الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : فهذا بحث للأخ موسى الطويل أنزله في شبكة سحاب ، وعلقت عليه هناك إتماما للفائدة ورأيت أن أنزله مع التعليق عليه في شبكتنا لأهميته

قال الأخ موسى الطويل :

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،

وبعد:
فقد سئلت عما روي أن النبي _ ص
لى الله عليه وسلم _ أشار إلى سعة علم عائشة بأنها جمعت نصف العلم، فأقول مستعينًا بالله
:

أم المؤمنين عائشة بنت الصديق _ رضي الله عنهما _ من علماء الصحابة وفقهائهم ومكثريهم رواية، وهي غنية عن هذا الخبر الباطل الذي لا أصل له في كتب الحديث. وأهل الحديث يستنكرونه عند ذكره ويقولون: باطل، لا أصل له.
وقد ذكره الإمام ابن القيم _ رحمه الله _ في جملة الأحاديث الباطلة التي يدل بطلانها على أنها ليست من كلام الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ ، وقال: كل حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق، ثم ذكر هذا الحديث بلفظ (( خذوا شطر دينكم عن الحميراء ))، ثم قال بعد سرد عددٍ من هذا النوع: وفي ذلك جزء كله كذب.([1])
وقال الإمام ابن كثير _ رحمه الله _ : فأما ما يلهج به كثير من الفقهاء وعلماء الأصول من إيراد حديث: (( خذوا شطر دينكم عن الحميراء ))، فإنه ليس له أصل، ولا هو مثبت في شيء من أصول الإسلام، وسألت عنه شيخنا أبا الحجاج المزي فقال: لا أصل له.([2])
وقال _ رحمه الله _ : هو حديث غريب جدًّا، بل هو منكر، سألت عنه شيخنا المزي فلم يعرفه، وقال: لم أقف له على سند إلى الآن، وقال شيخنا الذهبي: هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها إسناد.([3])
وقال الحافظ ابن حجر _ رحمه الله _ : لا أعرف له إسنادًا، ولا رأيته في شيء من كتب الحديث، إلا في النهاية لابن الأثير، وذكره في مادة ح-م-ر، ولم يذكر من خرجه، ورأيته أيضًا في كتاب الفردوس، لكن بغير لفظه، وذكره من حديث أنس بغير إسناد أيضًا، ولفظه: (( خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء ))، وبيَّض له صاحب مسند الفردوس فلم يخرج له إسنادًا، وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير أنه سأل الحافظين المزي والذهبي عنه، فلم يعرفاه.([4])
وقال الحافظ السيوطي _ رحمه الله _ : لم أقف عليه.([5])
وقال العلامة الألباني _ رحمه الله _ : موضوع.([6])
وقد ذكره جماعة من أهل العلم _ رحمهم الله جميعًا _ في كتب الموضوعات والأحاديث المشتهرة، مما لا مزيد فيه على ما ذكرته هنا.([7])
هذا ما يسر الله لي الوقوف عليه من أقوال أهل العلم في هذا الخبر، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

PDF