3183- (إذا سمعتُم صياحَ الدِّيكة [بالليلِ]؛فاسألوا الله من
فضلهِ، [وارغبُوا إِليه]؛ فإنّها رأت ملَكاً، وإذا سمعتُم نهيقَ الحمارِ [بالليلِ]؛ فتعوَّذُوا باللهِ من الشيطانِ؛ فإنهُ رأى شيطاناً).
قال الألباني: في سلسلة الأحاديث الصحيحة - المجلد السابع
أخرجه البخاري (3303) ومسلم (8/85) وأبو داود (5105) والترمذي (3455)،والنسائي في "السنن الكبرى"(6/427/11391)و"عمل اليوم والليلة " (رقم 944)، وابن أبي شيبة (10/420/9854) كلهم من طريق قتيبة بن سعيد:
ثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:... فذكره. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح ".
قلت: وتابع قتيبة: سعيدُ بن أبي مريم عند البغوي في "شرح السنة"
(5/126/ 1334)، وقال:
"حديث متفق على صحته، أخرجاه جميعاً عن قتيبة عن الليث ".
وتابعه آخرون من الثقات، وزادوا عليه تلك الفوائد الهامة التي تراها بين المعكوفات ، وهاك البيان:
الأول: شعيب بن حرب المدائني، وهو ثقة احتج به البخاري، قال أحمد (2/364): حدثنا شعيب بن حرب أبو صالح- بمكة- قال: ثنا ليث بن سعد به؛ وزاد الزيادة الأولى والثالثة.
الثاني: هاشم بن القاسم أبو النضر البغدادي، وهو ثقة ثبت احتج به الشيخان،
قال أحمد أيضاً (2/306): ثنا هاشم: ثنا ليث به، وعنده الزيادة الأولى.
الثالث: عبد الله بن صالح أبو صالح كاتب الليث، وهو مستقيم الحديث
فيما روى عنه البخاري وأمثاله من الحفاظ، وروى عنه في "الصحيح "، قال في "الأدب المفرد" (رقم 1236): حدثنا عبد الله بن صالح: حدثني الليث به، وزاد الزيادة الأولى.
قلت: فاتفاق هؤلاء الثقات الثلاثة على الزيادة الأولى مما يلقي الطمأنينة في النفس على صحتها، حتى ولو فرض تفرد هاشم بها؛ لأنه ثقة ثبت كما تقدم،
بناءً على قاعدة: "زيادة الثقة مقبولة"، فكيف ومعه من ذكرنا؟! فكيف ولها شاهد من حديث جابر كما يأتي بعده؟!
وأما الزيادة الثالثة؛ فهي وإن كان تفرد بها شعيب بن حرب دون الآخرين؛
فهي زيادة لفظية؛ لأن السياق مع الزيادة المتفق عليها يؤيد معناها، فتأمل.
وأما الزيادة الثانية؛ فقد تفرد بها ثقة آخر، وهو سعيد بن أبي أيوب، وهو ثقة
ثبت أيضاً احتج به الشيخان، فقال الإمام أحمد (2/ 321): ثنا أبو عبد الرحمن:
ثنا سعيد: حدثني جعفر بن ربيعة به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وأبو عبد الرحمن هو عبد الله
ابن يزيد المكي المقرئ، وهو ثقة فاضل من كبار شيوخ البخاري.
ومن طريقه: أخرجه ابن حبان (2/175/ 1001) وأبو يعلى (11/148) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (306).
وقد أخرجه النسائي في "عمله " (943) من طريق أخرى عن سعيد؛
مقروناً بالليث بالزيادة الأولى، فقال: أخبرنا وهب بن بيان قال: حدثنا الليث
ابن سعد وسعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة به مثل حديث الترجمة،
وفيه الزيادة الأولى.
وهذه متابعة قوية للثقات الثلاثة المتقدمين في هذه الزيادة، وكان الأولى أن
تذكر عقبهم مباشرة، ولكن هكذا قُدِّرَ.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير وهب بن بيان،
وهو ثقة.
(تنبيه): قد تبين لك من تخريج الحديث أن زيادة: "الليل " فيه من أفراد
"الأ دب المفرد " وغيره دون "الصحيحين "،ولذلك؛ فعزو محمد فؤاد عبدالباقي إياه في تعليقه على "الأدب " ل"الصحيحين " من أوهامه الكثيرة التي تدل على أنه لا علم عنده بفن التخريج، وقد وهم الجيلاني شارح "الأدب " (2/637) فعزاه ل "الخمسة "، ويعني: الستة دون ابن ماجه، وهذا أغرق في الوهم من ذاك؛ لأن الزيادة ليست عندهم جميعاً كما تقدم.
ونحوه ما فعله المعلق على ".. صحيح ابن حبان " (3/286)؛ فإنه خرَّج
الحديث معزوّاً لأكثر المصادر المتقدمة مشيراً إلى مواضعها بالأرقام، ومنها الخمسة، موهماً أن زيادة ابن حبان: "وارغبوا إليه " عندهم أيضاً! وليس كذلك؛ كما سبق. ولذلك؛ قررت أن أستدرك الحديث لهذه الزيادة، فَأُورِدها في "صحيح موارد الظمآن "، حيث إن الهيثمي لم يورده في "الموارد"؛لأن أصله في "الصحيحين "؛ والله أعلم.*




رد مع اقتباس