أبو بكر يوسف لعويسي

هلاك من يفسر القرآن وهو جاهل بالسنة .

عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( هلام أمتي في الكتاب واللبن . قالوا : يا رسول الله ما الكتاب واللبن ! قال : يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله - عز وجل - ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون ). صحيح الصحيحة ( 2778).
قال الشيخ العلامة الألباني بعد تحقيقه : فائدة :
ترجم ابن عبد البر لهذا الحديث بقوله : باب فيمن تأول القرآن أو تدبره وهو جاهل بالسنة .

ثم قال تحته :
أهل البدع أجمع أضربوا عن السنن ، وتأولوا الكتاب على غير ما بينت السنة ،فضلوا وأضلوا نعوذ بالله من الخذلان ونسأله التوفيق والعصمة .
قلت : أي الألباني : ومن ضلالهم تغافلهم عن قوله - تعالى - في كتابه موجها إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم :(( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) (44) النحل.
قال أبو بكر - غفر الله له ولوالديه - وتصديق ما قاله ابن عبد البر في قوله تعالى :((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ غ– فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ غ— وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ غ— وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا غ— وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)) (7)آل عمران .
فما تعلموه إلا ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله على غير الوجه الذي أنزله الله ، وعلى خلاف ما بينت السنة من أجل الفتنة وهي إضلال الناس ..
قال ابن كثير فيها : أي الإضلال لأتباعهم ، إيهاما لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن ..
ويوجد من هؤلاء اليوم الكثير ممن يتبعون المتشابه ويؤولونه على غير المراد الذي أنزله الله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم .