ؟ إن هذا غير مستبعد فقد أيد صداماً وزكاه من تظاهر بالإسلام والجهاد أكثر من الحداد الغامض المتستر بالعزلة. وقد يكون من الأدلة والشواهد طعنه في هيئة كبار العلماء وفتواهم إبان أزمة الخليج ذلك الطعن الخبيث الذي جرى به قلمه فقال : (( أما علماء السوء الذين يقولون مالا يفعلون بل في زماننا منهم الكثير ممن لا يقول الحق ولا يفعله ! فهؤلاء ليسوا بحكام إلا على شرار الجهال من العوام. وهم عبيد السلاطين : اليوم يحرمون الحلال بأمرهم , وغداً يحللون الحرام بأمرهم , وهكذا ففتاويهم حاضرة حضور الدينار والدرهم والجاه والمنصب هان العلم عليهم فقبلوا المال عنه , فإنا لله وإنا إليه راجعون , فقد كان ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ينتزع العلم بانتـزاع العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوسا جهالا... )). انظر كتاب (( الجامع في الحث على حفظ العلم )) تأليف العسكري والخطيب البغدادي وابن عساكر وابن الجوزي ( ص19 ) بتحقيق الحداد وقد فرغ من ا لقسم الأول منه في (7/2/ 1411هـ) في شدة الأزمة. ثم ما معنى قوله تعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ) [ الأنعام : 29] ذكر ابن جرير فيها أقوالاً لأهل التفسير وهي : 1- أن المؤمن ولي المؤمن والكافر ولي الكافر وهو قول قتادة.الفصل التاسع: من عجائب هذا الحداد
2- وقال بعضهم يتبع بعضهم بعضاً في النار من الموالاة وهو المتابعة. 3- وقال آخرون نسلط بعض الظلمة على بعض بما في ذلك الجن والإنس([1]) . رجح ابن جرير الأول , وكلها تدل على جهل الحداد وسوء فهمه للقرآن.
فقد سمى الله الطرفين ظالمين. وفهم المفسرون ذلك ولم يقل أحد منهم أن قتل وظلم الجبابرة لشعوبهم عدل. تعالى الله عن قول الحداد علواً كبيراً. ولما قتل موسى صلى الله عليه وسلم القبطي الكافر الظالم قال : ( هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ) قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه الغفور الرحيم ) القصص الآية 15-16. ولام الله اليهود على الخيانة ولو للكافرين. وعلى أكل الربا والسحت ولو من أموال الكافرين. وقال ( وإذا الموؤدة سئلت ). ولام المشركين على قتل أولادهم. والآيات في هذا كثيرة في تحريم الظلم ولو كان على الكافرين فضلاً عن المسلمين. ـــــــــــ ([1]) انظر تفسير ابن جرير (8/ 34) ط الحلبي.



رد مع اقتباس