رسالة من فرخ من أفراخ النبهاني والبوطي والعلوي المالكي لأحد الأخوة السلفيين.
(سلام على من اتبع الهدى وبعد:
أما وقد تبين استفحالك مع أهل الضلال والسوء، وتكفير المسلمين المجاهدين وعلمائهم، (ومن كفر مسلمًا فقد كفر) ولا نشك في إسلام علماء الأمة أمثال: (البنا، وسيد قطب، والقرضاوي)وغيرهم ممن ذكرت، وممن تخجل أنت وممن تتبع من ذكرهم، من أئمة السلف الصالح المجتهدين الفقهاء وأتباعهم من أهل القرون المفضلة ومن تبعهم إلى يومنا هذا.
فلا أملك إلا أن أدعو الله أن ينتشلك مما أنت فيه من أوحال التكفير، وستسأل عن ذلك، فماذا أنت قائل؟ هل ستردد حجج من تقلدهم في التكفير؟ أو ماذا؟، فاسلم تسلم، ولن أكتب ردًا بعد اليوم على مثل سفاهاتك، وأكتفي بالقول سلامًا سلامًا، سلاما، سلامًا سلاما، سلامًا المحب لك الخير).
وهذا الرد الذي كتبه الأخ الحبيب محب السنة ومبغض البدعة، على هذه الرسالة، والتي يعرف من خلالها أن من كتبها ليس إلا فرخًا من أفراخ الحزبية، وأتباع أئمة الضلال والمنافحين عنهم، أمثال يوسف النبهاني صاحب كتاب (الأنوار المحمدية)، والعلوي المالكي، وحسن البنا المصري مؤسس فرقة الصوفية الحصافية، والقرضاوي-قرَّض الله شفاهه-، وسيد قطب صاحب كتاب (الضلال) وغيرهم لا كثرهم الله وأهانهم وأخزاهم.
الحمد الله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، شهادة أدخرها عند الله-جلّ وعلا-، ونتلاقى أنت وأنا على ذلك بين يدي الله- سبحانه وتعالى-.
مع زيادة في توضيح بعض كلامي لغير المُطّلع :
أقول بقول أئمة أصحاب الحديث وأصحاب السُنّة:
الإيمان قول وعمل يزيد وينقص-يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي-، أما كلامك فيما رميتني به فأنا أحتسب ذلك عند الله له الأسماء الحُسنى.
قولك: (أسلم تسلم) تعرف لمن يُقال هذا ومن قال هذا، وهو الرسول الكريم محمد بن عبد الله-صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-، وهذا القول: (أسلم تسلم) قيل من إمام المؤمنين محمد بن عبد الله عبد الله ورسوله-صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-إلى كافر وعظيم قومه.
وأنزلت هذا القول عليّ، مع سابقه في بداية قولك مُخاطبا لي: (سلام على من اتبع الهُدى)، ثم زدت على كلامك مُصرًا غير شاكًا بأنه قد تبيّن لك باستفحالي مع أهل الضلال والسوء(ربيع بن هادي المدخلي وإخوانه والمتابعين لهم بإحسان)وتكفير المسلمين المجاهدين وعلمائهم(وقد اتخذت من أمثال سيد قطب وحسن البنا والقرضاوي قدوة لك، وأنهم هم العلماء الواجب على المسلمين إتباعهم).
وقد بنيت بعدما بترت الحديث: (من كفر مسلمًا فقد كفر)لتتوصل إلى تكفيري وتكفير من أنتم لهم خصوم وأعداء، أئمة أصحاب الحديث-وهم أصحاب سُنّة-مِمّن ذُكر أسمائهم وأغاظكم وتغيظتم لمجرد ذكر أسمائهم: (ابن باز، الألباني، ابن عثيمين، ربيع المدخلي، الفوزان، النجمي)، وإخوانهم والمتابعين لهم بإحسان وفي حكمهم على الرجال، صبر جميل والله المستعان.
أنت تقول:(أدعو الله أن ينتشلك مما أنت فيه من أوحال التكفير)تدعو الله!!، وقد سألتك من قبل أين الله؟ وها أنا أسألك أين الله؟.
وأنت قد حكمت علي بأنني في أوحال التكفير، وأيضًا أدخر ذلك عند الله-مالك يوم الدين-ليحكم بيننا-صفّان لا ثالث لهما فيما تبيّن لي: صف أصحاب الحديث وأصحاب السُنّة، وفي المُقابل الصف المُعادي لهم أصحاب القصص الغير مستندة إلى القول الحسن-كتاب الله-وإلى الهدي النبوي.
