بسم الله الرحمن الرحيم
جواب الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
السؤال :
يقول السائل : هل كل ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أشراط الساعة يكون مذموما أومحرما كالتطاول في البنيان ؟
الجواب :
لا نستطيع أن نحرم ـ بارك الله فيكم ـ لكن الأولى والأورع بالمؤمن أن يعيش في حدود الكفاف في بنائه وفي ملبسه وفي مأكله وفي مشربه ، وإذا أعطاه الله المال أن ينفق منه هكذا وهكذا ، لأن " الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا " كما قال صلى الله عليه وسلم .
وقال تعالى :(( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم )) [ التوبة : 34 ] .
فإذا كان لا يؤدي الزكاة ولا يصل الرحم ولا يؤدي الحقوق من هذا المال فهو آثم إثما شديدا .
وإذا كان يؤدي الزكاة وبنى له بيتا فما يصح أن نقول : حرام ، لكن نقول الأولى والأورع ألا يتطاول فيه ، والتنافس في الدنيا قد يؤدي إلى الكبر ، فما يترتب على التطاول في البنيان من الكبر هذا الذي يحاسب عليه ـ بارك الله فيكم ـ يتطاول على الناس بنفسه ويتعالى عليهم و..و.. فإذا كان هذا البناء للمفاخرة فهو آثم ، يعني رجل يشتري فرسا يعده في سبيل الله هذا مأجور ، ورجل يشتري فرسا يعني لخدمته ومنافعه ويُعيره للناس ، هذا مستور ، وغيره يشتري الفرس للمفاخرة والمباهاة ، فهذا مأزور .
فكذلك البنيان ، يبني بيتا ليستره ،هذا جائز ، لكن يبنيه للمفاخرة والتطاول والكبرياء هذا مأثوم لما قام بنفسه من الكبر لا لمجرد البناء .
المصدر :
فتاوى الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 120 ]