حكم الزواج عبر الإنترنت ❗
▪️ فضيلة الشيخ العلامة:
عبيد بن عبد الله الجابري رحمه الله تعالىٰ.
السؤال:
أخت من الجزائر تسأل: ما حكم الزواج عبر النت؟ لأني تعرفت على أخٍ ما شاء الله ذا خُلُق ودين، وكان يريد الزواج، وأعطيته عنواني، وجاء وطلبني من أهلي، لكننا لم نقل لأهلنا إننا تعرفنا على النت، بماذا تنصحوني؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
يا بنتي من الجزائر، صيغة سؤالك خطأ، إذ قلتِ: الزواج عن طريق النت، والزواج معناه عقد نكاح، والذي حصل منكِ هو التعرّف على ذلك الرجل، وعرض نفسكِ عليه، ودعوته إلى أن يخطبك من أهلك.
أقول لكِ ولكل مسلمة تريد الحيطة والبراءة لدينها وعِرضها: أن لا تعرض نفسها على الرجال من خلال الإنترنت، فإن الرجال يا بنتي لا يعرف مخابئهم إلا الرجال، كما أن نحن لا نستطيع أن نطلع على كل شيء عن النساء.
فهذه فكرة غربية ساغت لكثير من المسلمين والمسلمات المتفلتين، لكن إذا ذُكر لكِ رجل صالح مرضيّ الدين والخُلُق فاعرضي نفسكِ عليه، فإن كان بواسطة امرأة مأمونة، وهي منه بمكان، فهذا أفضل، وإلا فلا مانع أن تعرضي نفسكِ عليه، ولا تُكثري معه الكلام، فإذا وافق، فإن طلب النظر إليكِ فلا تجيبيه، فدلّيه على أهلك، فإن الولي هو المسؤول.
لأن في الحقيقة عرفنا كثيرًا من بناتنا المسلمات أصلحهنّ الله، تتفق مع الرجل على كل شيء حتى على المهر، فإذا ـ كما يقولون ـ نضجت الطبخة، قالت لأوليائها: فلان خطب، فتمّموا له. وهذا في الحقيقة تعدٍّ على مكانة الولي، بل وتسلّط من هؤلاء النسوة، بل وإهانة للولي، فلا يليق بكنّ يا نساء المسلمات أن تصنعنّ هذا، فهذا خطأ.
وأنا أنصح كل بناتنا المسلمات أن يلتزمن العُرف الذي ساد بين أهلهن ما لم يُعارض الشرع. فعلى سبيل المثال:
لو قالت لكِ زميلة لكِ أو جارة: يا فلانة، أخي يريد أن يتقدّم إليكِ، فلا مانع أن توافقي، لكن إذا طلبت منكِ اللقاء به أو محادثته، فازجريها بشدّة، وقولي لها: إن كان أخوكِ هذا، أو عمّكِ، أو ولدكِ يريدني، فليأتِ البيت من بابه، وهو الولي.
لكن ما دمتِ أنكِ قد تورّطتِ مع هذا الرجل، فلا تزيدي على ما حصل، ودعي الأمر لوليك، وحسنٌ أنكِ لم تُخبري أهلك بما صنعتِ، لأني أعرف المجتمعات العربية وغيرها من مجتمعات الغيرة، يوبّخون المرأة ويؤدّبونها على هذا الصنيع، فاتركي الأمر لوليك، هو يتصرّف معه، فقد يعثر على أشياء مخفية عنكِ، يكتشفها ويسأل عنه أصحابه.
اتركي الأمر لوليك ولا تتشدّدي، وأنصحكِ بالاستخارة، واتركي الأمر لله ثم لوليك، فإن شاء الله أمضاه، وإن شاء صرفه، فارضي بقضاء الله وقدره يا بنتي.
▪️ مجموع فتاوى الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري ▪️



رد مع اقتباس