مشاركة هذا الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي
-
حكم من تاب عدة مرات وظل بين التوبة و المعاصي
فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه الشيخ صالح العثيمين
السؤال: المستمع النور من السودان مقيم في الرياض يقول في رسالته ما حكم من تاب عدة مرات عن عمل المعاصي وظل بين التوبة ثم المعصية نرجو من فضيلة الشيخ الإجابة؟ |
الجواب
الشيخ: التوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل بترك معصيته إلى طاعته ولا تكون التوبة نصوحاً إلا إذا اجتمع فيها شروط خمسة الشرط الأول أن تكون خالصة لله بحيث لا يريد بها التائب تزلفاً إلى المخلوق ولا وصولاً إلى دنيا ولا جاهاً عند الناس وإنما يريد بالتوبة وجه الله عز وجل والدار الآخرة. الشرط الثاني أن يندم على ما فعل من الذنب بحيث يحزن ويأسف لما جرى منه و يظهر أثر ذلك في قلبه. والشرط الثالث أن يقلع عن فعل الذنب الذي تاب منه فإن كان الذنب الذي تاب منه ترك واجب أتى بالواجب إن كان مما يمكن تداركه وإن كان فعل محرم نزع عنه وتركه ويلتحق بهذا الشرط أنه إذا كانت التوبة من فعل شيء يتعلق بإنسان فإنه يقضي حق ذلك الإنسان إن كان واجباً له رده عليه وإن كان نيلاً من عرضه استحله منه المهم أنه إذا كان الحق للمخلوق فإنه لابد أن يبرأ من هذا الحق إلى ذلك المخلوق. والشرط الرابع أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل بحيث يكون في قلبه العزم الأكيد على أن لا يعود لهذا الذنب لأنه إذا تاب ونيته أن يعود إذا سنحت له الفرصة فليس بتائب في الحقيقة بل هذه توبة مؤقتة والتوبة لا بد أن تكون مطلقة غير مقيدة بشيء وانتبه لهذا الشرط فإننا نقول العزم على ألا يعود ولسنا نقول ألا يعود فليس من شرط التوبة أن لا يعود إلى الذنب بل من شرطها أن يعزم على أن لا يعود فلو أنه عاد إليه بعد أن عزم على أن لا يعود فإنه توبته الأولى لا تنتقض ولكن عليه أن يتوب توبة ثانية. الشرط الخامس أن تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه بحيث لا تكون بعد حلول الأجل ولا بعد طلوع الشمس من مغربها فإن كانت بعد حلول الأجل لم تنفع لقول الله تعالى (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر يعني ما لم تصل روحه إلى حلقومه وكذلك لو كانت التوبة بعد أن تطلع الشمس من مغربها فإنها لا تقبل لقول الله تعالى (يوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) والمراد ببعض الآيات طلوع الشمس من مغربها ولا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها وبناء على ذلك يتضح الجواب عن السؤال الذي سأله السائل حيث كان يتوب من الذنب ثم يعود ثم يتوب ثم يعود فنقول كل توبة تمت فيها الشروط السابقة فإنه يمحى بها الذنب السابق فإن عاد للذنب مرة أخرى فليتب منه توبة جديدة.
|
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة أبو العز الكوني الليبي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 05-Sep-2021, 07:59 PM
-
بواسطة أم محمد محمود المصرية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 18-Aug-2017, 01:33 AM
-
بواسطة أبو محمد كريم الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 10-Nov-2014, 06:56 AM
-
بواسطة عبد الرحمن أبوإسحاق السلفي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-Dec-2013, 06:37 PM
-
بواسطة حفيدة السلف في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-Jan-2012, 07:17 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى