فضل السفر
مَا فِي المُقَامِ لِذِي عَقْلٍ وَذِي أَدَبٍ * مِنْ رَاحَةٍ فَدَعِ الأَوْطَانَ وَاغْتَرِبِ
سَافِرْ تَجِدْ عِوَضًا عَمَّنْ تُصَاحِبُهُ * وَانْصَبْ فَإِنَّ لَذِيذَ العَيْشِ فِي النَّصَبِ
إِنِّي رَأَيْتُ وُقُوفَ المَاءِ يُفْسِدُهُ * إِنْ سَالَ طَابَ وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
وَالأُسْدُ لَوْلاَ فِرَاقُ الغَابِ مَا قَنَصَتْ * وَالسَّهْمُ لَوْلاَ فِرَاقُ القَوْسِ لَمْ يُصِبِ
وَالشَّمْسُ لَوْ وَقَفَتْ فِي الفُلْكِ دَائِمَةً * لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنْ عَرَبِ
وَالبَدْرُ لَوْلاَ أُفُولٌ مِنْهُ مَا نَظَرَتْ * إِلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ عَيْنُ مُرْتَقِبِ
وَالتِّبْرُ كَالتُّرْبِ مُلْقًى فِي أَمَاكِنِهِ * وَالعُودُ فِي أَرْضِهِ نَوْعٌ مِنَ الحَطَبِ
فَإِنْ تَغَرَّبَ هَذَا عَزَّ مَطْلَبُهُ * وَإِنْ أَقَامَ فَلاَ يَعْلُو عَلَى رُتَبِ
[«جواهر الأدب» للهاشمي (2/ 490)].