أمَّا عن خلقه وأخلاقه وصفاته، فأنا شخصيًا ما وجدت حقيقةً مثله في رحابة الصدر لطلاب العلم، جالسنا علماءنا الكبار ولكن الشيخ ربيع حقيقةً من يجلس معه مجلس كأنه يعرفه من عشر سنين أو عشرين سنة، ينشرح صدرك للجلوس معه، وقاصديه وزواره يعرفون ذلك تمامًا.
متواضع في مسكنه وفي ملبسه ومركبه ولا يحب الترفُّه، كريم، ودائمًا سمح، يرحب بطلبة العلم وبالمشايخ ويحب مجالستهم، ومجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة والتحذير من البدعة وأهلها، هذا يعرفه كل من زار الشيخ وجلس معه، ما يضيع الوقت، فعند الشيخ تواضع عجيب، يحب طلبة العلم حتى أن بيته الآن في مكة كخلية النحل، إذا جئت في المواسم ستعرف مكانة هذا الرجل عند طلاب العلم.
ولا يكاد يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداه أو عشاه بمفرده، من كثرة من يزوره ومن محبته لطلاب العلم، وهو من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة، الداعين لها وإلى عقيدة السلف الصالح، تجده محترق دائمًا على السنة، دائمًا محترق على عقيدة السلف، قَلَّ مثله في هذا العصر وأقولها صراحة.
في عصرنا علماء أفذاذ لا شك ولا ريب ولكن مثله قليل، يغضب للسنة ويكره أهل البدع، والشيخ ربيع-حفظه الله-يتأسى بالنبي-صلى الله عليه وسلم-في سيرته ودعوته وتعامله مع إخوانه السلفيين أهل السنة، فلهم معاملة خاصة ومع المخالفين طريقة أخرى.
فهو مع السلفيين: الأخ، والصاحب، والصديق، والشيخ والوالد، والموجه، والناصح، والرفيق، ودائم البشر.
ومع المخالفين: لا تظن أنه شديد لا، الشدة قد تكون الكلمة هذه في مقام الذم، لكنه شديد في الحق، ولكنه مع المخالف رفيق يرفق بهم، هو الناصح لهم المحب لهم الخير، ويحب رجوعهم إلى الخير وهو أحب إليه من أكله وشربه-حفظه الله-، وأعرف ذلك من مجالسته، وبمناقشته في مجالسنا الخاصة، عندما نخلوا مع بعض لا أجد في قلبه الغل والحقد والحسد على مخالفيه.
وهناك أمر لا بد أن يعرفه القاصي والداني: أن الشيخ لا يظهر الرد على أحد ممن خالفه-وأعني: من خالف منهج السلف الصالح-، ولا يشهره ولا ينشره إلا بعد أن يبذل الجهد في النصح له سرًا، إمَّا مشافهة وإمَّا مكاتبة وإمَّا مهاتفة، وقد يطول صبر الشيخ على بعضهم، فلا يخرج كتابًا في المخالف إلا بعد أن يطفح الكيل كما يقال، ويتجاوز المخالف مخالفته وتظهر خطورة هذا المخالف للكتاب والسنة، فعند ذلك الشيخ ومن غير هوادة دفاعه عن السنة ونبذه للبدعة فيدحر أقوال الخصم بالدليل والبرهان.
حتى أن البعض من السلفيين المحبين للشيخ ينتقد على الشيخ تأخره في الرد على فلان أو فلان من الناس مع ظهور وبروز مخالفته، ولم يعرفوا أن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي كان يرجو مالا يرجون ويصبر على بعض المخالفين الذين يلتمس لهم الشيخ الرجوع ويلتمس فيهم العودة والصلاح للمنهج الصحيح، ولم يكن متعجلًا في ذلك لأنه لم يكن همه الرد على زيد أو عمر ولكن قصده هو رجوع المخالف وخاصة من يظن أنه على المنهج الصحيح في الأصل.
لسماع المقطع الصوتي:
(لم يكن همه الرد على زيد أو عمر ولكن قصده هو رجوع المخالف)
قام بتفريغ أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الخميس الموافق: 9/ صفر/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.من محاضرة للشيخ جمال بن فريحان الحارثي بعنوان:
(جهود الشيخ ربيع في نشر السنة)



رد مع اقتباس
