تفصيل الشيخ عبيد الجابري في مسألة العذر بالجهل وإقامة الحجة من خلال اسئلة وأجوبة عبر الهاتف مفرغ
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
فهذه مكالمة هاتفية لشيخنا الشيخ عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري حفظه الله وبارك فيه ،مع إخوانه في المغرب ، بالعنوان :متى يعذر الجاهل بجهله ، وكان ذلك بتاريخ : الجمعة 23 جمادى الأولى 1431 هجرية وجزا الله شيخنا خير الجزاء.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: حياك الله شيخنا.
السائل : يا شيخ هل يعذر الجاهل بجهله، كلمة حول هذا الموضوع تفصيلية، جزاكم الله خيرا.
الشيخ : بسم الله والحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: العذر بالجهل للعلماء فيه قولان:
أحدهما : جواز العذر بالجهل ، ولربما توسعوا .
والآخر : منع هذا ، وأنه لا يعذر أحد بالجهل في التوحيد.
والذي ثبت عندي بالاستقراء، أنه يعذر المرء بالجهل فيما يخفى على أمثاله، حتى في العقيدة، فإن في القدر أمورا خفية ، لا يدركها إلا أهل العلم، عوام الناس لا يدركونها، هذا الذي يترجح عندي في المسألة، وذكرت القدر على سبيل المثال وفي الصحيح قصة الرجل المسرف على نفسه، حين قرب أجله أوصى بنيه، أن إذا مت، أحرقوني ،ثم أسحقوني , ثم ذروني، فو الله لأن قدر الله علي، ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، ففعلوا به وصيته، فأحياه الله سبحانه وتعالى :وقال ما حملك على ذلك؟قال: خشيتك ياربي . قال : قد غفرت لك " فهدا مؤمن بالله سبحانه وتعالى، وأوصى به، خوفا من الله، وكان يظن أنه إذا فعل به هذا يفلت من الله، ولا يبعثه الله، فعفا الله عنه، وغفر له، فهو وإن كان مؤمنا بالله، لكنه خفي عليه هذا الفرد من أفراد القدرة، وهو أن من أحرق ، ثم سحق ،ثم ذر، لايبعثه الله وهذا الصنيع، لو صنعه أحد من العارفين ، الذين فقهوا العقيدة، فقها تاما، وآمنوا بالبعث، على كل حال ، وأن الله يبعث من مات؛ سواء كان مات حرقا أو غرقا أو هدما أو أكلته السباع، لوفعل هذا من كان كذلك، عفانا الله وإياكم ؛لكان من نار إلى نار لكن ذلكم الرجل، يظن أنه لايبعث، حين يفعل به هذا الفعل، والله أعلم.
الشيخ : معي يا مولود.
السائل نعم ياشيخ.
الشيخ: وتتمة، أقول كثير من الناس، من دول الكفر، في الهند وأمريكا وأوروبا، ومجاهيل إفريقيا، شرقها وغربها، وجنوبها، يسلم على أيدي متصوفة قبورية، يعبدون القبور، فيظن هذا الذي أسلم على أيديهم ، أن من دين الله، فهو معذور حتى تبلغه الحجة الرسالية.
الشيخ: تفضل بارك الله فيك.
السائل : ما توجيهكم لقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:" إلى الإخوان سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ما ذكرتموه من قول الشيخ (أي ابن تيمية) كل من جحدكذا وكذا وقامت عليه الحجة، وإنكم لشاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم، هل قامت عليهم الحجة، فهذا من العجب، كيف تشكون في هذا، وقد أوضحته لكم مرارا، فإن الذي لم تقم عليه الحجة، هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه القرآن، فقد بلغته الحجة، ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وبين فهمها، فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين، لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى:"{أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا }" وقيام الحجة وبلوغها نوع، وقد قامت عليهم، وفهمهم إياها نوع آخر ببلوغها إياهم وإن لم يفهموها... "
الشيخ: أقول الشيخ رحمه الله يحكي حالة، هو عاصرها، وقرر أن القوم بلغتهم الحجة فمن بلغته الحجة وفهم مراد الله عز وجل، فقد قامت عليه، ولا يلزم أن يكون يفهم تفصيل كل الأفراد، وإنما على سبيل المثال، يعلم أن عبادة غير الله شرك، هذا الذي يجب أن يفهمه فإذا عرف هذا وبين له، فإن الأفراد كثيرة، مثل الانحناء عند قبر فلان، دعاء فلان المقبور هذا من الأفراد، وهي متفرعة عن الأصول ، فالواجب تفهيم الناس أصول الدين، والراجح أن الحجة لا تقوم حتى يجتمع أمران:1- البلوغ.2- والفهم ولو على سبيل الإجمال، كما قدمت لك، ويدل لهذا قوله عز وجل: (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم، حتى يبين لهم ما يتقون)، وإذا نظرت في محاجة الله سبحانه وتعالى التي تضمنها كتابه، القرآن الكريم، رأيت أنه سبحانه وتعالى يحاج الكفار، بما فهموه من ربوبية الله، يلزمهم عبادته، وهذا كثير، ومنه قوله تعالى: (يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون، الذي جعل الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء، فأخرج به من الثمرات رزقا لكم، فلا تجعلوا الله أندادا وأنتم تعلمون)وغير ذلك من الآيات، وفي سورة النمل يذكر أشياء، أ إله مع الله، يعني من إنفرد بهذه الأمور، هل معه إله، لابد من فهم الحجة، نعم.
السائل: بارك الله فيكم شيخنا.
ما توجيهكم أيضا لكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله " لو اشترط فهم الحجة لم يكفر إلا المعاند" وهل المعاند يعاند عن علم أو جهل؟
الشيخ: لا يعني المعاند في الغالب عن علم، وقد يوجد معاندون عن جهل معرضون، لا يحبون أن يتعلموا، وكما ذكرت لك ابن تيمية رحمه الله يقرر، أنه لا يكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، لا بد من الحجة الرسالية، من قيام الحجة الرسالية وهي البلوغ وفهم هذا، قد ذكرت لك في أول الحديث معك، أن بعض الناس يسلم على أيدي خرافيين متصوفة غلاة، من عباد القبور، فيصنع صنيعهم فيظن أن هذا من الإسلام ، فإذا بين له بالدليل أن هذا ليس من الإسلام وعرفه، بقية الفروع تندرج تحت هذا.
السائل:جزاكم الله خيرا.
الشيخ بارك الله فيك.
السائل هذه الأسئلة يا شيخ هي شبه يطرحها إخواننا، التي أطرحها الآن.
الشيخ: يعني تعلموا واجتمعوا وتعاونوا وإذا أشكل عليكم أمر فأعرضوه على من تثقون به من أهل العلم.
السائل: جزاكم الله خيرا.
مارأيكم شيخنا في من أدخل جهلة المسلمين الواقعين في الشرك الأكبر، في الطبقة السابعة عشرة: طبقة المقلدين، وهم جهلة الكفرة، وأتباعهم وحميرهم الذين معهم تبعا لهم يقولونإنا وجدنا ءابائنا على أمة) والتي ذكرها ابن القيم في كتابه(طريق الهجرتين)عند ذكر مراتب المكلفين في الآخرة، ويستدلون بقوله رحمه الله عند ذكر هذه الطبقة قال رحمه الله "....والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، و الإيمان بالله ورسوله وإتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل".
الشيخ: أقول الآية بينت المقصود، فإن هؤلاء لا رغبة لهم في الفقه في دين الله،ولا رغبة لهم في الخروج من الكفر إلى الإسلام قالوا "إنا وجدنا ءاباءنا على أمة) يعني على ملة.
السائل: جزاكم الله خيرا.
الشيخ: بارك الله فيكم.
السائل: قول بعضهم لا يعذر أحد بجهله في توحيد الألوهية؟.
الشيخ: يعني هذا كما قدمت لك، الصواب أن المرء يعذر بالجهل فيما يخفى على أمثاله هذا عام وذكرت لك أن بعض الناس يسلم على أيدي متصوفة.
