يقول السائل: أنا متزوِّج منذ سنتين تقريبًا، وأنا على خصام دائم أنا وزوجتي، كلٌّ منَّا اخطأ في حقِّ صاحبه، وقد تصالحنا قبل شهر ونصف على أن يؤدِّي كل منَّا حقه ويطلب الذي له، ولكن قبل يومين أخطأت زوجتي وضربتني فغضبت غضبًا شديدًا، وكنت على وشك إطلاق كلمة الطلاق، ولكن تمالكت نفسي وقلت لها أنتِ محرَّمة علي كأمي ولم أكن أعرف أنَّ هذا ظهار وهو محرَّم، ولم أكن أقصد تطليقها وإنَّما زجرها ومعاقبتها؛ فما تنصحنا شيخنا حفظكم الله؟ وما الواجب عليّ والواجب على زوجتي؟

الجواب:
يا بُنَيْ مادام أنَّها تضربك فلا تصلح لك في نظري، نصيحتي سرِّحها السراح الجميل، فإنِّي أعرفُ نساءً عامِّيات رجالهنَّ يضربوهنَّ ضربًا موجعًا بل فوق المبرِّح، وما تستطيع امرأة أن تمُدَّ يدها عليه، هذه فطرة المرأة العاقلة، الكيِّسة، التي توقِّر الرجل، أمَّا بمجرَّد أن تغضب تضربه! أنا أقول: كسَر الله يدها، لو كنت مكانك ما أبقيتها في عصمتي دقيقة، أسرّحها السَّراح الجميل.
ولكن أقول إذا كُنْتَ ولابد من الإمساك بها لأمور، كأن يكون بينكم أولاد، وتخشى ضياعهم، لكن يظهر أنه ليس بينكم أولاد،فهُنا؛ ارفع الأمر إلى أهلها يؤدِّبونها إن كان هذا طبعها، فإن أدبوها وتابت وعاهدتك على السمع والطاعة في المعروف، وأن تؤدِّي الذي لك عليها وأنتَ كذلك فلا مانع، لكنِّي في الحقيقة أرى أنَّ امرأةً تَمُدّ يدها على زوجها، وذلك ديدنًا لها أن يسرِّحها السَّراح الجميل.

اللقاء المفتوح الثامن والعشرين والذي عقد يوم الاثنين 26 شوال 1434 هـ
للشيخ عبيد بن عبدالله الجابرى