فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري – حفظه الله
– : الحمد لله والصﻼة والسﻼم على رسول الله
أما بعد ..
ظهر لي بما أدركته من نصوص الشارع أمور
أضعها أمامكم يا بَنِيَّ وأنتم ولله الحمد طﻼب
علمٍ تدركون ما ندرك وتعرفون تماماً ما نرمي إليه ..
اﻷمر اﻷول :
التزود من العلم، علم الشريعة، وأساس
ذلك فقه العقيدة فقه التوحيد، ثم بعد ذلك فقه
سائر الفرائض العملية، فإنه ﻻ يخفى عليكم ما دَوَّنَه
أئمة اﻹسﻼم في هذا الباب وجمعوا فيه النصوص
ومن ذلكم : “ السنة ” ﻻبن أبي عاصم، “ والسنة ”
لعبد الله بن أحمد، “ والتوحيد ” ﻻبن خزيمة،
“ والتوحيد ” ﻻبن مندة ، “ واﻹبانة ” ﻻبن بطة
العكبري ، “ واﻹبانة ” ﻷبي الحسن اﻷشعري ،
“ واﻷيمان ” ﻻبن مندة “والتوحيد ” له، ثم بعد ذلك
كُتب اﻷحكام فمن الحديث : اﻷمهات الست، وسنن
اﻹمام أحمد، وسنن الدارقطني، ومستدرك الحاكم
وغيرها من دواوين اﻹسﻼم .
والخﻼصة : إن طالب العلم في حاجة إلى أن يتتلمذ
على كتب السلف التي عُنِيَ مُؤَلِفُوها بنقل أصول
الدين وفروعه .
اﻷمر الثاني :
مﻼزمة أهل العلم، المشهود لهم بالورع
والتقوى ورسوخِ القدم في العلم، والصدعِ بالحق،
والدعوةِ إلى السنة فإنّ علماء الشرع هم أسعد الناس
وأولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم؛
وذلكم ﻷنهم أهل ميراثه كما في الحديث
الصحيح : « وإن العلماءَ ورثةُ اﻷنبياء، فإن اﻷنبياء لم
يورثوا
ديناراً وﻻ درهماً وإنما ورَّثوا العلم فمن أخذ به أخذ
بحظ وافر » .
اﻷمر الثالث :
البعد عن الكتب الفكرية، وعلى رأسها
كتب سيد قطب، وكتب محمد قطب، وكتب
القرضاوي، وكتب الغزالي السقَّا وما شابهها، فهذه
الكتب وما شابهها مما تسمى : كتب الفكر أو كتب
المفكرين :
أوﻻً : غالبها مبني على الجهل بحقائق الشرع . وثانياً :
ما فيها من حق فهو نزر يسير مغمور بأضعافه من
الباطل، وهذا الحق المغمور بأضعاف مضاعفة من
الباطل، في كتب السلف ما يغني عنه ولله الحمد،
فإنه ﻻ يَنْصَحُ أحدٌ بقراءة كتب هؤﻻء إﻻ جاهل ﻻ يعرف
حال القوم، أو هو صاحب هوى يريد أن يجر
المسلمين عامة والشباب خاصة إلى الهاوية والبدع
والضﻼﻻت .
اﻷمر الرابع :
لزوم الصمت والسكوت، وترك اﻷمر إلى
من يحسنون القول ممن هم مُجَرَّبُون في
التصدي للمعضﻼت وحل المشكﻼت بما آتاهم الله من
الفقه والخبرة وحسن السياسة . وهذا يرشد
إليه :
أوﻻً : آية النساء ” وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ
أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي
الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْﻻ فَضْلُ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا
قَلِيﻼً ” [ النساء 83 : ] ،
واﻷمر الثاني : إشارة في حديث صحيح وهو قوله صلى
الله عليه وسلم : « كانت بنوا إسرائيل تسوسهم
اﻷنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وﻻ نبي بعدي » ،
وقد جعل الله سياسة هذه اﻷمة في العلماء، وقد
مرت أحداثٌ قديماً وحديثاً : ثبت بالتجربة أن أهل العلم
الراسخين اﻷقوياء هم ساسة اﻷمة، وهم أجدر
بالقول في النوازل والحُكْمِ فيها، ومن تلكم الحوادث
حادثة قريبة وهي حادثة الخليج فعلماؤنا وعلى
رأسهم اﻹمام الفقيه المجتهد اﻷثري الوالد الشيخ عبد
العزيز بن باز رحمه الله ومعه إخوانه من أهل
العلم قالوا كلمتهم مبنيةً على اﻷدلة من نصوص
الشارع، وصاح من صاح، وصرخ من صرخ، وهيّج من
هيّج، فبان ولله الحمد أن الحق مع جماعة المسلمين ﻻ