السائل: ولكن يا شيخ تخصيصهم العذر بتوحيد الألوهية دون غيره.
الشيخ: لأن دعوة الرسل منصبة على توحيد الألوهية،توحيد الربوبية معترف به لدى الكفار، خصوصا كفار قريش ومن دان دينها من أهل
الجزيرة.
السائل: جزاكم الله خيرا.
هل هؤلاء الجهلة الواقعين في الشرك الأكبر،يطلق عليهم أنهم موحدون؟
الشيخ: لا ما يطلق عليهم أنهم موحدون، الموحد هو من عبد الله حق العبادة، لكن يطلق عليهم جهلة حتى يعلموا، فإذا دعوا وتعلموا فهم موحدون، وإذا عاندوا وأبوا، فهم كفار مقلدون ، ولا ينفعهم هذا، لا عذر لهم هم أغلقوا الباب على أنفسهم، (قالوا إنا وجدنا ءاباءنا على أمة).
السائل: جزاكم الله خيرا.
قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "... وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على أحمد البدوي...) بقية كلامه تعرفونه يا شيخ.
قال بعضهم عن كلام الشيخ: هذا يعتبر سياسة شرعية منه رحمه الله، ويستدلون على ذلك بقول أحد أحفاده، وهو إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، قال: لما علق على كلام الشيخ هذا قال : هذا كان لأمر ما.
الشيخ: وأنا أظنها سياسة شرعية، لا يتعجل في تكفير هؤلاء، أحيانا الداعية يحجم عن إطلاق الأحكام، لسياسة يراها، لكن هذا لا يكون طول العمر.
وفي مكالمة أخرى مع الشيخ:
السائل: هل يعذر بالجهل من وقع في الشرك الأكبر، كالطواف بالقبور والذبح و النذر والاستغاثة بها، وهل الحجة مقامة على هؤلاء ببلوغ القرآن والسنة ، مع جهل هؤلاء بنصوص القرآن والسنة، ووجود علماء السوء الذين يلبسون عليهم دينهم؟
الشيخ: هذا كثير يحدث، كثير من الناس يبتلى بعلماء سوء، أهل تصوف وخرافة، ويعلمونهم ما ذكرته في سؤالك، على أنه من الإسلام، وأنه من توقير الأولياء، ثم يبين لهم بعد ذلك أن هذا من الشرك، فالواجب عليه الإقلاع من حين علم، وما مضى عفا عنه، كما قال تعالى: {فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف} حتى أن كثيرا يسلم على أيدي علماء سوء علماء ضلال،فيعلمونهم أنه من الإسلام توقير الأولياء، وهذا من توقير الأولياء والصالحين كما يزعمون.
السائل: بارك الله فيكم وجزاكم.
ما رأي فضيلتكم في بعض الشباب الذين يصفون هؤلاء الجهال بأعيانهم بأنهم مشركون، فلا تجوز الصلاة وراءهم ولا عليهم ولا مناكحتهم ولا أكل ذبائحهم ولا الترحم عليهم؟
الشيخ: هؤلاء الجهال ندعوهم إلى الإسلام، فإذا بينا لهم الدين الحق، وفهموا السنة وفهموا التوحيد فإن استجابوا فهم إخواننا، لهم مالنا وعليهم ما علينا ، و إن أبوا بعد بلوغ الحجة فهم مشركون
السائل: بارك الله فيكم.
شيخنا هؤلاء يطلقون عليهم لفظ المشركين ولو لم تقم عليهم الحجة.
الشيخ: يعني من ناحية هم متسمون بالإسلام، فلا أرى إطلاق هذا اللفظ عليهم، لفظ المشرك على من لم يبلغه الإسلام؛ هذا ما دخل في الإسلام أصلا، هذا دخل في الإسلام، ولكن دخل على جهل؛ ما فهم الإسلام ووقع فيما وقع فيه من الشرك، فلا أرى أن يطلق عليه أنه مشرك، إلا إذا أصر بعد بلوغ الحجة فهو مشرك ولا كرامة.
