بسم الله الرحمن الرحيم:
********
يقول الأخ أحسن الله إليكم:
قلتم البارحة لا ينبغى للداعية إذا خطب فى الناس أن يقول هذا مجتمع فاسد أو نحو ذلك ، ونحن يا شيخ فى بعض المجتمعات نُعاني بُعدا شديدا عن الدين ونعلم أن مثل هذا الإسلوب غالبا ما يؤثر فى الناس ، فأرشيدونا إلى المنهج الصحيح ؟
الجواب

أولا: نقول شيئ مهم جدا يا أخوة ليست القضية قضية التأثير وإنما القضية قضية المشروعية ، أول أمر نظر إليه هل هذا الأمر مشروع أو غير مشروع ، فالمشروع خير كله وبركة كله ولو لم يكن له تأثير ظاهر كبير ، وغير المشروع لا خير فيه لأنه لا يجمع على الخير وإنما يجمع على صاحبه .
هناك فرق بين أن يجتمع الناس على الخير وبين أن يجتمعوا على المتكلم ، الإجتماع على المتكلم إجتماع وقتي متأثر بالمتكلم يتغير بتغير المتكلم ؛ ولذلك بعض الناس الآن تجدوه اليوم يقول هذا الفعل كفر مخرج من الملة بعد شهر الشيخ الذى كان يقول إنه كفر مخرج من الملة يقول هذا من الأمور المباحة ، فتجد نفس الشخص يعود ويقول هذا من الأمور المباحة ،لأنه تأثر بنفس القائل وليس بالخير.
أما التأثر بالمشروع فهو تأثر بما شرعه الله ، ثبت عليه القائل أو لم يثبت عليه القائل.
فهذه قضية مهمة جدا .
ثم سيأتينا إن شآء الله أنه لا يشرع للمؤمن أن يصف المجتمع المسلم بالهلاك أو الفساد ، فإن الأمة لا تزال بخير فيها عبادها وفيها صالحوها وفيها طلاب العلم ولو كثر فيها الفساد ، وإن شآء الله سنعلق على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ، لكن لا يجوز وصف المجتمع المسلم بأنه جاهلي ، لا يجوز للداعية أن يأتي ويقول نحن نعيش في مجتمع جاهلي هكذا بإطلاق أو مجتمعنا لا خير فيه ، لكن أن تذكر داءً من الأمراض الموجوده لا بأس أن تقول يوجد فينا فساد ؛ لا بأس ، لكن تقول هذا مجتمع جاهلي فاسد فهذا في الحقيقة ليس من المشروع.

*****************************************
.بيان حكم وصف المجتمع بالفساد مطلقا للشيخ الدكتور سليمان الرحيلي حفظه الله من شرحه للوصيّة الصغرى لشيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله.

** من هنا **

م: الآجري.