شبكة الأمين السلفية - Powered by vBulletin
لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمْدُ، وَهُو عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ  |  لا حول ولا قوة إلا بالله  |  أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ وأتوب إليه
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قضاء حوائج المسلمين( للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-)

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,499

    افتراضي قضاء حوائج المسلمين( للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-)

    قضاء حوائج المسلمين( للشيخ ابن عثيمين ) ـ باب قضاء حوائج المسلمين


    قال الله تعالى : ( وَافْـعَـلـُوا الْخـَيـْرَ لَعَـلـَّكـُمْ تُفـْلـِحـُونَ) [الحج: 77] .

    1/244 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه ؛ كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة ؛ فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ؛ ستره الله يوم القيامة )) متفق عليه (7) .

    2/245 وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسرٍ ؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ، ستره الله في الدنيا والآخرة.والله في عون العبد ما كان العبد في أخيه ، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ؛ سهل الله له طريقاً إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله؛ لم يسرع به نسبه)) رواه مسلم(8).



    الـشـرح

    قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ :باب قضاء حوائج المسلمين .

    الحوائج : ما يحتاجه الإنسان ليكمل به أموره ، وأما الضروريات ؛ فهي ما يضطر إليه الإنسان ليدفع به ضرره ، ودفع الضرورات واجب ؛ فإنه يجب على الإنسان إذا رأى أخاه في ضرورة أن يدفع ضرورته؛ فإذا رآه في ضرورة إلى الطعام أو إلى الشراب أو إلى التدفئة ،أو إلى التبردة ؛ وجب عليه أن يقضي حاجته ، ووجب عليه أن يزيل ضرورته ويرفعها .

    حتى إن أهل العلم يقولون : لو اضطر الإنسان إلى طعام في يد شخص أو إلى شرابه ، والشخص الذي بيده الطعام أو الشراب لم يضطر إليه ومنعه بعد طلبه ، ومات ، فإنه يضمنه ؛ لأنه فرط في إنقاذ أخيه من هلكة .

    أما إذا كان الأمر حاجيّاً وليس ضرورياً ، فإن الأفضل أن تعين أخاك على حاجته ، وأن تيسرها له ما لم تكن الحاجة في مضرته ،فإن كانت الحاجة في مضرته فلا تعنه ؛ لأن الله يقول ؛ ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) [المائدة: 2] .

    فلو فرض أن شخصاً احتاج إلى شرب دخان ، وطلب منك أن تعينه بدفع القيمة له أو شرائه له أو ما أشبه ذلك ؛ فإنه لا يحل لك أن تعينه ولو كان محتاجاً ، حتى لو رأيته ضائقاً يريد أن يشرب الدخان فلا تعنه ؛ لقول الله تعالى : ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) حتى لو كان أباك ؛ فإنك لا تعنه على هذا ، حتى لو غضب عليك إذا لم تأت به فليغضب ؛ لأنه غضب في غير موضع الغضب ؛ بل إنك إذا امتنعت من أن تأتي لأبيك بما يضره ؛ فإنك تكون بارّاً به ، ولا تكون عاقاً له ؛ لأن هذا هو الإحسان ؛ فأعظم الإحسان أن تمنع أباك مما يضره ،

    قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) قالوا : يا رسول الله : كيف ننصره الظالم ؟ قال : (( تمنعه من الظلم ، فذلك نصرك إياه )) (9) .

    وعلى هذا فقول المؤلف في باب قضاء حوائج المسلمين يريد بذلك الحوائج المباحة ، فإنه ينبغي لك أن تعين أخاك عليها ، فإن الله في عونك ما كنت في عون أخيك .

    ثم ذكر المؤلف أحاديث مر الكلام عليها فلا حاجة إلى إعادتها ، إلا أن فيها بعض الجمل تحتاج إلى كلام ؛ منها قوله : (( من يسر على معسر ؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة )) فإذا رأيت معسراً ، ويسرت عليه الأمر يسر الله عليك في الدنيا والآخرة ، مثل أن ترى شخصاً ليس بيده ما يشتري لأهله من طعام وشراب ، لكن ليس عنده ضرورة ، فأنت إذا يسرت عليه ؛ يسر الله عليك في الدنيا والآخرة .

    ومن ذلك أيضاً إذا كنت تطلب شخصاً معسراً ؛ فإنه يجب عليك أن تيسر عليه وجوباً ؛ لقوله تعالى : ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) [البقرة: 280] ،

    وقد قال العلماء ـ رحمهم الله ـ : من كان له غريم معسر ؛ فإنه يحرم عليه أن يطلب منه الدين ، أو أن يطالبه به ، أو أن يرفع أمره إلى الحاكم ؛ بل يجب عليه إنظاره .

    ويجد بعض الناس والعياذ بالله ممن لا يخافون الله ، ولا يرحمون عباد الله ، من يطالبون المعسرين ، ويضيقون عليهم ، ويرفعونهم إلى الجهة المسؤولة فيحبسون ويؤذون ويمنعون من أهلهم ومن ديارهم ، كل هذا بسبب الظلم ، وإن كان الواجب على القاضي إذا ثبت عنده إعسار الشخص ، فواجب عليه أن يرفع الظلم عنه ، وأن يقول لغرمائه : ليس لكم شيء .

    ثم إن بعض الناس والعياذ بالله إذا كان لهم غريم معسر يحتال عليه بأن يداينه مرة أخرى بِرباً ، فيقول مثلاً : اشتر مني السلعة الفلانية بزيادة على ثمنها وأوفني ، أو يتفق مع شخص ثالث يقول : اذهب تديّن من فلان وأوفني ، وهكذا حتى يصبح هذا المسكين بين يدي هذين الظالمين كالكرة بين يدي الصبي يلعب بها والعياذ بالله .

    والحاصل إذا رأيتم شخصاً يطلب معسراً أن تبينوا له أنه آثم ، وأن ذلك حرام عليه ؛ وأنه يجب عليه إنظاره ؛ لقول الله تعالى ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) [البقرة:280] ، وأنه إذا ضيق على أخيه المسلم ، فإنه يوشك أن يضيق الله عليه في الدنيا أو في الآخرة ، أو في الدنيا والآخرة معاً ، ويوشك أن يعجل له بالعقوبة ، ومن العقوبة أن يستمر في مطالبة هذا المعسر وهو معسر ؛ لأنه كلما طالبه ازداد إثماً .

    وعلى العكس من ذلك ؛ فإنه يوجد بعض الناس والعياذ بالله يماطلون بالحقوق التي عليهم ، مع قدرتهم على وفائهم ، فتجده يأتيه صاحب الحق فيقول : غداً، وإذا أتاه في غد قال : بعد غدٍ ؛ وهكذا ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( مَطْل الغنيِّ ظلم )) (10).

    وإذا كان ظلماً ؛ فإن أي ساعة أو لحظة تمضي وهو قادر على وفاء دينه ؛ فإنه لا يزداد بها إلا إثماً ، نسأل الله لنا ولك السلامة والعافية .

    الدال على الخير كفاعله .. جزاكم الله خيرا ..

    شرح رياض الصالحين - للشيخ ابن عثيمين رحمه الله



    -----


    (7) رواه البخاري ، كتاب المظالم ، باب لا يظلم المسلم . . ، رقم ( 2442 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب تحريم الظلم ، رقم ( 2580 ) .

    (8) رواه مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ، رقم ( 2699 ) .

    (9) رواه البخاري ، كتاب المظالم ، باب أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً ، رقم ( 2444 ) .

    (10) رواه البخاري ، كتاب الاستقراض ، مطل الغني ظلم ، رقم ( 2400 ) ، ومسلم كتاب المساقاة ، باب تحريم مطل الغني رقم ( 1564 ) .

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,499

    افتراضي رد: قضاء حوائج المسلمين( للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-)

    يرفع للفائدة

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. السعي في قضاء حوائج الناس والمحافظة على النشأ من وسائل الاختطاف / الشيخ: محمد بن هادي المدخلي
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-Jul-2017, 10:59 AM
  2. [مقتطف] فما أكثر النصوص الدّالة على التعاون بين الإخوة المسلمين من قضاء الحوائج.. للشيخ جمال الحارثي حفظه الله
    بواسطة أبوبكر بن يوسف الشريف في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-Apr-2016, 10:09 AM
  3. صيام يوم الجمعة منفردا بنية قضاء أو إذا صادف يوم عرفة.ابن باز.ابن عثيمين. اللجنة
    بواسطة أبو محمد كريم الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-Jul-2015, 08:49 PM
  4. حكم صيام يوم عرفة لمن عليه قضاء.....الشيخ ابن باز رحمه الله
    بواسطة أبو محمد كريم الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-Sep-2014, 10:49 AM
  5. قضاء سنة الضحى _ لابن عثيمين رحمه الله
    بواسطة أم عمير السنية السلفية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-Jun-2014, 02:54 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •