شبكة الأمين السلفية - Powered by vBulletin
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الرد الوافي على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي ( في حلقات متتابعة ) للشيخ أبو فريحان جمال الحارثي حفظه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    356

    الرد الوافي على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي ( في حلقات متتابعة ) للشيخ أبو فريحان جمال الحارثي حفظه الله

    لقاء الدكتور أحمد الكبيسي يوم الجمعة الموافق 30 مارس 2012 ضمن برنامج “وأخر متشابهات” على قناة دبي.

    ۞ ۞ ۞



    الرد الوافي
    على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي



    الحلقة الأولى


    ۞ ۞ ۞


    السلام عليكم ورحمة الله


    لقد كان اللقاء طويلا ومشحوناً بالطعن في معاوية بن أبي سفيان من قِبَل الدكتور أحمد الكبيسي بل وصفه بالردة عن الإسلام إلى آخر ما قال .. وسيأتي كلامه من خلال هذا المقال الموسوم بـ
    " الرد الوافي على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي



    وابدأ مستعينا بالله تعالى وما توفيقي إلا بالله، فأقول:


    قال الدكتور الكبيسي: "الصحابة نوعين"


    الرد:


    عندنا مثل يقول: "مِن بَعْره فُت على ظهره" ،
    نقول لك كما أجبت أنت السائل: (نبؤني بعلم).



    من سبقك بهذا التعريف يا كبيسي بأن "الصحابة نوعان"؟


    صحابة لهم تقديس ومنهي عن سبهم، وآخرون ليسوا كذلك ؟؟


    { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }


    ۞ ۞ ۞


    قال الكبيسي:


    " الصحابي نوعين: الصحابي لغة:كل من رأى النبي أو النبي رأه...
    كلهم صحابة كل من شاف النبي والنبي شافه يسمى صحابي .واحد".



    الرد:


    هذا تعريف فاسد وباطل يا من تقول عن نفسك:
    " وتعلمنا وقرينا ".



    ماذا تعلمت وماذا قرأت؟
    "هذه أٌمور أوليات العلم" كما قلتَ أنت.



    هل هذا هو التعريف اللغوي للصحابي الذي تعلمته ياكبيسي ؟


    اسمع لأهل العلم والاختصاص ماذا يقولون:


    الصحابي في اللغة: "صَحِبَهُ يَصْحَبُهُ صُحْبَةً بالضم، وصَحابة بالفتح. وجمع الصاحِب: صَحْبٌ وصُحْبَةٌ، وصِحابٌ، وصُحْبانٌ.


    والأصحابُ: جمع صحب.


    والصحابة بالفتح: الأصحاب، وهي في الأصل مصدرٌ.


    وجمع الأصحابِ أصاحيبُ.


    وأَصْحَبْتُهُ الشيءَ: جعلته له صاحباً، وكل شيء لاءَمَ شيئاً فقد استصحبه".
    الجوهري في "الصحاح في اللغة"، مادة "صحب"، و"القاموس المحيط" للفيروز آبادي، و"مختار الصحاح" للرازي، و "لسان العرب" لابن منظور.



    وبهذا التعريف اللغوي؛ يتبين: أنه لا فرق في المعنى الغوي بين أن يكون الصاحب مسلما أو غير مسلم، بين أن يكون عادلا أو فاسقا ، بين أن يكون برا أو فاجرا، يقال : فلان صاحب فلان.


    وأنت يا المدعي العلم لنفسك تجعل المعنى اللغوي للصاحب هو التعريف الشرعي والاصطلاحي لصاحب الرسول صلى الله عليه وسلم، فيكون بذلك؛ مِنْ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم مَن يكون كافراً أو فاسق أو فاجرا. نعوذ بالله من الحور بعد الكور.


    ۞ ۞ ۞


    تنبيه:


    قولك يا كبيسي يا متعالم في تعريف الصحابي:
    " كل من رأى النبي أو النبي رآه كلهم صحابة كل من شاف النبي و النبي شافه فهو يسمى صحابي ".



    هذا التعريف من أبطل التعاريف من وجهين:


    الأول: في قولك: " كل من رأى النبي "، فيخرج من مسمى الصحابة؛ الأعمى كابن أم مكتوم، ويدخل في الصحابة الكرام من رأى النبي ولم يُسلم، أو من رآه وأسلم ثم ارتد ومات كافراً كابن خطل وربيعة بن أمية .


