بسم الله الرحمن الرحيم
التفريغ :
قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - فهذه أسباب مجملة ، أسباب النجاة ، نجاة الأمة.
1ـ السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف.
2ـ التمسك بالكتاب والسنة {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}.
3 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل بحسب استطاعته ومقدرته {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
4 ـ كذلك من أسباب نجاة الأمة أيضا: التآخي والمحبة بين المسلمين : (( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا )) و(( مثل المسلمين في توادهم وتراحهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
5 ـ التناصح بين المسلمين ((الدين النصيحة ) قلنا لمن يا رسول الله ؟قال (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
6 ـ المحبة بين المسلمين : قال صلى الله عليه وسلم (( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)).
7 ـ الإصلاح بين المسلمين ((لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما)). وقوله تعالى : {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين } وقوله { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}.
8 ـ وكذلك من أسباب نجاة الأمة زوال البغضاء بينهم وزوال السخرية بعضهم من بعض {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساءا من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون *يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم)).
9 ـ هذه أسباب النجاة أن يكون المجتمع نزيها متحابا فيما بينه لا يغش ، المسلم لا يغش أخاه في المعاملة ولا يخدعه في البيع ولا يخطب على خطبته ولا يبع على بيعه ولا يشتري على شراءه ، يحترم أخاه (( المسلم أخو المسلم ، لا يحقره ولا يخذله بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) . هكذا ، هذه هي أسباب النجاة أن تسود المحبة بين المسلمين والتناصح والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى هذه أسباب النجاة.
وقال الإمام مالك رحمه الله :لا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، وأولها بماذا صلح ؟صلح بالإسلام والاستقامة على الدين ، كذلك آخرها لا يصلح إلا بهذا الشيء ، إلا بما أصلح أولها ، أما إذا انفصل آخر الأمة عن أولها حصل الهلاك كما يقول دعاة الضلال الآن ، يقولون هذه الأوامر والنواهي هذه للأولين لا تصلح لهذا الزمان، الولاء والبراء ما يصلح لهذا الزمان يعني القرآن انتهى عند هؤلاء الطغاة ما يُعمل به الآن ، نحتاج إلى دين جديد نحتاج إلى نظام جديد ، وما كأن الرسول صلى الله عليه وسلم رسولا إلى العالمين ، ورسولا إلى أن تقوم الساعة ، رسالته قائمة وباقية إلى أن تقوم الساعة ، ودينه باق إلى أن تقوم الساعة كامل وشامل لكل زمان ومكان ، أما الذين يقولون هذه الأمور انتهت هذه الأمور في الزمان الأول أما نحن الآن عالم جديد نحتاج إلى نظام جديد فهذا قول أهل الباطل ، هذا قول المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر هذه مقالتهم ، هم الذين يقولون مثل هذه المقالات، الذين يدّعون الإسلام ، فإذا جاءت الفتن والمحن ظهر نفاقهم وظهر ما في صدورهم ، فهؤلاء لا عبرة بهم ولا يُلتفت إليهم ولا يُصغى إلى كلامهم ، وعلينا أن نمضي على طريق الحق والصواب والسنة وإن استهزأ بنا من استهزأ أو سخر منا من سخر أو تكلم فينا من تكلم أو تنقصنا ، ما علينا نحن نسير على طريق واضح ، وعلى طريق بيّن ، كتاب الله وسنة رسوله ، قال صلى الله عليه وسلم : (( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي)).
والله جلّ وعلا يقول { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلكم تتقون}
هذه كلمات أحببت أن أقولها والموضوع واسع ويحتاج إلى كلام أكثر، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله ، يعني حسب الاستطاعة والحر تكفيه الإشارة وخير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيُمل .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
تفريغ كمال زيادي 9 ذو القعدة 1436 هـ قسنطينة ـ الجزائر ـ




رد مع اقتباس