السائل: الحجة ممن تقام من أي إنسان.
الشيخ: ممن يستطيع إقامتها لا يلزم أن يكون عالما من العلماء، لكن شخص يحسن الإبلاغ، يحسن التبليغ،يحسن الإنذار، يقرأ عليهم القرآن، يقرأ عليهم السنة، يبين لهم، يحسن دعوتهم إلى الإسلام وأن هذا الذي نشئوا عليه، ليس من الإسلام في شيء، يبين لهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ثم كونه لا يصلي خلفهم، هذا أمر آخر، لا يطمئن في الحقيقة الإنسان، إلى الصلاة خلف من يرى منه الشرك ويسمع منه الشرك، لا يطمئن إلى الصلاة خلفه، لكن لا مانع من مناصحتهم و بيان الحق لهم.
السائل:بارك الله فيكم.
وفي مكالمة أخرى مع الشيخ:السائل: كيف تقام الحجة وما الفرق بين بيان الحجة وإقامة الحجة، وما معنى قول بعض أئمة الدعوة في نجد:"لا يشترط فهم الحجة، إنما المقصود إقامة الحجة أو بلوغ الحجة؟
الشيخ: الحجة يقيمها من يحسن الأدلة، ويوصلها على الشخص المقصود، وهي لا تقوم إلا بالفهم، شخص مثلا أنا عربي أنت عربي، لو قابلنا أعجمي، ما أفهمناه، فلا بد من شخص يستطيع إفهام المقصود، الذي وقعت منه هذه المخالفة،بدعية أو كفرية؛ فإذا فهم قامت عليه الحجة، فإذا فهم أن الدعاء عبادة، وأن عبادة غير الله شرك فهم هذا بالأدلة ، قامت عليه الحجة، فالله سبحانه وتعالى قال في القرآن: (لأنذركم به ومن بلغ) وقال في موضع آخر( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ) وإذا نظرت في القرآن فإن الله سبحانه وتعالى ضمنه مجادلة المشركين، المقرين بالربوبية، ليلزمهم بعد ذلك بالألوهية، من ذلك قوله تعالى:{ يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون، الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم، فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون } فانظر دعاهم أولا : إلى عبادته وبين دليلا وهو أنه خلقهم وخلق من قبلهم، وثانيا: ذكر لهم مزيدا من الأدلة، المتضمنة إقرارهم بتوحيد الربوبية، حتى يلزمهم بالألوهية، وهي عبادته وحده، فقال : بعد ذكر هذه الأدلة: ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) . أي فلا تجعلوا له شركاء في عبادته، وأنتم تعلمون أنه منفرد بهذه الأشياء.
هناك أناس توارث خلفهم عن أسلافهم، أن الإقامة على قبور من يسمونهم أولياء وتقريب القربان لهم من دين الله، هكذا من مئات السنين توارثوا هذا،وهم منتسبون للإسلام يشهدون الشهادتين، ويصلون ويزكون ويصومون ويحجون، ومع هذا هم في شرك، فلا بد أن نبين لهم، أن ماهم عليه من العكوف عند قبور الصالحين وتقريب القربان لهم والنذر لهم والذبح لهم ودعاءهم وسؤالهم تفريج الكربة وقضاء الحاجة شرك، لكن بالأدلة، وليس شرطا أن يقتنع ، لا إذا فهم كلامي وفهم الأدلة علي من القرآن والسنة، يكفي هذا، فإن استجاب كان بها، وهو المطلوب، و إن لم يستجب كان كافرا ولا كرامة. السائل:
بعض الناس يقول أن الأصل في عوام المسلمين الشرك، هل هذا صحيح؟
الشيخ: لا ليس بصحيح العبرة بما هو عليه الأصل ، بل الأصل في الناس كلهم التوحيد، الأصل في الإنسان التوحيد والشرك أمر طارئ ، في الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم، عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ يقول الله " وإني خلقت عبادي حنفاء، فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن ذكر الله" }. الحديث.
السائل: بارك الله فيكم شيخنا.
وفي مكالمة أخرى مع الشيخ:
السائل: ما معنى قوله تعالىوإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذي لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا) هل عندما يكون الإعراض عن سماع الدين وفهمه، وفهم الحجة، الإعراض عندما يكون سبب عن فهمه للحجة، فالتالي تكون الحجة قائمة، في مثل هذه الأدلة، وإن لم يفهمها، لكن قيامها، لكن قيام الحجة هنا بسبب الإعراض؟
الشيخ: نعم هذا صحيح ، من أبى إلا الإعراض، ولم يقبل العرض، عرض القرآن والسنة، فهذا من الحجاب،السائل : جزاكم الله خيرا.
نرجو توضيح مسألة الإطلاق والتعيين في الأحكام؟
الشيخ: الإطلاق والتعيين بمعنى : فمثلا يقال وهذا يحتاج إلى دلالة الشرع، فيقال مثلا: من دعا غير الله كفر، من ذبح لغير الله كفر، من نذر لغير الله كفر، من قذف فسق, من شرب المسكر فسق، هذا على سبيل الإطلاق و التعميم ،فيقال : عباد القبور والذين يقيمون عليها ويسألون أهلها النفع والضر، كفار مشركون ،أما التعيين فهو الحكم على المعين نفسه ،فلان من الناس، فهذا يحتاج مع دلالة الشرع إلى أمر آخر،هو إجماع الشروط وانتفاء الموانع ، وهذه المسألة قد جلالها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه النافع النفيس {القواعد المثلى} فليراجعه من شاء،وللفقير محدثكم شرح متواضع سموه( فتح العلي الأعلى) لا أدري أوصل إليكم أو لا ’
السائل: لا ياشيخ
الشيخ: ما وصل.
السائل : قال الشيخ حمد بن ناصر بن معمر:"وأما من كانت حاله حال أهل الجاهلية، لا يعرف التوحيد الذي بعث الله به رسوله يدعوا إليه، ولا الشرك الذي بعث الله رسوله ينهي عنه ويقاتل عليه، فهذا لا يقال إنه مسلم لجهله، بل كل من ظاهر عمله الشرك بالله، فظاهره الكفر فلا يستغفر له، ولا يتصدق عنه ونكل حاله إلى الله، الذي يبل السرائر ويعلم ما تخفي الصدور، ولا نقول فلان مات كافرا، لأنا نفرق بين المعين وغيره، فلا نحكم على معين بكفر لأنا لا نعلم حقيقة حاله وباطن أمره ،بل ذلك إلى الله،
الشيخ: هذا لا ينافي ما قدمناه، فالشيخ بين الفرق بين التعميم والتعيين، مات على جاهلية ؛لكن شخص بلغته الحجة، هذا أمر آخر، هذا إذا مات مات كافرا، أما أشخاص يقال ماتوا على الجاهلية.
السائل : اختلف العلماء في ما تقوم به الحجة على الشخص إلى قولين:
القول الأول: أن الحجة تقوم على الشخص ببلوغها إياه وفهمه لها فهما يدرك به المقصود منها، وقد قال بهذا القول جمهور العلماء.
القول الثاني : أن الحجة تقوم على الشخص ببلوغها إياه وإن لم يفهمها، فليس من شرط قيام الحجة فهمها ، ألا يكون هذا القول الثاني مرجوح، بخلافه لنصوص القرآن والسنة؟
الشيخ: أنا على القول الأول ، لأن الله عز وجل حينما يحاج الكفار، يحتج عليهم بتوحيد الربوبية، يقرون به ليلزمهم بتوحيد الألوهية، ويزيد هذا وضوحا قوله تعالىوما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون)
قوله تعالى( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم) فلا بد من التبيين ولا بد من البيان، وهكذا الرسل ، يبينون لقومهم التوحيد ويدعونهم إليه، ويبينون لهم الشرك يحذرنهم منه، بالأدلة التي يفهمها القوم ويعقلونها.
الجمعة 23 جمادى الأولى 1431
الجمعة 07-05-2010





رد مع اقتباس
