بسم الله الرحمن الرحيم
تكبر بعض الإخوة على إخوانهم مع أن هؤلاء الإخوة طلاب علم
الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله .
==============
الصوتية من هنا بإذن الله 👈التفريغ :
- هذا سائل يقول :
جزاكم الله خيرا ، كثر من بعض الإخوة إظهار التكبر على إخوانهم ، مع أن هؤولاء الإخوة طلاب علم ؟
الجواب : - للأسف إن كان صح هذا كما يقول السائل ، فأنا أقول للأسف هذا مما يؤسف له لأن طلب العلم معشر الإخوة الأحبة و الأبناء يورث صاحبه التواضع ، كما كان سيد المتواضعين صلوات الله وسلامه عليه ، و ما أحسن العلم يزينه التواضع ، فإن التواضع من سيما العلماء و التكبر من سيما الجبابرة و الملوك والعظماء .
و الانبياء عليهم الصلاة والسلام دأبهم التواضع لله جل وعلا ، قال جل و عز ممتنا على رسوله صلى الله عليه وسلم "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".
و الكبر نعوذ بالله من كبائر الذنوب .
النبي صلى الله عليه وسلم توعد صاحبه بالنار : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر ) ، على ما يتكبر المسلم ؟ كيف وهو يعلم أنه من ماء مهين و سينتهي الى لا شيء ، الى تراب ، فما يبقى منه الا عجب الذنب فعلى ما يتكبر .
زر المقابر و انظر من كان قبلك من المتجبرين و المتكبرين أين انتهوا ؟ , و انظر الى سيرهم من بعدهم ، و انظر الى المتواضعين الصالحين ( عباد الرحمان الذين يمشون على الارض هونا ) و كيف ذِكْرُهُم الحَسَنْ بعد مماتهم .
فالكبر نعوذ بالله من ذلك نسأل الله العافية و السلامة ، هذا لا يكون في طلاب العلم ، و من وجد فيه شيء من هذا فعليه أن يجاهد نفسه .
نسأل الله العافية و السلامة ، والمتواضع قريب من الله قريب من الناس ، محبوب بين عباد الله ، يَأوُونَ إاليه و يحبونه ، فأنت انظر الى نفسك ماذا تريد ؟ ، المقصد بهذا إرضاء الله تبارك و تعالى و اتباع ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و لقد كان عليه الصلاة والسلام بين أصحابه كواحد منهم ، حتى قال له الصحابة يا رسول الله لو اتخذنا لك دكانا ، يعني مثل المنبر - دكة - حتى إذا أتى القادم ممن لا يعرفك يعرفك، فأذن صلى الله عليه و سلم لهم ، فاتخذوا له دكانا .
فلينظر هذا الاخ الذي يسأل عن ، أو هؤلاء الذين يسأل عنهم الى سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، نعم .
فرغه أخوكم : أبو إكرام وليد فتحون غفر الله له .