بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:

[ إذا لم تكن مبتدعًا، فأين براءتُكَ من أهل البدع؟! ]
فضيلة الشيخ/ هشام بن فؤاد البيليّ -حفظه الله وسدّد على طريق الحق خُطاه-


في هذا المقطع يُوضِّح الشيخُ -حفظه الله- ما ابتُليتْ به الأمّة -الآن- من: ظاهرة الانتساب إلى السلف انتسابًا لا يتحقق فيه شرطُ الانتساب، ألا وهو: "البراءة من أهل البدع".
بل إنّ هناكَ مَن يقوم بالتزكية الضمنية لهم بلي أعناق النصوص، كما فعل (أبو الفتن) في استشهاده بقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن "الصوفية" بأنّ منهم: ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات!!

لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3

اضغط هنـــا ===
اضغط هنـــا

أو يمكنك التحميل من الموقع الرسمي للشيخ من هنـــا.

التفريغ:
PDF - غير قابل للتعديل.
اضغط هنـــا === اضغط هنـــا.

WORD - للتعديل.
اضغط هنـــا === اضغط هنـــا.

القراءة المباشرة:
فالإنسان إذا لم يكن من الطائفة، وَجَبَ التبرؤ منها.. وَجَبَ التبرؤ منها، كما قال (إبراهيم) لقومه..
(إبراهيم) كان يسعه ألا يعبد الأصنام، وتنتهي القضية!!: خلاص.. انحرف عن عبادة الأصنام وسكت!!، لكن ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ﴾ [ الأنبياء: 57-58].
دا مش نهى وفقط، دا حَطَّم.. حَطَّم: ﴿لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا...﴾، وهكذا.. حَطَّم.
﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة: 4].
يظنُّ هؤلاء أنهم لو لم يفعلوا هذا الأمر مع الوداعة هذه العصرية والتميُّع الموجود، أنهم بذلك يكونون قد سَلِمُوا من مَغَبَّة «الصوفية» أو مَغَبَّة «الشيعة»: لسنا «شيعة» -والحمد لله- لا نسبُّ الصحابة.. لسنا «صوفية» -والحمد لله- ونطوف حول القبور.. أنهم بذلك يكونوا قد حصل منهم المراد شرعًا!!
المرادُ شرعًا لا يحصل إلا بخطوتين:
 الخطوة الأولى: عدم مشاركة هؤلاء.
 الخطوة الثانية: البراءة من هؤلاء.
خليك -انته- لم تطف -صحيح- لأن ما أقول انته طفتَ- لم تطف، لم تنذر، لم تذبح، لكنكَ هل تبرأتَ؟!!
دا المشكلة أنكَ أتيتَ إلى الخطوة الثالثة التي ما تتوقع لأي سلفي على وجه الأرض، ألا وهي: التزكية الضمنية بِلَيّ الأعناق: (ابن تيمية) بيقول: «إن «الصوفية» منهم: الظالم لنفسه، ومنهم المقتصد، ومنهم السابق بالخيرات».. بدون تفصيل!!
(ابن عبدالوهاب) بيقول: «وإنْ كنا لا نُكَفِّر مَن عبد الصنم الذي عند قبر البدويّ».. وبَس!!، مَعْنَاه إيه؟!
مَعْنَاه إنّ مَن عبد الصنم لا يَكْفُر!! مَعْنَاه إنّ «الصوفية» كالصحابة!! فإنّ الآية نزلتْ في الصحابة؛ فمنهم: الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات، حتى إنّ (عائشة) لتقول: وإني لأحسبني من الظالم لنفسه!!
يبئه الحمدُ لله بئى(=أصبح) «الصوفية» زي(=مثل) الصحابة!! .. جرت عليهم قاعدة الصحابة، الأمّة كلها تنزل عليها هذه القاعدة: السابق بالخيرات، والمقتصد، والظالم.
وثانيًا -وثانيًا إيه؟.. ثانيًا إيه؟- أنّ مَن عبد الصنم لا يَكْفُر!!
يعني.. طَب مَن عبد الصنم ما يحتاجش(=لا يحتاج) تعليق؟!! ما يحتاجش تعليق مَن عبد الصنم هذا؟!!
يعني (ابن عبدالوهاب) اللي(=الذي) أقام دينَه.. حياتَه.. ونذر نفسه لهذا التوحيد، إنما هو يتكلم في موضعٍ خاصٍ، في مسألة بس الـ إيه؟ .. الإعذار من عدمه، لا في مسألة التجويز من عدمه.
طَب ألا يستحق هذا إنْ إحنا نُعَلِّق؟!! ألا يكون هذا حتى عند خمسة في المائة من «الصوفية» -مثلاً، نفترض-، وهو عند كل «الصوفية» إلا مَن رحم الله!!
واخد بالك.. ألا يستحق هذا التعليق؟!! ألا يستحق كلام (ابن تيمية) التعليق؟!!
طيب، لصالِح مَن نقول هذا؟!! حتى اتصل مُتَّصِل يقول -إيه؟-: كأني أسمعُ صوفيًا!!
لكنه مش عاجبه، يقول لك: دا انتوا.. هذا في فَرْق بين -بين الـ إيه؟- بين التنظير أو بين الكلام، وبين الواقع.. إحنا عارفين إن انتوا بتعادونا.
ما هو المفترض، هذا المفترض -واخد بالك-.
يبئه -إذًا- ما يكفي هذا الأمر، ثم إنّ هذا قد ابتُلي به كثيرٌ من هذه الأمّة.. واللهِ وابتُلينا واللهِ بمَن ينتسب إلى السلفية ولا يرفع لواءها!! ولا يرفع شعارها!!
لصالِح مَن هذا؟!!
بينما .. بينما اِلْحَق -إيه؟!- دا الشيخ فلان قال: واحد راسه (=رأسه) طويلة!! .. نجيبه على القنوات.. ليل نهار..
قال: فلابد أنْ نُحَذِّرَ، وينزل اليمني ( ) ، ويجي «=يأتي» الكويتي ( ) الحقوا العيال دُول «=هؤلاء».. اوعوا تسيبوا الناس دي!! اوعوا!! دي ظاهرة في الأمّة!! أنا أتعجب المشايخ ساكتين إزاي؟! -هكذا يقولون- بنتعجب!!
آه .. اللي بيقول: راسه طويلة، غلطان.. واللي بيقول: راسه قصيرة -نعم- غلطان، بس إحنا ظاهرة تستحق أن تُفرض على القنوات وتأتي؟!! وكذا وكذا..
ماشي!! هاتوا.. هات «الصوفية»، وتكلّم فيهم!! ألا تستحق «الصوفية» أن نجوب الأرض كلها؛ لننصح الأمّة في الكويت، وننصح الأمّة في اليمن، وننصح الأمّة في مصر، وفي العراق، وفي الشام، وفي الصين، وفي كل هذا .. من الشرك بالله الذي لا يغفره الله إذا مات العبدُ عليه؟!!
أليس هذا هو الأولى والأجدر -إنْ كنا صادقين، ونغار فعلاً على الدين- بدلاً من هذه الغيرة المزعومة؟!!
اللي ينزل ويأزز أهل العلم، ويضع الفتن بين الناس، ويقول: أنا ما أدري كيف تسكتون عن هذه الظاهرة؟! وهذه الظاهرة قليلةٌ اليوم، وغدًا ستكبر.. نادرةٌ اليوم، وغدًا كذا وكذا.. لماذا تسكتون؟!
طب أين ظاهرة «الصوفية»؟! اللي هي ليست ظاهرة، بل على مَرِّ السنين فِكرٌ موجود، وموضوعٌ، وفيه ما فيه من الخطورة على عقيدة المسلمين.
على الأقل الرجل ده.. أنا حينما ألمزُ، أو حينما أُخطئ في وصف رجلٍ ظننتُ -بمقتضى كلام أهل العلم مثلاً- أنه جائز.. لنفترض يعني، لنفترض، وتجاوزتُ هذا.. هذا يُخرِج من الملة؟!!
ما يُخرِج من الملة! هذا لا يُخرِج من الملة، إنما الذي يُخرِج من الملة ماذا هو؟
أن تدعو غير الله، أن تنذر لغير الله.. طب هذه الظاهرة ما تستحق؟!! هذا الفِكر ما يستحق أن يُعْقَد له الجلسات؟!!
«الروافض» ما يستحقون؟!!
طيب بلاش «الروافض» وهؤلاء.. الرجلُ الذي -مثلاً- تخرج أنتَ على فضائيته، وغيرُكَ يخرج على فضائية ثانية وثالثة ورابعة، ألا تستحق كل فضائية من هذه الفضائيات أن تُنتقَد -إنْ كنتم صادقين-؟!!
ألا تستحق أي جماعة من الجماعات أن تُنتقَد -إنْ كنتم صادقين-؟!!
هذا مما ابتُليتْ به الأمّة -الآن-.. مما ابتُليتْ به الأمّة، وهي: ظاهرة الانتساب إلى السلف انتسابًا لا يتحقق فيه شرطُ الانتساب، ألا وهو: معرفةُ المنهج.. ألا وهو: البراءة مما يخالف هذا المنهج.
ما يصلح إلا هذا -يا إخواني-!! ما يصلح إلا هذا..
ليس هذا -كما يُقال- دا سَبّ وطعن.. لأه «= ليس كذلك»، هذا اسمه: «البراءة من المخالف»، مش «الطعن في العلماء»!!
لابد أن نُسمِّي الأمور بأسمائها الشرعية، اسمها: «البراءة من المخالف».. «التحذير من المخالف»، ليس «الطعن في العلماء».
«الطعن في العلماء» جريمة!! ما تُباح بأي حالٍ من الأحوال، لكنّ «البراءة من المخالف»، والطعن في المخالف المبتدِع.. هذا أيضًا واجبٌ من واجبات الشريعة، واجبٌ.. حتى قدَّمه (أحمد) على نوافل الطاعات: الرجل يصلي ويصوم ويفعل كذا، أو يتكلم في أهل الأهواء؟
قال: يصوم ويصلي وهكذا هذا لنفسه.. هذا لنفسه، فلو سكتَّ عمن يُفتي باستحباب الصلاة في المساجد التي فيها قبور، ولو سكتَّ عمن يُلَبِّس -ولو جاء فعلاً بكلام شيخ الإسلام- ولو إن هذا كلام شيخ الإسلام .. -بلا تعليق؟!!-
شيخُ الإسلام قال هذا في مين؟! ومتى؟! وفي أي موضع؟!
شيخُ الإسلام الذي نذر نفسه لمحاربة «الصوفية» يقولُ هذا، كده(=هكذا) بإطلاق؟!!
إنما قالها في نوعٍ مُعَيَّنٍ: هم أهل سنَّة وجماعة، لكن غلب عليهم الزهد في أول الأمر قبل التصوف فِكرًا..
إنما كان.. قومٌ لجئوا إلى الزهد وكذا -على قاعدة أهل السنَّة والجماعة- فقال: منهم، ومنهم؛ لأنهم ليسوا صوفيين -أصلاً-، ليسوا صوفيين بفكر «الصوفية».. ليسوا صوفيين بفكر «الصوفية».
أما شيخُ الإسلام قال في فِكر «الصوفية»، أي صوفية.. قال: فِكر التصوف القائم على الضلالات والانحرافات بل والكفريات، قال: منهم الظالم لنفسه، ومنهم المقتصد، ومنهم السابق بالخيرات؟!!
شيخُ الإسلام قال هذا؟!!
فيمن قال شيخُ الإسلام هذا الكلام؟!! قاله في مَن؟!! قاله في مَن؟!!
فإذًا هذا التحريف لابد أن يُبيَّن للأمّة، فضلاً أن ندخل -أيضًا- في ملفات الـ إيه؟ في ملفات «الشيعة».. لما تخرج هذه الجماعات تقول: ليس بيننا وبين «الشيعة» إيه؟ خلافٌ على مر العصور والدهور!!
بل الذين يدندنون على الخلاف بيننا وبين «الشيعة» هؤلاء عندهم إيه؟ عدمُ فقهٍ!!، وعدمُ فهمٍ للشريعة!!
والعجيبُ إن نفس العبارة تُقال من هؤلاء الزاعمين أنهم سلفيون!! نفس العبارة قِيلتْ في «الشيعة»، وأنا ما كنتُ أصدقها -صراحةً- حتى سمعتها بنفسي اللي بيقول: ولم يحصل بيننا وبين «الشيعة» على مر الـ إيه؟ العصور خلافٌ أو تصادمٌ!!
حتى «الشيعة»!! -كمان-، يعني حتى كمان «الشيعة»!! يعني لم يعد بيننا .. أُمَّال الخلاف بينكَ وبين مين؟!!

وفرَّغه/
أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد المصريّ
1 جماد آخر 1433هـ، الموافق 22/4/2012م.

وإنْ تجد عيبًا فسُد الخللا === جلّ مَن لا عيبَ فيه وعلا.