هناك اناس من اتباع الحلبي يقولون انتم لا تستطيعون التحذير من المخالفين بل هذا من اختصاص علماء الجرح والتعديل ؟ يجيب الشيخ اسامة العتيبي


يقول السائل هناك اناس ممن يناصرون علي الحلبي في العراق يثيرون بعض الشبهات ، من هذه الشبهات انه اذا حذر السلفيون من اخطاء بعض اهل الانحراف الذين ناصرو الحلبي قالوا لهم ان هذه الاخطاء من تخصص علماء الجرح والتعديل وانتم لستم علماء فلا يحق لكم ان تتكلموا ؟
الجواب: الجواب عن هذا الامر ان يقال ان هذا الكلام تأصيلاً وتفريعاً هو فاسد والله جل وعلا يقول: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان) فهناك من المنكرات والاخطاء مما هو واضح يعرفه العامة والعلماء فهذا لا يحتاج الى عالم في الجرح والتعديل حتى يبين هذا الخطأ ويبين هذا المنكر ، وليس هذا من وظائف علماء الجرح والتعديل انهم يتخصصوا في التحذير من اخطاء الناس وانه لا يقوم بانكار المنكر وبيان الخطأ للمنحرفين والضالين الا علماء الجرح والتعديل ، هذا غير صحيح ، بل كان الفقهاء والقضاة والعلماء من جميع التخصصات يقيمون شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كل على حسب علمه وحسب قدرته وبيان هذا الخطأ يكون بالعلم والدليل والبرهان فمن ملك ذلك فانه يبين وان لم يكن من علماء الجرح والتعديل ، هناك علماء كثر ليسوا من علماء الجرح والتعديل وانكروا المنكرات وهذا امر معروف والسلف به قائمون والعلماء في عصرنا الى هذا الوقت نعرف انه هناك علماء ليسوا من علماء الجرح والتعديل ولكنهم ينكرون المنكرات ويلزم من هذا الكلام الذي يقوله هؤلاء الجهلة اننا نمنع الناس او نغلق هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية مثلاً حتى يكون القائم بها علماء الجرح والتعديل أيش الكلام الفارغ هذا ؟ هذا كلام اهل البدع والاهواء .
الامر الثاني : ان اخطاء المخطئين منها ما هو واضح وجلي ، ومنها ما هو غامض وخفي ، فالواضح والجلي لا يحتاج في ذلك الى علماء الجرح والتعديل كما سبق ذكره ، اما الغامض الخفي فهذا الذي يحتاج فيه الى علماء يبينون هذا الخطأ الخفي فقد نحتاج حينئذٍ الى بيان علماء الجرح والتعديل او الفقهاء او النحويين لبيان هذا الخطأ او علماء اللغة او علماء القراءات لبيان هذا الخطأ يعني كل خطأ له جنس معين وفن معين يبين فيه الخطأ فإذا كان قارئ يقرأ باللحن الخفي او اللحن الجلي ما نسال علماء الجرح والتعديل ليبينوا لنا اخطاء من يقرأ الفاتحة و اخطاء من يقرا القران ؟ او انه يصلح للامامة او ما يصلح ؟ وهل اذا كان الشخص مجاهر بالمعصية والفسق ننتظر علماء الجرح والتعديل ليبينوا انه لا يصلح للشهادة ؟ او عند القاضي الشاهد ما يحتاج الى علماء الجرح والتعديل ، القاضي بنفسه هو يقوم مقام العلماء هنا ، علماء الجرح والتعديل وهو قد لا يكون له علاقة بعلم الجرح والتعديل الذي هو متعلق بالتحذير من رؤوس أهل البدع او بالتحذير من الغالطين في رواياتهم يعني سواء ما يتعلق بالعدالة او بالضبط ، اذاً باب الشهادة هذا باب ايضاٍ له علاقة بالجرح والتعديل وان لم يكن المتكلم في هذا من علماء الجرح والتعديل لان هذا اصطلاح خاص ، فالمقصود ان الاخطاء الخفية تحتاج الى علماء في كل فن ليبينوا هذه الاخطاء الخفية وهذا اذا تتطرق اليه العامة وقالوا هذا خطأ وهو خفي لا يعرفه الا العلماء لا يقبل من العامة اذا كانوا مبتدئين من عندهم الكلام يعني هم الذين اخترعوا فهذا لا يقبل من العامة انما يقبل من العلماء بيان الخطأ الذي يكون خفياً .
