بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .
أقول مستعينا بالله:
ـ هذا ما جال في خاطري عندما ذاق صدري وأرتحة عند كتابتي قد تكون ظالم وأنا وأنت لا تدري ....
اعلم يرعاك الله :
أخي الموفق إجهد نفسك بأن لا تكون ظالم وأبتعد قدرالأمكان عن مسالكه وإياك و تزين الشيطان والأعوان الذين لا يهدئ لهم بال, بل إن استطعت أن لا تكون مظلوم فتلك من معالي الأمور رحمة بغيرك إلا ما قدره الله لك...تصور يرحمني ويرحمك الله إذ دعا عليك مظلوم وأنت لا تشعر نسيت أو تناسيت وعلى فرض موت الشخص, والموت ليس ببعيد عليا وعليك بقريب والله ليس بظلام للعبيد, للذي ظلمته أو كنت سبب في ظلمه, وقد أصابتك سهام أدعية المظلوم...هذا أخي في الدنيا, ومايدريك ! فالله الله في التوبة وإصلاح مااستطعت , قال العلامة العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين باب تحريم الظلم والأمر برد المظالم المجلد الثاني :
{..لابد أن يقتص للمظلوم من الظالم ، ولكن إذا أخذ المظلومبحقه في الدنيا ، فدعا على الظالم بقدر مظلمته، واستجاب الله دعاءه فيه، فقد اقتص لنفسه قبل أن يموت ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ:" واتقدعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب,فإذا دعا المظلوم على ظالمه في الدنيا واستجيب لدعائهفقد اقتصّ منه في الدنيا، أما إذا سكت فلم يدع عليه ولم يعفف عنه فإنه يتقصّ لهمنه يوم القيامة، والله المستعان.}.
وأعلم أخي الموفق أن الظلم هو وضع الشئ في غير موضعه كصرف العبادة لغير الله تعالى لقوله تعالى:{ إن الشرك لظلم عظيم}, والظلم أنواع منها ظلم الأنسان لغيره بتعدي عليه من غير مبرروسبب.... في أمور لست مجبرا أو مضطرا الولوج فيها أخي {فنتبه}.... وفي أشخاص قد يكونوا من الصادقين المخلصين لله تعالى والداعين إليه وفق عقيدة أهل السنة والجماعة ...وأنت وأنا ظلمناه وأذيناه بسبب ربما جهلنا وتسرعنا ....والظلم لغيرك يجمعها قوله صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع :
{ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا }, إذ كان كذلك فلآمر خطير لظلمة الظلم ,وكما جاء في بهجة قلوب الأبرار للعلامة السعدي رحمه الله حيث قال:{ فالظلم كله بأنواعه ظلمات يوم القيامة ، يعاقب أهلها على قدر ظلمهم ، ويجازى المظلومون من حسنات الظالمين ،فإن لم يكن لهم حسنات أو فنيت أخذ من سيئاتهم فطرحت على الظالمين .
والعدل كله نور يوم القيامة : { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } الحديد.
والله تعالى حرم الظلم على نفسه ، وجعله بين عباده محرما .
فالله تعالى على صراط مستقيم في أقواله وأفعاله وجزائه ، وهو العدل .
وقد نصب لعباده الصراط المستقيم الذي يرجع إلى العدل ، ومن عدل عنه عدل إلى الظلم والجور الموصل إلى الجحيم .
والظلم ثلاثة أنواع :
نوع لا يغفره الله ، وهو الشرك بالله : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } [ النساء : 48 ] .
ونوع لا يترك الله منه شيئا ، وهو ظلم العباد بعضهم لبعض ،فمن كمال عدله : أن يقص الخلق بعضهم من بعض بقدر مظالمهم .
ونوع تحت مشيئة الله :
إن شاء عاقب عليه ، وإن شاء عفا عن أهله ، وهو الذنوب التي بين العباد وبين ربهم فيما دون الشرك .}أه.
فلا تكن ظالم وسبب في إشعال هذا الداء بين شخصين أو أشخاص أو أو...والسبب الأول في خطر ...والمظلوم لا يحبسه الدعاء فهو في سعة من أمره , وقد أجاب الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله في احد الأسئلة : هل دعوة المظلوم تنقص من أجل الأنسان...؟ فقال:دعوة المظلوم تضر الظالم، ولا تضر المظلوم، فله أن يدعو على ظالمه، والرسول يقول: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)، فهي تضر الظالم وأما المظلوم فلا تضره، ولا تنقص من أجله، مباح له أن يدعو على ظالمه وأن يشكوه إلى الحكومة أو إلى الهيئة أو إلى الجهات المختصة التي تنصفه، ويقول: هذا ظلمني؛ لأن الله سبحانه يقول: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ.. (148) سورة النساء، فالمظلوم له أن يشتكي، وله أن يرفع ظلامته وله أن يدعو على من ظلمه: أن الله يعاقب من يستحق.أه.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجنبنا الظلم وأن يغفر لي ولك وأن يغفر لنا زلاتنا وسوء عباراتنا وبخاصة في مشايخنا ومن هو أعلم مني ,واللهم وفقنا لكل خير وأبعدنا من كل شر وأمتنا على التوحيد والسنة...
اللهم أمـــين.