    فهل تعقل ما تقول يا كبيسي؟


    الثاني: في قولك: " أو النبي رآه "، فيدخل في عداد الصحابة الكرام أيضاً من رآه النبي من المشركين واليهود ولم يدخل في الإسلام في حياة النبي، أو من رآه النبي وأسلم ثم ارتد ومات كافراً.


    فهل تعي يا كبيسي لما يخرج من رأسك ؟؟


    لذا قلنا عنك أيها الكبيسي؛ أنك متعالم ومن أدعياء العلم بل أجهل من حمار أهلك ـ ولا كرامة ـ لأنك لم تُحرر المسألة في تعريف الصحابي كما حررها أهل العلم أهل السنة ـ وإن كنتَ لست منهم ـ.


    ۞ ۞ ۞


    قال الكبيسي:


    " يبقى عندنا هناك صحابي بمعنى الفضل والحماية والتقديس والذي نهى النبي عنهم اللي نهى حتى خالد ".


    الرد:


    { نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }.


    من أين لك هذا التعريف، أن الصحابي: بمعنى؛ الفضل والتقديس؟؟


    في هذا التعريف للنوع الثاني من الصحابة يتبين من قول الكبيسي أن النوع الأول الذي عرّفهم به لغويا؛ ليسوا من أهل الحماية والتقديس ولا من الذين نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكلام فيهم، ولم يقل بهذا أحدٌ من أهل السنة ـ وإنْ كنتَ يا كبيسي لست منهم قطعاً ـ.


    وبهذا يتبين أن الذي حررناه أعلاه وهو لازم قول الكبيسي؛ أن مِنْ أصحاب النبي من هو كافر وفاسق وفاجر. والعياذ بالله. لأنه لم يجعلهم من النوع الثاني الذين لهم الحمياة والقداسة، وهذا في تعريف الكبيسي الذي لم يسبقه إليه أحد فيما أعلم. والله أعلم.


    أما تعريف الصحابي اصطلاحاً كما قرره أئمة الحديث والسنة ـ وأنت لست منهم طبعاً ـ فهو باختصار:


    " الصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام ولو تخللت ردة في الأصح ".
    انظر "نزهة النظر شرح نخبة الفِكَر" (ص/52).



    وحكا الشوكاني قول الجمهور، فقال:
    " ذهب الجمهور إلى أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ولو ساعة سواء روى عنه أم لا ".
    "إرشاد الفحول" (ص/129).




    فانظر أخي المسلم إلى دقة كلام أهل العلم وأئمة الهدى وقارنه مع كلام المتعالم الكبيسي أهل الضلالة.


    يقولون: من لقي النبي، فيدخل هنا الأعمى كابن أم مكتوم، والصغير كالحسن رضي الله عنهم أجمعين.


    والكبيسي يقول: من رأى النبي.


    يقولون: مؤمناً به، فيخرج الكافر الذي لقي النبي ولم يُسلم.


    والكبيسي لم يقيد بل أطلق الرؤية.


    يقولون: ومات على الإسلام، فيخرج الذي ارتد.


    والكبيسي أطلق، فيدخل في مسمى الصحابة من ارتد.


    ۞ ۞ ۞


    قال الكبيسي:


    " إللي هما الأنصار والمهاجرين والرضوانيين حصراً، لأن هذول قال: {والذين اتبعوهم بإحسان }،الأنصار والمهاجرين هذول هما محميين حماية كاملة وسبهم كفر، لا لأنهم صحابة، لأن النبي أوصى بهم وحماهم، والله قال: {رضي الله عنهم ورضوا عنه }.. رضي عن الأنصار والمهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان إللي هم الرضوانيين هذولا معدودين مابين أربعمية أو خمسمية واحد، والباقي كلهم .. ".


    الرد:


    سبحانك ربي هذا بهتانٌ عظيم .


    واضح من كلام الكبيسي أن من ذكرَ هم الصحابة فقط وغيرهم ليسوا صحابة.


    فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: خالد بن الوليد الذي قال عنه الكبيسي:
    " يساوي الامة كلها اليوم وكل يوم ".



    فهل مساواة خالد الأمة اليوم لأنه من الصحابة أم لشجاعته وبسالته في الحروب ؟


    نستبعد الأولى قطعا، لأنك حصرت الصحابة في الفئات الثلاثة ( المهاجرين والأنصار وأهل الرضوان ) وخالد ـ رضي الله عنه رغم أنفك ـ ليس من أحد من الثلاث.


    وكذلك أبا هريرة وجرير بن عبد الله البجلي والأقرع بن حابس، ومسلمة الفتح، وما بعد الفتح وما قبله، كل هؤلاء وغيرهم ليسوا صحابة عند الكبيسي.


    ويتبين ذلك من آخر كلامه أيضا، حيث أثبت الصحبة والترضي على المهاجرين والأنصار والرضوانيين،


    ثم قال: والبقي كلهم .. ـ وقد غط صوته بكلمة لم تُسمع ـ ولكن من سياق حديثه مفهوم؛ أن الباقين ليسوا من الصحابة وليسوا محميين وليسوا أصحاب قداسة.


    ۞ ۞ ۞


    قال الكبيسي:


    " مر النبي صلى الله عليه وسلم مر وسمع خالد بن الوليد ...


    ۞ ۞ ۞


    .... يتابع ....


    ۞ ۞ ۞



    كتبه
    أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
    17/جمادى الأولى/1433هـ.



    المصدر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    356

    افتراضي رد: الرد الوافي على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي ( في حلقات متتابعة ) للشيخ أبو فريحان جمال الحارثي حفظه الله

    الحلقة الثانية

    من المقال الموسوم بـ:


    الرد الوافي
    على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي

    ۞ ۞ ۞

    قال الكبيسي:

    " مر النبي صلى الله عليه وسلم مر وسمع خالد بن الوليد سيف الإسلام وتعرف من هو خالد والله يساوي الأمة كلها اليوم وكل يوم يتلاحى مع عبد الرحمن بن عوف، عبد الرحمن بن عوف من المهاجرين خالد من الطلقاء فقال له قال لخالد هذا رسول الله يقول: يا خالد دع عنك أصحابي ! الله الله الله يعني .. مو أصحابك؟ لا أنت مو أصحابي، جئتوني بالأخير، جئتوا بالسيف، طلقاء أنتم. هذول الأنصار والمهاجرون قال له: يا خالد: والذي نفس محمد بيده لو أن أحدكم أنفق مثلي جبل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيف هذا حديث متفق عليه. يعني هذا الأنصاري والمهاجري والرضواني مقدس. رضي الله عنهم وهذا بس فقط الثلاثة، أما الباقين لا ".

    الرد:

    نعوذ بالله من السفهاء .

    الباقون ممن مات عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأوه وآمنوا به؛ ليسوا صحابه ؟

    وليسوا مقدسين على حد تعبيرك يا كبيسي، وليسوا من المنهي عن سبهم كما قررتَ وذكرتَ من قبل.

    بمعني يجوز سبهم لأن النبي لم يحميهم بزعمك يا كبيسي.

    ألاَ لعنة الله على القوم الضالين .

    أما جوابنا على ادعاء الكبيسي أن النبي صلى الله عليه وسلم عنا بقوله "دع عنك أصحابي" على أن خالد ليس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو من وجوه ـ مع التحفظ على العبارة التي ساقها الكبيسي : "مر النبي صلى الله عليه وسلم مر وسمع خالد بن الوليد " وكذلك: "دع عنك أصحابي" وسيأتي التعليق عليها ـ بعدُ:

    الوجه الأول:

    قال بدر الدين العيني: "الحديث لا يدل على أن المخاطب بذلك خالد والخطاب للجماعة، ولا يبعد أن يكون الخطاب لغير الصحابة كما قاله الكرماني ويدخل فيه خالد أيضا لأنه ممن سب على تقدير أن يكون خالد إذ ذاك صحابيا، والدعوى بأنه كان من الصحابة الموجودين إذ ذاك بالاتفاق يحتاج إلى دليل ولا يظهر ذلك إلا من التاريخ". "عمدة القاري".