اما الدعوة الى وحدة الاديان او الى مقاربة الاديان او المقاربة مع الروافض هذه من الاخطاء الجلية التي عند الحلبي ، كذلك الكذب واللف والدوران واكل اموال الناس بالباطل هذه من الاخطاء الجلية التي يعرفها عامة الناس .
كذلك ثنائه على محمد حسان الذي هو واضح في بدعيته وقطبيته ، وانه لا يتكلم فيه ولا يحذر منه كما كنتم قد سالتموني من قبل عن كلام مزمل عثمان فهذا من هذا القبيل ان هذه الاخطاء ظاهرة وجلية ، العامة اصبحوا يعرفونها ، التحذير من الاخوان ، من التبليغ ليست من الامور الخفية اصبحت من الامور الجلية ، في بعض الاماكن تكون خفية فالزمان يختلف عن الزمان والمكان يختلف عن المكان ايضاً ، لذلك احياناً لما ينتشر بين السلفيين التحذير من الجهمية من المرجئة من الخوارج خلاص يعرفه العامة من التبليغ من الاخوان من علي الحلبي وجماعته هذا خلاص اصبح في بعض الاماكن العامة يعرفون هذا الكلام العامي الان اذا تساله عن اسامة بن لادن ؟ يعرفه يقول لك ان هذا خارجي ، هذا تكفيري ، هذا مفسد ، نقول للعامة لا ، لا تتكلموا ، لا تحذورا من بن لادن حتى يحذر منه علماء الجرح والتعديل ؟ يعني انه لا يحق للعامي ان يحذر من اسامة بن لادن ؟ وانتم ايها العراقيون تعرفون من هو اسامة بن لادن ؟ هل يحتاج الى العلماء ليتكلموا في اسامة بن لادن ويسكت العامة ؟ ام هذا الامر قد قرره العلماء وانتهوا منه وبينوا حاله وامرهم اتضح للعوام فيحذرون من اسامة بن لادن ، فالعامة اتباع العلماء وهذا هو الوجه الثالث ، لكن المقصود في الوجه الثاني ان الاخطاء الخفية هذه يبينها العلماء ولا يبتدأ العامة في البيان الا تبعاً لعلمائهم اما استقلالاً فلا يستقلون في بيان الاخطاء الخفية فهذا من خصائص اهل العلم هم الذين يعرفون هذه الاخطاء ومدى تاثير هذه الأخطاء على المخطئ ، في الإسقاط وعدم الإسقاط ، في الهجر وعدم الهجر ، في التحذير وعدم التحذير ، هذه مردها الى العلماء .
الامر الثالث او الوجه الثالث : وهو ان العامة في المسائل الخفية لا يبتدئون لكنهم لعلمائهم يتبعون فالعالم اذا نشر كلامه في الحلبي في منطقة من المناطق واستبان امره للعامة جاز للعامة ان ينقلوا فتوى العالم تقليداً واتباعاً اذا عرفوا الدليل ويبينوا حال الحلبي بكلام العلماء دون زيادة ودون نقصان تفريط يعني بحيث لا يفهم الكلام على وجهه ، هذا المقصود بالتقصير ، لا انه ينقل بعض الاخطاء ويترك البعض يجوز له ذلك ، المهم ان العامة اذا بين لهم حال المبتدع حال اسامة بن لان حال الجهم بن صفوان حال سيد قطب حال الاخوان المسلمين حال رؤوس الكفر والنصارى واليهود ما يحتاج الى العلماء حتى فقط هم يتكلموا ، العلماء اذا بينوا العامة تبع لهم فالعامة في العراق كلهم يحذرون من اسامة بن لادن لماذا ؟ اعني بالعامة سليم الفطرة او السلفيين اما المنتكسين الذين يتبعون الخوارج هؤلاء ليس لي كلام معهم ولا فيهم لان امرهم واضح الكلام الان على من ؟ الكلام على العامة الذين يتبعون العلماء السلفيين فالعامة يلزمهم اتباع العلماء والرجوع الى الاكابر والله جل وعلا يقول: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: البركة مع اكابركم ، فانتم في العراق اذا الشيخ ربيع حذر من علي الحلبي وذكر بعض الاخطاء عليه او بعض الاصول الفاسدة التي خرج بسببها عن منهج السلف الى الابتداع ، او حذر من ابي المنار وبين انه مبتدع او حذر من فلان وبين انه مبتدع او اصحاب ابي المنار او اصحاب علي الحلبي في العراق فانتم تبينون ما بيّن العلماء ، والعامة يقلدون العلماء في ذلك وينشرون كلام العلماء بدون زياة وبدون مناظرة ، العامي لا يناظر ، العامي يحذر ويمشي يتبع كلام العالم ولا يقبل كلام اهل البدع والاهواء والشبهات ولا يجادل ولا يخاصم العامي اذا صار يخاصم انحرف حتى وان كان في البداية سلفي لا يخاصم ، العامي يبين ويمشي ويرجع الى العلماء لا الى اهل الاهواء ، لذلك قولهم ان الاخطاء لا يحذر منها الا العلماء ؟ هذا في الاخطاء الخفية والتي يكون ابتدائها من العلماء اما في الاتباع والتقليد فهذا يجوز ان ينقل العامي كلام العالم دون ان يتصدر للمناظرات وللمناقشات يبين ويمشي يقول نحن مع العلماء ولا نقبل كلام هؤلاء اهل الاهواء طبعاً هذه بعض الاوجه الدالة على فساد قولهم والا فالاوجه كثيرة لا سيما وان هؤلاء ملبسون وان هؤلاء يلبسون لانهم يزعمون الرجوع الى علماء الجرح والتعديل ؟ ثم اذا سالتموهم من العلماء ؟ قالوا لك علي الحلبي وفلان المبتدع ، اذاً رجعوا الى المبتدعة هم ارادوا بهذا فقط الابعاد عن انكاركم على هؤلاء اهل الاهواء يريدون ان تسكتوا فقط طيب قل لهم نحن نرجع الى العلماء الشيخ ربيع يحذر انا انشر كلامه لا يرضون بذلك بل يطعنون بالشيخ ربيع ويصفونه بالغلو اذاً ماذا بقي ؟ من هم علماء الجرح والتعديل ؟ ما يهم لا يرجعون الى عالم بل هم يريدون الهوى ، يقولون الشيخ العباد يقول ؟ طيب الشيخ العباد يحذر من عدنان عرعور لماذا لا تحذرون منه ؟ يقولون خالفه غيره ، اذاً المسالة ليست مسالة الرجوع الى علماء الجرح والتعديل ، مسالة هوى ، واهل السنة عندهم قواعد في قبول الجرح المفسر وعند تعارضه مع التعديل المجمل ، ومن علم حجة على من لم يعلم ، حتى ولو نقضه المعدل فليس كل نقض يكون مقبولاً ، هذا من القواعد الذي يسير عليه علماء الحديث لذلك ينبغي للعامة ان يكونوا تبع للعلماء في التحذير من اهل الاهواء وان ينشروا ردود العلماء وان يكونوا ردئاً لاهل السنة والدفاع عنهم ولا ينخدعوا بشبهات هؤلاء الذين هم اصحاب هؤلاء اهل الفتن والله اعلم .
حمل المقطع الصوتي من هذا الرابط
http://plunder.com/e01826506a