الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده:
كان بعض السلف رحمهم الله إذا انصرف من الصلاة يوم الجمعة في شدة الحر تذكر انصراف الناس يوم القيامة ؛ انصرافهم إما إلى الجنة وإما إلى النار , ومما يذكِّر بنار يوم القيامة الشمس التي جعل الله في هذه الحياة ؛ فهذه الشمس شأنها كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا [النبأ:١٣]ومما يذكِّر بالنار ما يكون في هذه الحياة من الحوادث غير المعتادة ؛ كالصواعق المهلِكة ، والرياح المهلكة، والرياح المحرقة ، والبراكين الملتهبة ، فإن هذه الأمور تذكّر بنار يوم القيامة ، وقال الله تعالى: ﴿ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ[البقرة:٢٦٦] ، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومما يذكِّر بنار القيامة - ما يصيب بني آدم في هذه الحياة، وقد جاء في سنن ابن ماجة بسند ثابت من حديث أبي هريرة t عن النبي r أنه قال: ((الْحُمَّى كِيرٌ مِنْ كِيرِ جَهَنَّمَ فَنَحُّوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ )) , ولهذا ينبغي على عبدِ الله المؤمن إذا أصابته الحمى أن يحتسب ذلك كفّارةً وتطهيراً وتمحيصا ..........أمــــــــــين.
وأترككم مع أية عظيمة من شرح الشيخ الفقيه العثيمين رحمه الله رحمة واسعة , وأسأل الله لي ولكم العافية :
...{وجعلنا سراجاً وهَّاجاً} يعني بذلك الشمس فهي سراج مضيء، وهي أيضاً ذات حرارة عظيمة. {وهاجاً} أي وقَّادة، وحرارتها في أيام الصيف حرارة شديدة مع بعدها الساحق عن الأرض، فما ظنك بما يقرب منها، ثم إنها تكون في أيام الحر في شدة حرها من فيح جهنم،(15) كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم». وقال عليه الصلاة والسلام: «اشتكت النار إلى الله فقالت: يا رب، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم، وأشد ما يكون من الحر من فيح جهنم»(16). ومع ذلك فإن فيها مصلحة عظيمة للخلق فهي توفر على الخلق أموالاً عظيمة في وقت النهار حيث يستغني الناس بها عن إيقاد الأنوار، وكذلك الطاقة التي تستخرج منها تكون فيها فوائد كثيرة، وكذلك إنضاج الثمار وغير هذا من الفوائد العديدة من هذا السراج الذي جعله الله عز وجل لعباده. ..

نسأل الله جلّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجيرنا من النار ، اللهم أجرنا من النار ، اللهم أجرنا من النار ، اللهم أجرنا من النار .