    الوجه الثاني:

    قال أبو الطيب العظيم آبادي: " فَعُلِمَ أَنَّ الْمُرَاد بِأَصْحَابِي أَصْحَاب مَخْصُوصُونَ وَهُمْ السَّابِقُونَ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ فِي الْإِسْلَام وَقِيلَ نَزَلَ السَّابّ مِنْهُمْ لِتَعَاطِيهِ مَا لَا يَلِيق بِهِ مِنْ السَّبّ مَنْزِلَة غَيْرهمْ ، فَخَاطَبَهُ خِطَاب غَيْر الصَّحَابَة . ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ".
    "عون المعبود"، وانظر ايضاً "تحفة الأحوذي" للمباركفوري.

    الوجه الثالث:

    قال ابن حجر: " ( فَلَوْ أَنَّ أَحَدكُمْ )؛ فِيهِ إِشْعَار بِأَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ أَوَّلًا "أَصْحَابِي" أَصْحَاب مَخْصُوصُونَ ، وَإِلَّا فَالْخِطَاب كَانَ لِلصَّحَابَةِ ، وَقَدْ قَالَ " لَوْ أَنَّ أَحَدكُمْ أَنْفَقَ " وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } ، وَمَعَ ذَلِكَ فَنَهْي بَعْض مَنْ أَدْرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَاطَبَهُ بِذَلِكَ عَنْ سَبّ مَنْ سَبَقَهُ؛ يَقْتَضِي زَجْر مَنْ لَمْ يُدْرِك النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُخَاطِبهُ عَنْ سَبّ مَنْ سَبَقَهُ مِنْ بَاب الْأَوْلَى ، وَغَفَلَ مَنْ قَالَ إِنَّ الْخِطَاب بِذَلِكَ لِغَيْرِ الصَّحَابَة وَإِنَّمَا الْمُرَاد مَنْ سَيُوجَدُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ الْمَفْرُوضِينَ فِي الْعَقْل تَنْزِيلًا لِمَنْ سَيُوجَدُ مَنْزِلَة الْمَوْجُود لِلْقَطْعِ بِوُقُوعِهِ ، وَوَجْه التَّعَقُّب عَلَيْهِ: وُقُوع التَّصْرِيح فِي نَفْس الْخَبَر بِأَنَّ الْمُخَاطَب بِذَلِكَ خَالِد بْن الْوَلِيد وَهُوَ مِنْ الصَّحَابَة الْمَوْجُودِينَ إِذْ ذَاكَ بِالِاتِّفَاقِ" . "فتح الباري".

    فكلهم صحابة، لكن المراد؛ الذين لهم الصحبة الأولى، والذين تقدموا في الصحبة قبل فتح.

    لأن المقصود بـ {الْفَتْحِ} هنا في الآية؛ في قولٍ؛ هو فتح الحديبية،

    قال به: أبو سعيد الخدري والشعبي والزهري وعبد الرحمن السعدي وقال في "تفسيره": " المراد بالفتح هنا هو فتح الحديبية، حين جرى من الصلح بين الرسول وبين قريش مما هو أعظم الفتوحات التي حصل بها نشر الإسلام، واختلاط المسلمين بالكافرين، والدعوة إلى الدين من غير معارض، فدخل الناس من ذلك الوقت في دين الله أفواجا، واعتز الإسلام عزا عظيما، وكان المسلمون قبل هذا الفتح لا يقدرون على الدعوة إلى الدين في غير البقعة التي أسلم أهلها، كالمدينة وتوابعها، وكان من أسلم من أهل مكة وغيرها من ديار المشركين يؤذى ويخاف ".

    ويؤيد القول بأن صلح الحديبية يُعتبر فتحاً للإسلام والمسلمين قوله تعالى: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا }.

    قال الطبري في "تفسيره" على هذه الآية: " وأما الفتح الذي وعد الله جلّ ثناؤه نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم هذه العدة على شكره إياه عليه، فإنه فيما ذُكر الهدنة التي جرت بين رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وبين مشركي قريش بالحديبية.

    وذُكر أن هذه السورة أُنزلت على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم منصرفه عن الحديبية بعد الهدنة التي جرَت بينه وبين قومه، وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) قال أهل التأويل".

    قلت: قول الطبري رحمه الله: " وذُكر ..."؛ هو من ألفاظ التمريض، فقد يتوهم البعض أن الرواية ضعيفة وليس كذلك، كم أنه لم يقصد ذلك رحمه الله؛ إذْ أنه من كبار أئمة الحديث، والحديث في سبب النزول صحيح.

