ألا قاتل الله الجهل والظلم والتعالم وحمل الكلام ما لا يحتمل من بعض الأغمار الأغرار الذين يشغبون على العلماء/ الشيخ ابي بكر يوسف لعويسي -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا قاتل الله الجهل والظلم والتعالم وحمل الكلام ما لا يحتمل من بعض الأغمار الأغرار الذين يشغبون على العلماء ؛ هذا الإمام العلام الألباني يرد على المرجئة و يعمل بأحاديث الوعيد ولا يؤخرها ، ويقول بأن الإيمان قول واعتقاد وعمل ، وأنه يزيد وينقص وأن المعاصي تضر الإيمان وتنقصه وأنها تضر صاحبها يوم القيامة إذا لم يتب منه ، وأن الخلاف بين أهل السنة والمرجئة خلاف جدري متضاد وليس هو خلاف التنوع ، ومن كان هذا اعتقادة فكيف يقال عنه أنه مرجئ قال- رحمه الله - في "تحقيق شرح العقيدة الطحاوية" (ص 57 - 58)
تحت باب : [545] باب الإيمان: تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان وهو يزيد وينقص والرد على من أنكر ذلك .
[وصف أبوغدة شارحَ الطحاوية أبن أبي العز بالإمامة، فأراد الإمام الألباني إلزامه ببعض أهم المسائل العقدية التي قررها الشارح في عقيدته والتي يعلم الشيخ الألباني إنكار أبي غدة أو شيخه الكوثري لها فقال الإمام]:
قلت: فإذا كان أبو غدة مؤمناً حقاً بهذه الإمامة الملموسة المشهورة فأنا أختار له من كلام هذا الإمام سبع مسائل, فإن أجاب عنها بما يوافق ما ذهب إليه هذا الإمام المشهور من قلبٍ مخلصٍ فذلك ما نرجوه, وأعتذر إليه من إساءة الظن به, وإن كانت الأخرى فذلك مما يؤيد - مع الأسف- ما رميته به من المداراة.
[فذكر أربع مسائل ثم قال]:
المسألة الخامسة: يقول "الإمام" [أي: أبن أبي العز] تبعاً للأئمة مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهوية وسائر أهل الحديث وأهل المدينة:
إن الإيمان هو تصديق بالجنان, وإقرار باللسان, وعمل بالأركان. وقالوا: يزيد وينقص.
وشيخك تعصباً لأبي حنيفة يخالفهم مع صراحة الأدلة التي تؤيدهم من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح رضي الله عنهم, بل ويغمز منهم جميعاً مشيراً إليهم بقوله في "التأنيب" (ص 44 - 45) إلى "أناس صالحون" يشير أنهم لا علم عندهم فيما ذهبوا إليه ولا فقه, وإنما الفقه عند أبي حنيفة دونهم, ثم يقول: إنه الإيمان والكلمة, وإنه الحق والصراح. وعليه فالسلف وأولئك الأئمة الصالحون (!) هم عنده على الباطل في قولهم: بأن الأعمال من الإيمان, وأنه يزيد وينقص. وقد نقل أبو غدة كلام شيخه الذي نقلنا موضوع الشاهد منه, نقله بحرفه, في التعليق على "الرفع والتكميل" (ص 67 - 69) , ثم أشار إليه في مكان آخر منه ممجداً به ومكبراً له بقوله (ص 218):
وانظر لزاماً ما سبق نقله تعليقاً فإنك لا تظفر بمثله في كتاب ثم أعاد
الإشارة إليه (ص 223) مع بالغ إعجابه به. وظني به أنه يجهل - أن هذا التعريف للإيمان الذي زعم شيخه أنه الحق الصراح - مع ما فيه من المخالفة لما عليه السلف كما عرفت, مخالف لما عليه المحققون من علماء الحنفية أنفسهم
الذين ذهبوا إلى:
أن الإيمان هو التصديق فقط ليس معه الإقرار! كما في "البحر الرائق" لابن نجيم الحنفي (5/ 129) , والكوثري في كلمته المشار إليها يحاول فيها أن يصور للقارئ أن الخلاف بين السلف والحنفية في الإيمان لفظي, يشير بذلك إلى أن الأعمال ليست ركناً أصلياً, ثم يتناسى أنهم يقولون بأنه يزيد وينقص, وهذا ما لا يقول به الحنفية إطلاقاً, بل إنهم قالوا في صدد بيان الألفاظ المكفرة عندهم: وبقوله: الإيمان يزيد وينقص كما في "البحر الرائق" - "باب أحكام المرتدين"! فالسلف على هذا كفار عندهم مرتدون!! راجع شرح الطحاوية (ص 338 - 360) و"التنكيل" (2/ 362 - 373) الذي كشف عن مراوغة الكوثري في
هذه المسألة.
وليعلم القارئ الكريم أن أقل ما يقال في الخلاف المذكور في المسألة أن الحنفية يتجاهلون أن قول أحدهم - ولو كان فاسقاً فاجراً -: أنا مؤمن حقاً, ينافي مهما تكلفوا في التأويل - التأدب مع القرآن ولو من الناحية اللفظية على الأقل الذي يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}.
فليتأمل المؤمن الذي عافاه الله تعالى مما ابتلى به هؤلاء المتعصبة, من هو المؤمن حقاً عند الله تعالى, ومن هو المؤمن حقاً عند هؤلاء؟!
وسئل رحمه الله هذا السؤال .
[550] باب الرد على من اتهم أهل السنة بالإرجاء
سؤال: شيخنا ظهرت هناك بعض الكتب فتكلموا عن مسائل التكفير, فأورد بعض الأدلة في مسألة الإيمان, واتهموا بها أن عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة هي من مسائل المرجئة, وأوردوا كلاماً لابن أبي العز وللطحاوي فما ردكم على هذه الشبهة, جزاكم الله خيراً؟
الشيخ: ردنا أن أولاً: الخلاف جذري بين أهل السنة حقًّا وبين المرجئة حقًّا من ناحيتين اثنتين: أن أهل السنة يعتقدون أن الأعمال الصالحة من الإيمان, أما المرجئة فلا يعتقدون ذلك, ويصرحون بأن الإيمان هو إقرار باللسان وتصديق بالجنان وهو القلب, أما الأعمال الصالحة فليست من الإيمان, وبذلك يردون نصوص كثيرة لا حاجة بنا إلى ذكر شيء منها على الأقل إلا إذا اضطررنا.
هذه هي النقطة الأولى التي يخالف المرجئة [فيها] أهل السنة حقًّا، النقطة الثانية وهي تتفرع من النقطة الأولى وهي: أن أهل السنة يقولون: الإيمان يزيد وينقص, زيادته بالطاعة, ونقصانه بالمعصية, المرجئة ينكرون هذه الحقيقة الشرعية, ويقولون: بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص, فاتهام من أشرت إليهم والعهدة على الراوي اتهام هؤلاء الكاتبين في العصر الحاضر أهل السنة بأنهم مرجئة في مسألة الإيمان, فذلك يدل دلالة واضحة على أحد أمرين اثنين وأحلاهما مر؛ إما أنهم يجهلون هذه الحقيقة, وإما أنهم يتجاهلونها, كيف يتهم من يقول الإيمان يشمل العمل الصالح, والإيمان يزيد وينقص, كيف يتهم هؤلاء بأنهم مرجئة, والمرجئة يخالفون هؤلاء جذريّاً فيقولون: الإيمان لا يشمل العمل الصالح, ولا يقبل الزيادة والنقصان, حتى رووا عن أحد كبارهم أنه كان يقول: إيماني كإيمان جبريل عليه السلام, وهو قد يكون صادقاً مع نفسه, لكنه ليس صادقاً مع نص كتاب ربه حينما يقول: إيماني كإيمان جبريل؛ لأنه يعتقد أن الإيمان ليس له علاقة بالصلاة والعبادة والتقوى, وإنما هو إيمان, وهذا الإيمان الذي هو مجرد الاعتقاد لا يقبل الزيادة والنقصان؛ لأنه إن نقصت تحت اليقين دخله الريب والشك حين ذاك لا يفيد, لكن الإيمان لا يقبل الجمود كهذا النور كهذا المكان مهما سلطت فيه من أنوار فهو يتسع ويتسع إلى ما لا حدود له, فإذن اتهام أهل السنة من هؤلاء الذين يبدوا مما سمعت من السؤال يلحقون بالخوارج أولئك الذين يقولون بمثل هذه الكلمة, ويكفرون من ارتكب كبيرة من الكبائر, ويخالفون في ذلك نصوص كثيرة وكثيرة جدًّا من الكتاب والسنة, فيا عجباً كيف يتهمون جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين وأتباعهم الذين شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنهم خير قرون يتهمونهم بأنهم مرجئة, ويخالفون بذلك أساطيل من نصوص الكتاب والسنة, والأمر في ظني لا يتطلب توسعاً في رد هذه الفرية أكثر مما ذكرته آنفاً ولعل في هذا كفاية إن شاء الله.
