(من أبي محمدالبرمكي إلى أستاذي محمد الإمام المعبري)

شيخي وأستاذي لا أخفيك أن ما قمتَ به وتقوم به الآن كان سببا لإحراجنا عند من ندافع عنده عنك في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كنا نظن أنك مضطر حين وقّعت تلك الوثيقة المليئة بالمصائب والبلايا والكفريات، لكن ظهر الأمر خلاف ذلك، فأنت معروف بشجاعتك وسطوتك حتى إنك لتتكلم في ملوك وحكام من على المنبر وتكفر دول إسلامية بأسلوب احترافي استفدته من الإخوان المسلمين فكيف ترتعد خوفا من شرذمة قليلة من الروافض وتعطي الدنيا في دينك؟ لقد تكلمت عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، بل واستتيب من على منبرك وطبعت هذا في كتاب، ففي ص 76 من كتابك (غوائل دعوة حوار الأديان) طالبت الملك ومن معه بالتوبة، وفي كتابك (المؤامرة الكبرى على المرأة) ص 41 حكمت على السعودية أنه تحكم بدستور في طياته الكفر فقلت: (لا يوجد دولة إسلامية إلا وعندها دستور يحمل في طياته المكفر).
وقد رد على هذه الفرية شيخنا الأصولي الفقيه سليمان الرحيلي في مادة صوتية ستنشر لأول مرة قريبا.
يا شيخ هل تريد منا نصدق ما يدعيه خصومك من أنك ذنب للرئيس المخلوع فحين قاتل الرافضة كتبت عدة كتب فيهم، وحين صالحهم وحالفهم كتب وثيقة كفر وبلاء، واستنكرت تفجير مساجدهم، واستنكرت عاصفة الحزم، وصرت تدعو للرحمة، ولماذا ما دعوت للرحمة حين قاتلهم الرئيس المخلوع.
هذا ما أحببت أن أصارحك فيه فقد أحرجتنا جدا وأحرجتَ من يمدنا بالمعلومات كالأخ ربيع المقالح والأخ علي المشعري!
حتى عجزنا عن الدفاع عنك بسبب تناقض مواقفك، فهل حقا أنت مضطر؟ أبناء الجنوب ومأرب، وبلدي البيضاء سجلت أروع الملاحم والفداء وأنت تخاف هذا الخوف كله، أحرجتنا وجعلت منا جبناء وضعفاء لا نعرف إلا الفرار والدفاع عنك، حتى الكلام عن الجهاد لا نقدر نصرح فيه بسببك وعلماء الدنيا كلهم يفتون بالجهاد ويثنون على عاصفة الحزم.
وختاما:
اعذرني شيخي على صراحتي. فقد ضاقت بي الأوهام وأنا أرى التناقض والاضطراب في مواقفك.
فوجدت هنا متنفسا لي أولا.
وحتى لا يأخذني التعصب لك ثانيا.

هداك الله للحق وبصرك لسلوكه

أبو محمد البرمكي
1436/624