    فعن أَنَس بْنَ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ } إِلَى قَوْلِهِ { فَوْزًا عَظِيمًا } مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْىَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَقَالَ: ( لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَىَّ آيَةٌ هِىَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا).
    أخرجه: أحمد، ومسلم. وصححه الألباني في "صحيح الجامع".


    وهنا ثمةَ تذكير بحديث مماثل:

    فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: ( السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا )، قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: ( أَنْتُمْ أَصْحَابِى وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ).
    أخرجه: أحمد، ومسلم.

    فأطلق على جميعِ مَن عنده صلى الله عليه وسلم؛ أنهم أصحابه ولم يُعيّن أحداً دون أحد بهذا الوصف ، لأنه لم يكن مقام مفاضلة بينهم، كما هو الحال فيمن أنفق قبل الفتح وقاتل ومن انفق بعد الفتح وقاتل، ومما لا شك فيه ولا ريب؛ أن مِن بين من تحدث فيهم صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث؛ من ليس بمهاجرٍ ولا أصاريٍ ولا رضواني، وهاك هذه اللطيفة:

    هذا الحديث كان في السنوات الثلاث الأخيرة من عمره صلى الله عليه وسلم ولا شك، حيث أن الراوي لهذا الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه وليس بمهاجر ولا أنصاري ولا رضاني، ومن المعلوم المتفق عليه أن قدومه إلى المدينة كان في السنة السابعة من الهجرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر وشهد خيبر مع النبي، فدخل بهذا الحديث هو وغيره في عداد الصحابة ـ وإن رغِمَت أنوف ـ.

    فهلَّا تأملتَ أيها الكبيسي وتعلمتَ قبل أن تتزبب ؟؟

    فإن أصريّتَ على أن الصحابة هم المهاجرين والأنصار والرضوانيين؛ فأنت أحد رجلين:

    رجل مكذب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكفر بذلك على علم.

    أو رجل جاهل وصاحب ضلالة مبتدع.

    فاختر لنفسك أحلاها. وأحلاهما مُرٌّ.

    ومثل هذا حديث أَبِى الدَّرْدَاءِ رضى الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: ( أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ ) . فَسَلَّمَ ، وَقَالَ إِنِّى كَانَ بَيْنِى وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَىْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِى فَأَبَى عَلَىَّ ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ: ( يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ) . ثَلاَثًا ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِى بَكْرٍ فَسَأَلَ أَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا لاَ . فَأَتَى إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ، فَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ . فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِى إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ. وَوَاسَانِى بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِى صَاحِبِى).
    أخرجه: البخاري.

    الشاهد في هذا الحديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِى صَاحِبِى) يخاطب الحاضرين ويصف أبو بكر بأنه صاحبه، مع أن الخطاب بصيغة الجمع للحاضرين، إلا إن المعني والمتسبب في هذا الحديث هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه.


    فالسؤال مطروح للكبيسي أحمد:

    ألستَ تؤمن أن عمر بن الخطاب صحابي بل من المهاجرين المحميين من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل القداسة ـ على حد تعبيرك وفهمك ـ ومن المنهي عن سبه ؟

    فلماذا يخاطبه الرسول ومن معه بـ ( ... تَارِكُو لِى صَاحِبِى).

    فهل تفهم يا كبيسي أحمد؛ أن أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط دون بقية المهاجرين والأنصار؟

    وحار جوابا.

    اللهم فقهنا في الدين .

    ۞ ۞ ۞

    أما التعليق والرد على نص الحديث الذي أورده الكبيسي فهو على النحو التالي:

    قال الكبيسي:

    "مر النبي صلى الله عليه وسلم مر وسمع خالد بن الوليد سيف الإسلام".

    الرد:

    ليس في طرق الحديث : أن النبي مر وسمع ...

    وإنما بلغ النبي ذلك ففي الحديث:
    "فَبَلَغَنَا أَنَّ ذَلِكَ ذُكِرَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم".

    وسيأتي الحديث بتمامه ان شاء الله بعد أسطر.