" الهدى والنور" (764/ 33: 16: 00 طريق الإسلام)
وقال في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ( 7/ 154)(3054)وهذا الرقم كان قريب من آخر عمره .
قال :وبالجملة؛ فمجال الرد عليه واسع جداً، ولا أدري متى تسنح لي الفرصة للرد عليه، وبيان ما يؤخذ عليها فقهاً وحديثاً؟ وإن كنت أشكر له أدبه ولطفه وتبجيله لكاتب هذه الأحرف، ودفاعه عن عقيدة أهل الحديث في أن الإيمان يزيد وينقص؛ وإن كان قد اقترن به أحياناً شيء من الغلو والمخالفة؛ والاتهام بالإرجاء؛ مع أنه يعلم أنني أخالفهم مخالفة جذرية؛ فأقول: الإيمان يزيد وينقص؛ وإن الأعمال الصالحة من الإيمان، وإنه يجوز الاستثناء فيه؛ خلافاً للمرجئة، ومع ذلك رماني أكثر من مرة بالإرجاء! فقلب بذلك وصية النبي - صلى الله عليه وسلم -: " وأتبع السيئة الحسنة تمحها.. "! فقلت: ما أشبه اليوم بالبارحة!
فقد قال رجل لابن المبارك: " ما تقول فيمن يزني ويشرب الخمر؛ أمؤمن هو؟ قال: لا أخرجه من الإيمان. فقال الرجل: على كبر السن صرت مرجئاً! فقال له ابن المبارك: إن المرجئة لا تقبلني! أنا أقول: الإيمان يزيد وينقص. والمرجئة لا تقول ذلك. والمرجئة تقول: حسناتنا متقبلة. وأنا لا أعلم تُقبلت مني حسنة؟ وما أحوجك إلى أن تأخذ سبورة فتجالس العلماء ". رواه ابن راهويه في "مسنده " (3/670- 671) .
قلت: ووجه المشابهة بين الاتهامين الظالمين هو الإشراك بالقول مع المرجئة في بعض ما يقوله المرجئة؛ أنا بقولي بعدم تكفير تارك الصلاة كسلاً؛ وابن المبارك في عدم تكفير مرتكب الكبيرة ولو أردت أن أقابله بالمثل لرميته بالخروج؛ لأن الخوارج يكفرون تارك الصلاة وبقية الأركان الأربعة! و (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) . وهناك أماكن كثيرة من كتبه المكتوبة والمحققة بين فيها الإرجاء ومن هم المرجئة ورد عليهم فيها ورد على من يتهمه بذلك فسبحان من بيده القلوب الرجل رحمه الله يتبرأ بلسانه وقلمه ويظهر ما يعتقده ويفارق والده وأقرب الناس إليه بسبب السنة ونبذ التقليد وفساد المذهبي الحنفي الذي يتبنى الإرجاء فياتي حاقد بغيض يريد يكذب ويرد كلامه الذي قاله وسطره وبين معتقده فيه ويقول للناس أن الشيخ الألباني مرجئ بسبب أنه ما كفر تارك الصلاة ، أو وردت في كلامه بعض الكلمات متطابقة لقول المرجئة وأين كلامه الذي سطره وكتبه وقاله ورد به على من اتهمه بذلك أين ؟؟ قاتل الله المتعصبين أتباع كل ناعق بغيض حقود للشيخ الألباني وبقية إخوانه علماء السنة ..
المصدر :