وهي بمجملها:البدعية بمراحلها المختلفة المُبيّنة والموضّحة في شروحات أئمة أهل الحديث وأصحاب السُنّة، خذ ما يقول ربيع بن هادي المدخلي-نصر الله-جلّ وعلا-به السُنّة وقمع به البدعة وأهلها-، ومن الفِرق هذا ما عُرِفوا به.
ومن أراد المزيد فلينظر مثلاً إلى ما جُمِعَ به أقوال أصحاب الحديث في البدعة وأهلها لخالد الظفيري في كتابه: (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من اهل الأهواء).
المعطّلة رموا أهل السُنّة أصحاب الحديث بالمجسمة.
المجسمة رموا أهل السُنّة بالمعطلة.
الخوارج كذبوا على أهل السُنّة وقالوا عنهم : هم مرجئة.
المرجئة رموا أهل السُنّة أصحاب الحديث بأنهم خوارج.
فمن كلامك في رميك لأهل السُنّة أصحاب الحديث، فقد جمعت في مذهبك وتدينك بأوصاف المرجئة والمعطلة، وما عليه من باطل الرافضة ومن شايعهم وتَحزّب ودافع عنهم من فِرق شتّى، مثل: حركة (حماس) الفرقة التابعة لأمها فرقة وحزب حسن البنا الصوفي الحصافي، وبمشاركة إخوان لهم من أمثال الخوارج: سيد وأخيه محمد قطب، بمساندة الفرقة السرورية وتشققاتها، وسائر فِرق الصوفية بأساميهم المعروفة ؛ كلها مُعادية للسُنّة وأهلها.
فجزى الله خيرًا وبأحسن مِمّا قدموا أصحاب الحديث في توضيحاتهم ونصحهم لترك البدعة/البدع والتمسك والعض على السُنّة بالنواجذ، فها هم القوم أصحاب الحديث لا يشقى بهم جليسهم والاستماع لما أكرمهم الله-سبحانه وتعالى-من نصائح في طاعة الله-جلّ وعلا-ومرضاته.
وأختم نقدي لصاحب المقال-الرسالة-ومن ضمن كلامه رمي أصحاب الحديث بالحشوية.
وتبيين معنى (حشوي) حتى يترك تقليد غيره من الجهال، فإن علماءنا الذين يسخر منهم صاحب المقال قد حددوا أن المقلد الإمعة ينتهي أمره إلى البلادة، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (5/281) يؤكد الأمر: (فإنّ التقليد لا يورث إلا بلادةً).
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله في المناظرة الفقهية (ص37): (فإن من اعتاد الجري على أقوال لا يُبالي دلّ عليها دليلٌ صحيح أو ضعيف أو لم يدل، يخمد ذهنه، ولا ينهض بطلب الرقي والاستزادة في قوة الفكر والذهن).
ودونك الآن معنى: (حشوي)الذي روّج له أقوام بالمجان وألصقوه بظهر الأبرياء ظلمًا وزورًا وحقارةً.
قال شيخ الإسلام بحق ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى(12/176):
(وأما قول القائل: (حشوية) فهذا اللفظ ليس له مسمى معروف لا في الشرع، ولا في اللغة، ولا في العرف العام، ولكن يُذكر أنّ أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد، وقال: كان عبد الله بن عمر-رضي الله عنهم-حشويًا، وأصل ذلك: أنّ كلّ طائفة قالت قولا تخالف به الجمهور والعامة ينسب إلى أنّه قول الحشوية، أي الذين هم حشو في الناس، ليسوا من المتأهلين عندهم، فالمعتزلة تسمي من أثبت القدر حشويًا، والجهمية تسمي مثبتة الصفات حشوية، والقرامطة يسمون من أوجب الصلاة والزكاة والصيام والحج حشويا)اهـ.
فإذا كان الصحابي الجليل عبد الله ابن عمر رضي الله عنهم على منهج القوم حشويًا، والعلامة الحافظ صاحب سُنّة ابن بطة العكبري حشويًا، والعلامة ابن تيمية حشويًا، والعلامة محمد بن عبد الوهاب التميمي حشويًا، ومن يوجب الصلاة والزكاة والصوم والحج حشويًا، ومن يثبت الأسماء والصفات حشويًا، ومن يثبت القدر حشويًا، ومن يرد على الخوارج والأحباش ويرفض الطائفية حشويًا.
فمعنى هذا: أن السواد الأعظم من المسلمين على قاعدة القوم صاروا حشويين، إلا مخترع القول ومن قلده فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ.
وربما تستفيد من أحد طلبة العلم المتابعين لأئمة أصحاب الحديث بإحسان في ما كتب :
(سل السيوف والأسنة على أهل الهوى وأدعياء السنة) لعبد الله الظفيري.
وصل اللهم وبارك على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.