    فلعل الكبيسي أتى بها من كيسه، لا سيما أنه عزا الرواية للصحيحين.

    ۞ ۞ ۞

    قال الكبيسي:

    "وهذا رسول الله يقول: (يا خالد دع عنك أصحابي) ".

    الرد:

    أولاً: الخطاب لم يكن لخالد بعينه، بمعنى لم يكن بصيغة المفرد المخاطب، نعم كانت الواقعة بين خالد وابن عوف وهي سبب الحديث، ووقع بصيغة الجمع، فأول الحديث: ( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ) أو ( دَعُوا لِى أَصْحَابِى )، كلا اللفظين صحيح.

    فعَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ كَلاَمٌ فَقَالَ خَالِدٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ تَسْتَطِيلُونَ عَلَيْنَا بِأَيَّامٍ سَبَقْتُمُونَا بِهَا. فَبَلَغَنَا أَنَّ ذَلِكَ ذُكِرَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ:
    ( دَعُوا لِى أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقْتُمْ مِثْلَ أُحُدٍ أَوْ مِثْلَ الْجِبَالِ ذَهَباً مَا بَلَغْتُمْ أَعْمَالَهُمْ).
    أخرجه: أحمد، وصححه الألباني في "الصحيحة"، وأخرجه البزار من حديث أبي هريرة.

    وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:
    ( لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ ).
    البخاري، ومسلم من حديث أبي هريرة.

    أما العبارة التي ذكرها الكبيسي " يا خالد دع عنك أصحابي"، فلم أجدها في شيءٍ من كتب الحديث على قلة بضاعتي. ولعلها تكون في كتب السيرة، لكن الكبيسي عزاه للصحيحين. فتأمل.

    فعلى الكبيسي ـ الذي تعلم وقرأ ـ أن يُثبت لنا هذا اللفظة في الصحيحين ولا بأس أن يأتي بها من كتب الحديث المسندة ويأتي بالمرجع، شريطة أن يكون بسند صحيح، أو يعترف أنه جاهل ومتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: ( لاَ تَكْذِبُوا عَلَىَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ). البخاري.

    وقال صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ). متفق عليه.

    وقال عليه الصلاة السلام: ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ).
    أخرجه: أحمد، ومسلم في "مقدمة صحيحه".

    ۞ ۞ ۞

    قال الكبيسي وهو يروي الحديث:

    ..... يتابع ......

    ۞ ۞ ۞

    كتبه
    أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
    17/جمادى الأولى/1433هـ.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    356

    افتراضي رد: الرد الوافي على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي ( في حلقات متتابعة ) للشيخ أبو فريحان جمال الحارثي حفظه الله

    الحلقة الثالثة

    من المقال الموسوم بـ:


    الرد الوافي
    على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي



    قال الكبيسي وهو يروي الحديث:
    "لو أن أحدكم أنفق مثلي جبل أحد ذهباً" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى وذلك على قناة دبي ـ والتي نشكر لها والقائمين عليها موقفها المشرف بالاعتذار عما بدر من الكبيسي وقد تبرأت منه ـ.

    الرد:
    لفظة: "مثلي جبل" لم ترد في الحديث لا من طريق ضعيفة ولا موضوع، ناهيك أن تكون صحيحة.
    أفلا تركت التصدر ورجعت إلى الأنبار علّ الله أن يهلكك بقذيفةِ خارجيٍ أو رافضي ويريح الأمة من أمثالك.

    قال الكبيسي في عدد الصحابة:
    " هذولا معدودين مابين أربعمية أو خمسمية واحد".

    الرد:
    أين وجدت أنّ أحداً أحصى عدد الصحابة،فهذا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه ـ وهو صحابي وبين الصحابة لا يحصي أصحابه فهو ـ يُحَدِّثُ حَدِيثَهُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ ـ وهو يصف كثرة الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: " وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَثِيرٌ ، وَلاَ يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ - يُرِيدُ الدِّيوَانَ - ". يعني؛ لا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانٌ مَكْتُوبٌ. أخرجه: أحمد، والبخاري. واللفظ له.

    وكل من ذكر للصحابة رقماً إنما هو بالتقريب وليس على سبيل الحصر ويحملون ذلك على من روى عنه أو سمع منه صلى الله عليه وسلم دون من مات بالمدينة أو في المعارك، أو كان في القرى والهجر، لذا قال أبو زُرعة الرَّازي في جوابِ من قال له: أليس يُقال: حديث النَّبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث؟
    قال: "ومن قال ذا قلقل الله أنيابه؟ هذا قولُ الزَّنادقة, ومن يُحصي حديث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟! قُبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عن مئة ألف وأربعة عشر ألفًا من الصَّحابة, مِمَّن روى عنه, وسمع منه" فقيل له: هؤلاء أين كانوا, وأين سمعوا؟ قال: " أهل المدينة, وأهل مَكَّة, ومن بينهما, والأعراب, ومن شهدَ معهُ حجَّة الوداع, كل رآه وسمع منه بعرفة ". أخرجه الخطيب البغدادي في " الجامع لأخلاق الراوي".
    قال السيوطي معلقاً: " وهذا لا تحديد فيه, وكيف يُمكن الاطلاع على تحرير ذلك, مع تفرق الصَّحابة في البُلْدان والبَوَادي والقُرى". "تدريب الراوي".

    قال الكبيسي:
    " أصحاب المئيين بعد المعركة مال حنين؛ ارتدوا عن الإسلام، معاوية وغير معاوية؛ ارتدوا، النبي أعطاهم كل واحد مية ناقة ورجعوا للإسلام بالتألف".

    الرد:
    "أصحاب المئيين": هذه تسمية من كيس الكبيسي ـ صرّاف بلا حدود ـ.
    "ارتدوا عن الإسلام": هؤلاء جمع من الصحابة ! من هم هؤلاء ؟ سمِّهم لنا يا كبيسي، غير معاوية رضي الله عنه الذي ذكرت .
    (إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا). متفق عليه.
    ولا أراك إلا فاجراً كذّابا.

    "معاوية وغير معاوية؛ ارتدوا":
    أقول: كذبت ورب الكعبة يا متطاول على دين الله. أثبت العرش ثم انقش.
    والله إن معاوية رضي الله عنه أشرف منك يا كبيسي وأمة من الناس أمثالك.
    ما سمعنا بهذا القول قبلك يا كبيسي، حتى الرافضة الذين يكفرون معاوية ويلعنونه ما سمعناهم يقولون أنه ارتد يوم حنين، بل يؤرخون ردته ـ والعياذ بالله ـ بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا في هذا أورع منك ـ وبئس الورع ـ.

    والله إننا لأحقر من أن نحتاج أن نسوق شيئاً من مناقب وسيرة معاوية رضي الله عنه، ولكن كما قال المثل: "ايش أحوجك على المُر؟ قال: الذي أمرّ منه".
    ولن أطيل في سرد مناقبه رضي الله عنه لأنه غنيٌ من أن نُشهره أو نبين مناقبه بل أضع بعض الخيوط والخطوط العريضة لإقامة الحجة على السفهاء، فنقول:
    عَنِ الْعِرْبَاضِ بن سَارِيَةَ السلمي رضي الله عنه قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ). واه أحمد (4/127)، وابن خزيمة (1838)، وابن حبان (7210)، وصححه الألباني في "الصحيحة".
    وعن عبد الرحمن بن أبي عميرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لمعاوية : ( اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به ). رواه أحمد (4/216 ،365)، والترمذي (3842)، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1969).

    وعن أَنَسِ بن مَالِكٍ عن خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ قالت نَامَ النبي صلى الله عليه و سلم يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ فقلت ما أَضْحَكَكَ قال أُنَاسٌ من أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هذا الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ كَالْمُلُوكِ على الْأَسِرَّةِ قالت فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم فَدَعَا لها ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ فَفَعَلَ مِثْلَهَا فقالت مِثْلَ قَوْلِهَا فَأَجَابَهَا مِثْلَهَا فقالت ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم فقال أَنْتِ من الْأَوَّلِينَ فَخَرَجَتْ مع زَوْجِهَا عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ ما رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مع مُعَاوِيَةَ فلما انْصَرَفُوا من غَزْوِهِمْ قَافِلِينَ فَنَزَلُوا الشام فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا فَصَرَعَتْهَا فَمَاتَتْ). رواه أحمد، والبخاري (2646) واللفظ له.
    وفي لفظٍ: " أن أُمُّ حَرَامٍ قالت: سَمِعَتْ النبي صلى الله عليه و سلم يقول: (أَوَّلُ جَيْشٍ من أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قد أَوْجَبُوا [أي: فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة ])، قالت: أُمُّ حَرَامٍ قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ! أنا فِيهِمْ؟ قال: (أَنْتِ فِيهِمْ)". البخاري (2766).
    قال ابن حجر: "قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ "."الفتح" (6/102).
    الكبيسي يقول: معاوية ارتد، والرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: معاوية في الجنة. فقول من نأخذ الكبيسي الضال المضل، أم سيد ولد آدم عليه السلام ؟!

    أقول: من لم يكفه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية فلن يكفه تراب الأرض من كلام غيره صلى الله عليه وسلم.

    قال الكبيسي:
    " أنتم نواصب كما هم روافض ، هناك نواصب وهو أنتم بتوع معاوية".

    الرد:
    هل بمجر حبنا لمعاوية والترضي عنه وأنه من الصحابة؛ نكون نواصب ، بمعنى؛ أعداء لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .. يا كبيسي ؟
    يقول شيخ الإسلام بن تيمية: " ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم ... ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويَتَوَلوْنَهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: يوم غديرخم: ( أذكركم الله في أهل بيتي ) ...وَيَتَبَرَّءُونَ مِنْ طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ وَيَسُبُّونَهُمْ ، وَطَرِيقَةِ النَّوَاصِبِ الَّذِينَ يُؤْذُونَ أَهْلَ الْبَيْتِ بِقَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ". "العقيدة الواسطية".
    فنحن أهل سُنّة لسنا مثلك يا كبيسي ونحب معاوية كما نحب علياً وآل البيت جميعاً وجميع الصحابة ونترضى عليهم جميعاً مع اعترافنا بفضل علي على معاوية رضي الله عنهم جميعاً ولسنا نواصب كما نعتّنا.
    فانظر أنت من أي طائفة، لأنك بقدحك في معاوية بل وتكفيرك إيّاه؛ لست من أهل السنة إطلاقاً، بل ضال مضل مبتدع وكل بلاءٍ فيك.
    وبقولك: " أنتم نواصب ... بتوع معاوية"؛ فقد أدخلت جميع الأمة ـ أهل السنة والجماعة ـ من لدن الصحابة رضي الله عنهم إلى أن تقوم الساعة في "النواصب" أعداء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلتهم مبتدعة ضالين هذا إن لم يكونوا كفاراً عندك وعلى طريقتك ولا أستبعد.
    فبذلك ستتحمل أيها الكبيسي أحمد؛ أوزار الأمة كلها يوم القيامة، وفي الحديث يا كبيسي.
    عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ . فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ). أحمد، ومسلم.

    كيف يكون معاوية مرتداً كافراً ؟؟!!
    وقد حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَجَرِيرٌ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.
    وَمِنَ التَّابِعِينَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
    هل يجوز أن تُحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كافر يا كبيسي ؟

    قال الكبيسي:
    "أنتم بتوع معاوية، الذي ..... يتابع .....






    كتبه
    أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي

    17/جمادى الأولى/1433هـ.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد المحدود على محمد عبد المقصود للشيخ (أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي) حفظه الله
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-Dec-2013, 09:41 PM
  2. سلسلة كشف تحالف إخونجي رافضي في حلقات: كتبه الشيخ أبو فريحان جمال الحارثي
    بواسطة أبو عبد الصمد محمد بن عبد الله في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-May-2013, 03:42 AM
  3. التعليق الأليم على ما كتبه محبوا ومشجعو الهلالي سليم (حلقات متتابعة) للشيخ جمال أبو فريحان الحارثي حفظه الله
    بواسطة أم دعاء السلفية الفلسطينية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-Apr-2012, 07:29 AM
  4. الرد الوافي على الدكتور أحمد الكبيسي الهافي ( في حلقات متتابعة ) للشيخ أبو فريحان جمال الحارثي حفظه الله
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-Apr-2012, 02:04 PM
  5. الرد المحدود على محمد عبد المقصود للشيخ (أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي) حفظه الله
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-Feb-2012, 12:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •