الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :-
فلا يخفى عليكم يا معشر أهل السنة والإتباع وعصمكم من مضار البدع والابتداع أن منشأ الجمعيات ماسوني هدفها القضاء على الإسلام وحكومته وقد نجحوا في ذلك بواسطة جمعية الإتحاد والترقي في تركيا – التي أسست عام 1898 م – 1316هـ- في القضاء على هذه الخلافة .([1] ) ، وقد كان لهذه الجمعية فروعا في معظم الدول الإسلامية ، وممن باشر العمل فيها و تبناها في مسيرته السياسية ولقضاء أغراضه ومأربه المسمومة المتمثلة في منازعة حكام المسلمين والتآمر عليهم لإسقاطهم وقتلهم جمال الدين الأفغاني ، فهو أول من أدخل نظام الجمعيات السرية في العصر الحديث إلى مصر وكان حيثما حل يؤسس الجمعيات السرية وينشرها ، كما سعى في إنشاء أحزاب سياسية ، وتبعه في هذا تلميذه محمد عبده ثم تبعه على ذلك محمد رشيد رضا وأشاد بها في كتابه المنار.
فما وجد الإخوان المسلمين من بعدهم أفضل من هذه الوسيلة يباشرون فيها دعوتهم في أراضي ينادون فيها بإعادة الخلافة المزعومة التي سعى جمال الدين الأفغاني بإسقاط حكامها ، وجعلوها طريقة من طرق الإصلاح المدعى ، وأنى لهم ذلك ، وهي قد جمعت بين أغصانها ما بين مبتدع مارق و بين رويبضة فويسق تجمعهم قاعدة "نجتمع على ما اتفقنا عليه، ويعذُر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه" ، فهدموا من حيث يريدون البناء و خربوا من حيث أرادوا التعمير والإنشاء ، وخاصة إذا عرفنا أنها بلية على الإسلام لما قد ترتب عليها من المعاطب وكانت سببا في كثير من المعايب وأنه ما تولد منها إلا المصائب وحسبك أنها مشغلة عن طلب العلم وابتلاء أهلها بالتسول وجمع المال باسم الدعوة وبناء المساجد وغير ذلك ، وأنها مفتاح للتساهل في المعاملة مع البنوك الربوية ووكر تصوير ذوات الأرواح ، و أنها مما يعقد الولاء والبراء عليها ، بل ما هي إلا وسيلة من وسائل الانتخابات ، ولا نغفل ما فيها من الغش والخيانة في الدعوة إلى الله وأنها باب إلى الاستحسان في شرع الله الذي هو بوابة البدع والتشريع من دون الله وإلى غير تلك الويلات والبلاوي التي تنخر في الدعوة السلفية ، فبالله عليكم إذا كانت هذه الوسيلة وهذه هي حقيقتها ومآل أمرها فماذا يرجى منها ؟!! وأي الإسلام ستخدمه وهي تحطم في أصوله من الداخل ؟!!
نعم هي قد وجدت شعارات ومطارات وطارت كل مطار في الأمة الإسلامية لتخرج من الضيق إلى الأوسع ، لكنها ما هي إلا فقاقيع سنحت لها الفرصة لتطفو على السطح و يكون مآل أمرها في الأخير الزوال والتلاشي كما قال الله عز وجل: { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ }. [الرعد:17] فالزبد يتبخر ويزول وينتهي، ويبقى ما ينفع الناس.
فما فائدة من إلباسها تلك الألبسة الشفافة الممزوجة بالدعاوى الضخمة والأقوال الفخمة ونهاية أمرها التلاشي والضياع !!! لأنه ما من الجمعية أنشئت في أول أمرها إلا وكان غرضها حسنا ، ولكن أنظروا بارك الله فيكم إلى نهاية هذا الغرض أين هو !! وكيف آل الأمر تلك الجمعيات !!! وأثبتوا لنا عبر التاريخ والواقع أنه هناك جمعية أول ما أنشئت ، أنشئت باسم السلفية مقررة لأصولها بقت محافظة على تلك الأصول إلى يومنا هذ !! وأثبتوا لنا كم خرجت من عالم !!!
ثم ـ بارك الله فيكم ـ هل ضاقت علينا الوسائل الشرعية للدعوة إلى الله حتى ما يوجد إلا هذه الجمعيات وسيلة لنصرة ديننا الحنيف الشريف ؟؟!! هل الله وكلنا بنصر دينه بوسيلة ماسونية غايتها تحطيم الإسلام ؟؟!! أين جهود أئمة الإسلام المتمثلة في التجديد ؟!! كيف أحيا الله بهم السنة بعدما اندرست معالمها وانطمست محاسنها ؟!!
مع إننا لو رجعنا إلى سيرتهم العطرة ومسيرتهم الدعوية لوجدناهم أحوج ما يكونون إلى هذه الوسيلة المصطنعة المخترعة الوهمية في تحقيق النتائج
فبالله عليكم هل نصر الله عز وجل دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الوسيلة الماسونية والتنظيم المحدث الذي نهايته ـ وهذا في كل الجمعية ظهرت على سطح الأرض ـ الإمعة والمداهنة في دين الله وإماتة الولاء والبراء في الله والمساهلة في المعاملة مع البنوك الربوية وتصوير ذوات الأرواح والتسول والتحسين والتحزب والانتخابات وووو ...
أين دعوة إمام السنة أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله من هذا ؟؟ كيف نصر الله به الحق وهو في أضيق الحالات وهو في ضعف ما بعده الضعف وهو أحوج إلى أن ينشأ منظمة مثل هذه المنظمات الماسونية ينظم من خلالها دعوته الحقة ويجتمع فيها طلابه وأقرانه فتكون منبرا لاسترجاع حقوقه وحقوق الدعوة .
أين دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني رحمه الله من ذلك وهو في فترة أعز ما يكن محتاجا إلى مثل هذا التنظيم المخترع الماسوني ؟؟ كيف لا وحياة الشيخ كلها الجهاد والابتلاء والمحن حتى مات وهو في السجن رحمه الله ، فهل بعد هذا الضعف من ضعف !!؟؟
أين دعوة شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب النجدي رحمه الله ؟؟ كيف نصر الله به الملة الحنفية السمحة ؟؟ وكيف بدأت دعوته ؟؟؟
وقلبوا ـ بارك الله فيكم ـ دعوة الإمام الألباني رحمه الله وصفحاتها كيف كانت ؟؟؟ وفي أي منظمات كانت ؟؟؟ وبأي وسيلة تمت وجعل الله لها القبول فهل بهذه الجمعيات ؟؟
فالناظر في مسيرة هؤلاء الأئمة الأمناء والعلماء الأجلاء قد يجد أنهم مروا على ظروف صعبة ما وقعت لنا ولا أذقنا طعم مشقتها لضعفنا وعلم الله بأننا لا نطيقها فما ابتلانا بها لعدم القدرة عليها وإلا فلربما كانت تمر على هؤلاء الجحاجحة مصاعب لا تمنعهم من دعوة إلى الله ومن نصرة دينه بل يدعون ولو من ثقب الإبرة كما يقال
يا إخوتاه السنة تنصر بالسنة لا بالبدعة ، وبالوسائل الشرعية لا بالوسائل الماسونية ، فاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة ، والله طيب لا يقبل إلا الطيب ، والله يبارك في الأعمال الخيرية الشرعية لا في الأعمال اليهودية التي غرضها تفريق الأمة الإسلامية كما هو شأن مسجد الضرار الذي أسس على معصية الله تعالى كما قال تعالى : (( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسني والله يشهد إنهم لكاذبون )) فلهذه الأمور نهى الله نبيه صلى الله عليه و سلم عن القيام فيه للصلاة وكان المنافقون الذين بنوه جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل خروجه إلى غزوة تبوك فسألوه أن يصلي فيه ، وأنهم إنما بنوه للضعفاء وأهل العلة في الليلة الشاتية ، فقال :" إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله " فلما قفل عليه السلام راجعا إلى المدينة ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعضه نزل الوحي بخبر المسجد فبعث إليه فهدمه قبل مقدومه إلى المدينة " ([2] )
وعليه لا يكون أحدنا بارك الله فيكم إمعة ، وليوطن أحدنا نفسه دائما على الدليل والتحقيق والتدقيق فيما يقول ويفعل ولينظر في مقالات الناس بالإنصاف والعلم ولا يرد الحق وإن قال به خصمه ، فالحق عليه نور وصاحبه سلطان على الشيطان وأوليائه وهذا من توفيق الرحمان لأهل الإيمان والعرفان
أما احتجاجكم بأن الجمعية إذا كانت بنود شروطها الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ، فكل من أسس الجمعية أدعى هذا ، ولكن ما تمر فترة إلا وتسقط راياتها المخترعة ، وإلا فهذا ضرب من التناقض والتضارب ولا تجتمع الجمعيات مع الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة لما قد عرفنا ما آل أمر الجمعيات عبر التاريخ والواقع من الفساد والإفساد ، وإلا فأبناء اليوم ليسوا أذكى وأشجع واحرص على من سبقهم في الخير لما هناك من الفروق سواء فيما يخص الحياة الدينية أو السياسية أو الاجتماعية التي مرت بها الأمة من الفتن بعد القرون المفضلة وانشقاق الخلافة الإسلامية وتكالب الأعداء عليها ، فهم كانوا أحوج إلى مثل هذه الوسيلة والتنظيم مع قلة وسائل تبليغ الدين الصحيح في زمانهم ، أما نحن الآن فما أسير وسائل تبليغ الدين وتوفرها من طبع الكتب وتسجيل الأشرطة وتبليغه عبر الصحافة والمجلات والإنترنت وفي البيوت وفي المساجد وفي الطرقات وفي كل مكان يرتاده طالب العلم وعلى أي كان ، المقصود أن تحقق غاية شرعية بوسيلة مشروعة غير ممنوعة ، و إياك يا أُخي أن تكون للناس عريفا والعريف في النار
والله نحن الآن في مجتمعاتنا المسلمة النبيلة ، بعدما مهدت الطريق للدعوة إلى الله من طرف أئمتنا ابن باز والألباني وابن عثيمين ـ رحمهم الله ـ ، وقد شاعت وذاعت دعوتهم في الأمة الإسلامية وظهر حسنها ورونقها ، يحتاج منا الآن لاستمداد هذه الدعوة المباركة إلى الأخلاق السنية من العلم والعدل والتواضع والورع والزهد والصبر والحلم والأناة والعفاف والصدق والعفو وإلى غير تلك مكارم الأخلاق ، فهذه الأخلاق هي التي ينصر بها السنة وبها تنتشر وبها تظهر محاسنها ، وإلا فدعوة بالحال أبلغ من المقال كما يقال ، والله وبالله لو حافظنا على هذه الأخلاق في دعوتنا لرأيت الناس تنشرح صدورهم لدعوتك ويتقبلونها قبولا حسنا ويأتون إليها أفواجا
وقد تنبأ لذلك الإمام الشيخ الألباني رحمه الله فكثير ما كان يذكر في دروسه أنه هناك صحوة علمية ولكنها محتاجة إلى الآداب والأخلاق وهذا والله ظاهر عيانا في الساحة فبسبب الإخلال بهذه الأخلاق ظهرت الفتن والتفرق والتعصب الممقوت والتقليد المذموم وأصبح دينهم دين الرجال لا الدليل وأصبحت السنة عندهم رسما واسما فقط وشعارا وكأنها جنسية ، أما الجوهر فيا لغربة السنة وأهلها والله المستعان وعليه التكلان
أما قولكم أن الجمعيات من المسائل الاجتهادية :
فبيان ذلك يكون كالتالي ([3] )
إذا قلتم بارك الله فيكم هي مسألة اجتهادية بمعنى: أننا ندرك حرمتها, لكن نرى أن الدخول في ذلك يحقق مصالح لا تكون بدون هذا الدخول , فهي اجتهادية, بمعنى تحقيق المناط, وتطبيق الأحكام الشرعية على الواقع القائم. وهذا مجال تختلف فيه الأنظار, فلا ينكر على أحد.
قلت:
ولو سلمنا بذلك لكان لهذا وجه عند ابتداء ظهور هذه الجمعيات وتأسيسها , فالأنظار تختلف في الشيء الجديد.
أمّا أنّ المسلمين مع كل هذه المدة من ظهور هذه الجمعيات يلهثون وراء ذلك, وما رجعوا إلا بخفي حنين, فهل نضرب بتجارب المسلمين خلال هذه الفترة الطويلة ؟ ونعيد أذهاننا إلى الوراء عند بداية ظهورها؟, فأين حديث رسول صلى الله عليه وسلم ((لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين))؟ متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وإن قلتم: إنها مسألة اجتهادية بمعنى: أنها نِزاعيّة بين العلماء وليست إجماعية.
فالجواب:
من المعلوم أنه ينكر على مخالف الإجماع الصحيح, لكن بقي تفصيل في مسائل الخلاف:
فمنها: ما هو ظاهر الحجة لأحد الطرفين, مع وجود مخالف لهذا الأمر الظاهر, فليس معنى ذلك إرخاء الحبل لمن أخذ بأي قول.
وكم هي المسائل الإجماعية بالنسبة للخلافية؟.
وبطون الكتب طافحة بردود أهل العلم على بعضهم البعض, في مسائل لم تسلم من وجود مخالف فيها.
نعم, هناك مسائل خلافية تتجاذب فيها الأدلة, ولا يوجد وجه صريح أو ظاهر في الترجيح, فعند ذلك يتنزل قول أهل العلم: "المسائل الخلافية لا يتعين فيها الإنكار".
وألفت النظر في هذه العبارة إلى أمرين:
الأول: استقراء وتتبع المواضع التي ورد فيها هذا القول من أهل العلم: هل ورد ذلك في مسائل تفضي إلى مثل تلك المفاسد السابقة التي آلت إليه الجمعيات ؟ أم في مسائل دون ما نحن فيه؟.
الثاني: قولهم: "لا يتعين", ليس معناه أنه لا يجوز, بل من سكت فلا إثم عليه, ومن أنكر بالشروط الشرعية في الإنكار, المفضية للمصلحة الشرعية, لا للمفسدة, فهو جائز, بل مستحب.
ثم إني أسأل سؤالاً آخر, فأقول: وهل أنتم ـ معشر القائلين بأنها مسألة اجتهادية, لا يُنْكَر فيها على المخالف ـ التزمتم بهذا القول مع إخوانكم طلبة العلم الذين أنكروا ذلك ([4])
فما عسانا أن نقول يا إخواني : أين العقول الذكية والقلوب الزكية فالمسألة مبنية على الأدلة النقلية والبراهين العقلية مع ما يشهد لها من الواقع بصحتها ثم نأتي ونقول مسألة اجتهادية ؟؟؟
فهلا فهلا بتخطيطات اليهودية فكم نجحت في أرض الإسلام ووجدت قبولا عند الأنام وضاع بسببها أبناء الإسلام
نعم ... نعم ... قد كثرت المسائل الإجتهادية في عصرنا هذا : بدعة الموازنات مسألة إجتهادية ، حمل المجمل على المفصل إجتهادية ، الدراسة في الاختلاط إجتهادية ، الانتخابات إجتهادية ، هجر أهل البدع إجتهادية ، الاختلاف في العقيدة إجتهادية ، تصوير ذوات الأرواح إجتهادية ، الجمعيات إجتهادية ... وهلم جرا
فاشرح لها صدرك يا شاب وهيئ لها الطبول لما قد زخرفت بشتى الزخارف القبول !!!
يا أُخي ... يا من اغتررت بهذه الزخارف التي أقل شأنها أنها تعد من الصوارف عن الحق و هي سبب مانع للوقوف على الحقائق والمعارف ، آما علمت أن منشأ ضلال المأربة والحلبية ومن جرى مجراهم ممن انحرف عن منهج السلف الصالح في العلم والعمل إلا من جراء هذه الدعاوى العريضة الضخمة الفخمة ، وعند التحقيق ما هي إلا تجديد لأفكار وأراء المتصوفة والمتكلمة بل والماسونية بقالب إنها مسائل إجتهادية ويتكلفون لإعطائها الأحقية بلوي أعناق نصوص الكتاب والسنة وكلام الأئمة وما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، فإن لم يجدوا شككوا في أصول السنة الأصيلة التي تفضي إلى تحطيم بدعتهم ومسائلهم الإجتهادية المزعومة المصطنعة المخترعة هذا على أقل الشيء منهم كما هو ملاحظ في الساحة والله المستعان .
هذا ما كان مني في هذه الوقفة اليسيرة ، وإلا فليترقب القراء الكرام في الأيام القادمة ـ إن شاء الله ـ إنجاز سني متمثل في تفتيت شبه أصحاب الجمعيات وقد استجمعها وجمعها واعتصرها الشيخ بن حنفية العابدين في رسالته " الجمعيات من وسائل الدعوة إلى الله " ، وكان شجاعا وجريئا في إظهار مذهبه لا كما نراه من البعض ممن أمسك العصا من الوسط ما به تارة يتقدم خطوة فيكسر باطل الجمعيات ، وبه الأخرى يتقهقر فيرجع إلى الوراء بخطوتين بخفي حنين ، وهو في هذه الحال قد احتجب عنه صفاء الحق ونقاوته لما قد سوَّل له الشيطان من أنه صاحب الحق فهي له مشروعة ولعبدالرحمن عبدالخالق وأبي الحسن المأربي وأبي عبدالقادر العابدين ممنوعة ... مضحكة مضحكة يا إخوان من هذه الشبه المصطنعة يريدون أن تذوب وتتميع الشخصية الإسلامية ، ولازالت قرون الفتن تظهر أحدها تلو آخر ويؤجج نارها أهل البدع والفساد وحطب نارها الأولاد فنسأل الله الثبات على دينه الحنيف إلى أن نلقاه يوم المعاد والحمد لله رب العالمين




([1]) انظر إلى كتاب " دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام "( ص 93 )
( [2]) " فتح المجيد " ( 132 )
انظروا يا أهل الإسلام إلى هذه الأعمال الحسنة التي ورآها أغراض دنيئة خسيسة ، وانتبهوا إلى مكرهم الكبير الذي كشفه الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم من أنهم أرادوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه لينالوا بركته ويحتجوا بصلاته فيه على أهل الإيمان ، وهكذا يريد منا اليهود اليوم أن ننشأ وسائلهم في أراضينا وندعو أهل الصلاح إليها فهل انتبهتم ـ بارك الله فيكم ـ لهذا ...
( [3] ) وقد استفدت في بيان هذه المسألة من كتاب " تنوير الظلمات بكشف مفاسد وشبهات الانتخابات " ( 132 ) لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه محمد الإمام حفظه الله ، لما هو موجود بينهما من التشابه في عدة المنعرجات
([4]) تنبيه : إني لا أقصد بهذا الكلام بعض إخواني الكرام الأحباب في الله ويعلم الله ذلك وإنما هو موجه لمن لم يراع حقوق الأخوة والرابطة السنية
ولما كان هذا العلم والدين ولا نحاب فيه أحدا كان لابد من إظهار ما هو الحق ولابد من قتله بالعلم