مع هؤﻻء المستفزين الشاذين، وهذا الموقف
يشير إليه حديث حذيفة الطويل والذي قال فيه صلى
الله عليه وسلم : « تلزم جماعةَ المسلمين
وإمامهم » . انتهى جوابه عن هذا التساؤل حفظه الله
تعالى . وهذا ماتبقى من كﻼم الشيخ عبيد حفظه
الله من تساؤله السابق حيث قال :
اﻷمر الخامس : حينما تحدث حادثه، وتنزِل نازلة، ويقول
فيها بعض أهل العلم قوﻻ، ويسكت آخرون ﻻ
يُدْرَى ما عندهم، فالواجب على شباب اﻹسﻼم أﻻ
يتسرعوا في اﻷمر فَيَسُلُّوا سِكِّيْنَ الغضب على
إخوانهم، بل عليهم أن ينظروا ماذا يقول أقرانُ هؤﻻء
المتكلمين وإخوانُهم، فإن أقران المتكلم أو إخوانه
ﻻ بد أن يكون لهم كﻼم وﻻ بد أن يكون لهم قول ولكن
ليس من المصلحة أن يعلنوه فوراً، فإذا أعلنوا
( نحن ننتظر ) قد يعلنون الموافقة قد يعلنون المخالفة
ننظر، إِذنْ لماذا التسرع ؟ إلزموا الصمت، فإن
كثيراً من الحوادث حينما يتكلم فيها بعض الناس تحمساً
للحق ومجالدةً في سبيل الصدع به ، سلوكهم
هذا يفرّق الصف السلفي ويجعله متناحراً متنافراً فإذا
كنت أنت مع ذلك العالم أو الطائفة من أهل العلم
الذين تكلموا في حادثة معينة فإنه من المصلحة أﻻ
تشيع بين إخوانك الفرقة ، فإن الساحة اﻵن حارّة
والساحة أمواج تتﻼطم ومن دعاة الباطل من يصطادون
في الماء العكر وينتهزون أية فرصة حتى لو
تشبثوا بخيط العنكبوت في تفريق الصف السلفي ،
حتى نقطع الطريق عليهم ، نلزم الصمت ، وننظر :
ماذا تكون النتيجة بين أهل العلم الذين هم أقران
للطائفة أو لذلك الشخص الذين تكلموا أو الذي تكلم
في حادثة معينة ﻻسيما إذا كان المتكلم مُجَرَّبٌ عليه
الجهاد بالقلم وبالكلمة النافذة في نصرة السنة
والذب عنها ودحض البدع ودحر أهلها فإن في سكوتك
سﻼمة ، فإذا تكلم بعد ذلك إخوانه وأقرانه كان
في ذلك الوقت اﻷمر واضحاً لدى الجميع . وإخوانه
وأقرانه لن يتكلموا إﻻ بعد سلوك سبل متعددة :
أوﻻً : أن إخوانه وأقرانه ليسوا آلة في يده يلف بها
يميناً وشماﻻً، كيف كانوا أقراناً وإخواناً له إﻻ
وعندهم آلة وأهلية للبت في المسألة .
وثانياً : أنهم إذا وقفوا من هذا المتكلم الذي عرفناه
بصدق الجهاد والخبرة والقوة والمجالدة في سبيل
السنة سوف يكون لهم به اتصاﻻت ومدارسة معه فقد
يرجع هو عن خطأ ظنه صواباً ، أو خطئوه بدليل
أو وافقوه بدليل، فنكون بهذه الطريق حافظنا على
تماسك الصف السلفي، وقطعنا الطريق على من
يصطاد في الماء العكر ويتلمس كل وسيلة يفرق بها
الكلمة وينشر بها الفرقة هناك أمور تحدث بين
الشباب في أنفسهم فالواجب على الشباب أن يحيلوا ما
أشكل عليهم إلى مشايخهم الذين وثقوا من
دينهم وأمانتهم وعرفوا رسوخهم في العلم وشهدوا لهم
بالنصح أن يرفعوا قضاياهم إليهم متجردين عن
العاطفة العمياء والتعصب اﻷحمق، ليكنْ طُلْبَةٌ الجميع
هو الحق ، بهذا سيتبين أن أحدهم مخطئ واﻷخر
مصيب لكن إذا تصافت القلوب وحسنت النية فإنه لن
يكون هناك تفرق وﻻ تشتيت، سيكون اجتماع على
الحق ، زميلي أخطأ الحمد لله رجع إلى الحق، كنت
مخطئاً رجعت إلى الحق ولله الحمد ما صار
شيء . هذا يعني بعض ما يسر الله سبحانه وتعالى من
الكلمة في هذا الموقف وقد فاجئني بعض أبنائنا
وما كنت معد العدة التي تليق بهذا اﻻجتماع المبارك
الذي أسأل الله عز وجل أن يجعله اجتماعاً مرحوماً
وأن يجعل التفرق بعده تفرقاً معصوماً
وصلى الله
وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رابط الصفحة من هنا http://
www.sahab.net/home/?p=36
__