بسم الله الرحمن الرحيم
. قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - : معلوم أن قيادة الأمة تكون بصنفين من الناس لا ثالث لهما :
الصنف الأول :العلماء .
والصنف الثاني : الأمراء .
وهم المقصودون في قوله تعالى ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[ .
ومعلوم أن الأمة إذا لم يكن لها قيادة ،قيادة في دين الله تكون على أيدي العلماء ، وقيادة في الأمن ، أمن السبل ، أمن البلاد ،وتكون على يدي الأمراء ،
إذا لم تكن هذه القيادة : أصبح الناس فوضى ، أصبح كلٌ يعبد الله بما شاء ، بالهوى بغير علم ؛ فيضل هو بنفسه ويضل غيره . إذا لم يكن هناك حماية للأمن وللطرق وللبلاد عن طريق الأمراء أصبح الناس فوضى يقتل بعضهم بعضاً ,ويكسر بعضهم بعضاً ،ولا يبالون ؛لأنهم ليس لهم سلطان يحميهم كما أنَّ الأولين لا يبالون إذا خالفوا الشريعة ؛لأنهم ليس لهم علماء يقتدون بهم .
ولهذا أقول : إن من الخطأ العظيم الفادح أن يقع الناس في أعراض العلماء أو يقع الناس في أعراض الأمراء() .
نحن لا نبرأ العلماء من الخطأ ،ولا نبرأ الأمراء من الخطأ ،كلٌ يخطئ ويصيب لكن هل يجوز لنا أن نتتبع عورات العلماء وعورات الأمراء ، ثم يُتخذ من هذا وسيلة لسبهم والقدح فيهم ، وتهوين أمرهم على الناس ،وتهوين قوتهم بين الناس ؟ ! ما أعتقد أنَّ هذا جائز ! لا عقلاً ولا شرعاً () اهـ .
فقد قال ابن عساكر -رحمه الله-:
" واعلَم يا أخِي وفَّقنا اللهُ وإياكَ لمَرضاتِه وجعلنا وإياكَ ممَّن يخشاهُ ويَتقيهِ حقَّ تُقاتِه: أنَّ لحومَ
العلماءِ رحمة الله عليهم مسمومةٌ, وعادةُ اللهِ في هَتْكِ أستارِ مُنتَقصيهِم معلومةٌ, ولأن الوقيعةَ
فيهم بما هم منه بَراءٌ أمرٌ عظيمٌ, والتناول لأعراضِهم بالزورِ والافتراءِ مرتعٌ وَخِيمٌ, والاختلاف
على من اختاره اللهُ منهم لنَعشِ العلمِ خلقٌ ذميمٌ
وقال إمام أهل السنة أحمد ابن حنبل -رحمه الله-:
" لحومُ العلماءِ مسمومةٌ, من شمَّها مرضَ, ومن أَكلَها ماتَ "


رد مع اقتباس
