بسم الله الرحمن الرحيم

س:هل المبتدع في زماننا هذا يعامل معاملة المبتدع في الزمن الأول لاشك أن زمان الإمام أحمد غير زماننا في أيامنا هذه ؟

قال الشيخ ربيع حفظه الله :
أجيب بأن دين الله ما يتغير ويتلون بحسب تغير الناس وتلونهم ، دين الله هو دين الله ، ودعوة الله هي دعوة الله .
والتعامل في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفي عهد أحمد ، وفي عهد ابن تيمية وابن عبد الوهاب وفي بعد ذلك كلها تنطلق من كتاب الله وسنة رسول الله منهجهم واحد .
لكن يُحتاج إلى من يطبق هذا المنهج ويعرف كيف يتعامل مع أهل البدع في ضوء الكتاب والسنة .
فأهل البدع لابد من التحذير منهم وكشف عوارهم ، وبيان ضلالهم من أوجب الواجبات وأفرض الفرائض ، الذي يقولون اختلف الحال واختلف الوقت يريدونك أن لا تتكلم على أهل البدع .
لأن الأحزاب هذه خاضعة لقيادات بدعية ضالة ، فأنت حينما تتكلم في قياداتهم الضالة تطعن فيهم هم ، فيريدون أن تسكت ، فلا تضلك هذه الوسائل .
ويقولون :كان أحمد... وكان ابن تيمية ... يحرفون كلام هؤلاء ، ويحرفون مقاصدهم.
كل هذا لإسكات أهل السنة وإلقامهم الحجارة - كما يقال - ليسكتوا عن قياداتهم ، وقد بذلوا كل الجهود لإسكات أهل السنة .
ولكن ما على أهل السنة إلا أن يشمروا عن ساعد الجِد في إعلاء كلمة الله ونشر السنة وإظهارها ودحض البدعة بكل ما يستطيعون ، في كل بلد لا بد ، من البيان للناس .
والتفريق بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، والسنة والبدعة ، هذه الأمور التي لا يريدها أهل البدع وأهل التحزب المقيت ، المتسترين مكراً وكيداً باسم السلفية .

فإنهم لبسوا السلفية بقوة ليتمكنوا من سحقها ، لهذا ترى هؤلاء يلاحقون الدعوة السلفية وشبابها في كل مكان ليسحقوها ، ويقيموا على أنقاضها مناهجهم البدعية الفاسدة .
وهذا شيء ملموس .
وعلى كل حال فالكلام في أهل البدع لابد منه ، والتحذير منهم لابد منه ، وهو جهاد .
وقد قالوا في زمان أحمد ( جهاد أهل البدع ) أو قالوا ( الذب عن السنة أفضل من الضرب في السيوف)
وابن تيمية في عهده شمَّر عن ساعد الجد ، بذل من الجهود ما فاق به كثيراً من أئمة الإسلام قبله .
فإنه واجه بدعاً كثيرة ، فواجهها بكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودحضها وقمع أهلها مع حلمه وعلمه وحكمته.

فمن بيان الحكمة و من حق العلم أن تميز بين الحق والباطل والهدى والضلال والسنن والبدع { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ } .

فالأنبياء والله جاهدوا وناضلوا لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، والعلماء ورثة الأنبياء ، فلابد من الجهاد ، والتشمير عن ساعد الجد لإنقاذ الناس من الظلمات إلى النور.
وأقول لهؤلاء المساكين : والله لأهل السنة لأنصح الناس وأحرص الناس على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم .
وإن من يريد إسكات أهل السنة فإنه والله هو الذي يضر بالأمة ، هو الذي يخونها ، هو الذي يغشها .
هو الذي لا يبالي ، أدخلوا في أعماق النار ؟ سلموا أو لم يسلموا ؟ .
أما أهل السنة والله فلا يريدون للناس إلا الخير ، ولا يريدون لهذه الأمة إلا أن تسلك طريق نبيها - صلى الله عليه وسلم - وصراطه المستقيم ، ليدخلوا الجنة أو من شاء الله تبارك و تعالى منهم .
فأهل السنة إذا جاهدوا وناضلوا ، لا لشيء ، وإنما لهداية هؤلاء ، ولتقديم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ، والذين يحامون أهل البدع والله هم أعداؤهم .
هم الذين يضرونهم ويحولون بينهم وبين الحق الذي يمكن أن يأتيهم عن طريق دعاة أهل السنة .
فكيف أختلف الزمان عن زمان أحمد ؟!!!
زمان أحمد كان يجوز الكلام في أهل البدع والتحذير منهم والآن لا يجوز ؟!!
بينوا ماذا تريدون ؟!
ما الذي تريدون من هذا القول ؟!!
هل تريدون ألا نبين للناس الحق ؟!
وألا نحذرهم من الضلال وألا نحذرهم والبدع ؟!!
وألا نعلمهم العقائد الصحيحة والمناهج الصحيحة ؟!!
ماذا تريدون بينوا لنا ؟
الكلام فيه تلبيس وفيه إجمال ، بارك الله فيكم .
ولهذا كما أُؤكد لكم أنهم لا يريدون الكلام إطلاقاً في رؤوس البدع والضلال .
ومن هنا أنشأوا منهج الموازنات بين الحسنات والسيئات بعدما يئسوا من سكوت أهل السنة ، فأنشأوا منهج الموازنات حتى تمدح أئمتهم وتثني عليهم ، ثم بعد ذلك تتكلم بما عندهم من الخطأ .
رغم أنوفهم ، هم مرغمون لا يريدون أن تقول أخطاء سادتهم ، لكن إذا كان لابد من الكلام فـ وازن !!!
وشرعوا في دين الله ما لم يأذن به الله ، وحرموا ما أوجده الله من تبليغ رسالة الله ونصح المسلمين ، وتحذيرهم مما يضرهم في دينهم ودنياهم ، حرموا هذه الأشياء !!
فكانوا بذلك أشد جنايةً على الإسلام ممن يسمونهم بالطواغيت ويحاربونهم ، ليصلوا إلى الكراسي ، نعم .

عبد الله سليمان : البينة السلفية.
كلام نفيس..........

[ الشريط الثاني من التعليق على الجواب الكافي لابن القيم رحمه الله من الدقيقة 19:18 إلى الدقيقة 40:14 ]
للتحميل [