بسم الله الرحمن الرحيم


كل صاحب فتنة يأتي له بستارة لا يأتيك هكذا مكشوفا %100 ، وإنما يضع له ستارة يقاتلك من ورائها وهكذا الحدادية الآن ! لفضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله


قال الشيخ أبو عثمان رحمه الله :" وحدّثنا أبو الحسن بن اسحاق المدني حدّثنا أحمد ابن الخضر أبو الحسن الشافعي حدّثنا شاذان حدّثنا ابن مخلد بن يزيد القُهُستاني حدّثنا جعفر بن ميمون قال : سُئل مالك بن أنس عن قوله : (( الرحمن على العرش استوى )) [ طه : 5 ] كيف استوى ؟قال : ( الإستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا ضالا . وأمر به أن يُخرج من مجلسه ) " .
الإستواء حق ، سأل عنه رجل مالكا رحمه الله فغضب مالك حتى علته الرّحضاء ، وغضب غضبا شديدا ـ كما سيأتي ـ ثم قال : " الإستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعة " ، لأن غالب من يسألون هذه الأسئلة أهل الفتن وأهل البدع ؛ يريدون إثارة القلاقل والفتن خاصة بين أهل السنة ، فالسائل ينتظر الإجابة من مالك فيتعلق بها ويذهب يثير الفتن ! فقمعه مالك بهذا التصرف والموقف الرشيد .

نحن يأتينا بعض السفهاء يسألونني عن بعض الصفات ؛ أرى فيهم تعنتا وأرى فيهم اتجاها إلى الفتن فأزجرهم عن السؤال عن هذا الشيء وعن هذه الأسئلة .
ولما سُئلت عن حديث الصورة وزجرت من سألني عنه ؛ لأني فهمت أنه يريد الفتنة ، وأنه يريد أن يُدخلنا في الطعن في ابن خزيمة ، ويدخلنا في فلان وفلان من المجتهدين من أعلم السنة ويقوم الجدال والنقاش والخصومات ؛ قامت الحدادية يصيحون علينا ويرموننا بالضلال .
فهذا مالك يزجر ويبدّع ويطرد من يسأل عن كيفية الإستواء هل الإمام مالك هو ضال ؟!! تنبهوا لهذا بارك الله فيكم .
الرسول صلى الله عليه وسلم سمع أصحابه يتجادلون في القدر فغضب أشد الغضب ـ عليه الصلاة والسلام ـ والرسول صلى الله عليه وسلم كان يترك الأمور التي تؤدي إلى فتنة ، والنصوص كثيرة من تصرفاته ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، والسلف كانوا يزجرون من يسأل عن الأمور التي تؤدي إلى الفتن ، حتى لوكان السائل يسأل عن الحق لكن سؤاله يؤدي إلى الفتنة يزجرونه .

والعلماء قرروا أنه إذا كان السائل مسترشدا يُجاب وإذا كان متعنتا فهذا لا يُجاب بل يُهان .

وهؤلاء الحدادية مبدؤهم :إثارة الفتن والشغب على أئمة الإسلام وعلى أصول الإسلام ، فما تركوا عالما إلا وطعنوا فيه !

والله طعنوا في أئمة الجرح والتعديل وجهلوهم ولم يخجلوا ، ولم يعتذروا إلى يومنا هذا ! الطعن في أئمة الجرح والتعديل يقول فيه الإمام أحمد : زندقة ؛ لما بلغ الإمام أحمد عن ابن أبي قتيلة أنه ذُكر عنده أهل الحديث بمكة فقال قوم سوء ! فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه ويقول : زنديق ، زنديق ، زنديق ،ودخل بيته . قال ابن تيمية : " لأنه عرف مغزاه " .
عرف مغزاه :يعني : لماذا يطعن في أهل الحديث ؟ !! لأنه يطعن في الحق الذي معهم وفي السنة التي معهم ! وهكذا منهج الحدادية ؛ ما قام إلا على الكذب وعلى الطعن في العلماء !!

الشاهد : الآن هؤلاء الكذابون أهل الفتن ، ذهبوا يسألون بعض المشايخ مع الأسف يريدون أن يجهلوني ! يعني : منهج يسير عليه القرآن والسنة وأئمة الإسلام يريدون هدمه ! كم من الأصول يسعى الحدادية إلى هدمها ؟! ونأسف الأسف الشديد أن كثيرا من أهل السنة لم ينتبهوا لخطورة هذه الفرقة الفاجرة القائمة على الفجور والكذب والحقد الأرعن على أهل السنة ومحاولة إسقاطهم وإسقاط منهجهم !!
الآن عند الحدادية علماء السلفية في المملكة سقطوا ، وما بقي إلا إثنان أو ثلاثة ، وهم يتسترون وراءهم مثلما كان يتستر ابن سبأ وراء أهل البيت ؛ وراء علي !!
كل صاحب فتنة يأتي له بستارة لا يأتيك هكذا مكشوفا %100 ، وإنما يضع له ستارة يقاتلك من ورائها وهكذا الحدادية الآن !
الآن ؛ علماء المملكة وعلماء اليمن وعلماء الشام وعلماء الجزائر وعلماء الهند وعلماء الدنيا كلها وكل علماء السلفية في العالم كلهم ، هم وطلابهم أهل بدع ! والحدادية هم أهل السنة المحضة ! لماذا سلفيتهم محضة ؟لأنها قائمة على الكذب والفجور ! لهذا أئمتهم معصومون لا يُخطّؤون! بل صاروا كلهم معصومين إذا كانوا من هذه العصابة ، لا يخطّؤون ؛ ولا أحد يخطّىءأحدا مهما كذب ، مهما افترى ، مهما خان ، مهما ظلم ، ومهما أجرم لا اعتراض عليه أبدا ، والحرب إنما هي على أهل السنة ؛ لأنهم أهل السنة !!
الآن ، أهل الجزيرة سقطوا ، الدعوة لمن ؟ لأهل البدع ! في مكة علماء السنة سقطوا لمن صارت الدعوة ؟ صارت لأهل البدع !

في المدينة علماؤها سقطوا لمن الدعوة ؟ لأهل البدع ! فالحدادية يخدمون ساداتهم من أهل البدع ؛ فتنبهوا لهم !

لا أرى أشرّ منهم الآن ، الروافض عندهم شيء من الأخلاق والأدب ؛ الروافض عندهم كذب وفجور وخبث لكن لا يلحقون هؤلاء في الفجور والكذب وقلة الحياء وسوء الأدب وقلة المروءة ! لا تجد طائفة حتى في الكفار لا تجد أسوأ من هذه الطائفة وأقل أدبا وأسوأ أخلاقا وأقذر أخلاقا منهم ! افهموها واثبتوا على الأخلاق الإسلامية وربّوا أنفسكم على الصدق والأخلاق العالية واحترام أهل العلم والفضل واحترام بعضكم بعضا .
هذه الفرقة تقوم على الكذب وهدفها التشتيت والتمزيق وغرس الأحقاد في نفوس السلفيين خاصة !!

المصدر :
عقيدة السلف وأصحاب الحديث للإمام الصابوني رحمه الله
شرح لفضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله ( ص : 132 ) .