" قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " .


السلسلة الصحيحة 4 / 202 :

أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 12 / 1 نسخة السفرجلاني ) و في " أخبار أصبهان "

( 1 / 195 و 353 و 2 / 69 ) من طرق عن أبي داود الطيالسي حدثنا عمران القطان عن

قتادة عن أنس قال : قال رسول *قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد حسن ، رجاله ثقات رجال مسلم غير عمران القطان و هو كما قال

الحافظ : صدوق يهم . و له طريق أخرى يرويه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 2725ج 1 / 3 / 1 ) عن كثير بن مروان عن يزيد أبي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد *الله بن أبي طلحة عن أنس به . و قال : " لم يروه عن أبي خالد إلا كثير بن مروان" .


قلت : قال الحافظ في " الفتح " ( 11 / 58 ) : " و هو متروك " .

قلت : و شيخه الدالاني ضعيف . لكن قد توبع ، فأخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 12/ 1 - 2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 81 - 82 ) */ 1 - 2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 81 - 82 ) من طريق عباد بن كثير عن

سيار الواسطي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به ، و زاد في أوله : " لا

تصبحوا " .

قلت : لكن سيار الواسطي لم أعرفه . و عباد بن كثير إن كان الرملي فضعيف ، و إن

كان البصري فمتروك . و له شاهد موقوف أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 40 )

عن مجاهد : " بلغ عمر رضي الله عنه أن عاملا له لا يقيل ، فكتب إليه : أما بعد

فقل ، فإن الشيطان لا يقيل " . و لم يذكر مختصره المقريزي إسناده لننظر في

رجاله ، و هو منقطع بين مجاهد و عمر ، و قد سكت عنه السخاوي في " المقاصد

الحسنة " ( ص 56 ) .

( تنبيه ) لقد ظلم هذا الحديث من قبل من خرجه من العلماء *المناوي فقال في " فيض

القدير " : رمز المصنف لحسنه ، و ليس كما ذكر ، فقد قال الهيثمي : فيه كثير بن

مروان و هو كذاب . اهـ ، و قال في " الفتح " : في سنده كثير بن مروان متروك "

قلت : و المناوي أكثرهم جميعاً بعداً عن الصواب ، فإن كلامه هذا الذي يرد به على

السيوطي تحسينه إياه صريح أو كالصريح في أن هذا المتروك**في إسناد أبي نعيم

أيضاً ، و ليس كذلك كما عرفت من هذا التخريج ، و لذلك فالمناوي مخطئ أشد خطأ ،

و الصواب هنا في هذه المرة مع السيوطي لأن الإسناد الأول حسن إما لذاته كما

نذهب إليه ، و إما لغيره و هذا أقل ما يقال فيه ، و شاهده الذي يصلح للاستشهاد

إنما هو حديث عمر ، و هو و إن كان موقوفاً فمثله لا يقال من قبل الرأي ، بل فيه

إشعار بأن هذا الحديث كان معروفاً عندهم ، و لذلك لم يجد عمر رضي الله عنه ضرورة

للتصريح برفعه . و الله أعلم .


انتهى من " الصحيحة "

1647


وعلى كلام شيخنا الإمام بعض الملحوظات :



1- هذا الحديث لا وجود له في " مسند الطيالسي " وعليه :


2- فيجب النظر في الطريق إلى الطيالسي كما هو ها هنا وعليه :


3- قول شيخنا من طرق مما لا يفيد شيئاً ؛ فالمدار على من لم يوثقه أحد :


4- الأول : عبد الله بن محمد بن عمر بن يزيد الزهري وهو ممن ترجمه

أبو نعيم في "تاريخ أصبهان " ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .


الثاني : محمد بن عمر بن يزيد الزهري وهو والد الأول وهو ممن ترجمه أبو نعيم كذلك ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

نعم طريق أبي الشيخ الأصبهاني فيها المجهول

( الولد) ولم يذكر أباه في السند .


5- أين تلاميذ الطيالسي عن هذه الرواية التي انفرد بها هذان المجهولان من دون بقية تلاميذه الكثر ومنهم الإمام أحمد ؟!

وعند تذكر كلام مسلم في مقدمته عن الحديث المنكر*

( ص4 ) إذ يقول :

*" فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره أو لمثل هشام بن عروة وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس والله أعلم " .



أقول يتبين لنا مما تقدم أن هذا الحديث منكر ؛ وبخاصة :


6- أن الإمام أحمد سئل عن هذا الحديث فقال كما في " المنتخب من علل الخلال " لابن قدامة برقم*

( 26 ) :

وسألت أبا عبدالله :

أتعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال :*

"قيلوا، فإن الشياطين لا تقيل"؟.

فقال: لا أعرفه؛ إنما هذا: عن منصور، عن مجاهد، عن عمر" .*

فأحمد لم يعرف حديث شيخه هذا - على فرض صحته ورواية الطيالسي له - مما يؤكد نكارة الحديث وانفراد هذين المجهولين بروايته .


7- لو سلمنا جدلاً بأن الطيالسي رواه حقاً ؛ فإن الإسناد ليس بحسن أصلاً ؛ فإن عمران القطان فيه جرح مفسر بكثرة مخالفته ووهمه كما جزم الدارقطني ؛ فهو ضعيف لسوء حفظه .


8- وقتادة مدلس وقد عنعنه .


9- وطريق أنس الأخرى التي ذكرها الإمام الألباني لا يستشهد بها ففيها : كثير بن مروان وهو كذاب على الصحيح لا متروك فقط !*

وعباد بن كثير هو البصري جزماً لا الرملي كما ذكر الذهبي في ترجمة الأول من " الميزان " وأنه هو صاحب حديث : " قيلوا .... " بلا شك ؛ وهو ضعيف جداً ؛ فالطريق هذه لا تصلح كذلك في المتابعات والشواهد .


10 - وأما الشاهد الموقوف عن عمر فمع كونه منقطعاً بين مجاهد وعمر فقد علقه الإمام أحمد عن منصور .



والخلاصة : الحديث منكر ليس له أصل من حديث الطيالسي ؛ فلا جرم لم يعرفه الإمام أحمد لذلك ؛

فينقل من " الصحيحة " إلى " الضعيفة " .*
منقول